وبحسب تقارير غربية فأن الولايات المتحدة وافقت على الاستخدام المحدود لأنظمة الصواريخ التكتيكية بعيدة المدى (أتاكمز)، التي قدمتها لأوكرانيا ضد القوات الموجودة في عمق الأراضي الروسية.

وبدأ بايدن في تخفيف القيود المفروضة على استخدام الأسلحة الأمريكية على الأراضي الروسية، بعد أن شنت موسكو هجوما عبر الحدود في أيار/ مايو في اتجاه خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.


في أيلول/ سبتمبر الماضي، نقلت رويترز عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم؛ إن أوكرانيا قدمت للولايات المتحدة والمملكة المتحدة قائمة بالأهداف المحتملة داخل روسيا، التي يمكن ضربها باستخدام أسلحة غربية بعيدة المدى إذا تم السماح

بذلك.

وأفاد الدبلوماسيون، أن الأوكرانيين كانوا يرغبون في البداية باستخدام صواريخ "ATACMS" الأمريكية بعيدة المدى لضرب القواعد الجوية الروسية.

ووفقا لرويترز، فإن كييف ترغب باستخدام هذه الصواريخ، لضرب مراكز القيادة العسكرية الروسية ومستودعات الوقود والأسلحة وتركيزات القوات.

ويطمح الجيش الأوكراني، باستخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية وصواريخ "سكالب" الفرنسية، التي تعد مكافئة تقريبا لصواريخ "ستورم شادو"، لضرب العمق الروسي.

في المقابل، أكد البنتاغون أن 90 بالمئة من الطائرات الروسية التي تطلق القنابل الانزلاقية، والتي تمثل تهديدا رئيسيّا لأوكرانيا، متمركزة في مطارات على بعد 300 كيلومتر على الأقل من الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، مما يجعلها خارج نطاق صواريخ "أتاكمز".

ونقلت "سي أن أن" عن مسؤول أمريكي قوله؛ إن الصواريخ ستكون مخصصة في المقام الأول لضرب أهداف في منطقة كورسك الروسية في الوقت الحالي.

وأضاف، أن الفكرة وراء السماح باستخدام كييف للأسلحة الأمريكية في كورسك، هي مساعدة أوكرانيا على الاحتفاظ بتلك المنطقة لأطول فترة ممكنة.


ويذكر تحليل لشبكة "سي أن أن" ألأمريكية، أن هناك إمدادا محدودا من الصواريخ "أتاكمز" يمكن لأوكرانيا الحصول عليه، لذا فإن قدرة كييف على الضرب في عمق روسيا- والمدى الأطول لتلك الصواريخ هو 100 كيلومتر أو 62 ميلا-، لن يؤدي إلى تغيير بين عشية وضحاها في ساحة المعركة.

ووضع المحللون حجم الأهداف الروسية التي تقع في نطاق هذه الصواريخ -حيث أدرج معهد دراسة الحرب مئات الأهداف-، بعد أن أطلعت إدارة بايدن على ما يبدو أن المطارات الروسية في نطاق "أتاكمز"، شهدت إخلاء من طائراتها الهجومية في عمق روسيا.

وبينت الشبكة، أن كييف لن تحصل على ما يكفي من الصواريخ "أتاكمز" لتغيير مسار الحرب.

 

"أتاكمز" (ATACMS)،

يطلق عليها اسم "أتاكمز" (ATACMS) اختصارا لعبارة "نظام الصواريخ التكتيكية للجيش" (Army Tactical Missile System)، وهو نوع من صواريخ أرض-أرض باليسيتية موجهة وبعيدة المدى وشديدة الدقة، وموجودة لدى القوات البرية الأميركية منذ عام 1990، وتم تصميمها لأول مرة في عام 1983.


وكان أول استخدام لـ"أتاكمز" في حرب الخليج الثانية مطلع التسعينيات، إذ أطلق 32 صاروخا من راجمة صواريخ "إم 270".


وأطلق أكثر من 450 صاروخ "أتاكمز" خلال غزو العراق في 2003، وفيما بعد عام 2015 أطلق أكثر من 560 صاروخا من نظام "أتاكمز" في حروب عدة.

وفي مارس/آذار 2016، أعلنت الشركة المطورة لأتاكمز (لوكهيد مارتن) بالتعاون مع شركتي بوينغ ورايثيون عن تطوير صاروخ طويل المدى لتلبية متطلبات الجيش الأميركي.


ولأنظمة "أتاكمز" عدة إصدارات صاروخية مختلفة، وذلك لاختلاف طبيعة المهام المخصصة لها وطول مداها.

وبيعت في العقد الأخير 900 من صواريخ "أتاكمز" وفقا لقائمة المبيعات العسكرية الخارجية التي تعدها وزارة الخارجية الأميركية، وكانت لحلفاء وشركاء خارج الولايات المتحدة، 211 منها بعد اندلاع حرب روسيا على أوكرانيا.

 

مواصفات ومميزات "أتاكمز"
يبلغ طول صاروخ "أتاكمز" 3.98 أمتار، وقطره 61 سنتيمترا، ويتراوح وزن رأسه الحربية بين 160 و560 كيلوغراما، وتقارب تكلفته 1.5 مليون دولار أميركي.

وقد صممت لتولي الدور التقليدي الذي كانت تقوم به "صواريخ لانس" (0MGM-52)، ما يحقق المزيد من الدعم التكتيكي للقوات البرية الأميركية، وكان اكتمال مرحلة اختبارها في ديسمبر/كانون الأول عام 1989.

ويشبه نظام "أتاكمز" إلى حد كبير "صاروخ لانس"، لكن وصفه الدقيق هو أنه مصمم لمهاجمة الأهداف القيّمة لقوات الصف الخلفي، مثل المطارات ومواقع صواريخ أرض-جو، وقوات المدفعية ومناطق الإمداد ومجموعات القيادة.


وتزود صواريخ "أتاكمز" بعدد كبير من ذخائر "إم 74" (M74)، وهي عبارة عن كرة، قُطر الواحدة منها 0.06 ووزنها 0.59 كيلوغرام، وتلف بجدار مجزأ ومحاط بغلاف فولاذي.

وتعد الذخائر المستخدمة في "أتاكمز" فعالة في تدمير المنشآت مثل المطارات ومنشآت الدعم، وبعض معدات الاتصال ومعدات الإطلاق.


وتستخدم أنظمة "أتاكمز" الوقود الصلب أو الجاف مصدرا للطاقة، ويمكن إطلاقها من مصادر متحركة، مثل راجمات الصواريخ.

ويبلغ نطاق استخدام "أتاكمز" 300 كيلومتر، وتتجاوز سرعتها القصوى 3 ماخ (الماخ يعادل 1225 كيلومترا/ساعة)، وتوجه عن طريق الملاحة وبمساعدة نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس).

أوكرانيا تريد "أتاكمز"
وفي أغسطس/آب عام 2022 ظهرت تكهنات حول استخدام أوكرانيا لأنظمة "أتاكمز" الصاروخية، إذ أطلقتها على قواعد جوية روسية في شبه جزيرة القرم.

غير أنه في فبراير/شباط الماضي، قالت مسؤولة البنتاغون الأعلى لشؤون روسيا وأوكرانيا لورا كوبر "إن نظام "أتاكمز" لم يرسل إلى أوكرانيا، نظرا لقلة المتوفر منه في الولايات المتحدة"، بينما قال الرئيس الأميركي جو بايدن في أواخر مايو/أيار من العام نفسه إن "صواريخ أتاكمز لا تزال تعمل بالنسبة لأوكرانيا".


هذا بالإضافة إلى محدودية العدد المتوفر من "أتاكمز" لدى الولايات المتحدة، إذ إن شركة "لوكهيد مارتن" المطورة له صنعت ما يقارب 4 آلاف فقط منذ بداية الإنتاج.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS ضد روسيا

في خطوة هامة وغير مسبوقة، وافقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الباليستية من طراز "ATACMS" ضد أهداف داخل الأراضي الروسية، مما يمثل تغييرًا جذريًا في السياسة الأمريكية تجاه الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا.

نظام الصواريخ التكتيكية

تُعرف هذه الصواريخ بنظام الصواريخ التكتيكية للجيش الأمريكي، أو ما يُسمى "ATACMS" (الذي يُنطق "أتاك إيمز"). وتُشير التقارير إلى أن الصواريخ ستُستخدم في البداية ضد القوات الروسية والكورية الشمالية لدعم القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية الواقعة في غرب البلاد، وذلك بحسب مسؤولين أمريكيين.

نهج مختلف.. الرئيس الأمريكي جو بايدن ينتقد الجمهوريين

وقد طالبت أوكرانيا الولايات المتحدة للحصول على هذه الصواريخ لعدة سنوات، وكانت إدارة بايدن قد تجنبت في السابق الموافقة على هذا الطلب. ومع ذلك، مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس بايدن، جاء هذا القرار في وقت حساس من الحرب. من جانب آخر، كان الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قد أشار في تصريحات سابقة إلى نيته إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة.

الرئيس الأمريكي جو بايدن: سأضمن انتقالا سلميا للسلطة

تعد هذه الخطوة الأمريكية تصعيدًا آخر في الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي المستمر، وتفتح الباب أمام مزيد من التدخلات العسكرية في الأراضي الروسية، وهو ما قد يزيد من تعقيد الأزمة المستمرة في المنطقة.

 

حول الصواريخ ATACMS:

تعتبر صواريخ ATACMS من الأسلحة المتطورة التي تستخدمها الولايات المتحدة منذ التسعينيات، وهي قادرة على ضرب أهداف دقيقة على مسافات طويلة. وقد أثبتت هذه الصواريخ كفاءتها في الحروب السابقة، مما يجعلها سلاحًا استراتيجيًا في يد القوات الأوكرانية ضد الجيش الروسي في هذا النزاع الدامي.

مقالات مشابهة

  • خبير: أوكرانيا تنتظر الضوء الأخضر لاستخدام الصواريخ الأمريكية ضد روسيا
  • الخارجية الروسية: استخدام كييف صواريخ بعيدة المدى سيغير جوهر الصراع
  • قلق على المنصات من حرب نووية بعد السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أتاكمز ضد روسيا
  • باريس: استخدام أوكرانيا صواريخ فرنسية لضرب الأراضي الروسية يبقى خيارا
  • حمل الذخائر العنقودية.. ما قدرات صواريخ أتاكمز الأمريكية لضرب عمق روسيا؟
  • الولايات المتحدة تسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS ضد روسيا
  • 13 معلومة عن صواريخ أتاكمز الأمريكية.. أوكرانيا تستخدمها لضرب عمق روسيا
  • البنتاغون: لا تعليق على تقارير بشأن السماح لاستخدام أوكرانيا صواريخ أميركية داخل روسيا
  • ستستخدمه أوكرانيا ضد روسيا لأول مرة.. ماذا نعرف عن نظام أتاكمز الصاروخي الأميركي؟