"من غلاكم احتفلنا معاكم"
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
د. أحمد أبوخلبة الحضري
مع كل عام يطل علينا العيد الوطني لسلطنة عُمان، تتجدد مشاعر الفخر والحب لهذا الوطن العظيم، ويترسخ في نفوسنا الانتماء لهذه الأرض الطيبة التي تحتضن تاريخًا حافلًا بالأمجاد والتراث، ويمتد أثرها ليُعانق الحاضر برؤية طموحة تضيء المستقبل. إنَّ هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى في تقويم العام؛ بل هي عيد للوطن يُعبر عن عمق العلاقة بين العُمانيين وأرضهم وقيادتهم الحكيمة.
العيد الوطني في عُمان هو مناسبة نتوقف فيها لنتأمل إنجازات هذا الوطن الكبير، ونُعبر عن امتناننا للقائد المؤسس، السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- الذي أسس دعائم النهضة الحديثة، ورسم معالم مستقبل مشرق لعُمان، جعل منها واحة للاستقرار والتنمية. واليوم، تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تسير عُمان بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا، مستمدة رؤيتها من تاريخها المجيد ومن طموحات أبناء هذا الشعب الأبي.
لقد حققت عُمان، على مر العقود، قفزات نوعية في شتى المجالات؛ فمنذ بداية النهضة الحديثة، استثمرت الحكومة في التعليم والبنية التحتية والصحة، لتحقق مستويات متقدمة من التنمية البشرية، ولترفع من جودة حياة مواطنيها. التعليم كان ولا يزال في مقدمة أولويات السلطنة، حيث توسعت مؤسسات التعليم العالي، وتم تأهيل الكوادر العُمانية بمستويات عالمية، ما أسهم في تكوين جيل من الشباب المؤهل القادر على العطاء والبناء.
وشهدت السلطنة طفرة في مجالات الاقتصاد والصناعة والسياحة، فقد تم تطوير موانئ استراتيجية، مثل ميناء صلالة وميناء صحار، لتعزيز مكانة عُمان كمركز للتجارة العالمية. في السياحة، تم إبراز جمال الطبيعة العُمانية وتاريخها العريق، ما جعل من السلطنة وجهة سياحية جذابة بفضل تميزها بتنوع بيئاتها وجمال شواطئها وجبالها وأسواقها التراثية.
وتحت قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق، تواصل السلطنة مسيرة التطور والنماء، وقد أطلقت رؤية عُمان 2040 كخارطة طريق لبناء مستقبل زاهر ومستدام. هذه الرؤية تضع في مقدمة أولوياتها تطوير الاقتصاد وتنويعه، والاستثمار في القدرات الوطنية، وتطوير القطاعات غير النفطية مثل الصناعة والسياحة والزراعة، إضافة إلى تعزيز الابتكار والبحث العلمي لتكون عُمان قادرة على التنافس في الاقتصاد العالمي.
رؤية عُمان 2040 تركز كذلك على التنمية البشرية؛ حيث تهدف إلى تمكين الشباب العُماني، وإعدادهم ليكونوا قيادات المستقبل، وإتاحة الفرص لهم للمساهمة الفعالة في مسيرة التقدم والبناء. إنها رؤية طموحة تعكس طموحات الشعب العُماني، وتؤكد على التزام الحكومة بمواصلة مسيرة التنمية والنهضة.
العيد الوطني الـ54 المجيد، ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو وقت لاستذكار الوحدة الوطنية والترابط القوي بين أبناء السلطنة، فهو يعزز شعور الانتماء ويجسد الروح الوطنية التي تجمع كل عُماني تحت راية واحدة. من الشمال إلى الجنوب، من جبال الحجر إلى سهول ظفار، ومن كل وادٍ وساحل، يحتفل العُمانيون سويًا بالعيد الوطني، يتغنون بحبهم لعُمان ويعبرون عن ولائهم لوطنهم وقائدهم.
ومن منطلق الحب والولاء وتقدير المكانة الأخويه، يُطلق كل مقيم على أرض هذا الوطن، عبارات الاحتفاء مع إخوانهم العُمانيين، وهذا العام تحت شعار "من غلاكم احتفلنا معاكم" عبارة تجسد التعايش بين الجميع وحبهم لبعضهم وارتباطهم بالسلطنة؛ إذ إنها تعبير صادق عن الفخر بهذا الوطن الذي يجمعنا جميعًا، ويعزز فينا الأمل والتفاؤل بمستقبل مشرق. في هذه المناسبة العزيزة، نعاهد عُمان أن نكون عوامل مساعدة ضمن سواعد البناء والتنمية، وأن نحافظ على مكتسباتها، وأن نكون أوفياء لتاريخها وتراثها.
في يوم العيد الوطني، يتفائل الجميع بمستقبل مشرق لعُماننا الحبيبة، ونستلهم من هذه المناسبة العزيمة على المضي قدمًا في سبيل رفعة الوطن وعزته. حفظ الله عُمان وأدام عليها الأمن والأمان، ووفق قيادتها الرشيدة لكل ما فيه خير وصلاح هذا الوطن العزيز.
كل عام وعُماننا الغالية بخير، وكل عُماني يحتفل بفخر بانتمائه لهذا الوطن الكريم، ونقول من غلاكم احتفلنا معاكم، ومعًا نحو العلياء لعُمان الخير والأمن والأمان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
تزامناً مع العيد القومي لسيناء.. مركز بحوث الصحراء يواصل دعم المزارعين ميدانياً
يواصل مركز بحوث الصحراء تنفيذ جولاته الميدانية لدعم المزارعين ضمن مبادرة "اسأل واستشير قبل ما تدفع كتير"، والتي تستهدف تعزيز الممارسات الزراعية السليمة ورفع كفاءة الإنتاج داخل التجمعات الزراعية بشمال سيناء، رغم التحديات البيئية والمناخية الصعبة التي تشهدها المنطقة ، في إطار احتفالات محافظة سيناء بعيدها القومي،.
وتأتي هذه الجهود للأسبوع الثاني على التوالي، حيث يقوم الفريق البحثي بالمبادرة بتنفيذ زيارات ميدانية منتظمة لمتابعة زراعات القمح والشعير والفول والزيتون، إلى جانب الإشراف الفني على مراحل حصاد المحاصيل الشتوية.
ويحرص الفريق على تقديم الإرشادات الزراعية والتقنيات الحديثة التي تسهم في تحسين جودة المحصول وتقليل الفاقد، بما يدعم استدامة النشاط الزراعي في المنطقة.
ويتم تنفيذ المبادرة بتوجيهات من علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتحت إشراف الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، في إطار جهود الدولة لتعزيز التنمية الزراعية المستدامة ورفع كفاءة المجتمعات الزراعية في مواجهة التغيرات المناخية والتحديات البيئية التي تواجه الزراعة في شبه جزيرة سيناء.
وتهدف المبادرة إلى تقديم استشارات فنية مجانية للمزارعين، والإجابة على استفساراتهم في مختلف التخصصات الزراعية، بما يعزز من قدراتهم الفنية ويضمن تحقيق أقصى استفادة من الموارد الطبيعية المتاحة، كجزء من رؤية الدولة لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية المتكاملة في سيناء.
والجدير بالذكر أن مشروع التجمعات الزراعية في شمال وجنوب سيناء يعد أحد أبرز المشروعات التنموية التي أطلقتها الدولة المصرية، حيث يستهدف إنشاء 18 تجمعاً زراعياً يستوعب نحو 2122 أسرة، بهدف زيادة الرقعة الزراعية، وتحقيق الاستقرار المجتمعي، وتوفير فرص عمل مستدامة للأسر المستفيدة في إطار استراتيجية تنموية متكاملة لتنمية سيناء.