لقاء موسع بين البرهان والمبعوث الأمريكي حول الأزمة السودانية
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
قال إنه يحمل رسالة واضحة من الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تقف بجانب الشعب السوداني كما كان يحدث دائماً خلال العقود الماضية..
التغيير: الخرطوم
التقى القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليوم المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم برييلو.
وحضر اللقاء السفير عمر عيسى وكيل وزارة الخارجية بالإنابة وسفير السودان لدى الولايات المتحدة الأمريكية السفير محمد عبدالله.
وقال السفير محمد في تصريح صحفي الاثنين، إن لقاء قائد الجيش بالمبعوث الأمريكي للسودان كان لقاء مطولاً وشاملاً وصريحاً. وفقاً للتصريح الصحفي.
وتناول اللقاء كل ما يدور بشأن الأزمة السودانية الراهنة، خاصة فيما يتعلق بالأضرار الكبيرة التي لحقت بالمواطنين جراء الاستهداف الممنهج الذي مارسته قوات الدعم السريع في حق المدنيين والنازحين.
وأفاد السفير عمر عيسى بأن اللقاء شمل الحديث عن خارطة الطريق وكيفية إيقاف الحرب، وإيصال المساعدات الإنسانية ورتق النسيج الاجتماعي. وأكد اللقاء أن العملية السياسية تعد مخرجاً نهائيًا لما بعد الحرب.
وأضاف سفير السودان بواشنطن، محمد عبدالله، أن المبعوث الأمريكي قدم مقترحات في هذا الصدد وافق عليها قائد الجيش.
وقال عبد الله إن الحكومة السودانية أوفت بكل الالتزامات التي قطعتها بشأن فتح المعابر والمطارات من أجل تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، مؤكداً انفتاح الحكومة نحو كل ما من شأنه إيصال هذه المساعدات للمحتاجين.
وأفاد أن قائد الجيش أكد للمبعوث الأمريكي الخاص، عدم موافقة حكومة السودان على استغلال معبر أدري لتوصيل السلاح لقوات الدعم السريع.
وأوضح السفير أن الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان شكر الولايات المتحدة الأمريكية وبرنامج الغذاء العالمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على المساعدات التي قدموها للشعب السوداني.
ولفت إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم برييلو، ابتدر زيارته للبلاد بعقد سلسلة من اللقاءات شملت وزير الخارجية السفير علي يوسف، حيث تمت مناقشة العديد من القضايا السياسية والعلاقات الثنائية والقضايا الإنسانية وكيفية إيقاف الحرب.
كما التقى المبعوث الأمريكي الخاص للسودان بالسلطان سعد بحر الدين سلطان عموم دار مساليت، حيث اطلع على الأحداث التي وقعت بولاية غرب دارفور والتي ارتكبت فيها قوات الدعم السريع الإرهابية سلسلة من الجرائم الشنيعة في حق المدنيين من تهجير قسري وقتل على الهوية واغتصاب.
كما التقى المبعوث الأمريكي الخاص بنائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار، حيث ناقشا عدداً من القضايا بما فيها كيفية إيقاف الحرب في السودان، وتوصيل المساعدات الإنسانية لمستحقيها. كما ناقش الجانبان الدول الإقليمية بما في ذلك دولة الإمارات التي، وفقاً لما ورد في المؤتمر الصحفي، تدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والعتاد الحربي.
من جانبه، أعرب المبعوث الأمريكي الخاص للسودان عن سروره بزيارة السودان ولقائه مع عدد من المسؤولين والزعماء بالدولة.
وقال إنه يحمل رسالة واضحة من الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تقف بجانب الشعب السوداني كما كان يحدث دائماً خلال العقود الماضية.
ولفت إلى أنه من دواعي الفخر أن تكون الولايات المتحدة من أكبر الداعمين للمساعدات الإنسانية للنازحين في داخل السودان أو للاجئين الذين عبروا الحدود نحو دول الجوار.
وأعرب عن سعادته لما حدث من تقدم خلال الفترة الماضية، الأمر الذي وسع من فرص حصول المواطنين على الدواء والغذاء.
وأوضح أن بلاده ستظل تعمل مع السودان لضمان حصول أي شخص على المساعدات اللازمة من دواء وغذاء وماء بكرامة.
وأضاف: “نتشارك الطموح من أجل أن تنتهي هذه الحرب حتى تقف الفظائع والانتهاكات التي شاهدناها مؤخراً في الجزيرة وغيرها”.
وأفاد بأن الولايات المتحدة الأمريكية تشارك الشعب السوداني طموحه نحو مستقبل ديمقراطي شامل.
الوسومالمبعوث الأمريكي الخاص بالسودان توم برييللو حرب الجيش والدعم السريعالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: المبعوث الأمريكي الخاص بالسودان حرب الجيش والدعم السريع المبعوث الأمریکی الخاص للسودان الولایات المتحدة الأمریکیة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
البرهان فى القصر الرئاسى.. وماذا بعد؟!
استعادة الجيش الوطنى السودانى القصر الرئاسى بالعاصمة المثلثة (الخرطوم) من أيدى المتمردين (الدعم السريع) ترجمته انتصار عسكرى لا ينكره إلا الجاحد، قائد المتمردين محمد حمدان (دقلو) الذى اختفى إذ فجأة من الفضاء الإلكترونى السودانى!.
دخول الجيش القصر الرئاسى من بوابته الرئيسية سيترجم على الأرض لاحقًا، تقهقر قوات الدعم السريع، وتقوقع فلولها بعيدًا عن العاصمة، هناك فى الأطراف، بالضرورة ستحتاج معارك الأطراف وقتًا أطول وتكتيكات عسكرية مغايرة، حرب المدن يختلف كليّة عن حرب الفلول السارحة فى الأطراف، ستكون معارك كر وفر تكلف السودان ما لا يحتمله الملايين المشردة فى الفيافى.
الحرب لم تنته بعد، بالكاد سلك الجيش طريقها الصحيح، سلك طريق الانتصارات المحققة على الأرض، وهو طريق واعر يتطلب أكثر مما بُذل على مدار عامين من المعارك الضارية.
تربة السودان زلقة عسكريًا، تحرير قدم على الأرض يكلف الجيش كثيرًا من الأرواح والعتاد، الجيش النظامى فى مواجهة عصابات تجيد الكر والفر، مدعومة من دول وكيانات فى الجوار الإفريقى وخارجه، عمدت إلى تفكيك السودان وإسقاط دولته الوطنية.
الحسم العسكرى لمعركة القصر الرئاسى يترجم سياسيًّا، حسم مواقف الكتلة الصامتة شعبيًّا، والأخرى المتأرجحة سياسيًّا بين الطرفين المتحاربين لصالح الجيش الوطنى، وهذا مكسب سياسى مهم فى توقيت حرج من الحرب.
يترجم بالضرورة عدل المعادلات الإقليمية والدولية التى حكمت الصراع بين الإخوة الأعداء، وأطالت عمر الصراع، وأمدّته بوقود استدامته، سيراجع داعمو الدعم السريع المهزومة عسكريًّا وسياسيًّا.
ليست مبالغة استعادة القصر المختطف طريقًا لاستعادة السودان الذى اختطف بليل أسود حالك الظلمة، ظل اختطاف القصر الرئاسى بالعاصمة المثلثة من قبل ميليشيات التمرد (الدعم السريع) غصة فى حلق قادة الجيش السودانى، رمزية السودان الوطنية مختطفة، إذن السودان مختطف، والدولة الوطنية الموحدة كانت على شفا جرف هار.
استعادة القصر تترجم استعادة الهيبة العسكرية، ولكن دخول القصر لن يحل الأزمة السياسية التى نبت من بين أشواكها فلول التمرد المسلح، ما يستوجب حراكًا سياسيًّا موازيًا، يستثمر فى النصر العسكرى الذى تحقق، تحرير القصر يترجم تحرير الإرادة السياسية للرئيس (البرهان) فى إطلاق العملية السياسية، الإرادة السياسية كانت رهينة اختطاف القصر، القصر مختطف.. السودان مختطف، عاد القصر يعود السودان بزخمه السياسى.
السودان فى أمس الحاجة إلى برنامج تحول سياسى ديمقراطى واقعى مصحوب بدستور يعلى المواطنة على ما سواها؛ ما يمنع التفلتات المسلحة، ويوطد لحكم مدنى على أساس برنامج تنموى، يعنى مجتمعيًّا بتلبية الحاجات الأساسية الإنسانية لملايين المضارين، وسياسيًّا بمفردات الحرية والسلام والعدالة والمواطنة بلا تمييز. ما حدث (استعادة القصر) ليس نهاية الحرب، بل بداية لطرح الأسئلة الوطنية الرصينة لكيفية إنهاء الحرب وكيفية الوصول إلى برنامج يؤسس الدولة المنشودة، البرنامج (كما يقول الصديق ياسر عرمان) غير موجود فى أضابير فلول ١٩٨٩، يقصد حكم الكيزان (إخوان البشير).. معلوم برنامج الجماعة مضاد لبرنامج الدولة، برنامج الجماعة اختطاف وطن من القصر، وبرنامج الدولة حكم الوطن من القصر.
دخول القصر فرصة سانحة لبناء قوات مسلحة واحدة موحدة، مهنية غير مسيسة تعكس التنوع السودانى، وكما يقول عرمان: «وحينما تنحسر مياه المعارك العسكرية ويعود الناس إلى بيوتهم التى أخرجوا منها دون وجه حق، فإن أسئلة السودان السياسية ستطل برأسها من جديد، ومستوجب الإجابة عنها عاجلًا فى نشوة الفرحة باستعادة القصر».
نقلا عن المصري اليوم