عقدَ الجامع الأزهر ، حلقة جديدة من ملتقى"شبهات وردود"، والتي جاءت بعنوان "الشباب وأهمية الوقت"، وحاضر في الملتقى الدكتور محمود محمد الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر، والدكتور صالح أحمد عبد الوهاب، وكيل كلية العلوم الإسلامية للطلاب الوافدين، والدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة.

وأوضح الدكتور محمود الصاوي، أن الوقت هو رأس مال الإنسان وهو الحياة أيضا، وعندما نتأمل أمر الوقت وأهميته في حياتنا فللنظر إلى قول نَبِيْنَا مُحَمد ﷺ: "ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع".

وبين الصاوي، أن الدنيا كلها منذ أن خلقها الله سبحانه وتعالي إلى أن تقوم الساعة لا تساوي هذا الماء الذي يعلقُ بهذا الأصبع عندما ينزل في البحر، وأن مدة الدنيا كلها من أولها إلى آخرها حتى وإن بلغت آلاف السنين بالنسبة للآخرة، كقطرة ماء تعلق بالإصبع، أما الآخرة فهي كالبحر، إذا فالدنيا بالنسبة للآخرة لا شيء، فالنعيم والمتع واللذات التي في الدنيا كل الدنيا من أولها إلى آخرها ، وكل ما فيها من الأملاك والثروات التي توصل إليها الناس، والتي بادت وانصرمت والتي لم يتوصلوا إليها بعد حينما نقارنها بما في الآخرة فهي لا تساوي شيء.

وأكد أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية ، أن الوقت هو من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا في هذه الحياة ، فهناك نفرٌ من الخلق يستثمر هذا الوقت وينتفع به، وآخر يضيعه ويُسأل عنه أمام الله يوم القيامة، وقد زخرت آيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بالمواقف التي قد أظهرت لنا القيمة العظيمة للوقت، فالله سبحانه وتعالى قد أقسم في كتابه الكريم بأنواع كثيرة من القسم عن الوقت ليلفت أنظارنا إليه، كما أن  الوقت لا يمكن إرجاعه مرة أخرى : فهو يحدث كتسلسل من الأحداث لا عودة فيه، فهناك علاقة بين الأحداث تسمى السبب والنتيجة ولذا فالشيء الذي يحدث في الماضي يمكن أن يؤثر على المستقبل ولكن لا يمكن للمستقبل أن يؤثر على الماضي فالماضي هو السبب والمستقبل هو النتيجة، مستنكرا ما يقوم به كثير من الشباب الذي يضيع أوقاته أمام وسائل التواصل الاجتماعي بعيداً عن الطاعة وذكر الله سبحانه وتعالي .  

من جانبه ، بيّن د. صالح أحمد عبد الوهاب، أن السلف الصالح يرون أن الوقت هو الحياة بل هو كل الحياة ، ولذلك كانوا يترقون من حال إلى حال أفضل، ويرون أن من كان يومه مثل أمسه فهو مغبون ومن لم يكن في الزيادة فهو في النقصان ومن كان في نقصانٍ فالموت خيرٌ له، موضحا أن من علامات المَقت إضاعة الوقت وأن من علامات غضب الله سبحانه وتعالى على الإنسان أن يضيع وقته.

وذكر قول نَبِيْنَا مُحَمد ﷺ" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" فكثير من الناس لا يُقدِّرون هذه النعمة؛ فيضيعون أوقاتهم بما لا فائدة فيه ويفنون أجسامهم بما يضرهم؛ فالفراغ لا يبقى فراغا أبدا فلابد أن يُملأ بخير أو شر ومن لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل، فطوبى لمن ملأها بالخير والصلاح! وويل لمن ملأها بالشر والفساد!، مشيرا إلى حال سلفنا الصالح وكيف كانوا ينظرون إلى الوقت ويبادرون الأوقات قبل أن تبادرهم ولذلك أنجزوا الأعمال العظيمة في الأوقات القصيرة.

في ذات السياق، أشار د. ربيع الغفير، إلى أن الوقت هو أغلى وأثمن ما في هذه الدنيا، فقيمة الوقت لا تُقدر بمالٍ أو ثروة، لسببين أولهما أنّ الوقت سريع الانقضاء، والثاني: أنّ ما مضى من الوقت لا يمكن إرجاعه.

كما بين د. الغفير ، أن بعض الناس قد يشعر أن الوقت يمر سريعاً أو بطيئاً باختلاف لحظات الحزن والفرح، ولكن هذا ليس صحيح فليس لأحد قدرة على إبطاء الوقت أو تسريعه ولكن يمكن تفسيره على أنه شعور نفسي يقوم فيه العقل بتنظيم الأحداث ، وليس بالضرورة أن يكون للكون علاقة بذلك، مؤكدا أن الوقت جوهرة ثمينة ومنحة إلهية عظيمة يمنحها الله للإنسان لكي يحصل بها على أعلى درجات الفوز والنجاح فلذلك الخائب من يضيعها.

يذكر أن ملتقى شبهات وردود يعقد أسبوعيا يوم الثلاثاء، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات د .محمد الضويني، وكيل الأزهر، وإشراف د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر ، والدكتور هاني عودة، مدير الجامع الأزهر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الله سبحانه

إقرأ أيضاً:

رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية يكرم الجمعيات الأهلية

اختتمت اليوم الجلسات التدريبية لورشة العمل التدريبية التى نظمتها جمعية كتاب البيئة والتنمية برئاسة الدكتور محمود بكر لمدة ٣ أيام متتالية بنقابة الصحفيين لبناء مهارات التوثيق والاتصال للمجموعة الثانية من الجمعيات الاهلية المشاركة بالمرحلة السابعة من برنامج المنح الصغيرة الممول من مرفق البيئة العالمية " gef" وعددها ١٠ جمعيات فى إطار فعاليات مشروع إدارة المعرفة والاتصال وتحفيز الابتكار الذي فازت به جمعية كتاب البيئة ضمن 16 مشروعا بيئيا. 

وزيرة البيئة: إنشاء المدافن الصحية يستهدف تطوير البنية التحتية لمنظومة إدارة المخلفات وزيرتا البيئة والتنمية المحلية يعلنان التسليم الإبتدائي للمرحلة الثانية للمدفن الصحي الآمن


وأوضح الدكتور محمود بكر رئيس الجمعية أن الهدف من ورشة التدريب الثانية هى بناء قدرات الجمعيات الاهلية فى مجال مهارات الاتصال والتوثيق المرئى والمكتوب والمسموع واعداد المواد اللازمة للنشر الاعلامى لمساعدتهم فى التوثيق الجيد لانشطتهم شكلا ومضمونا وزيادة مساحات النشر الاعلامى وتنشيط عملية التوثيق وكذلك رفع قدراتهم حول مهارات الاتصال المباشر وادارة وسائل التواصل الاجتماعى بمعنى التوثيق الاعلامى بأشكاله المختلفة مثل التصوير الفوتوغرافى وتصوير الفيديو وكتابة الاخبار وادارة وسائل التواصل الاجتماعى واختيار قصص النجاح وتحفيز الابتكار.


وأشار بكر الى أن الورشة تناولت من خلال ٦ جلسات عددا من الموضوعات منها المبادىء التوجيهية للاعلام اهمها إعداد وكتابة الاخبار ، التوثيق المكتوب ، التوثيق المسموع والتواصل مع الاعلام والتوثيق المرئى ويشمل التصوير الفوتوغرافى والفيديو والتعامل مع وسائل ومنصات التواصل الاجتماعى، اهمية صحافة الفيديو ، مبادىء تكوين المادة الفيلمية وتقنيات التصوير السريع ، استخدام ادوات المونتاج اللحظى عبر الانترنت ، صحافة الفيديو كاميرات مستقلة ، هواتف محمولة.
كما تناولت الورشة فى ختام فعاليات اليوم محاضرة للاستاذة حنان فكرى رئيس قسم التحقيقات صحيفة وطني المكونات الاساسية لدراسات الحالة للمشروعات ومنها تقديم المشروع بوضوح مع ذكر اهدافه واسباب تنفيذه بجانب وصف المشكلة والذى يتضمن تحديد المشكلة البيئية أو التنموية التى يهدف المشروع الى معالجتها وتقديم بيانات وأدلة تدعم وجود المشكلة مثل الاحصائيات والتقارير المحلية .
وتناولت الورشة فى ختام جلسات اليوم محاضرة للمصور الصحفى بوكالة انباء الشرق الاوسط محمد عبد العاطى، عن التصوير الفوتوغرافي للجمعيات الأهلية والتصوير بالهاتف الذكي والتصوير بالكاميرا الاحترافية والقواعد الأساسية للتكوين والتوازن البصرى والاضاءة والفرق بين التصوير الفوتوغرافي والفيديو وكذلك المونتاج وأفضل الطرق لالتقاط صور واضحة ومؤثرة وكيفية التقاط لقطات احترافية للفعاليات والأنشطة.


 وشهدت الجلسة الختامية تكريم الدكتور محمود بكر وأعضاء مجلس الادارة للجمعيات المشاركة حيث أعلن الدكتور محمود بكر 
عن تنظيم مسابقة إعلامية بيئية موجهة للصحفيين في الأقاليم الجغرافية المستهدفة ضمن المرحلة العملية السابعة للبرنامج، وتشمل محافظات الإسكندرية والبحيرة وقنا والأقصر والفيوم.
وبهذه المناسبة، توجه جمعية كتاب البيئة والتنمية الدعوة إلى كافة الصحفيين والإعلاميين العاملين في وسائل الإعلام المقروة والمسموعة والمرئية في المحافظات المستهدفة، إلى المشاركة في هذه الفرصة المميزة، والمساهمة في تعزيز الوعي البيئي، ودعم مشروعات التنمية المستدامة.
وتهدف المسابقة الى رفع الوعي البيئي من خلال تسليط الضوء على دور الجمعيات الأهلية في تنفيذ المشروعات البيئية ضمن المرحلة السابعة لبرنامج المنح الصغيرة، وأثر هذه المشروعات في الحفاظ على النظم البيئية وتحسين حياة السكان في المجتمعات المحلية، مع حشد متخذي القرار في المحافظات المختلفة للمساهمة في وضع وتنفيذ الحلول الملائمة للمشكلة التي يتناولها الموضوع.

مقالات مشابهة

  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. فإنه الركن إن خانتك أركان
  • كيف يمكن الوقاية من السرطان في حال وجود عوامل وراثية؟.. خطوات استباقية
  • تحويل القبلة في النصف من شعبان .. حكمته ومقاصده العظيمة
  • شريك مدى الحياة.. رسالة مثيرة من رونالدو لـ مارسيلو عقب إعلانه الاعتزال
  • كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي وصناعة المحتوى على المجتمع العربي؟
  • وكيل كلية الدراسات الإسلامية: مصر لها نصيب من حب رسول الله ﷺ وآل بيته
  • علي جمعة: نور الإيمان هداية في الدنيا وفوز بالآخرة
  • 3 أمور من امتلكها حيزت له الدنيا بحذافيرها.. و34 حالة استعاذ منها النبي
  • رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية يكرم الجمعيات الأهلية
  • بدء دورتين تدريبيتين في عدن للخطباء وموظفي وزارة الاوقاف