Cairo ICT 2024 يعيد تشكيل قطاع التأمين بأحدث الابتكارات التكنولوجية
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
أكد المشاركون في جلسة حوارية على هامش معرض ومؤتمر مصر الدولي للتكنولوجيا للشرق الأوسط وإفريقيا "Cairo ICT 2024"، ضرورة تبني رؤية تكنولوجية مبتكرة لتعزيز بيئة العمل التفاعلية في قطاع التأمين، مشددين على أهمية استحداث خدمات جديدة وتبسيط الإجراءات لتعزيز القطاع.
وأشاد الحضور بدور معرض "كايرو آي سي تي" كمنصة فعالة لتبادل الأفكار بين الشركات والجهات المعنية، بما يساهم في تطوير القطاع ودفعه نحو مزيد من النمو.
وتنطلق النسخة الثامنة والعشرين من معرض ومؤتمر مصر الدولي للتكنولوجيا للشرق الأوسط وإفريقيا "Cairo ICT 2024" تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، بمركز مصر للمعارض الدولية، وبرعاية الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويُعقد المعرض تحت شعار "الموجة التالية"؛ لاستكشاف أحدث الابتكارات والتوجهات التكنولوجية التي ستعيد تشكيل الصناعات والمجتمعات.
وقال هاني موسى، مدير أول تطوير الحوسبة السحابية بشركة "إي فاينانس" لتشغيل منشآت التكنولوجيا المالية، إن التطور التكنولوجي السريع يفرض على قطاع التأمين التكيف لتحقيق النجاح والاستمرارية، وأكد أن التكنولوجيا تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الكفاءة وتقديم خدمات أفضل، من خلال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وتطبيقات الهواتف الذكية.
وأشار موسى إلى خطوات تطويرية اتخذتها شركات التأمين، منها الاستثمار في التكنولوجيا لتحسين تجربة العملاء عبر تقديم خدمات رقمية واستخدام أدوات تحليل البيانات لفهم احتياجاتهم بشكل أدق. وأضاف أن هناك منصات إلكترونية تتيح للعملاء إدارة وثائقهم بسهولة.
وأضاف موسى أن الهيئة العامة للرقابة المالية تواجه تحديًا في تحقيق التوازن بين تشجيع التكنولوجيا في القطاع وضمان استقراره، من خلال وضع ضوابط تضمن الاستخدام الآمن والفعال للتقنيات.
من جانبه، قال علاء الزهيري، رئيس الاتحاد المصري للتأمين، إن قطاع التأمين يشهد تطورًا رقميًا كبيرًا، موضحًا أن الخدمات التأمينية تعتمد على توزيع المخاطر لتلبية احتياجات العملاء. وأكد أن الاستثمارات المتزايدة في أمن المعلومات أصبحت جزءًا من التأمينات الإلزامية، بما في ذلك تأمين الأمن السيبراني.
وكشف الزهيري عن دور الذكاء الاصطناعي في تسريع العمليات وتحليل البيانات، مشيرًا إلى قدرته على تحليل آلاف العمليات في دقائق، مما يدعم اتخاذ قرارات دقيقة. ولفت إلى برامج تأمين مبتكرة تسمح بتأمين السيارات لفترات محددة وفقًا لتحليل أسلوب القيادة.
أوضح عمر جودة، رئيس شركة "مصر للتأمين"، أن الشركة تسعى لإصدار وثائق تأمين للسيارات إلكترونيًا بعد التحقق من بيانات العميل، مما يعزز الكفاءة. وأضاف أن الشركة توفر إمكانية إجراء المعاينة والدفع إلكترونيًا وتسوية التعويضات بشكل رقمي.
وأوضح جودة أن استراتيجية الشركة تهدف إلى الوصول إلى قاعدة أوسع من العملاء بتكلفة منخفضة، مؤكدًا على أهمية الهوية الرقمية للمواطنين في دعم التحول الرقمي.
أشار جينو جونسون، الرئيس التنفيذي الجديد لشركة "تنمية" للمشروعات متناهية الصغر، إلى أهمية التكنولوجيا في تسهيل عملية جمع البيانات وضمان الأمان وسرعة إنجاز المعاملات. وأكد على ضرورة تحول شركات التأمين إلى شركات تكنولوجية لتحقيق تطور حقيقي في القطاع.
كما أشار شريف يحيى، نائب مساعد رئيس هيئة الرقابة المالية، إلى إطلاق الكتاب الدوري للمتطلبات الفنية في 10 أغسطس 2023، الذي يهدف إلى تأسيس قاعدة للتطور الرقمي وتعزيز الأمن السيبراني، مما أسهم في نجاح الهيئة في تنفيذ خطتها لتقديم خدمات إلكترونية متعددة.
وأضاف يحيى أن الهيئة تعمل على تطوير منصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لاختبارها في مجالات متعددة، مشددًا على أهمية الهوية الرقمية الثابتة للمواطنين.
أعلن محمد موافي، رئيس قطاع قنوات التوزيع والمبيعات في شركة "مصر لتأمينات الحياة"، عن استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق وخدمة العملاء وتسوية التعويضات، مشيرًا إلى تصميم منتج رقمي شامل "رحلة رقمية من البداية إلى النهاية" عبر قنوات التوزيع الإلكترونية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی قطاع التأمین
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟
مؤيد الزعبي
من الأسئلة التي أجد بأنها جوهرية في وقتنا الحالي، هل الذكاء الاصطناعي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟ وأنا اسأل هذا التساؤل عزيزي القارئ بعد تجربتنا الإنسانية مع التكنولوجيا المتمثلة بوسائل التواصل الاجتماعي التي جعلتنا أتعس للأسف رغم أنها وفرت لنا حاجة إنسانية مهمة متمثلة بالتواصل، إلّا أنها جعلت البشر أكثر تعاسة.
أطرح هذا التساؤل في وقت بتنا ندرك أنه بحلول عام 2030 من المتوقع أن يكون مرض الاكتئاب هو المرض الأول من حيث أعداد المصابين عالميًا، واليوم مع دخولنا عصر الذكاء الاصطناعي فهل هذه التكنولوجيا هي دربنا للسعادة أم للتعاسة؟، قبل أن تشرع في قراءة هذا الطرح أطلب منك عزيزي القارئ أن تأخذ نفسًا عميقًا وتجيب بنفسك على تساؤلي ها هنا، هل أجبت نفسك إذن حان الوقت لنشرع معًا في إكمال هذا الطرح.
ومنذ قدم البشرية ونحن نبحث كبشر عن السعادة ومصادرها وتعريفاتها، ورغم ما وصلنا له من تقدم في فهم الإنسان البشري، إلا أنه ما زال محيرًا أن نفهم السعادة وما هي دروبها، فهناك شخص يجدها في صحته الجسدية وشخص آخر يجدها في صحته النفسية، وشخص يجدها في إنجازاته ومخزونه العلمي والعقلي وآخر يجدها في مخزون جيبته وأرصدة حساباته البنكية، وشخص يجدها بالرضا وقبول القدر وآخر يجدها في تحدي الواقع وتغييره، إشكالية عميقة لا يمكن فهمها أو تحديدها بشكل دقيق. ولهذا أجد في محاولتنا لاستنجاد الذكاء الاصطناعي ليبحث لنا عن معنى السعادة في كل ما كُتب في تاريخنا الإنساني ليجد لنا تعريفًا محددًا، وهذه طريقة أجدها مناسبة جدًا لنجد تعريفًا محددًا للسعادة نقارنه بتعريف أرسطو الذي كان يجد السعادة بأنها الهدف الأسمى للحياة.
هناك اتجاه آخر قد يخدمنا لنفهم السعادة وندركها أنه الآن ومع انتشار الساعات الذكية التي باتت تقيس لك نبضات قلبك ونسبة الاوكسجين في الدم ونسبة نشاطك وتقيس تحركاتك وخطواتك ولحظات سكونك وحتى نومك أجد بأننا يمكن استخدامها لتقيس لنا درجة سعادتنا أو تعاستنا بناء على معلومات دقيقة حول أجسامنا والتي هي انعكاس لأحاسيسنا أو حتى لحالتنا النفسية، وقد قام خبراء من شركة هيتاشي بتطوير تجربة مماثلة تقوم بقياس حركة الإنسان ومدى نشاطه وسرعة تحركاته ولحظات توقفه وبناء على تحليلات الذكاء الاصطناعي تقوم بقياس مدى سعادتك أو تعاستك في هذه اللحظة، صحيح أن الشركات المصنعة للساعات باتت تختبر مثل هذه المميزات في أن تقيس لك درجة توترك بناء على قراءاتك الحيوية إلا أن التجربة تحتاج سنوات من التطوير لنصل لطريقة مثلى تكشف لنا حقيقة فيما إذا كنا سعداء أم تعساء.
الأمر الأهم الذي يوعز له الكثيرون بأنه سيعالج الكثير من مشاكلنا النفسية يتمثل بتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي والتي ستكون حلًا لكل فاقدي التواصل وستساعدهم في التحدث والتخاطر، ولكن ما قولنا أن سابق تجربتنا كبشر مع وسائل وجدت لنتواصل وأقصد وسائل التواصل الاجتماعي بأنها أصبحت سببًا لتعاستنا فكيف سيكون حالنا ونحن نخاطب نماذ ذكاء اصطناعي توليدي وليس بشر حقيقيون، وكيف سيكون حالنا لو انعزلنا عن محيطنا وانخرطنا لنتحدث مع روبوتات الدردشة أو الروبوتات التي ستتمثل على هيئة بشر في قادم الأيام، كيف سيكون حالنا عندما نصبح نُعبر عن أحاسيسنا ومشاعرنا لنماذج إلكترونية نجدها أقرب لنا من بشر مثلنا مثلهم، هل سنصل للسعادة؟، هذا هو جوهر التساؤل الحقيقي عزيزي القارئ والذي حتى الآن لا يستطيع أي شخص أن يجيبك عليه لأن تجربتنا مازالت ناقصة فلا نحن طورنا نماذج ذكاء اصطناعي بديلة عن البشر في التواصل ولا نحن اختبرناها واختبرنا طريقة تعاطيها مع الأمور.
تخيل أن يدفعنا الذكاء الاصطناعي من خلال برمجته لأن ننتحر مثلًا، ربما ليس مقصودًا أن يُبرمج ليجعلك تنتحر ولكن لكي يختصر عليك الألم، فيكون حله أن تُقدم على هذا الأمر الشنيع، وفي المقابل ربما تكون هذه الأنظمة هي الكاشفة والمكتشفة للكثير من مشاكلنا النفسية والمتنبئة بها قبل أن تصبح مشكلة أكبر وتحاول مساعدتنا لتخطيها أو تجاوزها أو حتى علاجها؛ إذن الصورة ليست كاملة حتى الآن والأمر لا يعتمد على الذكاء الاصطناعي لوحده بل يعتمد على تعامنا معه نحن البشر.
الخلاصة- عزيزي القارئ- أننا لو انخرطنا بالذكاء الاصطناعي وتجهلنا تعريف أهم من السعادة وهو تعريف الإنسان نفسه لنفسه فحينها سنخلق لنا مشكلة أكبر بأن نفقد بوصلتنا مرة أخرى فبدلًا من أن نصنع نظامًا يمكنه أن يجعل حياتنا أفضل وأسهل وأسرع فسنحوله لأداة تجلب لنا السعادة، ولكن إذا أدركنا أن كل ما نصنعه ونطوره يجب أن يخضع لمقياس واحد هو أن يجعل حياتنا "كبشر" أكثر سعادة وصحة ويسر وأنا اقولها كبشر لا كحومات ولا كشركات ولا كأنظمة إذا صنعناه للشر فحينها سيكون الذكاء الاصطناعي دربنا لحياة سعيدة فهو سيقدم لنا الحلول والتحليلات ولكن بشرط أن نُحسن استخدامه، إما إذا اسئنا استخدامه فسنعيد التجربة مرة أخرى ونجعل ما صنعناه ليطورنا يصبح أداة تهدمنا.
رابط مختصر