صالح العرموطي: صوت الحكمة ورمز الوطنية في زمن التحديات
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
#سواليف
صالح العرموطي: #صوت_الحكمة و #رمز_الوطنية في #زمن_التحديات
بقلم ا د #محمد_تركي_بني_سلامة
في وقت تتزايد فيه التحديات وتتفاقم الأزمات، يبرز النائب صالح العرموطي كنموذج فريد لرجل الدولة الحقيقي الذي يجمع بين الحكمة العميقة والفهم الدقيق لما يواجهه الوطن من أخطار جسيمة. العرموطي ليس مجرد نائب يمثل دائرته الانتخابية، بل هو رمز وطني يعبر عن تطلعات الأردنيين ويجسد القيم العليا التي تقوم عليها الدولة الأردنية.
ما يميز النائب العرموطي هو إيمانه العميق بمبادئ الديمقراطية وقيم العدالة، وحرصه الدائم على أمن الأردن واستقراره. مواقفه الراسخة تؤكد أنه رجل لا يساوم على قضايا الوطن الأساسية، بل يعمل بإخلاص وشفافية لتحقيق مصلحة الأردنيين جميعًا. في كل موقف يتخذه وفي كل كلمة ينطق بها، يظهر العرموطي كزعيم وطني يؤمن بأن الحوار البناء هو السبيل الأمثل لحل الأزمات وتعزيز الوحدة الوطنية. إدراكه العميق لتحديات المرحلة يعكس روح المسؤولية التي يتحلى بها، حيث يدرك أن الأردن يمر بمنعطفات خطيرة تتطلب رجال دولة على قدر عالٍ من الوعي والعمل المخلص.
العرموطي ليس من أولئك الذين يكتفون بالكلام أو الشعارات الرنانة، بل هو رجل أفعال يترجم كلماته إلى مبادرات تعكس التزامه بمصلحة الوطن وشعبه. مواقفه الوطنية ليست مجرد تصريحات إعلامية، بل هي نتاج مسيرة طويلة من العمل المخلص والتفاني في خدمة الأردن. لا يسعى وراء الشهرة أو المجد الشخصي، بل يعمل دائمًا على وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، مما أكسبه احترام الأردنيين على اختلاف أطيافهم.
النائب صالح العرموطي يعبر بحق عن ضمير الشعب الأردني. يمتلك قدرة فريدة على التعبير عن هموم المواطنين وطموحاتهم في ظل الأوضاع الراهنة، مع تقديم حلول ومبادرات بناءة تعزز الاستقرار وتفتح آفاقًا جديدة للمستقبل. صوته الوطني الصادق كان ولا يزال يعكس روح التضامن والمسؤولية، ما جعله أملًا كبيرًا ومصدر فخر لكل مواطن يؤمن بمستقبل أفضل. مواقفه الراسخة تجت القبة تؤكد أنه يمثل تطلعات الشعب الأردني في وقت نحن فيه بحاجة ماسة إلى رجال دولة يمتلكون هذه الروح القيادية.
إن شخصية العرموطي ليست مجرد نموذج للعمل السياسي الناجح، بل هي مصدر إلهام للأجيال القادمة. مواقفه الشجاعة وحكمته العميقة تعكس القيم التي يحتاجها الأردن اليوم وغدًا. هو قدوة في كيفية التعامل مع التحديات بروح المسؤولية الوطنية، ما يجعله رمزًا للوطنية الصادقة والعمل المخلص. وبينما خسر موقعًا رسميًا، إلا أنه ربح ثقة الأردنيين وزاد من تأثيره كرمز وطني يحظى باحترام واسع.
في نهاية المطاف، لا يسعنا إلا أن نعبر عن فخرنا واعتزازنا بهذه القامة الوطنية الكبيرة. صالح العرموطي ليس مجرد نائب، بل هو نموذج ملهم لكل من يعمل من أجل رفعة الوطن وحماية مكتسباته. نسأل الله أن يحفظ الأردن قيادةً وشعبًا، وأن يبارك في أمثال العرموطي الذين يمثلون رمزًا للوطنية الصادقة والمسؤولية العميقة. إنه أمل كبير لكل من يؤمن بوطن مزدهر وآمن، وطن يظل مصدر فخر لأبنائه جميعًا.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف صوت الحكمة رمز الوطنية زمن التحديات محمد تركي بني سلامة
إقرأ أيضاً:
مسقط.. عاصمة الحكمة والتوازنات الكبرى
مدرين المكتومية
كشفت الساعات القليلة الماضية عن حجم التأثير الدبلوماسي لوطننا الحبيب سلطنة عُمان في مجريات السياسة الدولية، بعدما تصدر اسم "عُمان" عناوين الأخبار في شتى بقاع الأرض، وبمختلف لغات العالم، وذلك مع انطلاق أولى جولات المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي قادتها عُمان بحكمة منقطعة النظير.
جولة المفاوضات التي استضافتها مسقط من أجل التوصل لاتفاق عادل ومُلزم بين البلدين، لا سيما فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، لم تكن مجرد حدث عابر في سجل الدبلوماسية الدولية والإقليمية؛ بل تجلٍ جديد لدورٍ راسخ ومكانة متقدمة أحرزتها عُمان في هندسة التوازنات ونسج عرى التفاوض بين الخصوم، وترجمة عملية لميزان الحكمة الذي تحتكم إليه سياستنا الخارجية المُتفرِّدة، التي ترتكز على الحياد الإيجابي والحوار العقلاني، بابتعاد مشهود عن الاصطفافات الحادة والمحاور المُتصارِعة.
وقد آتى هذا النهج أُكُلَه، فأصبحت عُمان اليوم مركزًا دبلوماسيًا موثوقًا للحوار، ووجهة مُفضَّلة لتفكيك الأزمات الإقليمية والدولية، ومتنفسًا سياسيًّا نادرًا حين تُسد الأبواب وتضيق السبل.
ففي تطور لافت يعكس هذه المكانة، فتحت السلطنة باب الأمل مجددًا، باستضافتها المحادثات النووية عالية المستوى؛ لتُعيد بذلك فتح نافذة الحوار وسط أجواء مشحونة وتصعيد يُهدد الأمن الإقليمي والدولي.
إن اختيار مسقط لاحتضان هذه المفاوضات في ظل تصعيدٍ غير مسبوق في لغة التهديد والوعيد، لا يُقرأ إلا بوصفه شهادة دولية متجددة على الثقة المطلقة في حكمة القيادة العُمانية، وقدرتها على توفير بيئة تفاوضية محايدة وآمنة. وليس الأمر وليد المصادفة، بل نتيجة طبيعية لمسار طويل من السياسات المتزنة التي أثبتت فاعليتها في أكثر الملفات تعقيدًا.
وفي هذا السياق، تبرز حكمة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- كرمز للرصانة السياسية؛ إذ تمضي إدارته الحكيمة قُدُمًا في تعزيز دور عُمان كجسرٍ للسلام لا كأداة للصراع. وقد أكدت السنوات الأخيرة أن السلطنة، بقيادته -أبقاه الله- تمضي على ذات النهج القويم الذي أسّسه المغفور له السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ولكن بنَفَس جديد يُواكب المتغيرات، ويُعزز مكانة عُمان في عالم متغير.
وتتجاوز رمزية الحدث أبعاده التفاوضية المباشرة، لتصبّ في خانة الأثر الأشمل للدور العُماني في هندسة الاستقرار الإقليمي. فعُمان لم تكن يومًا دولة طارئة في مشهد الوساطات، بل لطالما كانت حاضنة لقمم ولقاءات رفيعة بين أطراف مُتخاصمة، من لقاءات سعودية- يمنية إلى عمليات تبادل وإفراج عن محتجزين، لعبت فيها السلطنة دور المفاوض الأمين، والوسيط الصادق.
كما لا يُمكن إغفال الأثر التراكمي لهذا الدور، والذي أكسب السلطنة مصداقية استثنائية لدى القوى الدولية، وأطراف النزاعات على حد سواء؛ فهي الدولة التي تملك القدرة على أن تُنصت لكل طرف دون أن تُدين أحدًا، وأن تُقنع الجميع دون أن تُملي على أحد، وهذه ميزة لا تُمنح إلا لمن رسّخ تاريخه في النزاهة والاحترام المتبادل.
لقد أدركت الأطراف الدولية والإقليمية أن عُمان، بخبرتها المُتراكمة ورؤيتها البعيدة عن التشنج، تملك من أدوات الإقناع ومفاتيح الاتصال ما لا يتوافر لغيرها. وما كان لهذا الدور أن يترسخ لولا انضباط السياسات العُمانية وثباتها على مبادئها رغم عواصف المنطقة.
إنًّ العالم، في لحظاته المأزومة، يحتاج إلى أصوات تتحدث بلغة العقل، لا لغة الرصاص. وعُمان، وهي تحتضن اليوم هذا المسعى الدبلوماسي الجديد، تؤكد مجددًا أنها دولة رسالية تحمل مشعل التهدئة في زمن الصَّخب، وتمدّ يد البناء في عالم تكثر فيه معاول الهدم.
وهذه الجولة الاستهلالية من المفاوضات بلا شك، تبقى شاهدًا جديدًا على أن مسقط لم تخرج يومًا عن معادلة التأثير؛ بل إنها تسكن قلبها بثقة وهدوء بفضل حكمتها وثباتها على الموقف، وهو ما جعل الجميع يُكن لها كل التقدير والاحترام، وقبل ذلك كله الثقة في حيادية الدبلوماسية العُمانية الرصينة.
رابط مختصر