لجريدة عمان:
2025-01-18@19:44:46 GMT

العرض العسكري.. دلالات القوة والمنعة

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

العرض العسكري.. دلالات القوة والمنعة

عاشت عُمان اليوم يوما آخر من أيامها الماجدة التي يفخر بها العمانيون ويراكمونها فـي سجلاتهم الوطنية التي تتحول إلى نياشين يعلقونها على صدورهم؛ فتزيد جباههم رفعة نحو السماء. وعبّر العمانيون فـي كل مكان عن صادق حبهم وولائهم للوطن وللقائد وتعاهدوا،كما فـي كل عام، على استمرار العطاء من أجل مستقبل أكثر إشراقا وبناء أكثر رسوخا، فـيما أكدت روح الوطن التي تنبض فـي كل مكان أن عُمان باقية على العهد فـي تحقيق التقدم والازدهار فـي كل مسارات الحياة وبناء إنسانها معرفـيا وأخلاقيا وقيميا.

ورغم أن روح الاحتفال ومظاهره كانت فـي كل مكان اليوم، فـي وجوه البشر الباسمة والمستبشرة وفـي الطرقات التي ترفرف بأعلام الوطن وتزدهي حوافها بمنجزاته، وفـي أعماق الناس الذين يفخرون بوطنهم وأمجاده ومساراته الراسخة نحو المستقبل إلا أن الأعين كانت ترنو إلى ميدان العرض العسكري بمعسكر الصمود التابع لقوات السلطان الخاصة حيث كانت ذروة الاحتفال ومركز دلالاته ورمزياته الكبيرة التي جمعت الحاضر بالماضي، جمعت أمجاد عُمان العسكرية عبر التاريخ بمنعتها واستقرارها فـي هذا العهد الزاهر فـي امتداد للقوة وإن اختلفت أدواتها. وفهم هذه الدلالة مهم جدا لفهم سر استقرار عُمان. والعمانيون رغم كل ما حققوه من منجزات ثقافـية وفكرية عبر التاريخ، وما زالوا، إلا أنهم جبلوا على حب العسكرية والنظر إليها باعتبارها الممكِّن الأهم لاستقرار البلاد وتأمين مسارات البناء والتعمير وحماية المكتسبات التي يحققها الوطن بأيدي أبنائه الكرام. وجسدت الوحدات الرمزية لقوات السلطان المسلحة التي شاركت فـي الاستعراض العسكري اليوم روح عُمان التي حافظت على هويتها، وعلى قوة الإرادة التي لا تحدها أي حدود ولا يقف فـي وجهها أي سد مهما كان منيعا. ويمكن هنا أن نستذكر مقولة الفـيلسوف الصيني صن تزو: «القوة ليست فقط فـي السلاح، بل فـي إرادة الشعوب». ولعلّ العمانيين هم خير من يجسد هذه النظرة الفلسفـية الثاقبة، هم شعب يملك إرادة من حديد خاصة فـي لحظة الحقيقة التي تعادل الوجود، وفـي اللحظة التي يكون فـيها عليهم أن يحموا وطنهم ويدافعوا عن مكتسباته.

ويعرف العمانيون جيدا لماذا تحتفل بلادهم فـي كل عام فـي عيدها الوطني باستعراض عسكري رغم العدد الكبير من المشاريع التي يعلن عن تدشينها كل عام والتي يصلح أي منها أن يكون هو مركز الاحتفال وذروته لكن العرض العسكري يبقى مجاورا لكل المنجزات وكل المشاريع الكبرى.. وهذا الربط يحمل دلالات ورمزيات واضحة فهي تذكر العمانيين والعالم أن ما وصلت له عُمان من ازدهار ما كان ليكون لولا منعتها التي تصنعها قوة جيشها الذي هو درعها الحصين وحامي مكتسباتها، وتصنعها أيضا إرادة شعبها التي لا تلين أبدا.

ومنذ أن تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- مقاليد عرش عُمان وعجلة التقدم مستمرة لا تتوقف وفق رؤية واضحة المعالم شارك فـي وضعها أبناء عُمان فـي كل مكان هي اليوم خارطة طريق نحو المستقبل.. وأثبتت السنوات الأربع التي توشك على الاكتمال من عمر رؤية عُمان أن مستهدفاتها تسير من نجاح إلى آخر.. وأن أهم ركيزة من ركائز هذه الرؤية أنها تؤسس لفكرة الاستدامة فـي كل القطاعات: الصحة والتعليم والاقتصاد والتنمية الاجتماعية وكذلك فـي الجوانب المالية فـي لحظة ما زالت غير واضحة المعالم بالنسبة للعالم أجمع.

وتسعى سلطنة عُمان لترسيخ مجتمع معرفـي متمسك بقيمه ومبادئه ومنطلق من هُويته الأصيلة، ومثل هذه الرؤية لا تنفصل عن القيم الإنسانية الراسخة فـي وجدان العمانيين مثل قيم العدل والمساواة والتسامح التي تشكل جوهر الاستقرار والتعايش.

وبهذا المعنى وبكل هذه القيم التي يشعر بها العمانيون ويستحضرونها فـي عيدهم الوطني كل عام لا يبقى العيد مجرد ذكرى عابرة بل مناسبة تتجدد فـيها الوطنية وتحب التضحية من أجل عمان والتطلع الآمن لمستقبل أكثر إشراقا.. وقد يكون هذا أحد أهم أسرار الفرحة العميقة التي كانت حاضرة اليوم فـي وجوه العمانيين، ومثل تلك الفرحة يعول عليها كثيرا فـي فهم قدرة أي شعب من الشعوب فـي التضحية من أجل وطنه وأمجاده.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فـی کل مکان کل عام

إقرأ أيضاً:

دلالات زيارة ماكرون القصيرة إلى لبنان.. دعم المؤسسات واحترام السيادة

رصد خالد شقير، مراسل «القاهرة الإخبارية» من مدينة مارسيليا الفرنسية، أبرز عناوين الصحف الفرنسية بشأن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان، موضحًا أن الصحافة الفرنسية اهتمت وأشادت بهذه الزيارة، كما نشر الرئيس الفرنسي عبر صفحته على موقع «إكس» صورا من الزيارة، وأكد أن فرنسا دعمت وستدعم لبنان خلال الفترة المقبلة.

زيارة ماكرون إلى لبنان

وذكر «شقير»، خلال رسالة له على الهواء، ببرنامج «صباح جديد»، المُذاع عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان كانت قصيرة، ولكنه أحضر معه عددا من أهم الوزراء، ومنهم وزير الخارجية الفرنسي ووزير الجيوش، مؤكدًا أن هذ الوفد له دلالة كبيرة تتمثل في أن فرنسا تسعى من خلال الدبلوماسية لأن تصبح لبنان حرة وذات سيادة بدون تدخل من دول الجوار، وأن فرنسا ستدعم الجيش اللبناني.

زيارة مرتقبة لجوزيف عون إلى باريس

وأشار مراسل «القاهرة الإخبارية» إلى أن الرئيس الفرنسي خلال كلمته التي ألقاها بالقصر الرئاسي اللبناني أكد أن الجيش اللبناني سيأخذ مكانه في 26 من يناير الجاري، في إشارة منه إلى أهمية انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني، موضحًا أنه من المتوقع أن يكون هناك زيارة للرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون إلى العاصمة الفرنسية باريس في الشهر المقبل.

وتابع: «نحن أمام مشهد جديد في لبنان تريد فرنسا من خلاله تقديم الدعم للدولة اللبنانية، ولا تريد أي تدخل من دول الجوار في هذه المرحلة الجديدة».

مقالات مشابهة

  • دلالات الإخفاق الصهيوني في هزيمة المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة
  • ما هي مبادرة مصر GATE نبوغ التي اطلقتها وزارتي التعليم اليوم.. تفاصيل
  • الأوامر التنفيذية التي يعتزم ترامب تنفيذها في اليوم الأول من رئاسته
  • دلالات زيارة ماكرون القصيرة إلى لبنان.. دعم المؤسسات واحترام السيادة
  • إسماعيل يوسف: لو كنت مكان أكرم توفيق كنت سأوافق على عرض الأهلي
  • عاجل | حماس: تم فجر اليوم حل العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام الاحتلال ببنود اتفاق وقف إطلاق النار
  • الأولى منذ سقوط الأسد.. ما دلالات الغارة التي نفذها التحالف الدولي في إدلب؟
  • تفسير حلم بكاء الرجل في المنام لابن سيرين.. دلالات متعددة
  • دلالات ومرامي الجولة الافريقية للبرهان
  • فيرديناند: لو كنت مكان آرسنال اليوم لتعاقدت مع كريم بنزيما