قلق على المنصات من حرب نووية بعد السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أتاكمز ضد روسيا
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
وكانت معادلة الغرب واضحة منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا: تزويد أوكرانيا بالأسلحة النوعية، لكن مع منعها من استخدامها لمهاجمة الأراضي الروسية.
وظلت هذه المعادلة ثابتة حتى قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأخير إعطاء الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام صواريخ "أتاكمز" ضد روسيا.
ويأتي هذا التغيير في السياسة الأميركية في سياق تطورات ميدانية مهمة، أبرزها احتلال أوكرانيا منطقة كورسك الروسية في أغسطس/آب الماضي، في حين تشير التوقعات إلى احتمال شن روسيا هجوما كبيرا لاستعادة المنطقة.
كما تزيد من أهمية هذا القرار التقارير التي تتحدث عن احتمال استخدام روسيا أكثر من 10 آلاف جندي كوري شمالي في هجومها المتوقع على كورسك.
وبحسب محللين، فإن أهمية صواريخ "أتاكمز" تبرز لمواجهة الهجوم المحتمل، إذ سيسمح للأوكرانيين باستخدامها في المنطقة، علما أن مداها لا يتجاوز 300 كيلومتر، مما يعني أنها لن تتجاوز منطقة كورسك.
ترحيب أوكراني
من جهته، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقرار رفع القيود المفروضة على هذه الصواريخ، معتبرا أنه وإن كان قد لا يحدث فارقا كبيرا في المعركة في كورسك لكنه قد يشجع بريطانيا وفرنسا على السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى.
وتباينت آراء المغردين، بين من حذروا من خطورة التصعيد، معربين عن قناعتهم بأن ضرب العمق الروسي قد يؤدي إلى استخدام الأسلحة النووية، وبين من لفتوا إلى دور الولايات المتحدة في تأجيج الصراع، وهذا ما أبرزته حلقة 18-11-2024 من برنامج "شبكات".
ووفقا لرأي الناشط ضياء الغراوي، فإن روسيا في موقف ضعف إستراتيجي أمام القدرات العسكرية الغربية، فكتب يقول "أميركا أدركت أن روسيا ضعيفة، وأنظمتها الجوية غير فعالة أمام ترسانتها".
وفي السياق ذاته، علق المغرد كنان محمد متسائلا "وشو الهدف من بعض الاستهدافات للعمق الروسي ما دامت أوكرانيا تخسر الأرض بوتيرة متسارعة على كامل خط الجبهة؟"، وأكمل موضحا فكرته "مجرد انتقام وتخريب لن يؤثر على مجرى الحرب بشكل واقعي".
حرب نووية
ومن جانب آخر، حذر شاهر البداوي من مخاطر التصعيد، قائلا "حسب العقيدة الروسية استخدام السلاح النووي منوط بضرب العمق الروسي، وهنا قد تكون بداية حرب نووية تفضي إلى تغيير جذري في قيادة وخريطة العالم".
وفي السياق نفسه، عبرت إيمان حسن عن مخاوفها قائلة "هذا القرار ممكن يشعل حرب نووية، وإن شاء الله ستنتصر روسيا في الحرب التي سببتها أميركا لتسويق أسلحتها وتحريض العالم ضد روسيا واستنزافها لتصبح صاحبة القطب الأوحد في العالم".
ومن زاوية أخرى، يرى الناشط هيثم البدوي أن التصعيد الحالي مربوط بالسياسة الداخلية الأميركية والعلاقات الأطلسية، وكتب يقول "أهم أهداف التصعيد تتمثل في قطع الطريق على تفاهمات ترامبية بوتينية، وجر ترامب لدعم أوروبا وتوطيد التحالف معها".
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد حذر في سبتمبر/أيلول الماضي من هذه الخطوة، وهدد بحرب نووية إذا ما تمت مهاجمة أراضيه بصواريخ غربية.
18/11/2024المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS ضد روسيا
في خطوة هامة وغير مسبوقة، وافقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الباليستية من طراز "ATACMS" ضد أهداف داخل الأراضي الروسية، مما يمثل تغييرًا جذريًا في السياسة الأمريكية تجاه الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا.
نظام الصواريخ التكتيكية
تُعرف هذه الصواريخ بنظام الصواريخ التكتيكية للجيش الأمريكي، أو ما يُسمى "ATACMS" (الذي يُنطق "أتاك إيمز"). وتُشير التقارير إلى أن الصواريخ ستُستخدم في البداية ضد القوات الروسية والكورية الشمالية لدعم القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية الواقعة في غرب البلاد، وذلك بحسب مسؤولين أمريكيين.
نهج مختلف.. الرئيس الأمريكي جو بايدن ينتقد الجمهوريينوقد طالبت أوكرانيا الولايات المتحدة للحصول على هذه الصواريخ لعدة سنوات، وكانت إدارة بايدن قد تجنبت في السابق الموافقة على هذا الطلب. ومع ذلك، مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس بايدن، جاء هذا القرار في وقت حساس من الحرب. من جانب آخر، كان الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قد أشار في تصريحات سابقة إلى نيته إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة.
الرئيس الأمريكي جو بايدن: سأضمن انتقالا سلميا للسلطةتعد هذه الخطوة الأمريكية تصعيدًا آخر في الدعم العسكري لأوكرانيا في مواجهة الهجوم الروسي المستمر، وتفتح الباب أمام مزيد من التدخلات العسكرية في الأراضي الروسية، وهو ما قد يزيد من تعقيد الأزمة المستمرة في المنطقة.
حول الصواريخ ATACMS:
تعتبر صواريخ ATACMS من الأسلحة المتطورة التي تستخدمها الولايات المتحدة منذ التسعينيات، وهي قادرة على ضرب أهداف دقيقة على مسافات طويلة. وقد أثبتت هذه الصواريخ كفاءتها في الحروب السابقة، مما يجعلها سلاحًا استراتيجيًا في يد القوات الأوكرانية ضد الجيش الروسي في هذا النزاع الدامي.