جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-19@14:27:24 GMT

ترامب وتراجع الحلم الأمريكي

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

ترامب وتراجع الحلم الأمريكي

 

عبد النبي العكري

ينتصب في جزيرة ليبرتي المُواجهة لميناء نيويورك تمثال الحرية الشهير والذي يستقبل القادمين إلى الولايات المتحدة من جهة البحر شرقا، والتمثال وهو من النحاس عبارة عن امرأة تماثل إلهة الشمس الرومانية بلباس روماني وعلى رأسها تاج يماثل الشمس، وتمسك بيدها اليمنى المرتفعة شعلة الحرية، وتقبض بيدها اليسرى كتاباً مكتوباً عليه بالرومانية (4 يوليو 1776)، وهو تاريخ استقلال الولايات المتحدة الأمريكية عن بريطانيا، وتدوس برجليها على الأغلال المحطمة كرمز لنهاية العبودية.

كما إنه منقوش في قاعدته ما فحواه "تعالوا أيها الهاربون من القمع والخوف والظلم إلى العالم الجديد؛ حيث الحرية والأمان". وقد نصب التمثال في 28 أكتوبر 1886، وهو من تصميم الفرنسي فيردريك بيرتهولد وتنفيذ غوستاف إيفيل وهو هدية من الشعب الفرنسي إلى الشعب الأمريكي بمُناسبة مرور 100 عام على الاستقلال ونهاية الحرب الأهلية بتحرير العبيد في أمريكا في عهد الرئيس لنكولن.

منذ إقامة تمثال الحرية وهو يرمز إلى ترحيب أمريكا بالمهاجرين من مختلف أنحاء العالم الهاربين من القمع والتمييز والاضطهاد والفقر والباحثين عن الحرية والأمان وفرص التقدم في العالم الجديد. ولذلك عرفت أمريكا بأنها أمة من المهاجرين يجمعهم الحلم الأمريكي بفرص غير محدودة. ولا تزال الولايات المتحدة أكبر بلد مستقبل للمهاجرين ومن يتم منحهم الإقامة الدائمة والجنسية الأمريكية وكل من يولد بأمريكا هو أمريكي تلقائيًا.

بالطبع الأمر الآن ليس بهذه الصبغة الوردية والأحلام الجميلة الآن وقد تغيرت أمور كثيرة. وتظهر نتائج الانتخابات الأخيرة وفوز دونالد ترامب بالرئاسة وعودته السريعة للبيت الأبيض وفوز الحزب الجمهوري بالأغلبية في الكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب، استنادا لبرنامج ترامب اليميني فرصة لمراجعة الحلم الأمريكي.

ترامب واستعادة "أمريكا العظيمة"

مثّل انتصار دونالد ترامب على كاميلا هاريس وفوزه بالرئاسة بأغلبية ساحقة لأصوات المجمع الانتخابي وأصوات الناخبين الأمريكيين مفاجأة ومخالفة لتوقعات المختصين وكذلك استطلاعات الرأي العام التي كانت نتائجها متقاربة جدا. ولقد خبر الشعب الأمريكي ترامب في فترة رئاسته الأولى بين عامي 2017 و2020، والتي خسر بعدها منافسا جو بايدن واعتبرها كثير من المحللين أنها فترة استثنائية لن تتكرر والتحذير من خطورة عودة ترامب على النظام الديمقراطي الأمريكي وعهد نذيرا بالاستبداد. لكننا نعرف الآن ماحدث، وأن ترامب سيكمل مابدأه في رئاسته الأولى ولكن على نطلق أوسع وأعمق بكثير في ضوء ما يعتبره تفويضاً قوياً من الشعب الأمريكي لبرنامجه والذي هو جوهر برنامج الحزب الجمهوري بقيادته دون منازع.

ولقد عبرت قيادات الحزب الجمهوري وقيادة الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ والقيادة المرتقبة بمجلس النواب عن دعمهم وولائهم للرئيس المنتخب دونالد ترامب. وبدوره فإن ترامب عمد إلى اختيار الوزراء (سكرتيرين بالتعبير الأمريكي) وكذلك كبار مساعديه استنادا إلى معاييره حيث يحتاج معظمهم إلى موافقة الكونجرس بمجلسيه وهي مضمونة، كما إنه ومن خلال أعضاء إدارته سيستبدل من يريد من بين حوالي 3500 موظف فيدرالي.

طرح ترامب الشعار المركزي لحملته الانتخابية "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"و وأمريكا أولا" واستنادا إليه صاغ برنامجه في شعارات ومواقف مختزلة وأهمها ما يتعلق بالهجرة والتوطين وضريبة الدخل والضرائب على الواردات وتحفيز الأعمال للأمريكيين وإطلاق صناعة الطاقة النفطية وكذلك استرجاع موقع أمريكا القيادي في العالم عسكريا وسياسيا واقتصاديا.

ماذا تعني السياسات والتعيينات؟

خلال حملته الانتخابية عبر دونالد ترامب عن رؤيته للسياسات التي سيتبعها إذا فاز بالرئاسة والتي تعتبر غير اعتيادية في السياسات التي طبعت النظام السياسي الأمريكي، وقد جرى إقرار برنامج الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة والكونجرس في مؤتمر الحزب الجمهوري في وسكنسين في أغسطس 2024 لتثبيت ترشيح دونالد ترامب ونائبه جورج فانس (الإنجيلي) كمرشحين عن الحزب الجمهوري للرئاسة. والملاحظ أن جميع من نافسوا ترامب في الانتخابات التمهيدية للترشح عن الحزب الجمهوري، قد التحقوا به خلال حملته الانتخابية لاحقاً وأيدوا أطروحاته وعبروا عن ذلك في مؤتمر الحزب الجمهوري.

بعد فوز ترامب بالرئاسة في 5 أكتوبر 2024، عمد إلى إقامة احتفال بالنصر في مقر إقامته في بالم بيتش بفلوريدا مساء اليوم التالي حيث عرض أبرز مرتكزات برنامج حكمه بإحداث تغييرات جوهرية للسياسات الداخلية والخارجية وبنية الدولة الفدرالية. وفي مقابلات لاحقة هاجم ما يعتبره الدولة العميقة وضرورة تفكيكها وكذلك البيروقراطية الفدرالية وضرورة تقزيمها وتخفيض ضريبة الدخل وتشجيع إنتاج واستهلاك النفط والغاز وإلغاء قيود البيئة والتشدد في الحق في الإجهاض والتحول الجنسي ولا مركزية التعليم. وفي السياسة الخارجية فإنه سيعمل لتحميل الحلفاء في الناتو والأصدقاء الأعباء المالية لحمايتهم وأمنهم والعمل لإنهاء الحرب في أوكرنيا بصفقة غامضة وإنهاء حرب الشرق الأوسط بتسوية لصالح "إسرائيل" وتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء محور المقاومة بقيادة إيران وإجراءات عقابية ضد الصين وغيرها من القضايا. كما لايخفي ترامب عزمه على إزاحة من يخالفونه والانتقام ممن نازعوه.

في اختياره للوزراء والمسؤولين والمساعدين فإنَّ ترامب يأخذ بالاعتبار الأول ولاءهم له شخصياً والموافقة دون تحفظ على برنامجه وسياساته. ومن هنا فإن عدم كفاءة وقلة خبرة العديد منهم نتيجة طبيعية. كما إن القاسم المشترك لاختيارات ترامب فهو صهيونيتهم الفاقعة وتأييدهم "لإسرائيل" ولو على حساب المصلحة الأمريكية القومية كما إنَّ شعاره "أمريكا أولا" يعني تخليها عن التزاماتها بالشرعية الدولية والقانون الدولي ومصالح الآخرين، كونها الدولة العظمى الأولى في العالم. كما لوحظ أن عددا ممن اختارهم ينتمون إلى طبقته من كبار الأغنياء ومن مولوا حملته الانتخابية.

وتعد الهجرة من أهم مضامين برنامج ترامب الداخلي وقد وعد بالقيام بأكبر عملية ترحيل في تاريخ أمريكا. أما الوزيران المختصان مباشرة بشؤؤنها فهما وزير الداخلية ومدير الهجرة. اختار ترامب كريستي ناؤؤمي، حاكم ولاية داكوتا الجنوبية كوزيرة للداخلية وهي من أهم داعمي ترامب. كما اختار ترامب توم هومان مدير الجمارك السابق كمسؤول مطلق الصلاحية للهجرة. والمعروف عنه تأييده للترحيل الجماعي بما في ذلك ترحيل العائلات بأكملها بمن فيهم الحاملون للجنسية الأمريكية من أبناء المهاجرين غير الشرعيين أو ممن يجري تسويه أوضاع إقامتهم.

اختار ترامب منافسه السابق في سباق الترشح وأشد منتقديه والذي تحول إلى داعم متحمس، ماركو روبيو وزيرا للخارجية وهو من الصقور ومؤيد متحمس لإسرائيل ولإنهاء حرب أوكرانيا ومناهض متشدد للصين وإيران.

وفي تأكيد لمقولة "أمريكا أولا" فقد أسند وكالة حماية البيئة إلى لي زيلدن الذي أكد على دعم إنتاج أمريكا مصادر الطاقة من النفط والغاز لإنعاش الاقتصاد الأمريكي وإلغاء القيود للاعتبارات البيئية.

كافأ ترامب ايلسي ستيفك عضوة لجنة التعليم بمجلس النواب التي استجوبت رؤساء أبرز الجامعات الأمريكية التي شهدت احتجاجات واسعة وتسببت في إقالتهم كسفيرة له في الأمم المتحدة وهي من غلاة المؤيدين لقمع الاحتجاجات الطلابية ودعم "إسرائيل".

وكافأ ترامب مديرة حملته الانتخابية التي أوصلته للفوز سوزي ويليز مسؤولة إدارة البيت الأبيض وما يعنيه من تنظيم أعمال الرئيس عن قرب.

أما روبرت كينيدي الابن والذي انشق من الحزب الديمقراطي وخاض انتخابات الرئاسة مستقلا، وفي نهايتها أعلن تأييده لدونالد ترامب وحث أنصاره على التصويت لترامب، فقد كافأه بتعيينه وزيرا للصحة، رغم أنه ممن أنكروا وباء كوفيد ويفتقد للكفاءة.

وجاء تعيين ترامب لأحد مناصريه النائب بات جيتز. والمتهم بالتحرش والتجارة الجنسية بالأطفال حيث خضع لتحقيقات وزارة العدل لسنتين، لمنصب الادعاء العام المسؤول الأول لإنفاذ القانون. لتحدث هزة مدوية، ولكن ترامب يتوقع منه إلغاء القضايا المرفوعة ضده في المحاكم وملاحقة خصومه.

ولتحجيم الإدارة الفيدرالية فقد عهد إلى كل من البليونير إيلون ماسك والمليونير فيفك رنمسواري، منافسه السابق في الترشح والملتحق به، بإدارة جديدة هي دائرة تقييم الكفاءة الحكومية لاقتراح إلغاء ما تراه من مؤسسات ووظائف فدرالية، ويرى ترامب ضرورة لإلغاء وزارة التربية- مثلا- كما إن ماسك سيحقق لشركاته للفضاء والسيارات الكهربائية مكاسب خيالية من أموال الدولة.

لكن المفاجأة الأكبر هي اختيار ترامب بيت هاجس لوزارة الدفاع وهي أهم وأخطر وزارة. بيت هاجس هذا إنجيلي متعصب وبالتالي صهيوني عقائدي مؤمن بوجود "إسرئيل" الكبرى وإقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى يسبق قيام المسيح مجددا. بيت هاجس ضابط سابق شارك في الحرب في العراق وأفغانستان وما رافقها من جرائم ثم التحق بفوكس نيوز واستضاف ترامب عدة مرات ثم تطوع في حملته الانتخابية وكافأه ترامب باختياره وزيرا للدفاع.

اختار ترامب جون راتكليف وهو مدير سابق للأمن الوطني خلال ولاية ترامب الأولى كمدير لوكالة المخابرات المركزية وقد سبق أن فبرك اتهامات ضد هيلاري كلينتون منافسة ترامب.

ومن أغرب التعيينات اختيار ترامب لستيفن ويتكوف المليونير والمشتغل في العقارات ومن أكبر الممولين لحملة ترامب ممثلة للشرق الأوسط في مؤشر لسياسة حلب الأصدقاء الخليجيين.

وبشكل استثنائي اختار ترامب الضابط السابق في القوات الخاصة مابك هوكابي وهو انجيلي مؤيد متشدد "لإسرائيل" سفيرا له في الكيان الصهيوني كمؤشر خطير لدعم حروبها العدوانية.

كما اختار ترامب مايك والز السناتور عن فلوريدا والضابط السابق للقوات الخاصة كمستشار للأمن القومي وهو مركز حساس ومقرر السياسة الأمنية ويؤيد بحماس مواقف ترامب تجاهها.

وبالنسبة للسياسة الحمائية في مواجهة الصين والاتحاد الأوربي وغيره فقد اختار لوزارة التجاره لندا ماكمهون المتحمسة لذلك.

وأناط ترامب مسؤولية الملف الإيراني وتبعات محور المقاومة بنائبه جورج فانس الإنجيلي المتحمس والذي خدم في القوات الأمريكية في العراق.لكن الغريب هو أن أول اتصال بين الطرفين تم في لقاء سفير إيران في الأمم المتحدة وإيلون ماسك.

مرحلة خطرة لأمريكا والعالم

ما عرضناه بعض من برنامج وسياسات ترامب وإدارته المرتقبة وكذلك أهم تعييناته لإدارته ومساعديه وهي تثير المخاطر لأمريكا والعالم في ظل سيطرة ترامب والحزب الجمهوري على الرئاسة والسلطة التشريعية وضمان المحكمة الفدرالية العليا، وهيمنة أمريكا على المعسكر الغربي في ظل نظام عالمي يفتقد إلى محور مجابه للتحالف الغربي. لكن السياسات المتطرفة واللاعقلانية والاستبدادية ستقود إلى تفجر الصراعات في أمريكا ذاتها وتعمق الخلافات في المعسكر الغربي، مع صعود دول أخرى مثل الصين وتشكل تحالفات مثل بريكس.إنها بالتأكيد مرحلة جديدة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الإعلام الأمريكي يستعد لمواجهة ترامب "المرعب"

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، سيتوجّب على الإعلام الأمريكي التعامل مجدّداً مع رئيس خارج عن الأنماط المتعارف عليها، ومثير للانقسام ساهم في توسيع جمهور الوسائل الإخبارية، لكن أيضاً بحسب خبراء، في تنامي التهديدات المحدقة بحرّية الإعلام، في سياق اقتصادي يشتدّ صعوبة.

واعتبر آدم بينينبرغ، الأستاذ المحاضر في الصحافة في جامعة نيويورك، أن "المسألة لا تقضي بمعرفة إن كان ترامب سيهاجم الإعلام، فهو سيقوم بذلك، بل بالأحرى إن كانت الوسائل الإعلامية ستصمد في وجه هذه الهجمات". وشدّد على "جسامة هذا الرهان، إذ عندما تترنّح الصحافة، تدفع الديمقراطية الثمن".

"The Art of the Image: Trump as His Own Executive Producer" by Shane Goldmacher via NYT New York Times https://t.co/AlBa13zUdR

— Rimond Poon (@Addbirdpoon) January 18, 2025

ودعت صحيفة "نيويورك تايمز"، التي نشرت وابلاً من الأخبار الحصرية عن البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، أمس الجمعة، في افتتاحية إلى "التصدّي لتكتيكات التخويف، التي يعتمدها دونالد ترامب".

وتوقّع آدم بينينبرغ "ملاحقات قضائية ومضايقات وحملات تشهير، في حقّ غرف التحرير" أكثر شدّة مما كانت عليه الحال في الولاية الأولى، مشيراً إلى ضرورة أن تعزّز المجموعات الإعلامية "فرقها القانونية وميزانياتها، لمواجهة إجراءات تكميمية"، فضلاً عن أمنها السيبراني.

رقابة ذاتية

ولم ينتظر ترامب البداية الرسمية لولايته الجديدة كي يخوض هذه المعركة. ففي منتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أطلق ملاحقات قضائية في حقّ الصحيفة المحلية في آيوا "دي موين ريجستر"، ومجموعة محلية لاستطلاع الآراء، إثر نشر استطلاع يشير إلى فوز كامالا هاريس في الولاية، التي كانت من نصيب ترامب في نهاية المطاف.

وقبل أيّام، وافقت قناة "إيه بي سي" على دفع 15 مليون دولار، لإنهاء ملاحقات ضدّها، على خلفية التشهير بالرئيس المنتخب.

وبحسب "وول ستريت جورنال" التي كشفت عن الأمر، أمس الجمعة، تدرس "سي بي إس" أيضاً احتمال التفاوض على اتفاق لوضع حدّ لملاحقات قضائية، أطلقها دونالد ترامب متّهماً إياها بمحاباة كامالا هاريس في أحد برامجها الرئيسية.

This is the #GoodTimes.
An Illustrated Guide to Trump’s Conflict of Interest Risks https://t.co/VcFhWx7z8v

— Jeff (Gutenberg Parenthesis) Jarvis (@jeffjarvis) January 17, 2025

وسبق للجنة التحرير في "نيويورك تايمز"، أن أشارت إلى أنه "بالنسبة إلى خدمات إعلامية أصغر وأقلّ استدامة مالياً، قد تكون كلفة الدفاع في حال تقدّم ترامب وحلفاؤه بدعوى وحدها كافية للتشجيع على الرقابة الذاتية".

وقبل حتّى تنصيب الملياردير الجمهوري رئيساً، كثّفت شخصيات أمريكية كبيرة مؤثّرة في المشهد الإعلامي المبادرات تجاهه، ولعلّ أبرزها كان إعلان مارك زوكربيرغ رئيس "ميتا" التي تضمّ "فيس بوك" و"انستغرام"، التخلّي عن برنامج تقصّي الحقائق في الولايات المتحدة، ما يشكّل انتكاسة كبيرة لجهود احتواء التضليل الإعلامي.

ورأى مارك فيلدستين، الأستاذ المحاضر في الصحافة في جامعة ماريلاند، أن "قيام مدراء وسائل إعلام تقليدية وشركات تكنولوجية كبيرة، بخطب ودّ إدارة ترامب المقبلة من خلال التحبّب إليها مصدر قلق كبير".

عملة ذات وجهين 

وليست العلاقات المشحونة بين رئيس والإعلام بالجديدة في المشهد الأمريكي، بحسب ما أكّد آدم بينينبرغ. وهو ضرب مثل ريتشارد نيكسون (1969-1974) الذي "بلغت به البارانويا حدّاً" جعله "يجيِّش كلّ الماكينة الحكومية ضدّ الصحافيين".

وفي ظلّ احتدام المنافسة مع شبكات التواصل الاجتماعي وانتشار المعلومات المضلّلة، تعاني وسائل الإعلام من تراجع عائداتها الإعلانية وثقة الجمهور على السواء.

وتمرّ "واشنطن بوست" المملوكة لمؤسس "أمازون" جيف بيزوس، والتي نشرت الكثير من الأخبار الحصرية عن سيّد البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولى، بمرحلة حرجة بعد مغادرة عدّة أسماء فيها، إثر رفض الإدارة الدعوة في الصحيفة إلى انتخاب كامالا هاريس خلال الحملة الانتخابية.

ومنذ دخوله معترك السياسة وخصوصاً خلال حملته الأولى وولايته الأولى في البيت الأبيض، ساهم ترامب الذي فجّر الفضائح والجدالات في زيادة عدد متابعي بعض وسائل الإعلام والمشتركين فيها. لكنها عملة ذات وجهين، "عندما تُركز وسائل الإعلام على إثارة مشاعر الغضب والرفض، فإن هذا قد يسهم في نشر معلومات مضللة"، بحسب بينينبرغ.

وصرّح الأستاذ الجامعي أن "فترة ترامب الثانية ستختبر ليس فقط قدرة وسائل الإعلام التقليدية على التحمل أو التعامل مع الظروف الصعبة، ولكن أيضاً مدى جدواها".

مقالات مشابهة

  • بايدن يغادر البيت الأبيض.. نجاحات متواضعة وأزمات تعيد ترامب إلى رئاسة أمريكا
  • نائبة "التضامن" تشهد انطلاق فعاليات النسخة الثانية من "منتدى الشعب الجمهوري"
  • منتدى الشعب الجمهوري يختتم يومه الثاني بجلسة حوارية بعنوان شراكة بين الأجيال
  • ترامب يرجح فكرة منح تيك توك مهلة 90 يوما لتجنب الحظر الأمريكي
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد انطلاق فعاليات النسخة الثانية من «منتدى الشعب الجمهوري»
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد انطلاق فعاليات النسخة الثانية من "منتدى الشعب الجمهوري"
  • لماذا اختار الحوثيون هذا التوقيت لاستهداف إسرائيل بصاروخ؟.. خبيران يجيبان
  • خبراء .. حرية الإعلام الأمريكي مهددة عهد ترامب
  • الإعلام الأمريكي يستعد لمواجهة ترامب "المرعب"
  • منتدى «الشعب الجمهوري» يختتم يومه الثاني بجلسة «شراكة بين الأجيال»