صانعو الجمال.. عمال النظافة جنود مهمشون رغم دورهم المجتمعي الحساس
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
يجولون الشوارع ليرسموا فيها الجمال، إنهم عمال النظافة الذين يعملون بجد وتفانٍ، ينتقلون من مكان إلى آخر لأداء مهامهم، تختزل ملامحهم التعب والإرهاق اللذين يظهرونهما بوضوح، حيث يسعون جاهدين للوفاء بواجباتهم.
عمال النظافة أحد العناصر البشرية المهمة في حياتنا، لكنهم للأسف شبه مُهمَلون، إلى جانب أنهم أقل الناس أجراً رغم عملهم الحساس، والفئة المهضومة الحق والمهمشة رغم أنها الفعالة في المجتمع والنشطة والخدومة للوطن بشكل عام والمواطن بشكل خاص.
تغيب هذه الفئة عن العمل ليوم واحد فترى الفوضى تعم المكان.
رغم الدور البارز الذي يقوم به هؤلاء الأبطال في العمل والجهود التي يبذلونها، إلا أنهم يعانون بشكل كبير ويواجهون تحديات عدة. واحدة من هذه التحديات هي رواتبهم المتدنية التي لا تعكس قيمة جهودهم.
بالإضافة إلى ذلك، يعانون من غياب الاهتمام بسلامتهم البدنية والصحية، حيث يتعرض العديد منهم لحوادث يمكن تجنبها لو كان هناك اهتمام وتوجيه مناسبان. هؤلاء الأبطال يستحقون الاعتراف والدعم الكامل لتحسين ظروفهم المعيشية.
عمال النظافة ليس فقط لنظافة الطرق ونقل وحمل قاذورات المجتمع إلى مكانها الصحيح، لكن هناك دور حساس أيضا وهو تنظيف المجاري، يدخلون المجاري لفك السدات أو إزالة أي قاذورات يرميها الناس إلى المجاري دون أي مسؤولية.
المواطن كرم يقول لـ"نيوزيمن"، "رأيت اليوم عامل نظافة يقوم بتنظيف مجاري الحارة بعد أن طفحت طوال الليل، رأيته وكل جسده مغطى بماء المجاري وهو داخل الحفرة بكل جسده ليقوم بفتح السدة وإخراج كل قاذورات المنازل بكلتا يديه".
يضيف، "دور مهم يقوم به هؤلاء الأبطال من عمل ومجهود يلاحظه العام والخاص، رغم المرتب الضئيل الذي يتقاضونه، وعدم اكثرات المواطنين بكيفية رمي الزبالة سواء في المجاري او رميها حتى بعيدا من حاويات الزبالة ما يضاعف تعبهم، ناهيك عن ملابسهم القديمة، وعدم وجود واقي اليدين أو عدة سلامة يرتدونها أو حتى أدوات حديثة تغنيهم عن استخدام أيديهم وتلوثها".
ويمكن للمواطنين المساهمة في تخفيف العبء عن عمال النظافة بعدة طرق:
-التقدير والاحترام: يمكن للمواطنين أن يظهروا تقديرهم واحترامهم لعمال النظافة عن طريق التحية والابتسامة عند رؤيتهم وشكرهم على جهودهم. هذا النوع من الاهتمام يعزز الروح المعنوية للعمال ويجعلهم يشعرون بأن عملهم مهم ومُقدَر.
-التعاون: وذلك بإلقاء القمامة في الأماكن المخصصة لها والتأكد من التخلص منها في الحاويات المناسبة. وتجنب إلقاء المواد القابلة للتلف في الشوارع والمناطق العامة.
-التوعية: يمكن للمواطنين أن يساهموا في زيادة الوعي بأهمية النظافة والحفاظ على البيئة من خلال المشاركة في حملات توعوية والتحدث مع الآخرين عن أهمية الحفاظ على نظافة الأماكن العامة والاهتمام بالبيئة.
-المشاركة النشطة: من خلال المشاركة في فعاليات تنظيف المجتمع المحلي، مثل حملات التنظيف الشاملة أو الأعمال التطوعية في تنظيف الشوارع والحدائق. هذه المشاركة تساهم في تخفيف العبء عن عمال النظافة وتعزز الوعي بأهمية النظافة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: عمال النظافة
إقرأ أيضاً:
“ميسان.. نموذج ريادي في مواجهة التطرف وتعزيز التماسك المجتمعي”
بقلم : سمير السعد ..
في خطوة تعكس الوعي المتزايد بخطورة الأفكار المتطرفة وتأثيرها على استقرار المجتمعات، أطلقت اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب خططاً فرعية شملت محافظات العراق، مع التركيز على مناطق الجنوب. وتأتي محافظة ميسان في طليعة هذه الجهود، حيث أظهرت خصوصية لافتة في التحضير والتنفيذ، متفردة بتعاون حكومي ومجتمعي مشهود لإنجاح عمل اللجنة الفرعية.
تستهدف هذه الخطط الشباب بشكل أساسي، كونهم الأكثر عرضة للتأثير بالأفكار الدخيلة. وتسعى عبر توظيف موارد الدولة وتكاتف الشخصيات المجتمعية المؤثرة إلى تعزيز الوقاية المجتمعية وبناء حصانة فكرية وثقافية.
ميسان، بتنوعها الثقافي والاجتماعي، تشكل نموذجاً للتعايش السلمي، حيث يظهر التفاعل الإيجابي بين مختلف الأطراف الرسمية والشعبية، ما يعكس التزاماً واضحاً بتحقيق الاستقرار وترسيخ قيم الوحدة والتماسك.
هذه الجهود ليست مجرد خطوات وقتية، بل تمثل استراتيجية بعيدة المدى لتجفيف منابع التطرف، عبر بناء شراكات مستدامة تهدف إلى تمكين الشباب فكرياً واجتماعياً، وجعلهم قوة دافعة نحو السلام والتنمية.
التجربة الميسانية، بما تحمل من خصوصية ودروس، تمثل دعوة لمختلف المحافظات لاتباع نهج متكامل يسهم في حماية العراق من خطر الأفكار المنحرفة، ويعزز من مكانته كدولة موحدة وقادرة على مواجهة التحديات.
لا يمكن إغفال أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات الحكومية في ميسان في دعم هذه الجهود، حيث أبدت الجهات المعنية استعداداً لوجستياً ومادياً لإنجاح المبادرات الفرعية لمكافحة التطرف. ولم يكن هذا التعاون ليؤتي ثماره لولا الشراكة الفاعلة مع الشخصيات المجتمعية المؤثرة، من شيوخ عشائر وأكاديميين ورجال دين، الذين عملوا جنباً إلى جنب لتعزيز الخطاب المعتدل ونشر ثقافة التسامح.
كما أن محافظة ميسان، بخصوصيتها الاجتماعية، تمثل بيئة مهيأة لنجاح هذه الخطط، نظراً لما تتميز به من تقاليد عريقة في حل النزاعات بطرق سلمية، وهو ما يمنح المبادرات زخماً أكبر ويعزز فرص نجاحها. التمازج بين الدعم الحكومي والتفاعل الشعبي في ميسان أسهم في خلق نموذج فريد يمكن أن يُستنسخ في محافظات أخرى تعاني من التحديات ذاتها.
“الاستثمار في الشباب ” التركيز على فئة الشباب في خطط اللجنة الوطنية ليس اختياراً اعتباطياً، بل هو استثمار استراتيجي طويل الأمد. فالشباب هم العمود الفقري للمجتمع، وهم الأكثر تأثراً بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية التي قد تُغذي التطرف. لذلك، جاءت هذه الخطط لتوفير منصات ثقافية ورياضية واجتماعية تسهم في إشغال وقت الشباب بما هو نافع وإيجابي، فضلاً عن إكسابهم مهارات تمكنهم من مواجهة الأفكار المنحرفة بالحوار والمنطق.
وتعزيز التمويل “لضمان استدامة هذه الخطط، لا بد من تخصيص ميزانيات كافية لدعم الأنشطة والبرامج الموجهة للشباب. مع ” بناء شراكات أوسع ” و إدخال المنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية كشركاء في تصميم وتنفيذ البرامج. كذلك ” قياس الأثر ” و إنشاء آليات واضحة لقياس تأثير هذه المبادرات على أرض الواقع لتطويرها وتحسينها مستقبلاً. ومن الضروري جدا “التركيز على الإعلام ” وتعزيز دوره في نشر رسائل السلام ومواجهة الخطاب المتطرف.
ختاماً، ما حققته ميسان يُثبت أن التكاتف بين الحكومة والمجتمع هو المفتاح لنجاح أي مبادرة تسعى لتحقيق التماسك المجتمعي ومكافحة الفكر المتطرف. هذه التجربة تحمل في طياتها رسالة أمل بأن العراق، بمختلف أطيافه، قادر على الوقوف صفاً واحداً في وجه أي تهديد يهدد نسيجه الاجتماعي ومستقبله.