إن التقييم المستمر هو تقييم يحدث خلال عملية التعلم، ويفيد فى تقديم قياس مباشر لمدى تحقق الهدف التعليمى بشكل يتيح للمعلم استخدام نتائج هذا التقييم بشكل فوري، ويختلف التقييم المستمر عن التقييم الختامي، كون التقييم الختامى يحدث فى نهاية وحدة دراسية أو فصل دراسى (اختبارات نهاية العام الدراسي)، ونتائج هذا التقييم تستخدم فى إعداد التقارير التربوية، ويساعد التقييم المستمر فى تعلم الطالب من خلال تداخله مع طرق التعلم كما يساعد التقييم المستمر على تقديم تغذية راجعة للطالب عن أدائه، لكن لابد من النظر إلى وجهة النظر الأخرى من الناحية التربوية التى تقر أن التقييم الاسبوعي لا يحقق التقييم المتكامل للمعلومات أو لنواتج التعلم لان التقييم الاسبوعى قد يأتى على درس واحد أو درسين فقط تم شرحهما فى الأسبوع، بينما قد يوضع ناتج التعلم على وحدة كاملة تشمل عدة دروس، وبالتالى يكون التقييم الأكثر دقة لتلك النواتج هو التقييم الشهرى على دروس الوحدة كلها، ومن هنا يأتى الجدل حول الآليات الجديدة التى وضعتها وزارة التربية والتعليم المصرية لتقييم الطلاب هذا العام، فهل هناك ضياع وقت للطالب ووقت الحصة المخصصة للشرح المفروض وإنهاكه فى حل تقييمات لكل مادة وحل بدون فهم لأخذ الدرجات فقط لاغير؟، حيث إن التجربة العملية أظهرت أنّ المعلمين والطلاب ينغمسون فى كتابة الأسئلة ونقلها إلى كراسة الواجب أثناء الحصة، مما يؤثر على عملية التعلم التى يجب أن يكون لها الأولوية أثناء الحصة، لاسيما فى الأعمار الصغيرة التى تحتاج إلى الشرح والفهم بقدر أكبر، ما يجعلهم غير قادرين على استيعاب ما ينقلونه، كما يضطر أولياء الأمور لطباعة الواجبات المنزلية من على الموقع الرسمى لوزارة التربية والتعليم، مما يمثل أعباء إضافية، كما أن الطالب المصرى لم يُعد لديه أى وقت لممارسة الأنشطة سواء الرياضية أو الفنية وتحول يومه إلى محاولات لإنجاز المهام المدرسية، فضلا عن المعلمين الذين أصبحوا غير قادرين على إجراء مراجعات للطلاب أو إظهار مهاراتهم الخاصة فى توصيل المعلومة وتثبيتها فى عقول الطلاب لاسيما فى المراحل التعليمية الأولى،
لكن تظل الحقيقة التى لاتقبل شك أن التقييمات الدورية تعزز الاهتمام بمذاكرة المنهج الدراسى بشكل مستمر، وتمكّن ولى الأمر من فهم أى مشكلات لدى أبنائه فى وقت مبكر، وأرى أنه حتى لو وجدت عيوب أو نواقص فى تطبيق النظام الجديد فيجب معالجتها، ولاننسى الوضع فى الإعتبار اختلاف طريقة التقييم من مرحلة عمرية إلى أخرى بجانب اختلافها حسب طبيعة المادة التى يتم تدريسها، ورغم أهمية التقييمات فى الكشف المبكر عن أى مشكلة تعيق مسيرة الطالب التعليمية للعمل على حلها مبكرا، لكن من الضرورى أن تُعد التقييمات من جانب معلم الفصل بحيث تناسب المستويات كافة، على ألا تستهلك وقتا طويلا من الحصة، وألا يحاسب الطالب عليها باعتباره فى مرحلة التحصيل، فضلا عن تبسيط الواجبات المدرسية وابتكار وسائل جديدة للتعامل معها بحيث لا تستهلك من وقت الطلاب والمعلمين أثناء الحصة، وللحديث بقية إن شاء الله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د أحمد محمد خليل التقييم المستمر نهاية وحدة
إقرأ أيضاً:
ديسمبر المقبل.. الجبيل الصناعية تستضيف المؤتمر الدولي السادس لمدن التعلم
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - تستضيف مدينة اليونسكو التعليمية "الجبيل الصناعية" بالهيئة الملكية للجبيل وينبع، المؤتمر الدولي السادس لمدن التعلم 2024 الذي تنظمه شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم خلال الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر المقبل، تحت عنوان "مدن التعلم في طليعة العمل المناخي"، وذلك في ظل التحديات المتزايدة التي يفرضها تغير المناخ على كوكبنا.
ويهدف المؤتمر إلى استقطاب نخبة من الخبراء وصناع القرار وممثلي مدن التعلم من جميع أنحاء العالم لمناقشة استراتيجيات تعزيز العمل المناخي من خلال التعلم مدى الحياة.
وسيشهد المؤتمر جلسات نقاشية وورش عمل، تركز على عدد من المحاور في تمكين الأفراد ليصبحوا عوامل للتغيير، وتعزيز المعرفة والمهارات اللازمة لبناء مدن خضراء وقادرة على التكيف مع تغير المناخ، ووضع استراتيجيات للعمل المنسق بين أصحاب المصلحة المتعددين، وتعزيز المؤسسات التعليمية وبيئات التعلم.
أخبار متعلقة بالصور.. "الأحوال المدنية" تقيم حفل تكريم للمتقاعدينوزير الدفاع يستعرض آفاق التعاون الثنائي مع وزير القوات المسلحة الفرنسيةبرعاية #خادم_الحرمين_الشريفين .. #مدينة_الجبيل_الصناعية تستضيف المؤتمر الدولي السادس لمدن التعلم وذلك بالتزامن مع احتفال #الهيئة_الملكية_للجبيل_وينبع بمرور 50 عامًا على تأسيسها
للمزيد | https://t.co/23cHcieBPO#مؤتمر_مدن_التعلم_بالجبيل#اليوم@RCJY1 pic.twitter.com/EVUrn8gAbE— صحيفة اليوم (@alyaum) March 14, 2024
وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتزايد الظواهر المناخية المختلفة، يؤكد هذا المؤتمر أهمية دور التعليم في مواجهة هذه التحديات، بما أن المدن مسؤولة حاليًا عن نحو 75% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، فهي تلعب دورًا محوريًا في استجابة العالم لأزمة المناخ.
وبالإضافة إلى كونها مركزية في التحول إلى الاقتصادات الشاملة والخضراء، فهي أيضًا في طليعة الجهود الرامية إلى تمكين المجتمعات المحلية، وتزويدها بالمعرفة والمهارات اللازمة لكسر الأنماط المعتادة للاستهلاك والإنتاج والتنقل غير المستدام.
وتؤكد مدينة الجبيل الصناعية من خلال استضافتها للمؤتمر حرص المملكة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتتماشى هذه الاستضافة مع رؤية المملكة 2030 من خلال برنامج تنمية القدرات البشرية لتعزيز تنافسية المواطن عالميًا، الذي يهدف إلى بناء استراتيجية وطنية طموحة لتنمية قدرات المواطن في مختلف المراحل العمرية.
كما يتماشى عنوان المؤتمر مع مبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر.