«بعمل عليهم طاجن بامية».. شاب يأكل «كلاب الشوارع» في السويس |تفاصيل
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
علل شاب ثلاثيني، تناوله لـ الكلاب الضالة أنه يرحمهم من الجوع عندما يـ ذبحهم ويأكلهم، قائلا «ده حقي»، وذلك قبل أن يتم القبض عليه والتحقيق معه والوقوف على تفاصيل حياته التي تسببت في وصوله إلى اصطياد «الكلاب الضالة» وطهيها.
خلعته زوجته فكانت البداية
انقلبت حياة الشاب «مؤمن» صاحب الثلاثين عامًا، رأسًا على عقب، بعد انفصال زوجته و«حبيبة عمره»، بدعوى «خلع» ضده، وبرفقتها ابنتهما الوحيدة ملك، صاحبة الـ 13 عامًا، ليصبح «مؤمن» شابًا متشردًا يعيش في حواري منطقة الصّباح بمحافظة السويس، على الرغم من وجود باقي أفراد عائلته بجانبه، ومحاولتهم مرارًا وتكرارًا مد يد العون دون جدوى.
اتجه «مؤمن» لحد الجنون، يستبيح ضرب الفتيات بالشوارع وإلقاء «اسطوانات الغاز» من أعلى سطح عقار، فضلًا عن محاولته إلقاء زوجته وابنته من نافذة المسكن، وصولًا إلى ذبح «كلاب الشوارع» وطهيهم وتناولهم، قبل وقوعه في قبضة الأمن.
«الأسبوع» تتواصل مع جيران الشاب مؤمن لكشف ما وراء هذا السلوك الشاذ والسبب الذي دفعه لذلك.
قبل 10 سنوات، كان يعمل مؤمن «منجد» في محافظة السويس، ومعروف بحسن خُلقه، قبل عشقه لـ فتاة والتزوج منها بعد اتفاقهما على بناء عش الزوجية سويا، وأن يسوده المودة والدفء والرحمة، حتى أنجبا طفلتهما الوحيدة ملك، وبعد ساءت العلاقة بينهما حتى كان في يوم مشاجرته مع زوجته معتديًا عليها وعلى ابنته، فقررت الزوجة أن تترك المنزل وتتجه إلى أحضان أسرتها.
وبدأت الأحداث بذلك الحين، حينما صدر حكم بحبس «مؤمن» في قضية تزوير لمدة عام، وحينها قررت الزوجة الانفصال عنه بشكل نهائي، ورفعت دعوى «خلع» ضد زوجها «مؤمن»، وبالفعل فصلت محكمة الأسرة بالدعوى لصالح الزوجة.
وبعد مرور عامًا، خرج «مؤمن» من محبسه، محاولا الرجوع لزوجته دون جدوى، فتبدلت حياة «مؤمن» الذي ترك عمله، وأصبح يتجول بالشوارع ويتعدى بالضرب على الفتيات والأطفال، حتى أنه كان يضرب أطفال أشقائه.
لم تيأس أسرة «مؤمن» بل أنهم حاولوا علاجه أكثر من مرة، ووضعه داخل مصحة نفسية، لكن دون جدوى، وحينما فقدوا الأمل من «مؤمن»، بسبب تصرفاته وضربه لأطفالهم، حاولوا طرده من مسكنه، نظرًا لأنهم كلهم يعيشون سويًا في «بيت عائلة».
وفي يوم، صعد «مؤمن» إلى سطح عقار، وألقى «اسطوانات غاز» على الفتيات والأطفال بالشارع، لكن سرعان ما صعد أحد الجيران ممسكًا به، وأحيانا أخرى كان «مؤمن» يضرب الفتيات المارة بالشوارع، وفقًا لرواية الشاب عبد الرحمن، صاحب العشرين عامًا، وأحد جيران «مؤمن».
مشرد السويسومنذ قرابة العام، توجه «مؤمن» لفعل شيء غريب، فاتجه لخطف «الكلاب» من الشارع، واستباحة تناولها، وحينما شاهده الشاب أحمد، أحد سكان المنطقة، يأخذ «كلب» من أمام إحدى المدارس، حاول تقديم له نصيحة وإرجاعه إلى رشده، قائلًا له إنه من المحرم تناول «الكلاب»، فرد عليه «أنا برحم الكلاب ده، بدل ما تموت من الجوع، فأنا باخدهم وأذبحم وآكلهم، ده أنا حتى بعمل عليهم طاجن بامية، وطعمه شهي ولذيذ، ده أنا حتى روحت اشتريت كلب صغير بـ 300 جنيه ورحمته وكلته.. »، وسجل له تسجيل صوتي، يوثق خلاله جريمته في ذبح وتناول «الكلاب»، وتم تسليمها للجهات المعنية، وحصلت «الأسبوع» على نسخة منه.
وشاهدت سيدة تدعى مروة، الشاب «مؤمن» ممسكًا بيده «كيس» يحتوي على لحم «كلب» ذبحه «مؤمن» قبل أن يتجه إلى مسكنه، ونشرت استغاثة عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، حتى يتم إلقاء القبض على «مؤمن» كونه يمثل خطرًا على سكان المنطقة خاصة الأطفال، لأنهم متوقعين أنه سيفعل ذلك مع طفل كما يفعله مع «كلب».
وصلت تلك الاستغاثة إلى هدى مقلد، رئيسة إدارة جمعية حياة قلب لإنقاذ وعلاج حيوانات الشوارع، والتي بدورها سرعان ما انتقلت إلى محافظة السويس، لكشف حقيقة الأمر، وفور وصولها رأت مشاهد مذهلة، «لحم وكبد كلاب متناثرة بالشارع، ورأس كلب مذبوح وملقى بجوارهم».
ومن جانبها، أكدت هدى مقلد، رئيسة الجمعية، لـ «الأسبوع»، أنها فور رؤيتها لتلك المشاهد الصادمة، توجهت إلى مركز الشرطة، لتقديم بلاغًا ضد «مؤمن»، سفاح الكلاب، وقدمت التسجيل الصوتي المسجل لـ «مؤمن» وهو يقر بأنه يستبيح ذبح الكلاب» وتناولهم، والمقاطع الفيديو المسجلة من مقر ارتكاب الواقعة، وبرفقتها شهود العيان وجيران «مؤمن».
ورصد قسم شرطة الأربعين بمديرية أمن السويس مقطع فيديو مقدم من سيدتين، يتضمن ارتكاب أحد الأشخاص، مقيم بدائرة القسم، ذبح أحد الكلاب الضالة.
وعقب تقنين الإجراءات القانونية اللازمة، توجهت قوة أمنية إلى محل البلاغ، حيث ساعدت أسرة «مؤمن»، رجال المباحث لمعرفة محل تواجده، وتم إلقاء القبض على الشاب «مؤمن»، واقتياده لديوان القسم.
وبمواجهته أقر بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه، وتم عرضه على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات معه واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
اقرأ أيضاًسيدة تقود سيارة مطموس لوحاتها بالقاهرة.. والأمن يضبطها
كشف ملابسات فيديو تعدي شخصين على عدد من العاملين بجهاز مدينة 6 أكتوبر
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: السويس الأسبوع أخبار الحوادث حوادث الأسبوع حوادث الكلاب الضالة مؤمن كلمة السر مشرد
إقرأ أيضاً:
مؤمن الجندي يكتب: صلاح والحمار
في زوايا العالم المزدحم بالصخب، حيث تتقاطع الأرواح في طرقات لا تنتهي، تنشأ عيون لا تعرف السكون، تترصد تفاصيل الآخرين بلا دعوة.. كأنما الحياة أصبحت خشبة مسرح، والجميع فيها مُشاهدون ومتفرجون، لا يتوقفون عن الهمس، ولا يملّون من تقديم الأحكام.. بل لا يعجبهم العجب!.. وتبدو هنا الخصوصية في هذا المشهد حلمًا بعيد المنال، يتحول الإنسان إلى لوحة مكشوفة، تُفسر ألوانها، وتُنتقد ضربات فرشاتها، وكأن حريته في رسم حياته أصبحت مسألة رأي عام. ترى، ما الذي يدفع البشر إلى التلصص على أرواح غيرهم؟ وهل بات الصمت فضيلة منسية في زمن يُقاس فيه كل تصرف بعدسات الآخرين؟.
مؤمن الجندي يكتب: حضرة المتهم فتوح.. أما بعد مؤمن الجندي يكتب: مسرحية بلا فصل أخيرنعيش اليوم في زمنٍ يبدو فيه الجميع مراقبًا من الجميع، تُصبح حياتنا مشهدًا عامًا، والجميع يُدلي بدلوه في كيفية عيشنا، وكأن الآخرين يملكون مفاتيح سعادتنا.. محمد صلاح، في بساطة كلماته، يُعيد صياغة الحقيقة الكبرى: الحياة لا تُقاس بما يتوقعه الآخرون، بل بما يُرضي قلوبنا ويُشعرنا بالسلام الداخلي، وقبلهما بالطبع رضا الله عز وجل.
"أنا بعيش الحياة بالشكل اللي أنا عايزه، مش اللي الناس عايزاه".. هذا التصريح لصلاح ليس مجرد كلمات، بل هو فلسفة حياة، دعوة للتفكر في معاني الحرية الشخصية والاستقلالية، ورحلة نحو استعادة الذات في مواجهة الضغوط المجتمعية.. فكلنا نعرف قصة جحا والحمار حيث نفذ ما يريده الناس في كل مرة (جلس وجر ابنه الحمار وأجلس ابنه وجره ونزلا وجرا الحمار) ولكنهم انتقدوه في كل الأحوال.. وها هو النجم المصري المتفرد ينسف قصة صلاح والحمار مبكرًا!.
تصريحه هذا هو صوت يُخاطب كل من يشعر بثقل نظرات الناس.. إنه يرفض قيودًا غير مرئية تُكبلنا: "مش فارق معايا الناس شايفة إني المفروض أعيش إزاي".. وهنا يكمن درس عميق في الانفصال عن أحكام الآخرين، درسٌ يحرر الروح من وهم التوقعات.
الحقيقة أنني أرى أن الحياة ليست مجرد قائمة مهام تُنجز لإرضاء الآخرين، بل هي لحظات من الشغف والبهجة.. كيف يُمكن لإنسان أن يحيا حياةً كاملة إذا كان دومًا رهينة لآراء الناس؟ دائمًا ما أدعو نفسي لكسر هذه القيود، إلى تذوق كل لحظة كما هي، بكل صدقها وبساطتها.
متاهة بلا نهاية"هي حياتي أنا مش حياتهم هما"، عبارة تحمل عمقًا فلسفيًا.. هنا يُذكّرنا صلاح بحقيقة أن الحياة هي رحلة فردية، مهما كثرت الأصوات المحيطة، كل شخص مسؤول عن رسم مساره، عن اتخاذ قراراته، وعن تحمّل نتائجها، سواء أكانت نجاحًا أم فشلًا.. العيش وفق توقعات الآخرين أشبه بالسير في متاهة بلا نهاية، أما أن تعيش حياتك كما تريد، فهو أشبه بالسير في حقل مفتوح، حيث تُشرق الشمس في كل خطوة، ويُزهر الطريق بثمار اختياراتك.
مؤمن الجندي يكتب: ولي العهد والنيل الذي لا يجف أبدًا مؤمن الجندي يكتب: "العالمي".. هناك من يسلم باليد وهناك من يسلم بالروحفي النهاية، تصريح محمد صلاح ليس مجرد موقف شخصي؛ إنه رسالة لكل إنسان يبحث عن ذاته وسط ضجيج العالم.. هو دعوة لأن نكون أكثر شجاعة، أكثر صدقًا مع أنفسنا، فعندما نُدرك أن حياتنا ملك لنا وحدنا، حينها فقط نعيش بصدق.. حينها فقط سنُدرك أن الحياة ليست سباقًا لإرضاء الآخرين، بل هي فرصة لا تُقدّر بثمن لنُشكلها كما نشاء، لنعيشها كما نُحب.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا