وكانت معادلة الغرب واضحة منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا: تزويد أوكرانيا بالأسلحة النوعية، لكن مع منعها من استخدامها لمهاجمة الأراضي الروسية.

وظلت هذه المعادلة ثابتة حتى قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأخير إعطاء الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام صواريخ "أتاكمز" ضد روسيا.

ويأتي هذا التغيير في السياسة الأميركية في سياق تطورات ميدانية مهمة، أبرزها احتلال أوكرانيا منطقة كورسك الروسية في أغسطس/آب الماضي، في حين تشير التوقعات إلى احتمال شن روسيا هجوما كبيرا لاستعادة المنطقة.

كما تزيد من أهمية هذا القرار التقارير التي تتحدث عن احتمال استخدام روسيا أكثر من 10 آلاف جندي كوري شمالي في هجومها المتوقع على كورسك.

وبحسب محللين، فإن أهمية صواريخ "أتاكمز" تبرز لمواجهة الهجوم المحتمل، إذ سيسمح للأوكرانيين باستخدامها في المنطقة، علما أن مداها لا يتجاوز 300 كيلومتر، مما يعني أنها لن تتجاوز منطقة كورسك.

ترحيب أوكراني

من جهته، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بقرار رفع القيود المفروضة على هذه الصواريخ، معتبرا أنه وإن كان قد لا يحدث فارقا كبيرا في المعركة في كورسك لكنه قد يشجع بريطانيا وفرنسا على السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ "ستورم شادو" بعيدة المدى.

وتباينت آراء المغردين، بين من حذروا من خطورة التصعيد، معربين عن قناعتهم بأن ضرب العمق الروسي قد يؤدي إلى استخدام الأسلحة النووية، وبين من لفتوا إلى دور الولايات المتحدة في تأجيج الصراع، وهذا ما أبرزته حلقة 18-11-2024 من برنامج "شبكات".

ووفقا لرأي الناشط ضياء الغراوي، فإن روسيا في موقف ضعف إستراتيجي أمام القدرات العسكرية الغربية، فكتب يقول "أميركا أدركت أن روسيا ضعيفة، وأنظمتها الجوية غير فعالة أمام ترسانتها".

وفي السياق ذاته، علق المغرد كنان محمد متسائلا "وشو الهدف من بعض الاستهدافات للعمق الروسي ما دامت أوكرانيا تخسر الأرض بوتيرة متسارعة على كامل خط الجبهة؟"، وأكمل موضحا فكرته "مجرد انتقام وتخريب لن يؤثر على مجرى الحرب بشكل واقعي".

حرب نووية

ومن جانب آخر، حذر شاهر البداوي من مخاطر التصعيد، قائلا "حسب العقيدة الروسية استخدام السلاح النووي منوط بضرب العمق الروسي، وهنا قد تكون بداية حرب نووية تفضي إلى تغيير جذري في قيادة وخريطة العالم".

وفي السياق نفسه، عبرت إيمان حسن عن مخاوفها قائلة "هذا القرار ممكن يشعل حرب نووية، وإن شاء الله ستنتصر روسيا في الحرب التي سببتها أميركا لتسويق أسلحتها وتحريض العالم ضد روسيا واستنزافها لتصبح صاحبة القطب الأوحد في العالم".

ومن زاوية أخرى، يرى الناشط هيثم البدوي أن التصعيد الحالي مربوط بالسياسة الداخلية الأميركية والعلاقات الأطلسية، وكتب يقول "أهم أهداف التصعيد تتمثل في قطع الطريق على تفاهمات ترامبية بوتينية، وجر ترامب لدعم أوروبا وتوطيد التحالف معها".

يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد حذر في سبتمبر/أيلول الماضي من هذه الخطوة، وهدد بحرب نووية إذا ما تمت مهاجمة أراضيه بصواريخ غربية.

18/11/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات حرب نوویة

إقرأ أيضاً:

الجيش الأوكراني يعلن أسر 27 جندياً روسياً في كورسك

أعلن الجيش الأوكراني في بيان، اليوم الخميس، أسر 27 عسكرياً روسياً في منطقة كورسك الروسية، التي تسيطر قواته على جزء منها منذ أغسطس (آب) 2024.

وقالت قيادة قوات الهجوم المحمولة جوا في بيان على فيسبوك "تم أسر 27 عسكرياً معادياً في الأيام الأخيرة خلال المعارك" في منطقة كورسك.

وأرفقت المنشور بفيديو يُظهر رجالًا ببزات عسكرية متجمعين فيما يبدو قرية، يعرفون عن أنفسهم بالروسية أمام الكاميرا.

وأوضح البيان أن هؤلاء العسكريين "ضباط ورقباء وجنود" من وحدات مختلفة يتحدرون من مناطق متعددة من روسيا، ومن شبه جزيرة القرم، التي احتلتها روسيا وضمتها عام 2014.

وتابع البيان "في وضع قتالي صعب، قاموا بالخيار الصائب: اختاروا تسليم السلاح، ما أنقذ حياتهم. جميع الجرحى تلقوا على الفور العناية الأولية" مضيفاً "ندعو الجنود الآخرين في الجيش الروسي إلى تسليم أنفسهم".

⚡️ Ukrainian paratroopers and other units captured 27 Russian service members during hostilities in Russia's Kursk Oblast, the Airborne Assault Troops' press service said on Jan. 16.https://t.co/ib0ImsZEJP

— The Kyiv Independent (@KyivIndependent) January 16, 2025

وشنت أوكرانيا في أغسطس (آب) هجوماً مباغتاً في منطقة كورسك الروسية الحدودية، في وقت تواجه منذ 3 سنوات الهجوم الروسي.

ولا تزال كييف تسيطر على مئات الكيلومترات المربعة في كورسك، في أول احتلال لأراض روسية يقوم به جيش أجنبي منذ الحرب العالمية الثانية.

وتؤكد كييف وسيول وواشنطن أنتشار آلاف الجنود الكوريين الشماليين، الذين أرسلتهم بيونغ يانغ إلى كورسك لمساندة القوات الروسية.

وأعلنت أوكرانيا مؤخراً أسر عدد من العسكريين الكوريين الشماليين في كورسك، عارضة على بيونغ يانغ عملية تبادل لقاء عسكريين أوكرانيين أسرى في روسيا.

مقالات مشابهة

  • «الدفاع الروسية»: قواتنا استعادت نحو 63% من مقاطعة كورسك
  • الدفاع الروسية: تدمير مشاة ومركبات قتالية مدرعة تابعة لأوكرانيا
  • الدفاع الروسية: تدمير جسرًا في دونيتسك باستخدام قنابل"فاب -500"
  • أوكرانيا تصد لهجوما روسيا بطائرات مسيرة على كييف ... وتأسر 27 جنديا في كورسك
  • أوكرانيا تستهدف منشأة نفطية داخل الأراضي الروسية
  • الدفاع الروسية تكشف عن خسائر القوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
  • أوكرانيا تُعلن أسر 27 عسكرياً روسياً في منطقة كورسك
  • الجيش الأوكراني يعلن أسر 27 جندياً روسياً في كورسك
  • الجيش الروسي يؤكد استهداف “منشآت طاقة حيوية” في أوكرانيا
  • الدفاع الروسية تكشف عن خسائر فادحة لنظام كييف على محور كورسك