جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-29@13:54:24 GMT

"من غلاكم احتفلنا معاكم"

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

'من غلاكم احتفلنا معاكم'

 

د. أحمد أبوخلبة الحضري

 

مع كل عام يطل علينا العيد الوطني لسلطنة عُمان، تتجدد مشاعر الفخر والحب لهذا الوطن العظيم، ويترسخ في نفوسنا الانتماء لهذه الأرض الطيبة التي تحتضن تاريخًا حافلًا بالأمجاد والتراث، ويمتد أثرها ليُعانق الحاضر برؤية طموحة تضيء المستقبل. إنَّ هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى في تقويم العام؛ بل هي عيد للوطن يُعبر عن عمق العلاقة بين العُمانيين وأرضهم وقيادتهم الحكيمة.

العيد الوطني في عُمان هو مناسبة نتوقف فيها لنتأمل إنجازات هذا الوطن الكبير، ونُعبر عن امتناننا للقائد المؤسس، السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- الذي أسس دعائم النهضة الحديثة، ورسم معالم مستقبل مشرق لعُمان، جعل منها واحة للاستقرار والتنمية. واليوم، تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- تسير عُمان بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا، مستمدة رؤيتها من تاريخها المجيد ومن طموحات أبناء هذا الشعب الأبي.

لقد حققت عُمان، على مر العقود، قفزات نوعية في شتى المجالات؛ فمنذ بداية النهضة الحديثة، استثمرت الحكومة في التعليم والبنية التحتية والصحة، لتحقق مستويات متقدمة من التنمية البشرية، ولترفع من جودة حياة مواطنيها. التعليم كان ولا يزال في مقدمة أولويات السلطنة، حيث توسعت مؤسسات التعليم العالي، وتم تأهيل الكوادر العُمانية بمستويات عالمية، ما أسهم في تكوين جيل من الشباب المؤهل القادر على العطاء والبناء.

وشهدت السلطنة طفرة في مجالات الاقتصاد والصناعة والسياحة، فقد تم تطوير موانئ استراتيجية، مثل ميناء صلالة وميناء صحار، لتعزيز مكانة عُمان كمركز للتجارة العالمية. في السياحة، تم إبراز جمال الطبيعة العُمانية وتاريخها العريق، ما جعل من السلطنة وجهة سياحية جذابة بفضل تميزها بتنوع بيئاتها وجمال شواطئها وجبالها وأسواقها التراثية.

وتحت قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق، تواصل السلطنة مسيرة التطور والنماء، وقد أطلقت رؤية عُمان 2040 كخارطة طريق لبناء مستقبل زاهر ومستدام. هذه الرؤية تضع في مقدمة أولوياتها تطوير الاقتصاد وتنويعه، والاستثمار في القدرات الوطنية، وتطوير القطاعات غير النفطية مثل الصناعة والسياحة والزراعة، إضافة إلى تعزيز الابتكار والبحث العلمي لتكون عُمان قادرة على التنافس في الاقتصاد العالمي.

رؤية عُمان 2040 تركز كذلك على التنمية البشرية؛ حيث تهدف إلى تمكين الشباب العُماني، وإعدادهم ليكونوا قيادات المستقبل، وإتاحة الفرص لهم للمساهمة الفعالة في مسيرة التقدم والبناء. إنها رؤية طموحة تعكس طموحات الشعب العُماني، وتؤكد على التزام الحكومة بمواصلة مسيرة التنمية والنهضة.

العيد الوطني الـ54 المجيد، ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو وقت لاستذكار الوحدة الوطنية والترابط القوي بين أبناء السلطنة، فهو يعزز شعور الانتماء ويجسد الروح الوطنية التي تجمع كل عُماني تحت راية واحدة. من الشمال إلى الجنوب، من جبال الحجر إلى سهول ظفار، ومن كل وادٍ وساحل، يحتفل العُمانيون سويًا بالعيد الوطني، يتغنون بحبهم لعُمان ويعبرون عن ولائهم لوطنهم وقائدهم.

ومن منطلق الحب والولاء وتقدير المكانة الأخويه، يُطلق كل مقيم على أرض هذا الوطن، عبارات الاحتفاء مع إخوانهم العُمانيين، وهذا العام تحت شعار "من غلاكم احتفلنا معاكم" عبارة تجسد التعايش بين الجميع وحبهم لبعضهم وارتباطهم بالسلطنة؛ إذ إنها تعبير صادق عن الفخر بهذا الوطن الذي يجمعنا جميعًا، ويعزز فينا الأمل والتفاؤل بمستقبل مشرق. في هذه المناسبة العزيزة، نعاهد عُمان أن نكون عوامل مساعدة ضمن  سواعد البناء والتنمية، وأن نحافظ على مكتسباتها، وأن نكون أوفياء لتاريخها وتراثها.

في يوم العيد الوطني، يتفائل الجميع  بمستقبل مشرق لعُماننا الحبيبة، ونستلهم من هذه المناسبة العزيمة على المضي قدمًا في سبيل رفعة الوطن وعزته. حفظ الله عُمان وأدام عليها الأمن والأمان، ووفق قيادتها الرشيدة لكل ما فيه خير وصلاح هذا الوطن العزيز.

كل عام وعُماننا الغالية بخير، وكل عُماني يحتفل بفخر بانتمائه لهذا الوطن الكريم،  ونقول من غلاكم احتفلنا معاكم، ومعًا نحو العلياء  لعُمان الخير والأمن والأمان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

قصر الوطن يستقبل عيد الفطر بأجواء احتفالية مميزة

أبوظبي: «الخليج»
يستعد قصر الوطن، القصر الرئاسي لدولة الإمارات العربية المتحدة، للاحتفاء بعيد الفطر المبارك بأسلوب مميز يمزج بين التراث الأصيل والأنشطة الترفيهية المتنوعة، ليكون الوجهة المثالية لقضاء أوقات مليئة بالبهجة برفقة العائلة والأصدقاء.
ومع حلول المساء تتحول الواجهة الخارجية لقصر الوطن إلى لوحة فنية مع عرض الصوت والضوء الساحر الذي سيُقام في تمام الساعة 7:15 مساءً، ويأخذ هذا العرض البصري الآسر الجمهور في رحلة تسلط الضوء على عراقة تراث دولة الإمارات، وتميز حاضرها، وطموحها إلى مستقبل أكثر إشراقاً، ومع تفاعل الأضواء والأصوات بتناغم فني فريد تنبض واجهة القصر بالحياة لتتحول إلى تحفة فنية فريدة تجعل منها تجربة استثنائية.
يستضيف قصر الوطن عرضاً مهيباً للخيالة، حيث يتجسد الإرث العريق للفروسية في مشهد استثنائي يمزج بين المهارة ومعاني الفخر.
ويُقام هذا العرض اليومي في تمام الساعة 4:30 مساءً احتفاءً بتقاليد ركوب الخيل الراسخة في دولة الإمارات، حيث يبرز جمال الخيول، وانضباط الفرسان، وأصالة هذا الفن المتجذر في ثقافة دولة الإمارات وتاريخها، كما يستضيف القصر الرئاسي عرضاً موسيقياً للفرقة العسكرية، حيث تتناغم الإيقاعات القوية مع الألحان المميزة في أداء استثنائي ينبض بالحياة. يعكس هذا العرض الفني روح الانسجام والتكاتف، ليقدم تجربة موسيقية تهدف إلى توحيد المجتمعات عبر لغة الموسيقى العالمية.
ويُقام هذا الحدث الملهم عند الساعة 4:00 مساءً أيام الاثنين والأربعاء والجمعة، ليضفي أجواء احتفالية تنشر البهجة بين الزوار من مختلف الأعمار، ويترك مشاعر فريدة من الفخر، ولا تكتمل الأجواء الاحتفالية دون العروض الفنية الحيّة داخل أروقة القصر، حيث ستتعالى إيقاعات العيالة في استعراض تراثي يجسّد روح الجماعة والفخر بالهوية الإماراتية، إلى جانب رقصة البحّارة التي تأخذ الزوار في رحلة تحاكي حياة الأجداد وعلاقتهم بالبحر، والتي تقام خلال عيد الفطر المبارك من الساعة 11:30 صباحاً حتى الساعة 5:00 مساءً.

مقالات مشابهة

  • الوطن ومكتسباته أمانة
  • حملة مسعورة للإعلام الصهيوني على عُمان
  • أكثر من 8 مليارات ريال عُماني إجمالي أصول الصيرفة الإسلامية بسلطنة عُمان
  • تصرف صادم من لاعبي فريق عُماني أثناء تتويجهم بلقب الدوري
  • قصر الوطن يستقبل عيد الفطر بأجواء احتفالية مميزة
  • لا تساوموا على الوطن واستقراره
  • «قصر الوطن» يستقبل العيد بأجواء احتفالية
  • صناعة الكهوف في الوطن
  • ماني ينفجر غاضبًا في وجه الانتقادات المتكررة
  • "لقاء أصحاب الأعمال العُماني الهندي" يستكشف الفرص الاستثمارية الواعدة بالقطاعات الاستراتيجية