حسن عطيفة
في الآونة الأخيرة، تسارعت الأحداث وتكشفت المتغيرات، وظهرت النفوس وتباينت الوجوه؛ ابيضَّت وجوه واسودَّت وجوه أمام قضية عظيمة تهم المؤمن كإيمانه، والمسلم كإسلامه، والعربي كعروبته، استجابة لقول الله تعالى: {ولتكن منكم أُمَّـة}.
غزة لا تزال تقدم للعالم شاهدًا عظيمًا على عظمة الإسلام وقوة الإيمان في الثبات والتضحية والصمود والاستبسال، في مشهد قلّ نظيره في التاريخ البشري، لم يُسجّل مثل هذا التحدي الذي يخوضه أبناء الشعب الفلسطيني رغم ما يرتكبه العدوّ من جرائم إبادة جماعية، وقتل وتهجير قسري لأبناء غزة؛ تُهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها، تُدمّـر المنازل، وتُسفك الدماء، وتُرمل النساء، ويُيتم الأطفال.
هذه المشاهد الدامية والمؤثرة لم تحَرّك للأسف ضمائر العرب والمسلمين، وهذا يدل على غياب الإيمان والإباء والإنسانية في قلوبهم.
لكن غزة ستبقى رمز العزة لمن يساندها، ورمز الكرامة لمن ينصرها، ورمز الحرية لمن يؤازرها، ورمز الإباء لمن يقاتل معها، ستظل غزة، رغم تخاذل أُمَّـة الإسلام والعرب، شامخة بصمودها، قلّ الناصرون وكثر المعادون، ولكن الحق سينتصر، طال الزمن أم قصر؛ لأَنَّ الحق بطبيعته يزهق الباطل، والباطل لا يدوم ولا يثبت أمام الحق.
أبناء غزة هم الحق، وسيبقى الحق منصورًا، وسيُذلّ الباطل وينهار ويُخزَى، مهما فعل أعداء الدين، قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
قواعد من الحياة.. “مَنْ لمْ يشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يشْكُرِ الله”
في الحديثِ عن عبدِ اللهِ بنِ عمرو رضي الله عنه قال: قالَ: رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى امْرَأَةٍ لَا تَشْكَرُ لِزَوْجِهَا. وَهِيَ لَا تَسْتَغْنِي عَنْهُ”.
ما أعظم هذا الحديثَ، فَشُكْرُ الناسِ منْ شكرِ اللهِ تعالى كما قال صلى الله عليه وسلم: “مَنْ لمْ يشْكُرِ النَّاسَ لَمْ يشْكُرِ الله”.
إن كثيرا من مشكلات البيوت تقع بسبب عدم الإقرار بالإحسان، ونكرانه، فمع إحسان كثير من الأزواج فهي لا تشكره ولا تشعره بفضلِه. وإذا كان على الزوج ألا يَمنّ فيما يعطيه لزوجته، لقوله تعالى: “وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ”. وفي المقابل على المرأة أن تشكر زوجها، وأن تُبادِرَ بشكره فلا تَضْطّرَهُ إلى أن يتحدثَ عما فعلَ، وكذلكَ على الرجلِ أنْ يشكرَ زوجتَه إذا أحسنت، فمهما يكن الرجل أبدا لا يستغنِي عن المرأة. ولا المرأةُ تستغني عن الرجل، لقوله تعالى: “هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ”.
فالشكر من قواعد الحياة الجميلة، التي من شأنها أن تجعل الاحترام السعادة ينتشران في أرجاء المنزل. فعلى الرجل أن يُبادِرُ بشكر زوجته، وهي تُبادِرُ بشكره، فمن الواجب أن يقوم كل منهما بواجبه، ولابد أن يكون شعارنا الشكر بيننا وبين الآخرين من أهلها وأولادنا.