محمود الصاوي: قتل الوقت على وسائل التواصل الهدامة من أكثر الأوبئة الآن
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
عقدَ الجامع الأزهر ، حلقة جديدة من ملتقى"شبهات وردود"، والتي جاءت بعنوان "الشباب وأهمية الوقت"، وحاضر في الملتقى الدكتور محمود محمد الصاوي، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر، والدكتور صالح أحمد عبد الوهاب، وكيل كلية العلوم الإسلامية للطلاب الوافدين، والدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة.
وأوضح الدكتور محمود الصاوي، أن الوقت هو رأس مال الإنسان وهو الحياة أيضا، وعندما نتأمل أمر الوقت وأهميته في حياتنا فللنظر إلى قول نَبِيْنَا مُحَمد ﷺ: "ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم يرجع".
وبين الصاوي، أن الدنيا كلها منذ أن خلقها الله سبحانه وتعالي إلى أن تقوم الساعة لا تساوي هذا الماء الذي يعلقُ بهذا الأصبع عندما ينزل في البحر، وأن مدة الدنيا كلها من أولها إلى آخرها حتى وإن بلغت آلاف السنين بالنسبة للآخرة، كقطرة ماء تعلق بالإصبع، أما الآخرة فهي كالبحر، إذا فالدنيا بالنسبة للآخرة لا شيء، فالنعيم والمتع واللذات التي في الدنيا كل الدنيا من أولها إلى آخرها ، وكل ما فيها من الأملاك والثروات التي توصل إليها الناس، والتي بادت وانصرمت والتي لم يتوصلوا إليها بعد حينما نقارنها بما في الآخرة فهي لا تساوي شيء.
وأكد أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية ، أن الوقت هو من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا في هذه الحياة ، فهناك نفرٌ من الخلق يستثمر هذا الوقت وينتفع به، وآخر يضيعه ويُسأل عنه أمام الله يوم القيامة، وقد زخرت آيات القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بالمواقف التي قد أظهرت لنا القيمة العظيمة للوقت، فالله سبحانه وتعالى قد أقسم في كتابه الكريم بأنواع كثيرة من القسم عن الوقت ليلفت أنظارنا إليه، كما أن الوقت لا يمكن إرجاعه مرة أخرى : فهو يحدث كتسلسل من الأحداث لا عودة فيه، فهناك علاقة بين الأحداث تسمى السبب والنتيجة ولذا فالشيء الذي يحدث في الماضي يمكن أن يؤثر على المستقبل ولكن لا يمكن للمستقبل أن يؤثر على الماضي فالماضي هو السبب والمستقبل هو النتيجة، مستنكرا ما يقوم به كثير من الشباب الذي يضيع أوقاته أمام وسائل التواصل الاجتماعي بعيداً عن الطاعة وذكر الله سبحانه وتعالي .
من جانبه ، بيّن د. صالح أحمد عبد الوهاب، أن السلف الصالح يرون أن الوقت هو الحياة بل هو كل الحياة ، ولذلك كانوا يترقون من حال إلى حال أفضل، ويرون أن من كان يومه مثل أمسه فهو مغبون ومن لم يكن في الزيادة فهو في النقصان ومن كان في نقصانٍ فالموت خيرٌ له، موضحا أن من علامات المَقت إضاعة الوقت وأن من علامات غضب الله سبحانه وتعالى على الإنسان أن يضيع وقته.
وذكر قول نَبِيْنَا مُحَمد ﷺ" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" فكثير من الناس لا يُقدِّرون هذه النعمة؛ فيضيعون أوقاتهم بما لا فائدة فيه ويفنون أجسامهم بما يضرهم؛ فالفراغ لا يبقى فراغا أبدا فلابد أن يُملأ بخير أو شر ومن لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل، فطوبى لمن ملأها بالخير والصلاح! وويل لمن ملأها بالشر والفساد!، مشيرا إلى حال سلفنا الصالح وكيف كانوا ينظرون إلى الوقت ويبادرون الأوقات قبل أن تبادرهم ولذلك أنجزوا الأعمال العظيمة في الأوقات القصيرة.
في ذات السياق، أشار د. ربيع الغفير، إلى أن الوقت هو أغلى وأثمن ما في هذه الدنيا، فقيمة الوقت لا تُقدر بمالٍ أو ثروة، لسببين أولهما أنّ الوقت سريع الانقضاء، والثاني: أنّ ما مضى من الوقت لا يمكن إرجاعه.
كما بين د. الغفير ، أن بعض الناس قد يشعر أن الوقت يمر سريعاً أو بطيئاً باختلاف لحظات الحزن والفرح، ولكن هذا ليس صحيح فليس لأحد قدرة على إبطاء الوقت أو تسريعه ولكن يمكن تفسيره على أنه شعور نفسي يقوم فيه العقل بتنظيم الأحداث ، وليس بالضرورة أن يكون للكون علاقة بذلك، مؤكدا أن الوقت جوهرة ثمينة ومنحة إلهية عظيمة يمنحها الله للإنسان لكي يحصل بها على أعلى درجات الفوز والنجاح فلذلك الخائب من يضيعها.
يذكر أن ملتقى شبهات وردود يعقد أسبوعيا يوم الثلاثاء، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات د .محمد الضويني، وكيل الأزهر، وإشراف د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة العلمية بالجامع الأزهر ، والدكتور هاني عودة، مدير الجامع الأزهر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الله سبحانه
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب تعلن سببا جديدا لرفض طلبات الهجرة
أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب، الأربعاء، أنها ستبدأ فورا باعتبار "النشاط المعادي للسامية" على وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك التحرش الجسدي باليهود، سببا لرفض منح مزايا الهجرة.
وذكرت دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية أنها ستبدأ في فحص نشاط المتقدمين للهجرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بمن فيهم المتقدمون للحصول على إقامة دائمة (البطاقة الخضراء) والطلاب الأجانب والأشخاص المرتبطون بمؤسسات تعليمية "مرتبطة بنشاطات معادية للسامية".
وسيدخل هذا التوجيه حيز التنفيذ على الفور، وفقا للبيان.
وجاء هذا الإعلان بعد إشعار صدر الشهر الماضي حول اقتراح من وزارة الأمن الداخلي بجمع حسابات وسائل التواصل الاجتماعي من الأشخاص المتقدمين للحصول على مزايا مثل الإقامة أو الجنسية، وذلك امتثالا لأمر تنفيذي من ترامب. وكان أمام الجمهور والوكالات الاتحادية حتى 5 مايو لتقديم ملاحظاتهم.
وأثار هذا الاقتراح قلق المدافعين عن حقوق المهاجرين وحرية التعبير، لأنه يبدو أنه يوسع من نطاق مراقبة الحكومة لوسائل التواصل الاجتماعي لتشمل أشخاصا تم بالفعل التحقق من خلفياتهم ويقيمون بشكل قانوني في الولايات المتحدة، وليس فقط أولئك الذين يسعون لدخول البلاد.
ومع ذلك، فإن مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي من قبل مسؤولي الهجرة هي ممارسة قائمة منذ أكثر من عقد، على الأقل منذ الإدارة الثانية للرئيس باراك أوباما، وتزايدت في عهد ترامب.