قال المثل السوداني (الجاهل الأدى بيت أمو النار). هذا بالضبط ينطبق على قحت. وبعد اشعالها النار في بيت الوطن. هربت تلك القيادات للخارج. وجابت عواصم العالم بحثا عن شليل العودة لأرض الوطن بأقل الخسارة.
ولكن شعب السودان المسلم أيقن أنه لا يلدغ من جحر قحت مرتين. لذا أوصد الباب تماما. بل أقسم بأن خيل جيشه لا تقف إلا عند (ميس) نهاية آخر مرتزق مع آخر قحتاوي.
وفي محاولة خجولة بدلت قحت اسمها بالقوى المدنية ظنا منها أن تلك الفهلوة تنطلي على فطنة الشارع.
ونسيت أن الشارع يعلم جيدا أن نعامة قحت الآن تعبت من الجري ووصلت مرحلة (دفن الرأس) في رمال الوهم.
لا يا هؤلاء إن أقصر طرق العودة يتمثل في الاعتراف بخطل إشعال الحرب. ومن ثم الاعتذار. أما اجتماع مثل الذي تم بإثيوبيا يوم أمس لا يغير من الواقع في شيء. بل اتخذ منه الشارع مادة تندر. عليه رسالتنا لقحت بأن تعي الدرس بأنها ما عادت الكرت الرابح لأي طامع في خيرات الوطن. الأمارات دبلوماسيتها قلبت هواها منذ الأمس. والغرب بما فيه راعي دقلوقحت (فولكر) قد ضربها (بالحتة الفيها الحديدة).
وخلاصة الأمر ووفق معطيات الواقع. هناك بشريات للشارع بان زلزالا سياسيا قاب قوسين أو أدنى من ضرب رواكيب وخيام القوم.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الثلاثاء ٢٠٢٣/٨/١٥
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
لا مكان لسنّة لبنان خارج لبنان أولاً
كتب قاسم يوسف في" نداء الوطن": استكمل السنّة في لبنان تأكيد المؤكد بعد عقدَين كاملين من التجارب والكبوات والمنزلقات القاتلة، اختبروا فيهما كل أنواع القهر والمظلوميات والضغوط القصوى، من الداخل ومن الخارج، لكنهم لم ينجرفوا، ولم يسلكوا درب المغامرات. وظلت أكثريتهم الكاثرة في صلب المعادلة الوطنية التي حسمت نهائية الكيان اللبناني وأولويته، باعتباره حصنهم الحصين، بعد أن كان في أدبياتهم جزءاً لا يتجزّأ من بحر سنّي هادر يمتد من سواحل الهند إلى شواطئ المغرب.قبل غزة، كان جرحهم المفتوح في سوريا. تعاطفوا مع ثورتها الهائلة كما لم يتعاطفوا مع قضية في تاريخهم، لكنهم لم ينجرفوا. وظلت حركتهم السياسية والاجتماعية تحت سقف الممكن والمتاح، قبل أن يعودوا ويلفظوا كل أولئك الذين سلكوا درب السلاح أو حرّضوا عليه. السنّة في لبنان، بأكثريتهم الكاثرة، هم أهل دولة، وأبناء الانتظام العام، يريدون أن يعيشوا حياة طبيعية وهادئة، في دولة سيدة وحرة ومستقلة ومزدهرة وعادلة ومحايدة ومتفاهمة مع محيطها، يريدون دولة حقيقية يأخذون فيها حقوقهم ويقدمون واجباتهم كمواطنين طبيعيين، ويرفضون أن تتحول بلادهم إلى ساحة لحروب الآخرين تحت أي عنوان من العناوين، قد يتعاطفون مع هذا أو ذاك، وقد يعبّرون عن تعاطفهم كما تُعبّر كل الشعوب في العالم، لكنهم يرفضون الانجراف إلى الهاوية، ويرفضون أخذ بلادهم إلى الجحيم.
وكتب طارق أبو زينب في" نداء الوطن": حاول المحور الإيراني الالتفاف على الطائفة السنية لاستقطاب المسلمين السنة ودعم بعض الأحزاب والحركات بالمال والسلاح تم تشكيلها في عدة مناطق لبنانية، وعلى رغم أنه أسس "سرايا المقاومة" من الشبّان السنة، فإن الكثيرين لم يتجاوبوا مع دعوته في الشارع السني. وكما تفرد بقرار الحرب عام2006، تفرد بقرار المشاركة في حرب طوفان الأقصى وأسماها حرب الإسناد والمشاغلة. تأثر جزء من الشارع السني بهذه الحرب وفتحت شهية بعض شبان السنة من خلال العمل على التطوع والقتال إلى جانب "حزب الله".
تقول أوساط سنية إن معظم المنتمين للطائفة السنية العروبية لم ينزلقوا إلى المحور الإيراني وينبذون السلاح غير الشرعي، والطائفة السنية مرجعيتها دار الفتوى التي أثبتت أنها جامعة لكل اللبنانيين، أما العمل على عسكرة جزء من الشارع السني في لبنان للقتال إلى جانب "حزب الله"، فإن هذا الأمر يصب في مصلحة الحزب السياسية.