سبب جوهري وراء انهيار الإمبراطورية الرومانية!
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
كشف العلماء عن سبب جوهري أدى إلى انهيار الإمبراطورية الرومانية الشرقية قبل 1500 عام، بخلاف الأسباب التقليدية لسقوط الإمبراطورية المرتبطة بالأوبئة أو التغيرات المناخية.
وبحسب الدراسة، فقد أساء الرومان تقدير قوة خصومهم الفرس، وهو ما أدى إلى تعطيل شبكة التجارة الحيوية التي كانت تدعم اقتصادهم، وأضعف الإمبراطورية بشكل تدريجي، وأدى إلى صعود الإسلام الذي دمر بشكل أساسي هذه الحضارة التي كانت قوية ذات يوم.
وكانت المجموعتان في حالة حرب من 54 قبل الميلاد إلى 628 من أجل السيطرة على الأراضي، لكن الفرس تمكنوا من الاستيلاء على طرق التجارة الرومانية الحيوية. وهذه الطرق كانت أساسية لدعم الاقتصاد الروماني، وعندما فقدت الإمبراطورية هذه الروابط التجارية، انهار الاقتصاد بسرعة، ما أدى إلى هجرة السكان إلى مناطق مثل القسطنطينية بحثا عن الأمان.
وقام العلماء بتحليل حطام السفن في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط من مواقع متعددة، مثل مرسيليا (فرنسا) ونابولي (إيطاليا) وقرطاج (تونس) وشرق إسبانيا والإسكندرية (مصر)، لفهم سبب السقوط بشكل أفضل.
وحددوا جدولا زمنيا لوقت اختفاء السفن الرومانية التي كانت تصطف على الشواطئ بالمئات في ذروتها، وتضاءلت إلى عشرات فقط بحلول النصف الثاني من القرن السابع.
كما تم تحليل البضائع الرومانية من نفس الفترة الزمنية من عشرات الآلاف من المواقع بين العديد من المناطق، بما في ذلك تونس والأردن وقبرص وتركيا ومصر واليونان، ما يشير إلى أن التجارة كانت ما تزال مستمرة حتى فترة قريبة من انهيار الإمبراطورية.
وقال العلماء إنه بدلا من الانحدار، كان هناك زيادة في الرخاء والديموغرافيا في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي.
وأوضح ليف كوسينز من جامعة أكسفورد، وهاجاي أولشانيتسكي من جامعة وارسو، أن المعلومات قادتهم “إلى استنتاج أن الإمبراطورية الرومانية الشرقية بدأت في الانحدار بعد اضطراب في التجارة والفشل العسكري”.
وكانت الأبحاث السابقة قد أشارت إلى أن الطاعون دمر الإمبراطورية الرومانية في عام 543م أو تحول مناخي بلغ ذروته في منتصف القرن السادس.
لكن الدراسة الجديدة وجدت أن الحضارة كانت في ذروة قوتها وناتجها الاقتصادي وازدهار سكانها، لكن هذا الازدهار لم يستمر طويلا، إذ بدأ تأثير الحرب مع الفرس يؤثر على التجارة بشكل تدريجي، ما أضعف الإمبراطورية ببطء.
وربط العلماء هذا الانهيار بشكل مباشر بالحرب الفارسية، موضحين أن التدهور الاقتصادي والعسكري هو الذي فتح الطريق أمام الفتح الإسلامي بعد ذلك، حيث أدى إلى فقدان القسطنطينية لمعظم أراضيها التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية الشرقية. ونتيجة لذلك، انخفضت القدرة على الدفاع عن تلك الأراضي وقطع الاتصال بشبكات التجارة الرئيسية التي كانت توفر الموارد والتمويل للإمبراطورية.
واستعان الفريق، خلال الدراسة، بقاعدة بيانات حطام السفن بجامعة هارفارد وقاعدة بيانات مشروع الاقتصاد الروماني في أكسفورد (OXREP) لتحديد جدول زمني لازدهار السفن الرومانية في البحر الأبيض المتوسط.
وقال العلماء إنه خلال القرن الثاني الميلادي، ظل عدد حطام السفن الرومانية ثابتا بين 200 و300 حادثة كل 50 عاما. ثم في نهاية القرن الخامس، حدث انخفاض حاد بنسبة 50% تقريبا في أعداد حطام السفن.
وأظهرت البيانات أن عدد السفن انخفض إلى 67 سفينة فقط بحلول النصف الثاني من القرن السابع، ما يدل على قطع طرق التجارة الخاصة بهم.
وتقاتلت الإمبراطوريتان الرومانية والفارسية من أجل السيطرة على الأراضي لتوسيع نفوذهما في جميع أنحاء أرمينيا وبلاد ما بين النهرين وشمال سوريا. وكانت هذه الأراضي مهمة من الناحية الاستراتيجية لأنها وفرت المزيد من الحماية الحدودية والوصول إلى طرق التجارة الحيوية.
ورغم انتصار الإمبراطورية الرومانية في المعركة ضد الفرس بقيادة الإمبراطور هرقل، إلا أن تأثير الحرب على طرق التجارة كان له صدى طويل المدى أضعف الإمبراطورية وأدى في النهاية إلى انهيارها.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الإمبراطوریة الرومانیة طرق التجارة حطام السفن التی کانت أدى إلى
إقرأ أيضاً:
الهند تدعم أسطولها بـ«سفن عسكرية» جديدة.. ما مواصفاتها؟
تعمل الهند “على تصنيع سفن عسكرية جديدة من نوع NGOPV لصالح سلاح البحرية في جيشها”، حيث تحمل مواصفات نوعية.
وقال موقعNavy Recognition : “بدأت في حوض верфи Yeoman Marine Services Private Ltd في الهند عملية تصنيع السفينتين الثانية والثالثة من نوع NGOPV لصالح الجيش الهندي، وأقيمت في الحوض احتفالية خاصة لهذا الحدث، حضرها ممثلون عن الهيئات الهندية المختصة بصناعة السفن والأدميرال المسؤول عن تصنيع وتسليم السفن لسلاح البحرية الهندي”.
وأشار الموقع إلى “أن وزارة الدفاع الهنية كانت قد وقعت عام 2023 عقودا بقيمة 1.18 مليار دولار مع شركتي Goa Shipyard Ltd و Garden Reach Shipbuilders and Engineers للحصول على سفن حربية جديدة لصالح الجيش، وبموجب هذه العقود سيتم تطوير 11 سفينة عسكرية، إذ تتولى Goa Shipyard Ltd تطوير7 سفن، والسفن الباقية ستصنعها شركة (GRSE)”.
وبحسب الموقع، “تطور الهند سفن NGOPV العسكرية متنوعة الاستخدامات، مثل، مهام الدروريات والمراقبة البحرية، عمليات وحماية البنية التحتية الساحلية، وعمليات مكافحة القرصنة ومكافحة التهريب، ويبلغ طول كل سفينة من السفن الجديدة 110 أمتار، ومقدار إزاحتها للمياه 2900 طن، ويمكن لهذه السفن الحركة بسرعة 25 عقدة بحرية، وقطع 8500 ميل بحري في كل مهمة، أما طاقم السفينة فيتكون من 150 شخصا، من ضمنهم 20 ضابطا”.
ووفق الموقع، “تتسلح هذه السفن بمدافع Oto Melara من عيار 76 ملم، ورشاشات АК-630 من عيار 30 ملم، ورشاشات من عيار 12.7 ملم، كما جهّزت كل سفينة بمنصة لحمل مروحية يصل وزنها إلى 15 طنا”.