تحديات الزواج المختلط في مصر ما بين الهروب من «القايمة» والاصطدام بقانون «منع السفر»
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد المجتمع المصري توجهاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة من قبل بعض الرجال المصريين للزواج من نساء تحملن جنسيات عربية مختلفة، وقد كان لهذا التوجه عدة أسباب وعوامل لا علاقة لها بجنسية المرأة كـ«مصرية"، لأن هذه النظرية خاطئة، فالنساء بطبيعتهن سواسية من حيث الطباع والمتطلبات و«الهرمونات»، وكذلك الأهداف التي تكمن في تكوين بيت آمن مستقر وأسرة ناجحة، لكن هناك عوامل أخرى ساعدت على تقريب وتسهيل الزواج المختلط أبرزها تطورات التكنولوجيا ووسائل الاتصال التي جعلت من العالم قرية صغيرة.
الزواج المختلط يمكن أن يكون ناجحاً أو فاشلاً، شأنه شأن أي زواج آخر، يتأثر بالعديد من العوامل، لأنه يعتمد بشكل كبير على الطرفين معاً، ذلك أن مسئولية النجاح أو الفشل تقع على عاتق الزوجين، فالأمر يتطلب منهما جهداً مشتركاً للتغلب على الفروق الثقافية والفكرية، لكن هناك نظرية تقول إن الرجل المصري عندما يتزوج من جنسية أخرى، خاصةً إذا كان قد سبق له الزواج، يشعر بمسئولية إضافية لتحقيق النجاح، فيتمسك برغبته في إثبات صحة اختياره أمام المجتمع وأسرته خصوصاً لو عانى في البداية من بعض الآراء المشككة في هذه الزيجة، والتي يُنظر إليها أحياناً على أنها خروج عن المألوف، فيزداد إصراره على نجاحها.
من العوامل التي ساهمت وبشكل كبير في عزوف بعض الرجال المصريين عن الزواج بالمرأة المصرية الأعباء المادية التي يتحملها الرجل عند الزواج، وخصوصاً ذلك الجدل الدائر حول ما يسمى بـ«القايمة»، هذه الوثيقة «اللعينة» التي يتم فيها تسجيل كل الأثاث والممتلكات التي تساهم بها العروس أو تُقدم لها من قِبل الزوج كضمان مادي، والذي يراه الرجل المصري أنه إرهاق مالي في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية، لما تتضمنه أحياناً من تفاصيل مكلفة للغاية تفوق قدرته المالية، كما أنها تثير مخاوفه لأنها تُستعمل في حالة النزاع كوسيلة ضغط وابتزاز قد تنتهي بالحبس، لذلك ففكرة تمسك بعض الأسر بفكرة «القايمة» تؤدي إلى تعقيد الزواج والدخول في مشاكل مبكرة، مما يجعل الكثير من الرجال يتجنبون الدخول في هذه الدوامة من البداية.
لم ينج الزواج المختلط من بعض المشاكل الصعبة، فبالرغم من أن له إيجابيات له أضرار كبيرة في بعض حالات الطلاق، والتأثير هنا يكون معقداً على جميع الأطراف خصوصاُ في حالة وجود أطفال، حيث يعتبر تحدياً كبيراً في ظل وجود بعض القوانين التي قد تكون غير منصفة للزوجة الأجنبية، ولعل قانون «منع السفر» الذي يلاحقها يُنَفّذ بناء على حالات خلافات الزواج أو الحضانة، هدفه منع الأم من اصطحاب الأطفال خارج البلاد لحماية حقوق الأب المصري اتجاه علاقته بأبنائه.. هذا القانون يثير جدلاً في العديد من الحالات، فهو يعتبر تقييداً لحرية المرأة الأجنبية، كما أنه يستخدم في كثير من الأحيان كورقة ضغط من قبل الزوج للسيطرة عليها أو للتأثير على إجراءات الطلاق أو الحضانة.
في النهاية، يمثل الزواج تحديًا مستمرًا يتطلب من الطرفين العمل والتفاهم، بغض النظر عن جنسيات الشريكين، سواء كان الزواج داخل نفس الثقافة أو بين جنسيات مختلفة، محليًا أو مختلطًا، فهو مؤسسة تحتاج دعمًا وتعاونًا مستمرين لتحقيق حياة مستقرة وعلاقة ناجحة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القايمة قانون منع السفر
إقرأ أيضاً:
الصعود الى ما لا نهايه
د. أنور أحمد محمد طه
18يناير 2025
مره اخري.....ومره.....ومره.....ومره اخري.....تمر آليوم علينا ذكرى ذلك اليوم الثامن عشر من شهر يناير من عام،1985.
في ذلك آليوم ختم الاستاذ محمود محمد طه حياته بتلك الابتسامة التاريخيه الخالده فلم تك ابتسامه عاديه عابره..,هشه أو مصطنعه وكذلك لم تك ابتسامة الرضاء بالموت فحسب بل كانت ذات معاني ومقاصد ودلالات ومضامين فالقارىء المجيد المتمعن لها يفهم تماما بان الاستاذ قد لخص واختصر ودون كل فكره ومبادئه ومعتقداته ورسالته التي نادي وأمن بها في تلك الإبتسامه الوردية التي غطت عين الشمس في صباح ذلك اليوم الأحمر الغاني حيث انتهز الفرصه...فرصه ان كل الدنيا بين يديه وان العالم كل أمامه...
إن ذلك الثبات الأسطوري وتلك الشجاعة والبسالة النادرتين حيث قدم روحه ونفسه فى سبيل فكره ومبادئه التي امضي كل سنين عمره وحياته فى هذا السبيل وذهب إلى الموت راضيا مرضيا ولأن الموت عنده ليس هو فقط موت الجسد وإنما هو موت الحرية عن التعبير وموت العقل من التفكير فالدعوى للتراجع عن مواقفه اسلوب ساذج وسخيف فالرجل قد حزم وحسم أمره من زمانا بدرى فالدعوى لذلك تجعل من الرجل منافقا وهذا من المستحيلات التي لم تخطر على باله اطلاقا..فهذا موقف مبدئي ثابت لايقبل المساومه ولا الترجع.
لقد خلع نعليه بثبات الجبال وصبر الجمال وصعد.... إلى ما.....لا....نهايه...
فلم يهتز له جفن ولم ترتجف اوصاله وكانت نبضات قلبه في المعدل الطبيعي ولم يحتاج أن يبتلع (ريقه)
ففكره ورسالته هي الحياة عنده.
لم ينحني الاستاذ للعاصفه مما اربك الطاغوت والجلاد فاصبحوا وباتوا كعصف مأكول.
ففي تلك اللحظات المحمومة لحظات الشدة والموت قد انتصر الاستاذ لذاته ولنفسه وليس لشخص آخر فهذا هو الانتصار والتجلي الحقيفي .
لقد تامر عليه جماعة التيار السلفي ذلك التيار المسموم والمتقيح بالاخلاقيات المزدوجه
والمنتهك لكل الحقوق الآدمية والشر الملوث بلا حدود في انتهاك حرمة الرجل في فكره وقناعاته هذا الرجل المتصالح مع نفسه... والذي سما بنفسه عن كل الصغائر والدنايا
والذي احب اعدائه وافرغ فؤاده من الحقد والبغض وكل الشرور فنال الكمال والامان والرشاد..وكسب الأبدية
ان هذه الدكتاتورية الوحشية ظلت رافضه حتى يومنا هذا ارخاء قبضتها فاينما تمت الاطاحه بهم اي الاسلاميين عن الحكم يتحولون هم ومؤيدوهم إلى إرهابيين و يقومون بأعمال عنف مدمره.
وتضاعفت الشرور واهتزت حدود القانون لتصبح ثقافه لكل من هم بلا عقل وضمير حيث استمرت مصائبهم إلى يومنا هذا وهم يستمتعون بتاجيج نار هذه الحرب اللعينة وتشريد المواطنين وقتلهم والاستمرار في تعذيبهم ولا يتورعون من انتهاك حرمات الروح الإنسانية وسيظلون يصرخون من ألم الحقيقة وعيونهم الخفاشية قد اوجعتها شمس الحقيقة المطهرة.
إنما هي الإنسانية التي ننتمي إليها وهي ما تفرض عليه فضح الموت وثقافة الصحراء فحولت اخضرها الي يابسها.
والدخول في تفاصيل هذا التيار وهذه الجماعه ليست بالرحلة المشوقة علي الإطلاق بل هي كالسير في ظلال الموت ونشعر معها ان كل جميل قد اختفي من حولنا ولم يتبقي غير الدمار والدماء والاشلاء وان الآدمية قد اختزلت في اجساد بلا أرواح ووحوش تعربد وسط الناس في عالم غريب مرسوم بدرجات اللون الرمادي لا الوان ولا ازهار ولا طيور فقط حيوانات لها المخالب والانياب ما لها فامتصوا رحيق الحياة... امتصته ثقافة الحرب والدمار والعنصرية فاكتسب كل شيء في الوطن هذا اللون الشاحب وسار الناس في مستنقع وسط كهوف الظلام وبعيدا عن النور و الحقيقة.
وتظل وتبقي الحقيقة أن خلع الاستاذ نعليه وصعد إلى ما لانهايه.....
(anwartaha1955@gmail.com)