السيد القائد هادي الأُمَّــة ومخلِّصُها في هذه المرحلة
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
فضل فارس
مهمةُ الأُمَّــة وَمسؤوليتها كبيرة وعظيمة بقدر عظمة وقيمة الهدى الذي بين أيديها، مهمتها كبيرة جِـدًّا، حسب ما أراد الله لها في إيصال الإسلام إلى أقاصي هذه الأرض.
لذا عليها ولكي تصل إلى هذا المستوى أن تربّي نفسَها تربية إيمانية صحيحة، تحمل نفوسًا عزيزة وكريمة، لا ترضخ للظلم والإذلال والاستعباد.
الأُمَّــة اليوم أحوج ما تكون للعَلَم القرآني الحكيم والمرشد الذي تتوفر فيه المقاييس الإلهية؛ ليعيدَ الأُمَّــةَ من جديد لمعناه القرآني الصحيح، لما قد كلفت به بطبيعة مسؤولياتها الكبيرة التي كلفها الله بها حين قال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّـة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آَمَنَ أهل الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْـمُؤْمِنُونَ وَأكثرهُمُ الْفَاسِقُونَ}.
وعلى شريطة أن يكون علمًا مختاراً معلماً من الله، يهيئه هو فتتوفر فيه الامتيَازات الإلهية السليمة والصحيحة، في أن يكون أولاً امتدادًا لولاية الله ورسوله والإمام علي عليه السلام، وذريته الطاهرة الذين يصدق فيهم قول الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.
إن ولاية أمر الأُمَّــة إذَا لم تكن عن طريق رسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون فَــإنَّما هي ولاية غير قرآنية مفصولة عن ولاية الله، إذا لم يكن من يلي أمر الأُمَّــة بالشكل الذي يتعامل مع الناس، كذلك يقيم العدل فيهم من خلال ما يلمسه من مظاهر ملك الله وَولايته على عباده؛ فَــإنَّه حتماً ليس امتدادًا لولاية الله في الأرض وستحدث بلا شك آثارٌ مغايرة عما يريد الله في واقع هذه الحياة وفي نفوس الناس.
وبالنظر لتلك المقاييس القرآنية التي يمنحها الله لأعلام الأُمَّــة وَهداتها في كُـلّ زمان ومكان؛ نرى جميعًا اليوم وخلال هذه المرحلة أنها متجسدة وَبأبهى حلة في علم الأُمَّــة، رجل القول والفعل السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الرجل الطاهر، الصادق الوعد، حامل علم وزهد وحكمة وباس وشدة ورحمة أعلام الهدى من أجداده المبجلين الطاهرين، من يحمل وبكل تدين ومسؤولية الرحمة والعطف والعدل تجاه أبناء هذه الأُمَّــة ككل.
العارف العالم “بما علمه الله وعرفه” بسبل ومعارف الدين القويم وتعاليم القرآن الكريم الراشد الحكيم في كيف ينشر ذكر وَمجد الأُمَّــة ورسولها ودينها، الذي هو للعالمين جميعًا بين كُـلّ الأمم الأُخرى.
في كيف يزكيها وَيعلمها ويربيها على رؤية القرآن الكريم ومشروعية الإسلام القويم في كيف ينميها وَيبنيها في اقتصادها وَواقعها المعيشي، كذا في قدراتها وَمعنوياتها الجهادية الإسلامية.
علمًا شجاعًا مقتدراً شامخًا عزيزًا عارفاً في كيف يجعل هذه الأُمَّــة تعود ومن جديد وَبكل قوة وَبأس وَحكمة وَرشد إلى عزتها ودينها وشرفها لتواجه شرور أعدائها ورد كيدهم إلى نحورهم، محافظًا في ذلك على عاداتها وَموروثها الأصيل، كذا موارد وَخيرات بلادها وثرواتها..
ذاك هو السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، الذي وكأسلافه من أعلام الهدى، آل بيت النبوة ومعدن الرسالة الإلهية في هذه الأُمَّــة خاض الغمرات لله مجاهدًا، جسورًا، لا يخشى إلا الله في كُـلّ الميادين الشريفة؛ مِن أجلِ المستضعفين وَالمظلومين في هذه الأُمَّــة..
ذاك هو العلم الحكيم، صادق الوعد، وفارس المعارك والميدان ذو الصولة والجولة، شديد البأس وصعب المراس منذ نعومة أظفاره وبدايات إدراكه في قتال الكافرين وَالمنافقين..
الذي قد اختاره الله تعالى “وذلك قضاه على مخطوطة التاريخ ارتسم وتلك التجليات” ليكون بمشيئته العلم الهادي والمنقذ للأُمَّـة في هذه المرحلة.
وبذا ولكي يكون الخلف المختار لعظم المسؤولية فالله القدير، حَيثُ أحل بقدرته انعقاد لسانه، أحكم فعله ومنطقه وكلامه.
كذا بعد اليتم الشديد له بارتحال والده العلم القرآني المربي أَيْـضًا شقيقه الأكبر القائد الباني الملهم وَالمؤسّس لمسيرة خلاص الأُمَّــة حسين العصر من كان له كروحه وَفؤاده على أيدي طغاة الأرض ومستكبريها، حَيثُ كان اللطف من الله به وبمن صدق معه بأن استنقذه من غياهب الاستضعاف وظلم المتجبرين فشرح له صدره وربط على قلبه وكيانه، شد من أزره وَمحازم ظهره وسنده بإخوان الصدق من رجال وأحرار خير البلاد اليمن الميمون أهل الحكمة والإيمان.
قال تعالى: {أَلَـمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ، الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ، وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ، فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ، وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} صدق الله العظيم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: هذه الأ م فی هذه فی کیف
إقرأ أيضاً:
السيد القائد : تمر الأمة العربية والإسلامية بعصر يسوده انهيار قيمي وأخلاقي
متابعات/الأسرة
يؤكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في معظم خطاباته الأسبوعية على الموقف الإيماني المبدئي والثابت تجاه قضية الأمة المركزية والأولى “فلسطين”.
هذا الموقف لا تحكمه العواطف بقدر ما تحكمه ثوابت إيمانية وإنسانية في معركة “الفتح الموعود والجهاز المقدس”، التي يخوضها اليمن ضد العدو الأمريكي البريطاني الصهيوني منذ بداية معركة “طوفان الأقصى”.
السيد القائد يشير دائما في خطاباته إلى استمرار عمليات البحار وقصف المواقع العسكرية والحساسة في فلسطين المحتلة بالصواريخ والمسيرات ويؤكد استعداد اليمن موجهة أي تصعيد أمريكي، بريطاني وصهيوني.
تعرضت الثورة الفلسطينية منذ قيامها لانتكاسات كبيرة من جهتين الأولى من محتل الأرض الكيان الصهيوني وداعميه “أمريكا وبريطانيا وأوروبا” الغربية والثانية وهي الأشد والأقسى من محيطها العربي والإسلامي.
وجهت للقضية الفلسطينية طعنات قاتلة من أخوة العروبة والإسلام تمثل ذلك بهرولة العديد من الأنظمة العربية والإسلامية للتطبيع المذل وبدون كوابح، ابتدأ هذا التطبيع من أكبر الدول العربية جمهورية مصر العربية بتوقيعها اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني في مطلع السبعينيات تبعها في ذلك المملكة الأردنية الهاشمية ثم أنظمة دول الخليج العربي التي انضمت للتطبيع مع كيان العدو، وكانت البداية بدولة الإمارات التي تخلت عن انتمائها العربي والإسلامي فالبحرين والمغرب ثم قطر والسعودية اللتان قطعتا أكثر من نصف مسافة التطبيع والمسألة مسألة وقت لاكتمال ذلك العمل المشين.
تمر الأمة العربية والإسلامية بعصر يسوده انهيار قيمي وأخلاقي ومبدئي في المنظومة السياسية العربية وزوال ما كان يسمى بالعمل العربي المشترك بعد أن نجحت الاستخبارات الأمريكية والصهيونية والأوروبية الغربية بتدميره، الأمر الذي أدى إلى إفراغ الأنظمة العربية من محتواها.
وبموجب ذلك لم تعد القضية الفلسطينية قضية ذات أولوية عربية وإسلامية في أجندة الأنظمة السياسية العربية إلى أن جاءت عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر 2023م التي شكلت عملية فارقة في التاريخ العربي الحديث والمعاصر بعد سنين طويلة ساد فيها الجمود والمراوغة والتدجين الممنهج للأنظمة العربية وإرغامها على التطبيع مع الكيان الصهيوني بضغط أمريكا ودول أوروبا الغربية لتصفية القضية الفلسطينية التي تعد العائق الوحيد أمام شرق أوسط جديد رسمت معالمه منذ فترة ويجري تنفيذه ببطء.
ظلت حماس تقاتل العدو الصهيوني دون إسناد ودعم من محيطها العربي والإسلامي إلا من المواقف الداعمة من الجمهورية اليمنية التي أعلنت بشكل رسمي الدخول في المعركة عبر سلسلة ضربات مركزة لأهداف عسكرية صهيونية بوابل من الصواريخ الباليستية وأسراب من الطائرات المسيرة، والمطلوب من الدول العربية اليوم تغيير موقفها من هذه الأزمة التي سوف تمسها حتما إذا انتصر فيها العدو الصهيوني.