سهير جودة لـ الوفد: ترميم أفلام زمان حدث عظيم في مهرجان القاهرة السينمائي
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
حرصت الإعلامية سهير جودة على دعم أبطال وصناع الفيلم المصري "دخل الربيع يضحك"، المشارك فى المسابقة الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي فى دورته الـ 45، تم عرضه مساء أمس على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.
وفتحت الإعلامية قلبها لـ بوابة الوفد لتكشف عن شدة ارتباطها بالفن ومشاهدة الأفلام التي تحمل في طيتها رسالة واعية وحرصها الشديد على مشاهدة الأفلام العربية والعالمية، قائلة: " طول عمري ومن بدايتي في مجال الصحافة وأنا بحب أحضر جميع المهرجانات الفنية وأشاهد أفلامها".
واكدت ان فكرة ترميم الأفلام القديمة وعرضها ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي من أبرز واعظم التقنيه التي تمت داخل المهرجان لانها تضيف للمشاهد روح من الدفء داخل أعماق الفن الجميل، ليحدث إعجاز بلمسة عصرية تخطف القلوب وتتطمئن الروح.
وأضافت ان الفن يستطيع ان يروج لمعالم مصر السياحة باحترافية لا مثيل لها، لانها عامره بمناطق عظيمة تبلغ عمرها آلاف السنين لكنها غير معروفة، ولابد ان يحدث حل لتعقيدات الكثيرة التي تخص تصاريح التصوير لانه يبطئ ويعطل ويعوق المصلحة العامة لنشر والترويج لحضارة مصر التي لا يوجد مثلها في بلاد العالم، قائلة: " مصر أجمل بلد في الدنيا ولكن هناك بعض المسوؤلين غير مدركين اهتميتها ولا جمالها" .
وفي سياق أخر، اشارت سهير جودة على اهتمامها بمواكبة أحدث صيحات الموضة لتختار من بينه ما يتناسب مع ذوقها الرفيع وشدة اهتمامها بالرقي والاحتشام، وانها تثق كثيرًا بـ خبيرة الموضة "مريم الخولي" التي اختارت لها إطلالتها الناعمة.
واختتمت أن ذوق المرأة المصرية لا غبار عليه وانها تملك من الذكاء ما يجعلها تختار إطلالاتها بذوق ورقي لتظل تنال إعجاب جمهورها الحبيب.
فليم دخل الربيع يضحك
وتدور أحداث الفيلم، خلال فصل الربيع المعروف بطبيعته الخاصة، ويتناول أربع حكايات ما بين الأسرار والغضب والأحزان والدموع المخفية، وسط الضحكات الظاهرة، ولكن مع بداية ذبول الأزهار الزاهية، يأتي خريف غير متوقع ليختتم القصص.
فيلم "دخل الربيع يضحك" من كتابة وإخراج نهى عادل، ومن بطولة سالي عبده، ومختار يونس، ورحاب عنان، وريم العقاد، وكارول عقاد، ومنى النموري، وسام صلاح، وروكا ياسر، وإنتاج كوثر يونس وأحمد يوسف، ومنتج مشارك لورا نيكولوف وسمر هنداوي وساندرو كنعان، ومديرة تصوير سارة يحيى، ومونتاج سارة عبدالله، وتسجيل صوت مصطفى شعبان، وميكساج الصوت أحمد أبو السعد، وتلوين سامي نصار وأحمد شافعي، ومهندس ديكور سلمى تيمور، ومصممة أزياء مشيرة الفحام، ومخرج منفذ ميسون المصري، ومونتاج تتر: ماركوس عريان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاعلامية سهير جودة دخل الربيع يضحك مهرجان القاهرة السينمائى دار الأوبرا المصرية الفن الروح مصر حضارة مصر العالم الموضة أحدث صيحات الموضة سهير جودة القاهرة السینمائی
إقرأ أيضاً:
لا شيء يأتي متأخرًا
في حدود المتاح من تصوراتنا عن الحياة، نسوق الرفض، والتذمر، ونستأنس الشكوى، وتعلو كلمة "لو".
ويسحبنا الفراغ إلى مناحيه، ومساحاته، كأن زمنًا توقف.
(1)
كان الأستاذ ياسر شورى مديرًا لتحرير إحدى الصحف الأسبوعية بوسط القاهرة، صيف عام 2009، حين طرقت بابها ضمن مجموعة متقدمين للعمل كمحرر صحفي.
حملت قصاصات أعمالي السابقة بصحف شهرية، ونصف شهرية، ودلفت إلى مكتب فسيح، بعد أن نادت السكرتيرة اسمي، وخلف بابه كان الأستاذ يجلس مندمجًا في مطالعة أوراقه، ولم تستغرق مقابلتي سوى دقيقة واحدة.
سألني عن اسمي، وبعدها طلب أن اتجه مباشرةً لإعداد موضوع للعدد القادم.
ومشيت من موقعها قبالة مجلس الوزراء إلى ميدان التحرير في حضرة سؤال اللحظة: أي موضوع، وأنا لا أعرف عن القاهرة شيئًا، ولا مصدر لي ولا دليل؟.
(2)
أن تعرف وجهتك، لا يعني بالضرورة أنك ستصل في موعدك المحدد.
ساقتني مقادير التجربة إلى آفاق رحبة، تضيق بالغرور، وتتسع بالسعي، وترك النتائج على رب السماء، وامتشقت قلمًا يتماهى مع أوراق الدشت، وأمضيت 4 أشهر داخل الصحيفة ذاتها.
وكان أن تساءل "الأستاذ" عن محرر ملف خاص بالشأن القبطي، فقيل: عبد الوهاب شعبان.
واندهش لدرجة أن استدعاني، وسألني بجدية: أين تعمل خارجًا؟..وقلت: هذه أولى تجاربي المهنية.
وابتسم، ابتسامة صافية معهودة، وقال: إنني أعد قسمًا للمتابعات الإخبارية بجريدة الوفد، وستكون معي.
(3)
اتبع حلمك، يتبعك.
رميت أمر وعد "الأستاذ" للسماء، وانتشيت متأملًا "مقر الوفد"، وهو لا يعلم أني دخلته ذات مرة قبل عام، بعد أن تحدد موعد لمقابلة حد كبار المخرجين الصحفيين لرسم ماكيت لصحيفة نصف شهرية كنت أعمل بها عام 2008.
تركت وقتذاك "مالك الصحيفة" في مكتب الإخراج الصحفي، وتنقلت بين مكاتبها زجاجية الجدران، ولحسن حظي كانت خالية تمامًا، وكان صحفيوها منشغلون بمتابعة مباراة كرة قدم.
ووقفت أمام لوحتها المتخمة بقرارات مكافآت التميز، وأضمرت أمنية متبوعة بتساؤل صامت "كيف؟".
(4)
صدق القاعدة: امض ولا تلتفت.
في الصحيفة الأسبوعية بوسط القاهرة، وبعد نحو 3 أشهر من وعد "الأستاذ"، علمت أنه حصل على إجازة مفتوحة، وانشغلت بما يلقى إلي من تكليفات متعاقبة، لحصد أعلى سقف في كشف الإنتاج.
وكان أن تفوقت لحد أنا شخصيًا لم أصدقه، لكن شيئًا ما يحدث، ولا أفهمه، الصحيفة في طريقها للإغلاق، الأجواء متوترة، المحررون يغادرون واحدًا تلو الآخر، حتى انتهى كل شيء.
ووجدتني أعود صفرًا إلى منزلي، محملًا بخيبة أمل، وكشف إنتاج متخم بالتحقيقات، والحوارات، دون جدوى.
(5)
وعند لحظة اليأس المكتمل، يشق طريق العبور.
ألجأت وجهي للحائط، متوسدًا خيبتي كابن أكبر وضعته الأقدار ذات فجأة في موضع المسؤولية، وأقامته كجدار تتكئ عليه أم، وأسرة.
ورن هاتفي الصغير على غير عادته، وفوجئت بصوت جنوبي يمزج بين وداعة الوادي، وصلابة الجبل، أنت فين يا عبدالوهاب؟.
قلت: في الشارع يا أستاذنا؟.. وفهم أني في صحيفة تسمى "الشارع"، حتى أعدت عليه إجابتي مفصلة: أنا بلا عمل، لقد عدت إلى بيتي بعد إغلاق الصحيفة.
وطلب بتفاؤل الواثق أن آتي إلى "الوفد".
(6)
وبلا ترتيب، ذهبت مصحوبًا برجفة القلق، وعكار التجارب.
وهناك، وجدت رهانًا معقودًا عليّ، وإيمانًا لا ينفصل عن يقينه بقدرتي على الإجادة، وكنت وحدي وقافًا على رهبة البداية، وقلة الخبرة.
لكن، على أية حال بدأت، وصاحبتني مراحل أفول كبرى، وعثرات، ونكبات، علقتها على دعائم الصبر الجميل، ودعم الأصدقاء، وكنت آتيه شاكيًا: فيحيطني بذراعيه، وهو يقول: عد على يدك عامين/ ثلاثة على الأكثر، وستصبح عضوًا بنقابة الصحفيين.
وكل وعد "ياسري" ألقي به في فضاء الله، دون تشبت بـ"متى؟".
(7)
وغربتنا بعد أجواء طارئة على "الوفد"، من تجربة إلى أخرى، كل واحدة تسير بممحاة على أختها.
و"الأستاذ" يداعب أحلامه كل مساء، لتزهر في صباحه، ويحدثني كلما التقينا: لا تقلق.. سأقود دفة "الصحيفة" ذات يوم قريب.
وانتظر..، فلا يصح في الآفاق ضوء.
(8)
ولا ينطلق يقيني من مهارته في إدارة العنصر البشري، وقدرته الفائقة على تحريك مكامن الأفكار الخلاقة، من كوني ممتنًا لآخذ بناصيتي إلى عالم الصحافة الجادة، وفقط.
فأنا واحد من مجموعة تلاميذ أمضوا سنوات تحت رئاسته في أقسام مختلفة، وتجارب أخرى، وأشهد أنه واحد من "صنايعية المهنة"، وصناعها المهرة، يتذوق العبارات، ويصوب بصره بعناية تجاه موهوبيها.
(9)
لا شيء يأتي متأخرًا.
فالأستاذ يجلس على مقعد قيادة "بوابة الوفد"، جنبًا إلى جنب مع رفيق دربه الأستاذ "عاطف خليل"، ومن خلفهما أول من علمني فنون الكشف عما ورائيات الخبر "مجدي سلامة".
بهؤلاء يزيح ضوء جديد غبارًا عن المكان، ويهيئ الوجدان.
وأنا الحالم فقط بدخول "الوفد"، أكتب مقالًا ثابتًا، وأقود قسمًا..
وللتجارب أن تفرز نتائجها وقتما تشاء، ولا ينقطع الرجاء.