عاد لينتقم.. ترامب يثير مخاوف بين العسكريين والإعلاميين
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
واشنطن- يعتقد مراقبون أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يعود للحكم بعقلية الثأر من المؤسسات والأطراف التي اشتبك معها في فترة حكمه الأولى، مثل المؤسسات الإعلامية الكبرى، ووزارة العدل، وعدد كبير من القيادات العسكرية، حيث وردت تصريحات منه يفهم منها أنه ينوي تصفية حسابات مع هذه الجهات.
وحصل ترامب على أصوات أكثر من 74 مليون شخص ليفوز بالتصويت الشعبي لأول مرة، إضافة لأصوات المجمع الانتخابي.
ولن يكون لدى ترامب ما يخشاه من كبح جماح الكونغرس له خلال فترة حكمه التي تبدأ في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، خاصة بعد أن تمكن الجمهوريون من السيطرة على مجلس الشيوخ ومجلس النواب. كما أن لدى ترامب أغلبية تميل للجمهوريين في المحكمة العليا، بأغلبيتها اليمينية بفضل 3 قضاة عينهم هو شخصيا خلال ولايته الأولى.
وقال كبير موظفي البيت الأبيض الأطول خدمة في ترامب، الجنرال المتقاعد جون كيلي، لصحيفة التايمز البريطانية خلال الحملة الانتخابية إن ترامب استوفى التعريف الحرفي لـ"الفاشي". كما يشير العديد من مسؤولي إدارة ترامب الأولى إلى أن ولاية ترامب الثانية ستكون أكثر خطورة بكثير.
تهديدات بالملاحقة
وكرر ترامب أنه سيلاحق خصومه الذين سماهم "العدو السياسي من الداخل"، كما ألمح إلى إمكانية نشر الجيش الأميركي لقمع الاضطرابات الداخلية إن وقعت. ويجادل ترامب وأنصاره باستمرار بأن جميع التحقيقات الجنائية ضده خلال السنوات الماضية كانت ذات دوافع سياسية، وأن مسؤولي وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي يستحقون المحاكمة بسبب تسيسهم للعدالة.
ويقول خبراء قانونيون إن اختيار ترامب للمدعي العام، مات غايتس، يشير إلى تصميمه على السيطرة بإحكام على وزارة العدل ومقاضاة خصومه. لذا، وطبقا لتقرير لشبكة "إيه بي سي"، بدأ العديد من كبار المسؤولين الحاليين والسابقين في وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" (FBI) التابع للوزارة بالتواصل مع المحامين تحسبا لأي تحقيقات جنائية من قبل إدارة ترامب.
وسبق أن دعا غايتس إلى إلغاء منصب وزير العدل ذاته، وإلغاء مكتب التحقيقات الفدرالي، إذا لم يتوقفوا عن التحقيق مع ترامب خلال السنتين الماضيتين.
ويخشى كثير من المسؤولين أن يضغط وزير العدل الجديد، عند بدء مهامه، على المدعيين العموميين لتوجيه اتهامات كبيرة لأعداء ترامب السابقين. ومع تمتع الجمهوريين بأغلبية مجلسي الكونغرس، لا يستبعد فتح تحقيقات برلمانية لعدد من المسؤولين السابقين.
وأشار التقرير إلى أن وزير العدل المرشح، غايتس، الذي خضع لتحقيق فدرالي في الاتجار بالجنس وانتهى دون توجيه اتهامات "يدرك أنه مدين بكل شيء لترامب، الذي يمكنه حماية غايتس أيضا من خلال سلطته في العفو، من هنا يثق ترامب في أن غايتس سيفعل كل ما يأمره به".
من جانبهم، يقول مسؤولو وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي إن التحقيقات بخصوص اتهام ترامب في عدد من القضايا أجريت بشكل صحيح.
وتم توجيه اتهامات لترامب وإدانته بالفعل من قبل هيئة محلفين في ولاية نيويورك في قضية مخالفات تتعلق بتمويل حملته الانتخابية لعام 2016، وذلك بالإضافة لاتهام ترامب بجرائم تتعلق بسوء تعامله مع الوثائق السرية، ودوره في أحداث السادس من يناير/كانون الثاني 2021، وتدخله لتغير نتائج انتخابات ولاية جورجيا في انتخابات 2020.
قادة الجيش على المحكويشير تقرير نشرته شبكة "إن بي سي" (NBC) إلى قيام فريق ترامب الانتقالي بتجميع قائمة بكبار الضباط العسكريين الأميركيين، الحاليين والسابقين، الذين شاركوا بشكل مباشر في الانسحاب من أفغانستان واستكشاف ما إذا كان يمكن محاكمتهم عسكريا لتورطهم في خطة الانسحاب الفاشلة. وانتقد ترامب الانسحاب باعتباره "إذلالا" و"أكثر الأيام إحراجا في تاريخ بلادنا".
وطبقا للتقرير يريد ترامب استغلال الأغلبية الجمهورية بالكونغرس لتشكيل لجنة للتحقيق في انسحاب عام 2021 من أفغانستان، بما في ذلك جمع المعلومات عمن شارك بشكل مباشر في صنع القرار، وكيف تم تنفيذه، وما إذا كان القادة العسكريون مؤهلين لتهم خطيرة مثل الخيانة.
في كتابه "الحرب على المحاربين"، كتب بيت هيغسيث، المرشح لمنصب وزير الدفاع "يحتاج الرئيس القادم للولايات المتحدة إلى إصلاح جذري للقيادة العليا في البنتاغون لجعلنا مستعدين للدفاع عن أمتنا وهزيمة أعدائنا. يجب طرد كثير من الناس. وبطبيعة الحال، فإن الكارثة في أفغانستان هي المثال الأكثر وضوحا".
ويصف هيغسيث الانسحاب بأنه "تراجع مهين" ويقول إن القادة في البنتاغون لم يحاسبوا على الهجوم المميت في مطار كابل الذي أسفر عن مقتل 13 جنديا أميركيا، إضافة إلى أنهم لم يحاسبوا على غارة جوية أميركية لاحقة في كابل اعتقد المسؤولون أنها ستقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الذي يقف وراء الهجوم، لكنهم قتلوا بدلا من ذلك 10 أفغانيين أبرياء، من بينهم 7 أطفال.
وألقت مراجعة مستقلة أجراها المفتش العام الخاص لإعادة إعمار أفغانستان في عام 2022 باللوم على إدارتي ترامب وجو بايدن في الانسحاب الأميركي الفوضوي في عام 2021.
الإعلام عدو الشعب!من ناحية أخرى، اشتدت كراهية ترامب لوسائل الإعلام، لدرجة وصفها عدة مرات بـ"عدو الشعب"، ومع ذلك فهو يقدر اهتمام وسائل الإعلام به. وقضى ترامب معظم فترة ولايته الأولى في مناوشات مع الصحافة، ويرجح على نطاق كبير أن يشن حربا على الإعلام خلال فترة ولايته الثانية.
وخلال فترة ولايته الأولى، حاول ترامب إبعاد الصحافة من الدخول للبيت الأبيض، وفشل في مسعاه، ورفضت المحاكم دعواته لحظر بعض الشبكات من تغطية البيت الأبيض.
كما سعى إلى إنهاء التمويل الحكومي لشبكة الإذاعة الوطنية "إن بي آر" وخدمة البث التلفزيوني الحكومية "بي بي إس"، وإعادة تشكيل المؤسسات الإخبارية الممولة فدراليا، مثل صوت أميركا، لكن جهوده فشلت.
وخلال الأشهر الأخيرة، رفعت حملته الانتخابية دعاوى قضائية ضد المؤسسات الإخبارية التي تعتقد أنها ظلمته، وطالب ترامب بإلغاء تراخيص "إيه بي سي" و"سي بي إس" و"إن بي سي" و"سي إن إن" و"إم إس إن بي سي" (ذلك رغم عدم وجود تراخيص لممارسة مهامهم) بسبب العديد من التقارير التي اعتبرها مسيئة له.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التحقیقات الفدرالی وزارة العدل
إقرأ أيضاً:
إختيار ترمب وزيرا للعدل خضع لتحقيق بشأن الاتجار بالجنس يثير الجدل
سرايا - يوسف الطورة - رصد - آثار إختيار الرئيس المنتخب دونالد ترمب، "مات غايتس" الذي خضع سابقا لتحقيق فدرالي بشأن الاتجار بالجنس، وزيرا للعدل، جدلاً كبيراً لدى الجمهوريين، إلى جانب صدمة داخل الوزارة، حيث يخشى العديد من الموظفين ليس فقط على وظائفهم، بل على مستقبل الوكالة التي انتقدها بشدة.
ويشكك أغلبية الجمهوريين في مجلس الشيوخ في تأكيد مات غايتس كوزير للعدل، سواء بسبب التحقيقات الجنائية التي واجهها، أو مراجعة الأخلاقيات في مجلس النواب، أو احتمال كونه شخصية مثيرة للجدل لديها أجندة شخصية ضد الوزارة.
وخضع غايتس للتدقيق بسبب تحقيق فدرالي بشأن الاتجار بالجنس أنتهى دون توجيه تهم جنائية، إلى جانب تحقيقات لجنة الأخلاقيات في مجلس النواب بشأن سلوكياته.
وتوقع موظفون في الوزارة أن يؤدي اختيار غايتس إلى موجة مغادرة كبيرة للموظفين المهنيين الذين تعتبرهم الوزارة العمود الفقري لتنفيذ مهامها.
مع استمرار الجدل حول تعيين غايتس، يتزايد القلق بشأن تأثير قيادته على وزارة العدل ومستقبل إنفاذ القانون في الولايات المتحدة، يتوقع الجمهوريين أن أكثر من نصف أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، بمن فيهم بعض القادة البارزين، لا يرون طريقاً لتأكيد لتعيينه، ولا يدعمون توليه إدارة وزارة العدل.
وتسبب اختيار ترمب للنائب السابق عن فلوريدا مات غايتس في صدمة داخل الحزب الجمهوري، حيث يعتقد عدداً كبيراً من الجمهوريين أنه غير مؤهل لتولي المنصب، وقدر البعض أن حوالي 30 جمهوريا يعتبرونه خياراً غير مناسب.
رغم ذلك، يظل فريق ترمب الانتقالي واثقا من إمكانية تأكيد غايتس، حتى لو تطلب الأمر معركة شاقة، خاصة ان الرئيس المنتخب وفريقه يركزون على تأكيد غايتس كوزير للعدل وهم واثقون من تحقيق ذلك.
ويعمل "غايتس" ومحامي ترمب "تود بلانش" على ملء المناصب الرئيسية في وزارة العدل بسرعة، حيث يتوقع أن يتولى الاخير منصب النائب العام المساعد، وهو منصب قوي يشرف على جميع مكاتب المدعين العامين في البلاد.
وعندما أعلن ترمب عن اختياره لغايتس عبر منشور على منصة Truth Social، الأربعاء، كانت ردود الفعل متباينة، وصفته بأنه "الشخص المناسب لإنهاء تسييس النظام القضائي، وحماية الحدود، وتفكيك المنظمات الإجرامية، واستعادة ثقة الأمريكيين في وزارة العدل".
ومع ذلك، كان العديد من الجمهوريين في حالة صدمة تامة، باستثناء رئيس مجلس النواب مايك جونسون الذي أُبلغ مسبقا.
ويسجل تاريخ غايتس المثير للجدل العديد من المحطات أثناء فترة عمله في الكونغرس، بوصفه محوراً للجدل، إضافة إلى أنه خضع لتحقيق من وزارة العدل في قضية تتعلق بالاتجار بالجنس مع قاصر تبلغ من العمر 17 عاما، رغم نفيه جميع الاتهامات ولم توجه إليه تهم جنائية.
على الرغم من انتهاء التحقيق دون توجيه اتهامات، دعا محام عن الفتاة القاصر إلى الإفراج عن تقرير لجنة الأخلاقيات بمجلس النواب، التي تحقق في سلوك غايتس منذ عام 2021.
ويرى العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أن غايتس سيواجه تحديات كبيرة للحصول على تأكيد في المجلس، وأن لديه طريقا صعبا للغاية للحصول على التأكيد.
ويحذر الجمهوريون ترمب من محاولة تعيين غايتس عبر آلية التعيين أثناء عطلة مجلس الشيوخ، والتي تتجاوز عملية التصويت التقليدية، خاصة وان الأول دعا في منشور سابق على Truth Social، الجمهوريين إلى السماح له باستخدام آلية التعيين أثناء العطلة لتأكيد أعضاء حكومته بسرعة، دون أن يتم تأكيد الطلب لتعيين غايتس أو أي مرشح آخر.
مع إختيار "غايتس" لقيادة وزارة العدل الذي يواجه مقاومة شديدة داخل مجلس الشيوخ، ومستقبل "بيت هيغسيث" المشرح لقيادة وزارة الدفاع، في أعقاب ظهور معلومات تحقيق الشرطة في ادعاء اعتدائه جنسيا على امرأة عام 2017 ، دون أن تسفر الحادثة عن توجيه تهم جنائية، يعكس الانقسامات داخل الحزب الجمهوري حول استراتيجيات ترمب وخياراته للمناصب الحكومية.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 100
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 17-11-2024 08:12 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...