جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-25@22:54:10 GMT

نهضة راسخة وولاء يتجدد

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

نهضة راسخة وولاء يتجدد

 

د. حامد بن عبدالله البلوشي **

shinas2020@yahoo.com

 

يعَد حب الوطن منَ الأمور المتجذرة في النفس الإنسانية، ومن العلامات الراسخة على الفطرة السليمة. وقدْ عده الإسلام فضيلةً يجب أنْ يتحلى بها المسلمونَ. ففي حادثة الهجرة النبوية الشريفة من مكةَ إلى المدينة، حين ضاقت الأرض بما رحبت، وأرادوا قتل النبي صلى الله عليه وسلم، لم يجد -عليه الصلاة والسلام- بدا من الخروج من تلك الأرض التي شهدت نشأته.

وعندَ خروجه من مكةَ، ظهرتْ حين ذلك مشاعر الرسول -صلى الله عليه وسلم- الجياشة نحوَ وطنه، وبرزت أحاسيسه الصادقة تجاه أرضه التي أوته، فلم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يودعها وداعَ مَن يعتقد أنه لن يحن لها، بل وداعَ مشتاق مغلوب على أمره، يحمله الحنين إليها أينما ذهب، فقال حينها بعين المحب الوفي: "والله إنك لأحب أرض الله إلي، ولولا أن قومَك أخرجوني منك ما خرجت". في تلك اللحظات المؤثرة؛ تَجَلت معاني الوفاء، وحب الوطن، وبرزت قيمة الارتباط بالأرض التي تحتضن أحلامه وأمانيه.

ونحن إذ نحتفل بالعيد الوطني الرابع والخمسين المجيد لسلطنتنا الغالية، نتذكر سويًا كيف حبانا الله -سبحانه وتعالى- بوطن عزيز؛ يتميز بتاريخ غني ومشرف عبرَ العصور، حتى أكرمنا الله -تبارك وتعالى- ببداية عصر النهضة الحديث عامَ 1970م، بقيادة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- حينها انطلقتْ النهضة الشاملة التي غيرتْ وجهَ السلطنة، وأعادتْ بناءَ اقتصادها، ومؤسساتها، وأساسات دولتها الحديثة.

وعُمان وطن يعيش في قلب كل مواطن، ويغتنم كل إنسان على هذه الأرض المباركة كل فرصة سانحة، كي يعبر فيها عن عشق الوطن، وتتجلى محبة الوطن بوضوح خاص في الاحتفاء بالعيد الوطني؛ حيث يعد هذا اليوم ليسَ مجردَ احتفاء سنوي؛ بل هوَ تذكيرٌ عميقٌ بمسيرة النهضة المجيدة، وخاصةً خلالَ عَهْد السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله، الذي تولى مقاليد البلاد في زمن صعب بكل المقاييس؛ إذ كانت عُمان تعيش في عزلة عن العالم، غارقة في غياهب الجهل، والمرض، والتخلف، وقادها بكل ثقة واقتدار نحو نهضة شاملة، وباتت راية عُمان خفاقة بين دول العالم، بفضل سياسته الحكيمة، ورؤيته المستنيرة، حيث أصبحتْ عُمان مثالًا يحتذى به في التطور، والبناء الحضاري في المنطقة. وقدْ قالَ السلطان قابوس في خطابه الأول: "إننا نعاهدكم بأننا سنقوم بواجبنا تجاه شعب وَطَننَا العزيز. كما أننا نأمل أن يقوم كل فرد منكم بواجبه لمساعدتنا على بناء المستقبل المزدهر السعيد المنشود لهذا الوطن".

وبعدَ رحيل السلطان قابوس- طيب الله ثراه- تسلمَ الراية من بعده، وحمل مشعل النهضة، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أبقاه الله- ليكملَ المسيرةَ، ويعملَ على تجديد النهضة العُمانية، برؤية حديثة، تلبي تطلعات العصر، وتتماشى معَ التحديات الراهنة. وقدْ أكدَ جلالته- حفظه الله ورعاه- في خطابه الأول، على استمرار العمل على تعزيز النهضة العُمانية، حيث قالَ جلالته: "إن الأمانة الملقاة على عاتقنا عظيمة، والمسؤوليات جسيمة، فينبغي لنا جميعًا أن نعمل من أجل رفعة هذا البلد، وإعلاء شأنه، وأن نسير قدما نحو الارتقاء به إلى حياة أفضل".

ويعد المواطن العُماني هو الركيزة الأساسية في بناء الوطن العزيز، إذْ إن الحفاظَ على مكتسبات الوطن، ومسيرة النهضة؛ يعتمد كل الاعتماد على سواعد أبنائه الأوفياء، وعقول مواطنيه الشرفاء، فالأوطان تحتاج للعقول التي تخطط وتبدع، والأيدي التي تبني وتنجز، والقلوب التي تخلص وتضحي. إن كل إنجاز -مهما كان حجمه- يسهم في تحقيق رؤية أكبر لمستقبل مشرق ومزدهر، يكون فيه الوطن قويًا ومتقدمًا بين الأمم.

إنَّ حب الوطن ليسَ مجردَ كلمات تقال في مناسبات عابرة، بل هو شعورٌ عميقٌ، وسلوكٌ يومي، يَظهر في عمل المواطن، وإخلاصه، وعطائه المتواصل. فالمواطن الوفي يجسد هذا الحب من خلال التزامه بأداء واجباته، وإتقانه لأعماله، وحرصه على مصلحة مجتمعه، لذا؛ علينا أن نشارك جميعا في مسيرة النهضة المتجددة، والبناء المستمر، لهذا الوطن المعطاء على هذه الأرض الطيبة، كل من خلال موقعه ومسؤوليته، مجسدين أرقى معاني المواطنة الإيجابية؛ والمسؤولية الوطنية، وستبقى عُمان قوية بأبنائها المحبين، ومؤسساتها المسؤولة، وقيادتها الرشيدة، وستستمر مسيرة العطاء من أجل مستقبل مشرق، وحياة كريمة مستدامة للجميع بإذن الله تعالى.

وفي الختام.. نرفع إلى المقام السامي أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة العظيمة، معاهدين جلالته أن نكون جنودًا أوفياء مخلصين لهذا الوطن الغالي، والمشاركة في خدمته، وبناء نهضة عُمان المتجددة نحو آفاق التقدم والازدهار.

** مدير عام شبكة الباحثين العرب في مجال المسؤولية المجتمعية

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم

افضل دعاء فى ليلة القدر يبحث عنه كثير من المسلمين مؤخرا خاصة مع بدء العشر الأواخر من رمضان، ليتقربوا به إلى الله تعالى.. لينالوا عظيم الأجر الهدايه والعتق من النار.

وسوف نذكر افضل دعاء فى ليلة القدر فى السطور التالية.

أفضل دعاء فى ليلة القدر

جاء عن عائشة رضي الله عنها انها قالت،  يا رسول الله أرأيت إن علمت اي ليلة ليلة القدر ما اقول فيها ؟

قال : قولي “اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عني”

كما جاء عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أيضا  أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ علَّمَها هذا الدُّعاءَ: «اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا».

كما جاء عن أكثر دعاء النبى في رمضان وغيره «ربّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفى الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار»

دعاء ليلة القدر للرزق .. ردده وشاهد معجزات اللهدعاء ليلة القدر لنفسي .. 7 كلمات تفتح لك الأبواب المغلقةدعاء ليلة القدر للزواج .. 8 كلمات نبوية رددها ليرزقك الله بالإنسان الصالحماذا ظهر من علامات ليلة القدر حتى الآن في ليلتي 21 و23؟.. الإفتاء توضح

دعاء العتق من النار 

اللهمّ اجعلنا من عتقاء شهر رمضان واجعلنا من المقبولين، يا رب وقفنا ببابك سائلين فلا تردنا خائبين، ولا عن بابك مطرودين، فإن طردتنا فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك. اللهم اعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار.

اللهم اعتق رقابنا من النار، واغفر لنا ذنوبنا.

يا رب يا رحيم اجعلنا ممن تعتق رقابهم من النار في هذا الشهر الفضيل.

«اللهم اكتبنا من عتقائك من النار، اللهم اعتق رقابنا من النار، اللهم اعتق رقابنا من النار، يا عزيز يا غفار، يا ذا الجلال والإكرام اغفر لنا يا إلهنا، وارحمنا فإنك بنا راحم، ولا تعذبنا فإنك علينا قادر، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، هب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهاب، اصرف عنا عذاب جهنم، ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غرامًا، إنها ساءت مستقرًا ومقامًا».

يا رب إن كانت هذه الليلة ليلة القدر فأقدر لنا فيها كل خير، ويسر لنا كل عسر، وأبعد عنا كل شر، واكتبنا من عتقائك في هذا الشهر، واجعلنا مستجابي الدعوة إلى الله.

اللهم إني أسألك الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل، اللهم إني أسألك حسن الخاتمة ومغفرة الذنوب والعتق من النار.

اللهم إني أسألك الهداية والتوبة والعفو والمغفرة، اللهم اجعل لي في هذا الشهر مغفرة ورحمة وعتقاً من النار

دعاء النبي فى العشر الأواخر من رمضان  

فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يردد دائما في العشر الأواخر : «اللهم إنك عفو كريم عظيم حليم تحب العفو فأعفو عنا»

فعن عائشة رضي الله عنها قالت، قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت اي ليلة ليلة القدر ما اقول فيها ؟

قال : قولي “اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عني”

كما جاء عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أيضا  أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ علَّمَها هذا الدُّعاءَ: «اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، وأعوذُ بِكَ منَ الشَّرِّ كلِّهِ عاجلِهِ وآجلِهِ، ما عَلِمْتُ منهُ وما لم أعلَمْ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ من خيرِ ما سألَكَ عبدُكَ ونبيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عاذَ بِهِ عبدُكَ ونبيُّكَ، اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنَّةَ وما قرَّبَ إليها من قَولٍ أو عملٍ، وأعوذُ بِكَ منَ النَّارِ وما قرَّبَ إليها من قولٍ أو عملٍ، وأسألُكَ أن تجعلَ كلَّ قَضاءٍ قضيتَهُ لي خيرًا».

كما جاء عن أكثر دعاء النبى في رمضان وغيره «ربّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفى الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار»

دعاء ليلة القدر للميت

اللهمّ أنزله منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين

اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين، والشّهداء، والصّالحين، وحسُن أولئك رفيقًا، اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار، اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنّة.

اللهمّ ارحمه فإنّه كان مسلمًا، واغفر له فإنّه كان مؤمنًا، وأدخله الجنّة فإنّه كان بنبيّك مصدّقًا، وسامحه فإنّه كان لكتابك مرتّلًا.

اللهم إن كان فقيدنا محسنًا فزد من حسناته، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته، ونسألك يا ربّي أن تدخله الجنّة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب.

اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر، ومن عذاب النار، اللهم عامله بما أنت أهله، ولا تعامله بما هو أهله.

مقالات مشابهة

  • رسول الله صلى الله عليه وسلّم والعشر الأواخر من رمضان
  • رسول الله صلى الله عليه وسلّ والعشر الأواخر من رمضان.
  • «رمضان في الحصن».. لمّة عائلية وتقاليد راسخة
  • جامعة السلطان قابوس تستضيف المؤتمر الدولي لتدريس اللغة الإنجليزية.. 17 أبريل
  • كسوف الشمس يوم 29 مارس وما الدول العربية التي تراه
  • أحداث شغب عنيفة بزايو بين جماهير كروية (صور)
  • جامعة السلطان قابوس تستضيف مؤتمرا دوليا لتدريس اللغة الإنجليزية
  • مركز السلطان قابوس لعلاج السرطان يحقق إنجازات علمية بارزة
  • دعاء الصائم عند الإفطار .. اغتنم الدعوة التي لا ترد
  • أفضل دعاء في ليلة القدر.. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم