لا أعرف ماهو السر وراء احتفاظنا بالأشياء القديمة وشعورنا بالسعادة عندما نشاهدها؟
هل هو استرجاع للماضي بكل ذكرياته وصوره وتفاصيله، أم مواساة لأنفسنا بعد أن تكون خذلتنا الأيام ؟
إن اكتناز الأشياء القديمة، والحديث بلهفة وفرح عن كل تفاصيلنا وأحداثنا الماضية، شعور رائع يعزِّز كل الذكريات القديمة، كدفتر الصفوف الأولى، و وردة مجفَّفة، أو هدية من أيام الطفولة.
أنا لست ضد الاحتفاظ بالمقتنيات القديمة، وبكل مايمثل لنا ذكرى جميلة؛ لأنني من الأشخاص الذين يحبون الاحتفاظ بكل التفاصيل القديمة والجميلة، سواءً كانت تخصني، أو تخص أحداً من عائلتي: كسيارة والدي “رحمه الله” القديمة من نوع (جيب)، والتي مازلنا نحتفظ بها في(بايكة) منزلنا، ونشعر بالسعادة والحنين عند رؤيتها .
وأيضاً، مازلت أحتفظ ببعض الدفاتر المميزة لأيام الدراسة، وبعض الهدايا القديمة من صديقات العمر، وتفاصيل تخص مراحل تطور أطفالي خلال سنوات.
والاحتفاظ بأشياء تعطينا دفعاً إيجابياً في الحياة، مثل تلك التي تذكّرنا بشخصٍ، أوأوقات سعيدة أو بمكان ما. ولكن المبالغة في الاكتناز، تسبِّب الفوضى، ويصبح لدينا العديد من (الكراكيب) التي لا نحتاجها ولا تفيدنا، وتخرج من كونها ذكريات، إلى متراكمات تأخذ حيزاً من أماكننا، ووقتنا، ومشاعر لم تعد كما كانت.
والخطر يكمن فيمن يبالغون في الاحتفاظ بالأشياء القديمة، ويجمعون عدداً كبيراً من المقتنيات عديمة القيمة المعنوية والمادية، وهذا مايسمى باضطراب الاكتناز القهري، وهو اضطراب يعاني صاحبه من تخزين مفرط للأشياء القديمة عديمة القيمة، ويعاني من صعوبة شديدة في التخلص منها، وهذا الاضطراب يؤدي إلى حدوث فوضى عارمة في مكان السكن.
ولهذا الاضطراب العديد من الأسباب: كالتاريخ العائلي؛ حيث يوجد شخص من العائلة مصاب بهذا الاضطراب، وأيضاً ضغوط الحياة وفقدان شخص عزيز.
وتشير جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية، إلى أن الأشخاص المصابون بالاكتناز، يقومون بتكديس الأشياء لأسباب قد تبدو منطقية لهم، لاعتقادهم بأنهم سيحتاجون لها في يوم ما ،أو أنهم قد لا يستطيعون الحصول على هذا الشيء مرةً أخرى، وهو درجات قد يكون خفيفاً لايؤثر على الحياة اليومية والاجتماعية بشكل كبير، وقد يكون شديداً، مسبِّباً إرباكاً شديداً للحياة اليومية.
ويتم علاج الاكتناز القهري بالعلاج المعرفي السلوكي؛ حيث يتم تعليم المصاب مهارة التنظيم والترتيب،
ومناقشته حول الأسباب الحقيقة لهذا الاكتناز، وبالتالي يتمكن المصاب من التعامل مع ممتلكاته بشكل عقلاني أكثر، ويكون لديه القدرة على التخلُّص من كل الأشياء الزائدة بشكل تدريجي.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
«الشارقة للسيارات القديمة» يحتفي بـ«مركبات النخبة» في ختام دورته الثانية
الشارقة (الاتحاد)
بعد خمسة أيام من العروض والفعاليات الاستثنائية، أسدل مهرجان الشارقة للسيارات القديمة 2025 الستار على دورته الثانية، التي شهدت إقبالاً واسعاً من عشاق المركبات القديمة، من دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة.
ضمن مخرجات الجلسات الحوارية، أعلن نادي الشارقة للسيارات القديمة للمرة الأولى، عن مبادرة لتحويل إحدى مقتنياته إلى سيارة كهربائية مع الحفاظ على أصالتها، بالتعاون مع أحد الخبراء المشاركين في الجلسات، على أن يتم عرضها رسمياً خلال الدورة الثالثة من المهرجان.
«مركبات النخبة»
وقد اختتم المهرجان فعالياته بتكريم الفائزين بجوائزه معلناً عن فئة جديدة يطلقها للمرة الأولى، وهي جائزة «مركبات النخبة» التي تكرِّم سيارات تجمع بين الندرة وتاريخ الصنع القديم، إلى جانب القيمة السوقية والحالة العامة، وفازت بهذه الفئة أربع سيارات: BMW- M1 موديل 1978، وسيارة Cadillac Eldorado موديل 1953، وسيارتان من صنع مرسيدس SL300 Gullwing موديل 1955.وفي فئة «أقدم سيارة مشاركة في المهرجان»، فازت السيارة فورد 1928 – Model A لمالكها طارق النوري، أما في فئة «أقدم دراجة نارية مشاركة»، فنالتها دراجة Motorworld by V.Sheysnov موديل 1947.
فيما، كرّم المهرجان ثلاثة فائزين عن فئة «أفضل سيارة قديمة بحالة المصنع»، حيث توّج بالمركز الأول سيارة Dodge Charger RT، موديل 1969 لمالكها أحمد راشد التميمي، بينما حصلت سيارة شيفروليه C2 Corvette موديل 1964 لمالكها عبد الله نور الدين على المركز الثاني، وجاءت في المركز الثالث سيارة MG TD موديل 1953 لمالكها حمد الزعابي، أما جائزة «سيارة من اختيار الجمهور»، فذهبت إلى Packard 1941، لمالكها زياد حسونة.
تبادل الخبرات
وحول اختتام الدورة الثانية من المهرجان، أكد الدكتور علي أحمد أبو الزود، رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة للسيارات القديمة، أن المهرجان، نجح في ترسيخ مكانته كمنصة رائدة جمعت عشاق السيارات القديمة من الإمارات والمنطقة العربية والعالم، مما أتاح فرصاً للتواصل وتبادل الخبرات بين الملاك والمهتمين بهذا القطاع، وعزّز مكانة الشارقة وجهة رئيسة لمحبي التراث الميكانيكي على المستوى الإقليمي والدولي.وأضاف أبو الزود «شكَّل المهرجان فرصة للحوارات المثمرة بين المؤسسات السياحية المعنية بقطاع السيارات القديمة في الإمارات ومنطقة الخليج العربي، وساهمت الجلسات النقاشية والمواضيع التي تم طرحها في رسم خريطة طريق لمستقبل هذا القطاع، من خلال تسليط الضوء على أبرز التحديات والحلول التي تضمن استدامة هذا التراث التاريخي للأجيال القادمة».
تحويل إلى كهربائية
وضمن فعاليات اليوم الختامي لمهرجان الشارقة للسيارات القديمة 2025، ناقش سعيد مطر البلوشي وسلمان حسين، الخبيران في قطاع السيارات القديمة وصيانتها في جلسة «هل تجتاح الكهرباء السيارات القديمة؟»، وما هو مستقبلها في ظل التطورات التكنولوجية، ومدى تقبّل الملاك لفكرة تحويل مركباتهم من محركات الوقود التقليدية إلى الأنظمة الكهربائية.
وأوضح المتحدثان أن التطور السريع الذي تشهده تقنياتها، يجعل تحويل السيارات القديمة إلى كهربائية خياراً يمنحها عمراً أطول، ويجعلها «قديمة الجسم، حديثة القلب»، مشيرين إلى أن قرار التحويل يعتمد بشكل أساسي على توجهات المالك، حيث تنقسم الآراء بين عشاق الصوت الميكانيكي الأصيل الذين يفضلون الحفاظ على محركات البترول، وبين أولئك الذين يبحثون عن حلول مستدامة.
ولفت البلوشي وحسين إلى أن تحويل السيارات القديمة إلى كهربائية لا يعني فقدان هويتها أو المساس بإرثها العريق، ومع ذلك فقد شددا على أن أن عملية التحويل في بعض الحالات تتطلب إعادة هيكلة كاملة للأجزاء الداخلية لضمان انتقال سلس إلى النظام الكهربائي.
وفيما يتعلق بتكاليف التحويل، أشار المتحدثان إلى أن ذلك تابع لسياسة العرض والطلب، بينما ترتفع التكلفة في عمليات التحويل الكاملة التي تقوم بها الشركات، خاصة عند استخدام مكونات جديدة مدعومة بالضمانات.