مازالت النخب الحزبية وبالرغم من حرب 15 إبريل 2023، التي تقضي على الأخضر واليابس، تنتج مزيدا من الأزمات على طريق الإرتزاق والكذب والهروب للأمام، فهي منساقة وراء المال والسلطة والنفوذ، عوضا عن تقديم رؤى وتصورات للخروج من حالة الحرب ومخلفاتها الكارثية على الوطن وإعادة بناء مؤسسات الدولة والمجتمع.
أذهلتني اجابة محمد الفكي سليمان العضو السابق في مجلس السيادة السوداني، على سؤال لقناة الجزيرة مباشر عن الحرب الدائرة حاليا في السودان ومصير ميليشيا الدعم السريع (الجنجويد) في حال انتهت الحرب!!
لن يتردد الرجل، حيث اجاب على السؤال اعلاه، بالقول اننا في الحرية والتغيير "قحت"، لدينا رؤية سياسية متكاملة لوقف الحرب، وستطرح هذه الرؤية قريبا، ولم يكن حزب المؤتمر الوطني المنحل جزءا من أي حل سياسي قادم.


وحول مستقبل الدعم السريع، قال محمد الفكي سليمان، أي حديث عن تدمير قوات الدعم السريع شديد الخطورة لأنه سوف يدمر القدرات القتالية للمنظومة الأمنية السودانية.
وقال، إن قوات الدعم السريع يجب أن تكون ضمن الجيش السوداني القادم، مضيفاً أن هذه القوات تمثل مختلف مكونات النسيج المجتمعي السوداني، وتم صرف الكثير من أموال دافعي الضرائب على تكوينها وتدريبها، وإن الهدف من تشكيلها منذ البداية هو إكمال القدرات القتالية للجيش.
عزيزي القارئ..
إذا كان هناك أي شكوك بوجود حلف يربط بين ميليشيات الجنجويد والحرية والتغيير "قحت"، فإجابات المدعو محمد الفِكي سليمان لقناة الجزيرة مباشرة يوم الخميس 10/8/2023، قد ازالت كل الشكوك، وان مجموعة الحرية والتغيير، هي بالفعل تمثل الحاضنة السياسية للجنجويد، وهم يتحركون اليوم في الخارج، بأموال ميليشيا الجنجويد، وذلك لتحقيق الأهداف الشيطانية لميليشيا متعددة الجنسيات.
محمد الفكي سليمان، يرى في تدمير ميليشيا الجنجويد الإجرامية التي ارتكبت من الجرائم ما لم يرتكبها جيش "هتلر"، يرى في تدميرها، خطرا على القدرات القتالية للمنظومة الأمنية، وهو بالتالي يقول صراحة، إن هذه المليشيا هنا لتبقى، ولا احد يستطيع تدميرها، لا الجيش السوداني ولا غيره!!
إن هذا الفِكي، اساء بهذا الكلام اساءة بالغة، للجيش السوداني، وأساء ايضا لملايين الأسر السودانية التي تم اغتصابها من قبل قوات الدعم السريع "الجنجويد"، ولملايين آخرين من السودانيين الذين غادروا منازلهم نزوحاً ولجوءاً اجبارياً، تحت تهديد سلاح ميليشيا آل دقلو.
يستمر الجنجويدي الصغير والانتهازي محمد الفكي سليمان الذي فقد قدرة التمييز بين الحقيقة والزيف، قائلا، إن قوات الدعم السريع يجب أن تكون ضمن الجيش السوداني القادم، مضيفاً أن هذه القوات تمثل مختلف مكونات النسيج المجتمعي السوداني، وتم صرف الكثير من أموال دافعي الضرائب على تكوينها وتدريبها، وإن الهدف من تشكيلها منذ البداية هو إكمال القدرات القتالية للجيش.
إنه بهذا الكلام، إنما ينكر وجود الجيش السوداني كمؤسسة وطنية عريقة، ويريد جيشا على مزاج ميليشيا الجنجويد، جيش يكون قوامه اجلاف وعراة النيجر وافريقيا الوسطى وتشاد ومالي وموروتانبا والكاميرون!!
إنه بهذا الكلام، لا يعترف بالجيش السوداني الحالي الذي يقاتل من أجل اخراج هذه الميليشيا من منازل وبيوت المواطنين، واخراجها من المستشفيات والمدارسي، وابعادها عن الاسواق ومن المنشآت الحيوية والطرق والكباري.
يقول الدعي محمد الفكي سليمان، أن ميليشيا الدعم السريع تمثل مختلف مكونات النسيج المجتمعي السوداني، وهو هنا يكذب ويكرر الكذب حتى يصدقه الآخرين، إذ ان الحقيقة التي يعرفها حتى هو نفسه، هي ان 80% من هذه الميليشيا، اتت من خارج الحدود تحت عنوان (الفزعة)، والفزعة جزء من تراث البدو الاجلاف، وتدخل ضمن تغليب المصالح الخاصة ومخالفة الأنظمة "انصر اخاك ظالما أو مظلوما".
أما 20% من هذه الميليشيا، افرادها ينتمون لقبيلتين فقط ، هما (الرزيقات والمسيرية)، وبالطبع ليس كل افراد القبيلتين، فالحديث إذن عن انتماء ميليشيا الجنجويد لكل مكونات النسيج المجتمعي السوداني، ياتي من باب الانتهازية. ومحمد الفكي سليمان يستخدم وصوليته لإرضاء نزواته العابرة والمزاجية، لبلوغ هدفه الاناني الخبيث.
ولأن هدفه لا يتحقق بالطرق العقلانية والقانونية والأخلاقية، فإنه لا يجد أمامه من حيل التمكين سوى أن يكون كائنا وصوليا، يتملق إلى الأسياد، يختزل الجهد، يحرق المراحل، يختصر المسافات، ويدوس على الأخلاق والأخلاقيات والدين والمبادئ.
الفكي، يبني خطابه السياسي على الشعار وليس على المشروع وبمنطق نفعي لا يسمح بتوسيع أفق النظر إلى أولويات الوطن. فالوطن، وإن كان حاضرا بشكل متواتر في خطابه، إلا أن حضوره يكون، في الغالب، إيديولوجيا تبريريا وليس مبدئيا.
ان تحالف الحرية والتغيير "المركزي"، يبحث عن السلطة السياسية بأي ثمن، في استراتيجية تدميرية تجهز على ما في السياسة من مبدئية. ولا يهم إن كانت النتيجة في النهاية هي إدخال المجتمع في نفق مسدود، ووضع الوطن على خط النـــــار.
لا يمكن ان يكون هناك أي مستقبل للشعوب السودانية في ظل غزو واحتلال ميليشيات متعددة الجنسيات للسودان، قادمة من كل انحاء افريقيا، ولا مستقبل لها أيضا بوجود أحزاب تبتسم، وتمدح ميليشيا الجنجويد، أمام تلفزة لا شعبية.
ان تحالف "قحت"، قد تواطأ مع قادة ميليشيا الجنجويد منذ البدء.. تراقصوا كيفما اتفقوا.. يخدمون أنفسهم، كلما ناداهم، المقبور (حميرتي)..
نفخوا في آل دقلو.. وقالوا لهم الوقت مناسب للانقضاض على الجيش، لتحل ميليشيا الدعم السريع (الجنجويد) محله.. وهاهم حتى اليوم وبعد مرور اربع اشهر على حرب الغدر والخيانة، ما زالوا يأملون بتدمير الجيش السوداني، ليضمنوا لأنفسهم السلطة والمال.
ان تحالف قحت الحائر المتجول في نوادي الحربائية والمواقف الثعبانية في تغيير جلود رؤيته، الفاقد لكل مصداقية، والماهر في التناقضات السياسية. يجب ان يفهم انه لم ولن يكن جزءا من سودان ما بعد حرب 15 إبريل، لتواطئه مع ميليشيا الدعم السريع (الجنجويد) في الغدر والخيانة على الشعب السوداني.
القحاتة، لم يفكروا ابدا في مصالح الشعب السوداني.. ولم يتخذوا موقعا واحدا قريبا عن مصالحه، فقد حان الوقت، ليحجزوا مكانهم في الجحيم ليحترقوا فيه ابدا.


bresh2@msn.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع القدرات القتالیة الجیش السودانی

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني: إسقاط مسيّرات أطلقتها الدعم السريع قرب سد مروي ومقر الفرقة 19 مشاة

وفقاً للفرقة 19 مشاة بمروي هذه المحاولات المتكررة لن تحقق أهدافها، وأن القوات المسلحة تواصل جهودها في حماية المقرات العسكرية وتأمين المناطق الحيوية.

الخرطوم: التغيير

قالت قيادة الفرقة 19 مشاة بمروي التابعة للجيش السودان، صباح اليوم السبت، إن الدفاعات الأرضية التابعة لها تصدّت لهجوم جوي شنّته قوات الدعم السريع بواسطة طائرات مسيّرة، كانت تستهدف مقر قيادة الفرقة وسد مروي الاستراتيجي.

وأكد البيان أن المضادات الأرضية نجحت في إسقاط عدد من هذه المسيّرات قبل أن تحقق أهدافها.

وأشارت قيادة الفرقة إلى أن الهجوم يؤكد استمرار محاولات قوات الدعم السريع لاستهداف البنية التحتية المدنية والمواقع الاستراتيجية، مؤكدة استعداد الجيش التام للتصدي لأي تهديدات تطال الولاية الشمالية.

وشددت على أن هذه المحاولات المتكررة لن تحقق أهدافها، وأن القوات المسلحة تواصل جهودها في حماية المقرات العسكرية وتأمين المناطق الحيوية.

وتشهد مناطق واسعة من السودان، منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، مواجهات دامية بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

وتتركز المعارك بشكل رئيسي في العاصمة الخرطوم وولايات دارفور إلى استهداف بعض المناطق في الشمال بالطائرات المسيّرة.

سد مروي، الواقع في الولاية الشمالية، يُعد من أكبر مشروعات البنية التحتية في السودان ويغذي البلاد بالكهرباء، مما يجعله هدفًا استراتيجيًا ذا أهمية بالغة.

وقد سبق أن حذر الجيش من محاولات استهدافه، مؤكدًا أن أي هجوم عليه قد تكون له عواقب وخيمة على المواطنين وعلى استقرار البلاد.

الوسومآثار الحرب في السودان الفرقة 19 المسيرات الانتحارية سد مروي

مقالات مشابهة

  • آخر تطورات المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع
  • الجيش السوداني: مرتزقة من اليمن ودول أخرى يقاتلون مع الدعم السريع!
  • الجيش السوداني يضع يده على مخزن صواريخ تابع لـ”الدعم السريع” 
  • الجيش السوداني يصد هجمات لـ"الدعم السريع" على مقر "الفرقة 19 مشاة" وسد مروي  
  • الجيش السوداني يصد هجمات لـ«الدعم السريع» على مقرات عسكرية
  • الجيش السوداني: إسقاط مسيّرات أطلقتها الدعم السريع قرب سد مروي ومقر الفرقة 19 مشاة
  • الجيش السوداني يحبط استهداف «الدعم السريع» لسد مروي
  • الجيش السوداني يحبط استهداف "الدعم السريع" لسد مروي
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع جنوب وغرب أم درمان
  • الجيش السوداني يحبط هجوم لقوات الدعم السريع غرب أم درمان