في الوقت الذي تنشغل فيه دولة الاحتلال بالانقلاب القانوني والاحتجاجات الداخلية، جاءت مزاعم إحباط تشكيل حركة حماس لخلية مسلحة على هامش الأخبار، مما ولّد ردود فعل اسرائيلية غاضبة، لأن تخطيط حماس لهجوم اختطاف جندي أو مستوطن، قد يشير إلى تغيير خطير في الاتجاه الذي تسلكه الحركة كجزء من محاولة لإطلاق سراح أسراها في سجون الاحتلال.



مائير بن شبات الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أكد أنه "في خضم الأحداث الداخلية، ومنذ أن أصبحت الإعلانات عن كشف الخلايا المسلحة أمرا روتينيا، فإن التقرير غير المعتاد عن خلية تابعة لحماس من وسط الضفة الغربية خطط أعضاؤها لخطف جندي، واعتقلوا في مرحلة متقدمة من الاستعدادات لذلك، انزلق تحت الرادار الإعلامي دون أن يحوز على اهتمام اسرائيلي متوقع".

وأضاف في مقال نشره القناة 12، وترجمته "عربي21" أنه "بحسب إعلان جهاز الأمن العام- الشاباك، فإن أعضاء الخلية كانوا مجهزين بالأسلحة، وجمعوا المعلومات، وقاموا بدوريات ميدانية من أجل التعرف على روتين نشاط الجنود الذين يخدمون في منطقة بنيامين، وانسحاب مخطط له، بل إن الخلية أعدت مكانًا للاختباء لاحتجاز الجندي الذي سيتم اختطافه.

وأشار إلى أنهم قد تصرفوا بدعم وتوجيه من قيادة حماس في الخارج وغزة، مع أنه إذا كان التخطيط لعملية الاختطاف تم بالفعل بناء على تعليمات تلك القيادة أو بموافقتها، وليس نتيجة مبادرة محلية، فيجب أن يُنظر إليه على أنه قرار تنظيمي لتجديد استخدام طريقة الاختطاف لأغراض المساومة".



وقال إنه "إذا كان هذا هو الحال، فسيكون من الصحيح الافتراض أنه سيتم تمرير تعليمات مماثلة إلى فرق ومجندين إضافيين، ومن وجهة نظر حماس، فإن عمليات الخطف هي الطريق الرئيسي لإطلاق سراح أسراها في سجون الاحتلال، لأنها في غزة تحتجز جثامين قتلى وأسرى إسرائيليين، تستخدمهم كورقات مساومة لهذا الغرض، والتخطيط لعملية الاختطاف قد يظهر أن قادة حماس توصلوا لحقيقة أن الأصول التي بأيديهم لا تكفي للتوصل لصفقة تبادل جديرة بالاهتمام، لذا فهي تحاول الحصول على أوراق إضافية".

وأكد أنه "يجب أن يكون معلوما أن عملية الاختطاف ليست قضية عابرة، لأن مثل هذا الهجوم ينطوي على عملية معقدة، ويتطلب تنسيقًا إقليميًا معقدًا، وإعدادًا لوجستيًا طويلًا، مع ضرورة التصدي لأجهزة استشعار استخباراتية إسرائيلية، وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، لأن مثل هذا الهجوم ينطوي على أثمان باهظة نتيجة عمليات التحقيق، أو مسيرات الرد الإسرائيلية التي ستتبعها، وقد يعرض مثل هذا الهجوم غزة لاحتمال حرب في وقت لن تتناسب بالضرورة مع رغبات حماس".

وأشار إلى أن "هذه الاعتبارات ماثلة أمام أعين قادة حماس، رغم التزامهم بتحرير أسراهم، ولكن يجب أن يشعل انكشاف هذه الخلية ضوء تحذير للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ويضيف المزيد من القلق لمخاوفها العديدة هذه الأيام، مما يستدعي زيادة الإجراءات المضادة ضد عناصر حماس، وتقليص تصاريح الحركة التي تسمح بالتنسيق بين كوادرها في قطاع غزة والضفة الغربية، فضلا عن اغتيال بعض الشخصيات التي تقود عمليات الخطف منذ سنوات، مما سيعزز الردع تجاه الآخرين، الذين ارتفعت ثقتهم بأنفسهم مؤخرًا".

وفي الوقت الذي يحيي فيه الفلسطينيون مرور تسع سنوات على أسر عدد من جنود الاحتلال خلال حرب 2014، فإن حركة حماس ومعها قوى المقاومة تؤكد على ضرورة تحرير أسراها من سجون الاحتلال، بما في ذلك إمكانية إقدامها على تنفيذ عمليات أسر جديدة ضد الجنود والمستوطنين، وقد شهدت السنوات الأخيرة محاولات عديدة من قبل حماس لتنفيذ عمليات اختطاف لجنود ومستوطنين إسرائيليين، وهناك قلق إسرائيلي من أن حماس، مدفوعة بالضغط الداخلي، والإحباط من تعثر مفاوضات التبادل، تعمل على تنفيذ عمليات خطف كوسيلة للضغط على الاحتلال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال حماس الضفة حماس الاحتلال الضفة صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حماس تعلن مقتل قائدها في لبنان بضربة إسرائيلية

أعلنت حركة حماس عن مقتل قائدها في لبنان، فتح شريف، بغارة إسرائيلية على مخيم البص جنوب لبنان، الاثنين.

وقالت الحركة إن شريف قتل مع زوجته، أمية إبراهيم عبد الحميد، وابنه أمين، وابنته وفاء، في الغارة.

وقالت إن "فتح شريف أبو الأمين هو قائد حماس في لبنان وعضو قيادة الحركة في الخارج"، وأشارت إلى أنه عمل كمعلم وكان مديرا في إحدى المدارس.

وفي سياق متصل، شنت إسرائيل في وقت مبكر الاثنين غارة داخل بيروت للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في غزة العام الماضي، مستهدفة بطائرة مسيرة مبنى سكنيا في قلب العاصمة اللبنانية، ما أدى وفق مصدر أمني إلى مقتل أربعة أشخاص.

ونقلت إسرائيل ثقلها العسكري في الأيام الأخيرة من غزة إلى لبنان الذي شهد هجمات إسرائيلية يومية على أهداف لحزب الله خصوصا، شملت اغتيال الأمين العام للحزب، حسن نصر الله.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 105 أشخاص وجرح 359 جراء الهجمات الاسرائيلية، الأحد.

وأعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الاثنين، مقتل ثلاثة من أعضائها في الغارة الإسرائيلية على بيروت.

وقالت إنهم، محمد عبد العال، عضو المكتب السياسي للجبهة ومسؤول الدائرة العسكرية الأمنية، وعماد عودة، عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة وقائدها العسكري في لبنان، والمقاتل، عبد الرحمن عبد العال.

وبعد عام تقريبا على بدء تبادل القصف عبر الحدود، بدأت إسرائيل غارات جوية مكثفة على أهداف بمناطق متفرقة في لبنان في 23 سبتمبر.

ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر الحدود بشكل يومي منذ شنت حماس هجومها غير المسبوق على مواقع ومناطق إسرائيلية في السابع من أكتوبر وردت إسرائيل بعملية عسكرية متواصلة على قطاع غزة.

وقتل المئات وجرح الآلاف نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة على مناطق متفرقة في لبنان، والتي تسببت بنزوح وتهجير مئات الآلاف.

وأعلن الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوع أنه يواصل غاراته الجوية في لبنان وذلك في إطار عملية أسماها "سهام الشمال".

ويعلن حزب الله عن إطلاق صواريخ باتجاه مواقع إسرائيلية، وغالبا ما تعترض المنظومات الدفاعية معظمها.

مقالات مشابهة

  • شكوك إسرائيلية متزايدة حول مصير السنوار.. هذه رسائل هاليفي (صورة)
  • عمليات إسرائيلية محددة جنوب لبنان.. تقرير يكشف تفاصيلها واهدافها
  • رباطة علماء اليمن: ما يقوم به العدو الصهيوني هي محاولات بائسة لاسترداد قوة الردع التي فقدها في معركة طوفان الأقصى
  • حماس تنعى أحد قادتها عقب استشهاده في غارة إسرائيلية على مخيم البص جنوب لبنان
  • حماس تعلن مقتل قائدها في لبنان بضربة إسرائيلية
  • بغارة إسرائيلية.. حماس تعلن استشهاد قائد الحركة في لبنان
  • عاجل - غارات إسرائيلية جديدة تهز شرقي لبنان
  • قناة إسرائيلية: توفرت فرصة لاغتيال السنوار لكن العملية لم تنفذ
  • الاحتلال يستعد لعمليات برية محتملة في لبنان.. فشل محاولات التهدئة
  • كاتبة إسرائيلية: مرارة الفشل أمام حماس تطغى على الإنجازات ضد حزب الله