سودانايل:
2025-05-03@05:08:48 GMT

الوحم السياسي

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

أن يظل سياسيٌ يحلم بالجلوس على كرسي السلطة منذ نومة إظافره السياسية، فهذا وحم سياسي واضح المؤشرات ، فكثير من السياسيين السودانيين يتوحمون بالسلطة ليل نهار حتى لو تعلق الأمر بالتآمر على وطنه والتحالف مع أعداء بلاده، أو يعانق آخر يوم في حياته،وما أن يظفر بما سعى إليه وأشتهاه،يتنكر لمعارفه وأصدقائه وبعض أقاربه،فالسلطة بالنسبة له مجرد طبق شهي يغذي طوحاته وأحلامه المحدودة، الخالية من أي برنامج شامل يهدف به تطوير وطنه فيترك بصماته على جبين الإنجازات الوطنية، فضلاً عن ذلك، فإنه يرى السلطة مجرد باب مشرع يلج من خلاله إلى عالم الفساد الواسع بمختلف أشكاله وتجلياته الذي يحقق طوحاته الذاتية والثراء السريع .

يقول الطب أن المرأة عندما تمر بمتغيرات هرمونية معينة خلال الثلاث أشهر الاوائل، تتوحم، فهذه الحالة تعبير فيسلوجي ينطق به الجسد،وسرعان ما تتلاشى بعد دخولها الشهر الرابع،بيد انه يقال بوجود نوع من ممتد من الوحم يستمر إلى مابعد الولادة،وربما هذا هو النوع الذي يهيمن على بعض سياسيينا ، بدليل تشبثهم بالسلطة على أطول مدى ممكن ،لذا نجدهم أكبر مثال للفشل الذي توارثوه جيلا بعد جيل .
فهذه النزعة تؤكد بجلاء أنوية بعض السياسيين السودانيين بمختلف توجهاتهم اليمينية واليسارية وأقصى هذين الاتجاهين ،كما أنها تعتبر برهاناً جلياً على إنعدام الرؤية السياسية البرامجية،فالتجارب الديمقراطية في العالم كما هو معلوم ،تقوم على ما يقدمه السياسيون من أطروحات ومبادرات وبرامج تخاطب الناخبين وتتودد إلى قناعاتهم،فالناخبون لا يهمهم مظهر السياسي أو ما يملك من مال وأطيان،بل يجذبهم مايقدمه من برنامج طموحة وعمق التزامه الأخلاقي بتعهداته الانتخابية.
تسبب هذا النوع من السياسيين في إفشال قيام الدولة المدنية الديمقراطية،فهم لا يومنون أساساً بالديمقراطية كمؤسسة راسخة أرست دعائم دولة البرامج والشفافية والمؤسسية ،دولة القانون والمساءلة القائمة على الكفاءات ،فهذه المعطيات ترهبهم مما يجعلهم تواقين إلى إتباع أي نوع من الأنظمة وخاصة النظم العسكرية التي تلجأ دوما للاستعانة بفاقدي السند الاخلاقي ومجهولي المبادئ والقيم والبرامج الديمقراطية ، فهولاء جل همهم وجهدهم منصب في كيفية إعتلاء صهوة السلطة التي توفر لهم ما يتوحمون به من وزارة،او سفارة أو أي إدارة دستورية كانت .
هذه المعطيات تدلنا على منسأة الديمقراطية القائمة على البرامج كركيزة أسياسية للصعود على كرسي المسئولية وليس السلطة،فهؤلاء لابد ان يدركوا بأن المنصب ليس سلطة يتسلط بها على من إنتخبوه،بل هى مسئولية وبرنامج تنموي خدمي شامل يقدمه للناس ويلتزم بتنفيذه وفق إطار زمني محدد،وفي حال فشله لايحق له طرح نفسه كمرشح أو مسئول،ويظل يتوحم سياسيا بالسلطة دون ان ينالها وتبقى وحمة السلطة على جهه الشاحب وطنياً.

msharafadin@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تسجيل ضعيف في الانتخابات البلدية الليبية يعكس أزمة ثقة في العمل السياسي

أُغلقت أبواب التسجيل للمرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية في ليبيا في 16 أبريل/نيسان الجاري، بأرقام خجولة تنم عن حالة عزوف طالت الشارع الليبي إزاء العملية الانتخابية.

ورغم تمديد المفوضية الوطنية العليا للانتخابات فترة التسجيل 3 مرات متتالية لتشجيع أكبر عدد ممكن على تسجيل أنفسهم في السجل الانتخابي، إلا أن الأعداد ظلت دون المستوى المتوقع، بحسب ما أفاد به رئيس المفوضية عماد السايح.

وفي آخر إحصائية نشرتها المفوضية، بلغ عدد المسجلين نحو 5608 آلاف ناخب وناخبة في 62 بلدية، مقارنة بتعداد سكاني يتجاوز 7.4 ملايين نسمة، وفق موقع "وورلد ميتر".

شملت هذه المرحلة من التسجيل لانتخابات بلديات رئيسية مثل طرابلس، وبنغازي، وطبرق، والكفرة، وسبها، وأوباري، وسرت، وقد أتت عقب نسبة مشاركة عالية نسبيا في المرحلة الأولى بنوفمبر/تشرين الثاني الماضي، التي وصلت إلى 74%.

عماد السايح: عدد المسجلين في الانتخابات البلدية دون المستوى (مفوضية الانتخابات) انسحاب صامت

في حديثه للجزيرة نت، اعتبر الناشط المدني والمتطوع في مفوضية الانتخابات محمد القويري، أن تجربة الانتخابات البلدية كشفت الستار عن تراجع ثقة الليبيين في صناديق الاقتراع نظرا لفشل تجارب انتخابية سابقة، أفرزت أجساما دون المستوى ما أدى إلى إحجام مَن يرى أن العزوف هو الرد الأنسب على فشل هذه الأجسام، "غير مدركين أن الامتناع يفسح المجال لخيارات لا تمثلهم".

إعلان

بدورها، تُرجع الناشطة المدنية رتاج خليفة -وهي أيضا متطوعة لدى مفوضية الانتخابات- ضعف الإقبال على التسجيل للانتخابات البلدية إلى غياب الوعي بأهمية هذا الاستحقاق.

من جانبه، قال المرشح لانتخابات المجلس البلدي بمدينة بنغازي الزبير البركي للجزيرة نت، "طالبنا كمترشحين ومهتمين بالشأن العام المفوضية بأن يكون سجل الناخبين منفصلا عن العملية الانتخابية، ومتاحا دائما، حتى يمكن للناس التسجيل في أي وقت، خصوصا بعد أن يطلعوا على برامج المترشحين ورؤاهم".

وتابع "لكن المفوضية لم تستجب وفتحت التسجيل فترة قصيرة جدا، ما جعل كثيرا من المواطنين يعزفون عن التسجيل لأنهم لا يعرفون المترشحين، ولا برامجهم".

أما المترشحة عن بلدية طرابلس المركز، انشراح بن طابون، فقد أكدت للجزيرة نت، أن أسباب العزوف عن الاستحقاقات الانتخابية هي نتيجة تراكمات سنوات من الفشل السياسي، مشيرة إلى أن الحكومات المتعاقبة كرّست واقعا مأزوما اتسم بالفساد والإقصاء وفرض سلطة الأمر الواقع.

خبراء أرجعوا أسباب العزوف إلى عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية (مفوضية الانتخابات) إقبال كثيف

وبالنسبة للناشط المدني سالم الحريك، الذي يقود مبادرة توعية المواطنين في سرت على المشاركة الانتخابية، فقد قارن حجم التسجيل بين مدن طرابلس وبنغازي وسرت كالتالي:

سجلت العاصمة طرابلس غربي ليبيا، والتي يتجاوز عدد سكانها 1.2 مليون نسمة، 14 ألف ناخب وناخبة في دائرة طرابلس المركز فقط. بلغ عدد المسجلين في مدينة بنغازي شرقي ليبيا، والتي يبلغ عدد سكانها نحو 845 ألف نسمة، 31 ألف مسجل في دائرة بنغازي المركز فقط. حققت مدينة سرت الواقعة شمالي ليبيا، وتبعد عن العاصمة طرابلس 450 كيلومترا ولا يتجاوز عدد سكانها 126 ألف نسمة، إقبالا ملحوظا على التسجيل بنحو 19.3 ألف ناخب وناخبة.

وعن دور الأحزاب في العملية السياسية ودعم الانتخابات البلدية، أوضح رئيس حزب الاستحقاق والعضو المؤسس لتكتل الوطن للجميع، عبد اللطيف سحيب للجزيرة نت، أن أسباب العزوف تعود إلى الانقسام التنفيذي بين الحكومتين شرقا وغربا والذي يحول دون الوصول إلى الاستحقاق بمفهومه الأشمل، فبعض البلديات تتبع الحكومة الليبية بينما تتبع أخرى حكومة الوحدة.

إعلان

تُحدق بالعملية الانتخابية عقبات كثيرة أبرزها ضمور الثقة وغياب الوعي. وأشار عضو المفوضية عبد الحكيم الشعاب بالخير إلى وجود تحديات تواجه عملهم أهمها:

غياب الدعم الحكومي الفعلي. نقص التمويل، إذ لم تُمنح مفوضية الانتخابات سوى نصف الميزانية مع وعود بصرف الجزء المتبقي عند انطلاق العملية الانتخابية. "تقاعس" وزارات الإعلام والثقافة والحكم المحلي عن التوعية بأهمية الانتخابات.

وأكد أن العملية الانتخابية ليست مسؤولية المفوضية وحدها، بل تتطلب شراكة وطنية متكاملة.

تآكل الثقة

من جانبها، أوضحت أستاذة العلوم السياسية بجامعة بنغازي عبير أمنينة للجزيرة نت، أن العزوف عن التسجيل في الانتخابات البلدية ناجم عن السياق السياسي الذي أفرز أوضاعا معيشية متأزمة، واجتماعية رثة أدت إلى انعدام الثقة.

كما أن الاختصاصات الممنوحة للمجالس البلدية لم تُرفق بصلاحيات مالية أو موارد فعلية، ناهيك عن الوضع الاقتصادي المتردي الذي دفع المواطنين إلى إعادة ترتيب أولوياتهم؛ إذ بات تأمين لقمة العيش ومحاولة مجاراة الارتفاع المتسارع في الأسعار يحتل الصدارة، بينما غدا الانخراط في العملية السياسية يُنظر إليه باعتباره ترفا لا يتسق مع ضرورات الحياة اليومية للمواطنين.

في حين قالت الباحثة المتخصصة في السياسات العامة والحوكمة حنين بوشوشة، للجزيرة نت، إن العزوف الانتخابي ينذر بوجود أزمة ثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، ويمكن اعتباره تعبيرا صامتا عن انعدام الثقة في جدوى المشاركة السياسية إزاء التجارب الانتخابية السابقة التي لم تؤت وعودها، وهو ما يستدعي دراسة هذه الحالة والوقوف على مسبباتها.

وإزاء هذا الإحجام، يستنهض نشطاء ومرشحون الهمم لإعلاء صوت المشاركة، إذ أكد الناشط المدني محمد القويري، أن استعادة الثقة بالمسار الانتخابي تتطلب خطابا توعويا صادقا يُبين أن الصوت أداة تغيير، والمراقبة المجتمعية ضمان للتحول الديمقراطي.

مقالات مشابهة

  • فيديو. الحسن السعدي : مؤسف ما وصل إليه بعض السياسيين الذين وصل بهم الحد لتكفير من يختلف معهم
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن مشروعًا لحماية المتأثرات بالعنف القائم على النوع الاجتماعي في محافظتي عدن وتعز
  • تحليل.. مَن يعطل مَن؟ تفكيك للانسداد السياسي في إقليم كوردستان
  • “اغاثي الملك سلمان” يدشن مشروعًا لحماية المتأثرات بالعنف القائم على النوع الاجتماعي في عدن وتعز 
  • «التكبالي»: الأمم المتحدة تتحرك لتغيير المشهد السياسي.. و«المنفي» بات معزولا
  • الانقسام السياسي يقضي على ما تبقى من قيمة الريال اليمني.. كم فقد منها؟
  • ليس الحل بالهروب من الديمقراطية بل إليها
  • ارتداء هذا النوع من الذهب في تركيا أصبح حلمًا بعيد المنال
  • تسجيل ضعيف في الانتخابات البلدية الليبية يعكس أزمة ثقة في العمل السياسي
  • حقيقة أم أسطورة.. هل يترك طعام الوحم أثرا على جسم الطفل؟