بلجيكا.. مرحلة السلبية ومدرب فوق صفيح ساخن
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
سلطان آل علي (دبي)
تعرض المنتخب البلجيكي للخسارة أمام إسرائيل بهدف نظيف ضمن دوري الأمم الأوروبية. هذه الخسارة التي أشار المدرب توديسكو إلى أنها بسبب الإصابات الكثيرة وعدم جاهزية اللاعبين خلال الفترة الحالية من الموسم. ولكن الشارع الرياضي في بلجيكا أصبح في حالة غليان ويبدو أن توديسكو على صفيح ساخن.
وتولى توديسكو قيادة المنتخب البلجيكي بعد نهاية كأس العالم الأخيرة في فبراير 2023.
ومنذ ذلك الحين بدأت سلسلة النتائج السلبية، حيث إنّ محصلة آخر 8 مباريات لمنتخب بلجيكا تشير إلى تحقيق فوز وحيد فقط و5 خسائر وتعادلين. وأتى الفوز الوحيد على إسرائيل في أول مباراة بدوري الأمم الأوروبية.
في حين أن المنتخب خسر 3 مرات أمام فرنسا منها ذهاباً وإياباً في دوري الأمم الأوروبية، كما خسر أمام إيطاليا وإسرائيل. وحضر التعادل ضد أوكرانيا وإيطاليا الذي لعب ناقصاً لمدة 60 دقيقة. وسجل بلجيكا خلال هذه الفترة 6 أهداف فقط، بينما استقبل 10 أهداف. والجدير بالذكر أن المنتخب عجز عن التسجيل في 5 من أصل 8 مباريات مما يعكس مشكلة تهديفية حقيقية.
وأسفرت هذه السلسلة السلبية عن عدم تأهل بلجيكا إلى المرحلة المقبلة في دوري الأمم الأوروبية، بل سيضطر المنتخب إلى لعب مباراة فاصلة مع أحد المنتخبات في مركز الوصافة بمجموعات الفئة B. ويبدو أن مستقبل المدرب الإيطالي توديسكو غير واضح المعالم. حيث بدأت الأصوات تطالب بإقالته والبحث عن مدرب قادر على تطوير المنتخب وخلق مجموعة متفاهمة وقابلة لتحقيق نتائج إيجابية. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: منتخب بلجيكا بلجيكا دوري الأمم الأوروبية
إقرأ أيضاً:
جنوب السودان على صفيح ساخن: هل تندلع حرب ثالثة؟
محمد تورشين
تشهد دولة جنوب السودان توترات متصاعدة تنذر بإمكانية اندلاع حرب أهلية جديدة، وسط استمرار الصراع على السلطة والثروة بين الفرقاء السياسيين. وقد تفاقمت الأزمة مؤخرًا بعد المناوشات التي اندلعت بين الجيش الشعبي وبعض الفصائل المسلحة التابعة لما يُعرف بـ”الجيش الأبيض”، الموالي لنائب الرئيس رياك مشار، مما يعكس هشاشة الوضع الأمني في البلاد.
أسباب التوتر: جذور الأزمة
يرى المراقبون أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تساهم في تفاقم الأوضاع، ما يجعل احتمالية تجدد الحرب أمرًا واردًا:
1. تعثر تنفيذ اتفاقية السلامفي عام 2018، وقّعت الأطراف المتنازعة اتفاقية سلام لإنهاء الحرب الأهلية التي استمرت لسنوات، لكن تنفيذها لم يتم بشكل كامل، خصوصًا فيما يتعلق بالبند الخاص بالترتيبات الأمنية، والذي ينص على دمج جميع الفصائل المسلحة في جيش وطني موحد. هذا التأخير خلق حالة من عدم الثقة بين الأطراف المتصارعة، مما أدى إلى استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش الحكومي والجماعات المعارضة.
2. تأجيل الانتخابات وتعطيل المسار الديمقراطيكان من المفترض أن تشهد جنوب السودان انتخابات عامة تُنهي المرحلة الانتقالية، إلا أن تأجيلها إلى ديسمبر من العام المقبل زاد من حالة الاحتقان السياسي، وأعطى إشارات سلبية حول جدية الحكومة في تنفيذ استحقاقات السلام. هذا التأجيل أدى إلى تفاقم الخلافات بين القوى السياسية، وزاد من مخاوف حدوث فراغ سياسي قد يعيد البلاد إلى مربع الصراع المسلح.
3. الفساد وانهيار الاقتصادتعتبر جنوب السودان من الدول الغنية بالموارد الطبيعية، خاصة النفط، الذي يمثل العمود الفقري لاقتصادها. ومع ذلك، تعاني البلاد من أزمة اقتصادية خانقة بسبب تفشي الفساد والمحسوبية داخل مؤسسات الدولة. ورغم تدخل بعض الدول، مثل الإمارات، بضخ أموال عبر شراء النفط غير المستخرج، إلا أن هذه الأموال لم تُستثمر بالشكل الصحيح لمعالجة الأزمة الاقتصادية، مما أدى إلى استمرار التدهور المعيشي وارتفاع معدلات الفقر.
هل تلوح الحرب في الأفق؟في ظل استمرار هذه الأزمات دون حلول جذرية، يبدو أن احتمال اندلاع حرب ثالثة في جنوب السودان يظل قائمًا، بل قد يكون مسألة وقت فقط. فالتوترات السياسية، وانعدام الثقة بين الأطراف المتنازعة، والأزمة الاقتصادية الخانقة، كلها عوامل قد تشعل فتيل النزاع في أي لحظة.
ويبقى السؤال: هل يستطيع قادة جنوب السودان تجاوز المصالح الضيقة والعمل بجدية لإنقاذ البلاد من شبح الحرب؟ أم أن الصراع على السلطة والثروة سيظل العامل الحاسم في رسم مستقبل هذا البلد الفتي؟
باحث وكاتب سوداني متخصص في الشؤون المحلية والقضايا الأفريقية
الوسوممحمد تورشين