18 نوفمبر، 2024

بغداد/المسلة: في تقرير أثار جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي وأروقة النقاش العام، كشف مجلس القضاء الأعلى في العراق عن تسجيل 6696 حالة طلاق خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، في مقابل 34951 حالة زواج.

وتزامن الإعلان مع تصاعد النقاشات حول التغيرات الاجتماعية في العراق وتأثير الأوضاع الاقتصادية والثقافية على الأسرة العراقية.

وتحدثت مصادر قضائية عن أن النسبة الكبيرة من حالات الطلاق، والتي بلغت 5029 حالة، تمّت خارج المحاكم، وهو مؤشر على تغيّر أنماط التعامل مع مؤسسة الزواج في العراق.

وقال مصدر مطّلع إن “هذا العدد يعكس بوضوح استمرار اللجوء إلى الطرق التقليدية في إبرام وحل العقود الزوجية، بعيدًا عن المؤسسات الرسمية”.

وفي إحدى التدوينات التي حصدت تفاعلًا كبيرًا على تويتر، قال مستخدم يُدعى “علي من بغداد”: “ما يحدث ليس مجرد أرقام. الأوضاع الاقتصادية الخانقة والبطالة تلقي بظلالها الثقيلة على الزواج. من الطبيعي أن تزداد حالات الطلاق”.

وأيده آخر بتغريدة: “إذا كانت تكلفة الزواج مرتفعة، فكيف يمكن لشبابنا أن يتحملوا تبعات الحياة الزوجية؟ الحلول تبدو غائبة، ونحن الضحية”.

من جهة أخرى، ذكرت تحليلات أن “هذا الرقم المقلق هو ناقوس خطر. نحتاج إلى وقفة حقيقية لمعالجة الأسباب العميقة التي تدفع الأزواج نحو الطلاق. دور الدولة هنا لا يقتصر على إصدار قوانين، بل يجب توفير بيئة اقتصادية واجتماعية مستقرة”.

وأشارت إلى أن ضعف التثقيف الأسري وعدم وجود برامج دعم فعّالة للشباب المقبلين على الزواج يسهم بشكل مباشر في هذه الظاهرة.

وفي قراءة تحليلية، أفادت دراسة أن “زيادة حالات الطلاق مرتبطة بالتغيرات الثقافية التي شهدها المجتمع العراقي في العقدين الأخيرين، بما في ذلك انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تلعب دورًا مزدوجًا، بين تسهيل العلاقات وتعقيدها”.

وذكر التحليل أن الفجوة بين الأجيال وزيادة النزاعات بسبب الضغوط اليومية تفاقم المشكلات الزوجية، ما يدفع الكثيرين إلى إنهاء العلاقة.

وقال تحليل آخر إن العدد الكبير من الزواجات التي وقعت خارج المحاكم، والذي بلغ 3495 حالة، يشير إلى استمرار الثقة بالعرف الاجتماعي على حساب القوانين الرسمية، وهو ما قد يفتح المجال أمام أزمات قانونية واجتماعية. وأكدت مصادر قانونية أن “الكثير من هذه الزواجات غير الموثقة تؤدي لاحقًا إلى نزاعات على حقوق الأطفال أو الممتلكات”.

وفي السياق ذاته، اعتبر المواطن أحمد من الموصل أن “المشكلة ليست فقط في الزواج أو الطلاق، بل في غياب التوعية. كم من الأسر تفتقد لأساسيات الحوار والتفاهم؟”. وأضاف في مداخلة لإحدى الصفحات التفاعلية: “نحتاج إلى دعم الشباب نفسيًا قبل الدخول في هذه المؤسسة الكبيرة”.

ووفق معلومات من مصادر اجتماعية مطّلعة، هناك توقعات بأن تستمر معدلات الطلاق في الارتفاع خلال السنوات القادمة إذا لم تتخذ إجراءات حقيقية لتحسين الظروف المعيشية وتوفير فرص عمل للشباب. وأفادت تحليلات بأن الحلول قد تشمل توفير قروض ميسّرة للمتزوجين الجدد، وبرامج تدريبية تساعد الأزواج على تجاوز الخلافات.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

وزارة التضامن الاجتماعي تطلق المرحلة الثانية من مبادرة "مودة" بالمناطق الحدودية

أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي بدء المرحلة الثانية من برنامج "مودة" القومي للحفاظ على كيان الأسرة المصرية، حيث يستهدف البرنامج تدريب 2000 من أهالي المناطق الحدودية بمحافظات أسوان، شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر، ومطروح.

انطلقت المرحلة الثانية بمحافظة أسوان، وتحديدًا في قرى النوبة، مثل "توشكى، عنيبة، كرسكو، المالكي، الدكة، كلابشة، أبو سمبل، وغرب أسوان"، حيث شارك 277 فردًا من أهالي المنطقة في التدريبات.

وكانت المرحلة الأولى من المبادرة قد نجحت في تدريب 832 مستفيدًا من نفس المحافظات على موضوعات متنوعة، منها التواصل الإيجابي بين الزوجين، العادات والتقاليد وتأثيرها على العلاقات الأسرية، رفض الموروثات الضارة، معايير اختيار شريك الحياة، وأهمية الحوار والمشاركة بين أفراد الأسرة.

كما تضمنت التدريبات التوعية بأهمية الفحص الطبي قبل الزواج، تنظيم الأسرة، تأجيل الطفل الأول، وأساليب التربية الإيجابية للأبناء. وجرى تقديم الدعم للأهالي عبر منصة "مودة" الرقمية وخدمة "اسأل مودة".

يُذكر أن برنامج "مودة"، الذي أطلقه رئيس الجمهورية في عام 2019، يمثل مبادرة استراتيجية تهدف إلى تأهيل المقبلين على الزواج وبناء أسر مستقرة من خلال شراكة واسعة مع الجهات الحكومية، المنظمات الدولية، ومؤسسات المجتمع المدني.

1000278954 1000278952 1000278956

مقالات مشابهة

  • زوجة تطلب الطلاق من زوجها بعدما أصبحت رئيسته في العمل: بيغير مني
  • سعيد ونيس: لا بد من ضرورة التصدي للمحاصصة التي أرهقت المؤسسات السيادية
  • معلومة قانونية.. هل تستحق الزوجة النفقة في حالة الخلع
  • سيدة تشكو: تركت منزل الزواج بسبب إصرار زوجى على انتقالى للعيش بمنزل والدته
  • وزارة التضامن الاجتماعي تطلق المرحلة الثانية من مبادرة "مودة" بالمناطق الحدودية
  • ذكرى رحيل فاتن حمامة..أيقونة السينما المصرية التي خلدت تاريخها بفن راقي
  • سيدة تبحث عن الطلاق للضرر بعد هجر زوجها لها.. أعرف التفاصيل
  • «حياة» تطلب الطلاق بعد يومين زواج.. هلاوس ووسواس تقتحم المنزل
  • الرميد: أن يكون حمل القاصر في إطار الزواج أفضل من حملها في إطار علاقة غير شرعية
  • العثماني رئيس الحكومة السابق يحذر من انهيار الأسرة المغربية بسبب تراجع الخصوبة