صدى البلد:
2025-01-18@18:37:51 GMT

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: لماذا نعلم؟

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

الإنسان من أفضل المخلوقات على وجه البسيطة كونه يمتلك التفكير المجرد الذي يساعده في أن يسخر مفردات ومقومات الطبيعة من أجله، ومن ثم يستطيع أن يحدث تغيرًا إيجابيًا ملموسًا يسهم في إعمار الأرض، ويخلق مناخًا مواتيًا لحياة أفضل له وللكثير من الكائنات الحية التي وهبها الله البقاء بغية إحداث توازن بيئي يخدم ماهية البقاء والاستمرارية.


ومن ثم بات التعليم أمرًا وجوبيًا للإنسان كي يستطيع أن يمتلك الخبرة في التعامل الوظيفي مع كل ما يحيط به في البر والبحر والجو، وبالطبع يصعب أن يحدث هذا بعيدًا عن مقدرته على التفكير والتفكر بما يعينه على الفهم والتفسير والاستنتاج والرصد ومحاولة البحث والتنقيب والتجريب ليصل إلى مبتغاه بصورة مقصودة ومخططة أو قد تكون مبنية على المحاولة والخطأ بشكل تحكمه متغيرات في كثير من الأحيان مقننة.
ورغم أن الإنسان لا يمتلك القوة الخارقة التي تمكنه من السيطرة على كل ما يدور في فلك الطبيعة؛ لكنه يمتلك ما هو أفضل من ذلك؛ حيث المعرفة التي تمكنه من تسخير قوى الطبيعة لصالحه، وتحقيق الرفاهية من خلالها، وهذا سر وجوده على الكوكب؛ إذ يقع على عاتقه الإصلاح والصلاح والإعمار من أجل نهضة ورفعة السلوك والوجدان، وبالطبع يعلو ذلك الامتنان لخالق السماء بلا عمد؛ حيث شكر نعمته وعبادته الخالصة تفريدًا وتمجيدًا.
وفي هذا الإطار يتحتم علينا أن ننتقي ما نعلمه للإنسان؛ حيث يستوجب البناء الصحيح له أن نغرس فيه النسق القيمي الذي يصون به نفسه والأخرين، ويصبح بالنسبة له نبراسا يهتدى به في أقواله وأفعاله ووجدانه؛ فينعكس ذلك على تعاملاته وانفعالاته وتفاعله، ويصبح لديه الرغبة الحقيقية في أن يشارك مراحل البناء ويتعاون من أجل البقاء والرقي، ومن ثم يبحث دأبًا على حلول لمشكلات تواجه ومجتمعه ليستشعر الرضا وينبعث في وجدانه الأمل وتتفتح لديه رؤى المستقبل المشرق.
إننا نعلم من أجل مستقبل أفضل لجيل تلو آخر؛ فما نعايشه ونعيشه من ثورة تقنية وتطور في شتى مناحي الحياة وجودة غير مسبوقة في كل ما تنتجه الآلة في ضوء ذكاء اصطناعي مدخله الرئيس ذكاء الإنسان الطبيعي، كل ذلك وأكثر يصب في مصلحة البشرية ويحسن من مدخلات وعمليات الحياة لنعكس أثره دون مواربة على صحة مستدامة وعقل مستنير وفعل وسلوك يرتبط بقيم نبيلة وأخلاق حميدة.
إننا نعلم من أجل بناء إنسان يمتلك خبرة صحيحة سديدة تتضمن في طياتها معرفة غير مشوبة وسلوك مرغوب فيه ووجدان نقي بغرض تشكيل سياج يحميه من براثن الانحراف الفكري وما يترتب عليه من سلبيات أقل ما فيها التشتيت عن الهدف وضلالة الطريق وسوء المنقلب والانتكاسة في كل شيء وأمر.
إننا نعلم من أجل أن يتفوق الإنسان على رغباته وشهواته وينتصر لنفسه اللوامة؛ ليؤكد ماهية تقييم الذات والمقدرة على إصلاح ما قد يتسبب في إفساده بعمد وغير عمد؛ ليستطيع أن يستكمل طريق نهضته ومسار تقدمه ورقيه وازدهاره، ومن ثم يترك الأثر الطيب الذي يحمل بين مكونه رسالة الأمل والتفاؤل لأجيال تلو أخرى؛ بغية الحفاظ على فلسفة البقاء واستكمال المسيرة التي خلقنا جميعًا لأجلها.
إننا نعلم من أجل أن يسود العدل والسلام والحق وفق دستور رباني فطرنا عليه، ومن ثم يتوجب علينا أن نغرس بذور المحبة ونزيل الأحقاد ومسبباتها، ونعضد التراحم والتكافل من أجل أن نخلق مجتمعات تتضافر من أجل البقاء ومواجهة التحديات والأزمات الطبيعية منها وغير الطبيعية، وهذا ما يؤكد على أن الطاقة البشرية تعد الأقوى والأبقى على وجه الأرض كونها لا تنضب ما بقيت الحياة.
إننا نعلم من أجل أن نصون النفس من السقوط في بوتقة الأمراض النفسية؛ فنقدح الأذهان بمزيد من الأفكار الإيجابية التي تعضد من طاقته النورانية، وتجعله يستثمر الفكرة ليخرج منها بما يفيد به نفسه ومجتمعه والبشرية كلها، وتدفعه لاستكمال الطريق القويم ليحقق في مجاله ما يجعله يثق في ذاته ويرضى عن نفسه ويوجب الشكر لذوي الفضل عليه وفي القلب ربه الذي وهبه نعم لا تعد ولا تحصى.
إننا نعلم من أجل أن نتناقل ثقافة تحمل في طياتها الهوية وتدعم الوطنية وتعزز القومية وتحافظ على مكتسبات الحضارة وتصون العقيدة والمعتقد؛ فتقينا من الانصهار أو الذوبان في بوتقة الثقافات العابرة الحديثة منها والمستحدثة الواردة منها والشاردة؛ فنصنع عقولًا واعية تحمل فكرًا مستقبليًا مستنيرًا محاط بقيم نبيلة تجعله قادرًا على فلترة وغربلة غير المجدي وغير الصحيح، أو ما به لبس، أو ما يشوبه مغلوط، أو المشوه في أصله.
وفي النهاية يصعب أن نحصي ثمرات التعليم وما نقوم به من أجل بناء الإنسان سواءً أكان في حيز الأسرة، أو المؤسسة التربوية، أو المؤسسة العقدية، أو المؤسسات الاجتماعية قاطبة؛ لكنها إشارات وومضات من جهد مقل يبتغي إلقاء الظلال على ما قد نتناساه في خضم حياة مليئة بمجريات أحداث مثل النهر الجاري.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ومن ثم

إقرأ أيضاً:

صفقات الأهلي والزمالك الجديدة.. مفاجأة حقيقية للجماهير| فيديو

شهدت الساعات الأخيرة أخبارا كثيرة بشأن صفقات النادي الأهلي الأخيرة، ولكن الكابتن أحمد شوبير حارس الأهلى السابق، أكد أن إدارة الأهلي لم ولن تعلن عن أي تفاصيل خاصة بمراحل التفاوض مع بعض اللاعبين، موضحا أنه علم من مصدر مسؤول بالأهلي، أن المفاوضات لن يتم الإعلان عنها إلا بعد الانتهاء منها.

جدول ترتيب الدوري المصري.. الزمالك يطارد الأهلي علي الصدارةلاعب الزمالك ضمن دائرة اهتمامات الأهلي| تفاصيلالصفقات الجديدة في الأهلي والزمالك 

وقد أكد الناقد الرياضي محمد عصام أن الأخبار المتداولة حول صفقات أو مفاوضات الأهلي مع بعض اللاعبين المحليين أو الأجانب ما هي إلا «فنكوش»، وأن كل ما يُنشر في هذا الصدد هو مجرد "بالونة اختبار" أو تهدئة لجماهير النادي، كما أن الزمالك السيولة المالية لا تساعده على إبرام صفقات خلال فترة الانتقالات الشتوية.  

وأضاف الناقد الرياضي محمد عصام أن الأهلي والزمالك يعتبران من أكثر الأندية التي قد يواجهان مجاملات تحكيمية في مباريات الدوري الممتاز، مشيرًا إلى أن هذه المجاملات بدأت تتناقص تدريجياً.

وأوضح أن فريق الزمالك لكرة القدم حقق فوزًا مهمًا على حرس الحدود بثلاثة أهداف مقابل هدفين في المباراة التي أُقيمت على ملعب استاد القاهرة ضمن منافسات الجولة الثامنة.

وأضاف محمد عصام في مداخلة هاتفية مع أحمد دياب ونهاد سمير ببرنامج "صباح البلد" على قناة صدى البلد، أن المدير الفني السويسري كريستيان جروس بدأ يظهر مستوى فنيًا جيدًا مع الفريق، مشيرًا إلى أنه لن يحتاج وقتًا طويلاً للتأقلم مع الزمالك نظرًا لأنه المرة الثانية التي يتولى فيها قيادة الفريق.

وتابع محمد عصام قائلاً إن الشوط الأول من المباراة شهد أداءً قويًا من لاعبي الزمالك، حيث نجحوا في خلق العديد من الفرص وتسجيل هدفين، لكن في الشوط الثاني، ظهرت بعض الرعونة من بعض اللاعبين، مما أثار قلق جماهير الزمالك من احتمال تعادل حرس الحدود.

كما أشار الناقد الرياضي إلى أن المباراة لم تشهد أي قرارات تحكيمية مثيرة للجدل، مؤكدًا أن ركلة جزاء حرس الحدود الأولى يمكن أن تُعتبر صحيحة حسب وجهة نظر الحكم، رغم أن بعض الحكام قد لا يحتسبونها.

وأوضح محمد عصام، أن حكم المباراة نجح في إدارة اللقاء بشكل جيد دون أخطاء تحكيمية أثرت على سير المباراة، مؤكدًا أن التحكيم هو عنصر بشري قد يخطئ أو يصيب.

مقالات مشابهة

  • ماذا نعلم عن اللاعب الجزائري محمد عمورة الذي برز بقوة أمام بايرن ميونخ؟
  • ظهور شريان إضافي في ذراع الإنسان.. لماذا يحدث ذلك؟
  • إيجابية حذرة.. هل يمتلك الثنائي خيارا غير المشاركة في الحكومة؟
  • لماذا اعتمد المسيح وهو لا يحتاج إلى المعمودية؟
  • كيف استطاع أشباه البشر البقاء في الصحراء منذ أكثر من مليون سنة؟.. حفرية صادمة
  • الزمالك الوصيف.. هل يستحق فتوح ركلة جزاء أمام حرس الحدود؟| فيديو
  • صفقات الأهلي والزمالك الجديدة.. مفاجأة حقيقية للجماهير| فيديو
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: لماذا نظامُ البكالوريا المِصْريّة؟
  • محمد عبد الوهاب: لو عاد الزمن بالحضري لن يرحل عن الأهلي
  • تصريح مثير من الحضري عن صلاح والهلال