وخرج العداء بين الجانبين من إطار حروب الظل إلى مواجهات مباشرة وتبادل ضربات محسوبة بعناية، آخرها الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف داخل إيران أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومع ذلك يرى خبراء أن استمرار الأعمال العدائية لا يعني بالضرورة اندلاع حرب شاملة، وفقا لفيلم عرضه برنامج "للقصة بقية".

ويرى يزيد صايغ الباحث الأول في مركز كارنيغي للشرق الأوسط أن السيناريوهات تعتمد على ما إذا كانت إسرائيل ستعمل على خلق ظروف تمكنها من استهداف البرنامج النووي الإيراني بمفردها، أم أنها ستنتظر الضوء الأخضر من الولايات المتحدة.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4عراقجي: سنرد على إسرائيل ومستعدون لاستئناف مفاوضات النوويlist 2 of 4الحرس الثوري الإيراني يتوعد إسرائيل ويجدد دعمه لمحور المقاومةlist 3 of 4لماذا لن يعود ترامب أبداً إلى سياساته السابقة في الشرق الأوسط؟list 4 of 4ترامب يسعى لإفلاس إيران باعتماد سياسة الضغط الأقصىend of list

وتزامن تصاعد الخطاب الإسرائيلي مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، فقد صرح وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد يسرائيل كاتس بأن إيران أصبحت أكثر عرضة من أي وقت مضى لضربات تستهدف منشآتها النووية.

وردّت إيران بوعود انتقامية قاسية على الهجمات الأخيرة، لكنها في الوقت ذاته أظهرت تراجعا في حدة خطابها، مع صدور دعوات للحوار مع الإدارة الأميركية المقبلة.

وتشير التوقعات إلى تباين السياسات المنتظرة لإدارة ترامب، وبينما يرى البعض أنه لن يمنح إسرائيل شيكا على بياض لتصعيد ضد إيران فإن الأسماء المرشحة للمناصب الرئيسية تكشف عن توجهات داعمة لإسرائيل ومعادية لإيران.

جذور العداء

وسلط برنامج "للقصة بقية" في حلقته بتاريخ 2024/11/18 الضوء على جذور العداء الإيراني الإسرائيلي ومساراته المحتملة، كما ناقشت مع ضيوفها مشروع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لإعادة تشكيل خريطة الشرق الأوسط والتغيرات في الإستراتيجيات الدفاعية للطرفين.

ويتجاوز الصراع بين إيران وإسرائيل الخلافات المباشرة، إذ يرى المستشار العسكري لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط سابقا عباس دهوك أن البلدين ليس بينهما عداء تاريخي أو نزاعات حدودية، ولكن إيران تعتبر إسرائيل كيانا غير شرعي وتسعى إلى طرده من المنطقة، في حين تعتبر تل أبيب البرنامج النووي الإيراني تهديدا وجوديا.

بدوره، يوضح مدير مشروع إيران في مؤسسة الأزمات الدولية علي واعظ أن التنافس بين الطرفين يتمحور حول الهيمنة الإقليمية، فإيران -التي تعد أضعف عسكريا- اعتمدت منذ الثورة عام 1979 على استغلال قضية فلسطين لإبراز قوتها، حسب واعظ.

ومنذ الثمانينيات تبنت إيران سياسة دفاعية ترتكز على تطوير الصواريخ الباليستية والاعتماد على وكلائها الإقليميين كوسيلة للدفاع غير المتماثل.

وأشار واعظ إلى أن هذه الإستراتيجية هي جوهر الأمن القومي الإيراني في ظل غياب بدائل إستراتيجية كشراء طائرات أو أنظمة دفاع حديثة.

وعلى الجانب الآخر، تتبع إسرائيل مبدأ "بيغن" الذي ينص على منع جيرانها من امتلاك التكنولوجيا النووية، ونفذت هجمات استباقية ضد منشآت في العراق وسوريا، بالإضافة إلى استهداف مواقع وقادة إيرانيين.

تحولات طوفان الأقصى

وشهدت المواجهات تحولا ملحوظا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ قررت إسرائيل التحرك مباشرة نحو إيران بدلا من استهداف وكلائها، في حين أوضح صايغ أن هذه الإستراتيجية رفعت مستوى التوترات بشكل غير مسبوق.

من جهته، توقع أستاذ الدراسات الإستراتيجية فؤاد إيزادي أن تصاعد الضغوط سيجبر إيران على اتخاذ خطوات استباقية لمنع استهدافها تدريجيا، في حين يرى وزير العدل الإسرائيلي الأسبق يوسي بيلين أن المواجهة المباشرة قد تكون مكلفة للطرفين دون تحقيق نتائج حاسمة.

وفي هذا السياق، أكد عباس عبدي -وهو صحفي إصلاحي إيراني ومحلل سياسي- أن سياسة إيران الخارجية تضعها في موقف صعب، إذ يعتبر التراجع تكتيكا ممكنا إذا أحسن تنفيذه.

وفي حديثه للبرنامج يرى مدير عام صحيفة الوفاق الإيرانية مختار حداد أن المواجهة بين إيران وإسرائيل قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كانت تجري في الخفاء عبر عمليات أمنية وهجمات سيبرانية ولم تكن مواجهة عسكرية مباشرة.

من الخفاء إلى العلن

وأضاف حداد أن عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من إبادة جماعية ضد الفلسطينيين جعلت المواجهة أكثر وضوحا واتساعا، إذ شهدنا ردودا عسكرية مباشرة من إيران، مما يفتح بابا لمواجهات واسعة النطاق بين الطرفين.

واعتبر حداد أن إيران -بناء على عقيدتها العسكرية- كانت دائما على أهبة الاستعداد لمواجهة الكيان الصهيوني باعتباره العدو الأول للجمهورية الإسلامية منذ قيام الثورة، لافتا إلى أن الردود العسكرية المباشرة أصبحت جزءا من إستراتيجية إيران الجديدة.

وفيما يتعلق بالعقيدة النووية الإيرانية، أوضح حداد أن الحديث عن تغيير هذه العقيدة لا يعني نية إيران صنع قنبلة نووية، مؤكدا أن هناك فتوى دينية تحرم استخدام أسلحة الدمار الشامل.

بدوره، رأى آدم كليمنتس المستشار السابق في وزارة الدفاع الأميركية والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم تنجح في إنهاء النزاع بين إيران وإسرائيل، وأن الإدارة المقبلة قد تواجه ضغوطا جديدة لاحتواء الأوضاع.

وأوضح كليمنتس أن إدارة ترامب القادمة قد تسعى إلى إيجاد حلول للصراعات في المنطقة لتحقيق مكاسب سياسية، لكن ذلك سيعتمد بشكل كبير على السياق الدولي.

علاقة ترامب ونتنياهو

وأشار كليمنتس إلى أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو قد تشكل عاملا مهما في تحديد السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، لكن الضغط الخليجي لاستعادة الاستقرار الإقليمي سيكون له تأثير كبير.

وأكد أن التعيينات في الإدارة الأميركية الجديدة -والتي تميل لدعم إسرائيل ومعاداة إيران- تشير إلى تشدد في المواقف تجاه طهران، لكنه لفت إلى أن التغيرات السياقية قد تدفع الإدارة القادمة إلى إعادة تقييم أولوياتها في ظل التحديات العالمية.

بدورها، قالت الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات الدكتورة فاطمة الصمادي إن السياقات السياسية الحاكمة للصراع بين إيران وإسرائيل لم تتغير، مشيرة إلى أن عملية "طوفان الأقصى" جاءت ردا على ممارسات إدارة ترامب التي عمقت الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وأكدت الصمادي أن سياسة ترامب المستقبلية تجاه إيران ستتمحور حول الضغط الأقصى والسعي لاتفاق جديد ينهي البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل بما يتماشى مع مطالب إسرائيل.

وأشارت إلى أن إسرائيل تشعر لأول مرة بتهديد وجودي حقيقي، وهو ما يفسر "التوحش" في عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين، مضيفة أن هذا الشعور بالتهديد انعكس على إستراتيجياتها الدفاعية التي تواجه تحديات غير مسبوقة مع تزايد قدرات محور المقاومة في المنطقة.

18/11/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بین إیران وإسرائیل الشرق الأوسط إلى أن

إقرأ أيضاً:

تقرير: توقعات بارتفاع إنتاج الغاز في الشرق الأوسط

سجل إنتاج الغاز في الشرق الأوسط ارتفاعا بنسبة 2.2 في المائة خلال عام 2024، ليصل إلى 741 مليار متر مكعب.

وتوقع تقرير حديث نشرت معطياته وسائل اعلام شرق أوسطية الأحد، ارتفاع إنتاج الشرق الأوسط من الغاز الطبيعي بنسبة 66.5 في المائة، ليصل إلى 1.15 تريليون متر مكعب بحلول عام 2050، مقارنة بعام 2023 (694 مليار متر مكعب).

كما توقع التقرير ارتفاع إنتاج الغاز في الشرق الأوسط بنسبة 21 في المائة، ليبلغ 841 مليار متر مكعب بحلول عام 2030، قبل أن يصل إلى 996 مليارا بحلول عام 2040.

وشكل إنتاج الغاز في الشرق الأوسط ، وفق التقرير ،قرابة 17 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي خلال عام 2023، مرجحا أن ترتفع هذه الحصة إلى 22 في المائة بحلول منتصف القرن.

وتابع التقرير، أن الإنتاج العالمي للغاز الطبيعي بلغ 4.078 تريليون متر مكعب عام 2023، ومن المتوقع ارتفاعه بنسبة 31 في المائة إلى 5.317 تريليون متر مكعب بحلول 2050.

الى ذلك أفادت بيانات منتدى الدول المصدرة للغاز، بأن إنتاج المنطقة من الغاز الطبيعي ارتفع بنسبة 51 في المائة خلال السنوات الـ14 الممتدة من 2010 إلى 2023، ليقفز من 460 مليار ا إلى 694 مليار متر مكعب.

ومن المتوقع ، وفق البيانات ذاتها، استمرار هذه الطفرة بنمو إنتاج الشرق الأوسط بمقدار 461 مليار متر مكعب حتى عام 2050، بفضل التوسعات التي تجري في دول المنطقة، لا سيما قطر والسعودية وعمان والإمارات.

وأشارت الى أن موارد الغاز التقليدية تهيمن على إنتاج المنطقة بصوره شبه كاملة، وإن كانت المصادر غير التقليدية قد شهدت زخما متصاعدا خلال السنوات الأخيرة ، حيث ارتفع إنتاج الغاز غير التقليدي في الشرق الأوسط إلى 15 مليار متر مكعب، أو ما يعادل 2.2 في المائة من إجمالي إنتاج المنطقة في عام 2023.

كلمات دلالية ارتفاع الشرق الاوسط الغاز انتاج

مقالات مشابهة

  • برلماني لبناني: إسرائيل تسعى لتوسيع دائرة الحرب بالمنطقة
  • الزايدي: نعول على ظهور قوى ليبية وطنية تؤمن بحق بلادها في الاستقلال والحرية
  • أوقفوا التهديد النووي الإيراني عبر الاتفاق لا الصراع
  • Inforte تستحوذ على Shifra
  • مايك والتز: إذا امتلكت إيران أسلحة نووية سينفجر الشرق الأوسط
  • تقرير: توقعات بارتفاع إنتاج الغاز في الشرق الأوسط
  • غزة بين أنياب الجغرافيا والمصالح: حربُ الإبادة لُعبة “نتنياهو” و”ترامب” في معركة الشرق الأوسط الجديد
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: إيران لن تمتلك قنبلة نووية
  • الاحتلال يخرق اتفاقي لبنان وغزة.. إسرائيل تعيد المنطقة إلى دائرة الحرب
  • ترامب يرسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط في تصعيد ضد الحوثيين