رمزية الخنجر العُماني في خطر
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
حمد الناصري
يعتز العُماني بالخنجر كرمز للسيادة والشجاعة ويحتل الخنجر العُماني مكانة هامة في شخصية وتأريخ العُمانيين، كما يعد موروثا أصيلا ورمزا للهوية العُمانية، فهو ليس مجرد جزء من الزيّ التقليدي الذي عرف به العُماني تأريخا وحضارة وإنما أصبح مُكمّلًا للشخصية العُمانية وراية وعلمًا يسمو في سماء عُمان وعلى كل بناية حكومية، علاوة على كونه تقليد وعرف ثابت في الثقافة العُمانية ورمزًا تقليديًا للرجال دون النساء، نظرًا لارتباط مكانته بالرجولة والشجاعة والبطولة.
وفي العقود الأخيرة تعرضّ الخنجر العُماني التقليدي بشكله الأصيل ونموذجه القديم، إلى التغيير الذي يصل إلى درجة التشويه؛ سواء أكان بإعادة صناعته بطريقة الاستنساخ من قبل عاملين لا يمتلكون المهارة والخبرة في هذا المجال المهم أو في رمزيته ونسبته إلى الجهة المقلدة؛ حيث أضيف إلى أزياء وملابس ليست حتى فولكلورية أو تراثية عُمانية، وبحيث أصبح شكله ومظهره مختلفًا عمّا هو عليه في تاريخه الطويل؛ حيث أضافه البعض إلى أزياء غريبة مثل تصميمات البنطال والقمصان والأزياء النسائية؛ مما زاد من الانحراف عن التصميم التقليدي.
وقد ذكرت أصيلة الحبسية في مقال لها بصحيفة الرؤية بتاريخ 24 يوليو 2022: "إنّ الهوية الوطنية هي ما نكتسبه من الوطن". وطالما أنّ الهوية الوطنية هي كل ما نكتسبه معنويا وأخلاقيا من الوطن، فإنّ تفاصيل تلك الهوية هي كل الخصائص والسّمات المتوارثة والثابتة التي يتميز بها المواطن انتماء وتقليد واعتزاز.. ويقول د. عامر بن آزاد الكثيري محاضر أول في اللغة العربية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة "إن كل مرتكز من هذه المرتكزات ينبغي أن يكون حاضرا في وعي الطالب وإدراكه، وهذا ما تعمل المؤسسات التعليمية عليه".
ويُذكر تاريخيًا من رحلة الهولندي روبرت بادبروج إلى مسقط في يونيو 1672 ما يدلّ على وجود الخنجر العُماني لأول مرة كرمز ورفيق لا يفارق العُماني في حلّه وترحاله حيث تمّ العثور في أحد المناطق في رؤوس الجبال، على منحوتات صخرية تجسّد الخنجر على شواهد القبور في الجزء الأوسط من تلك المنطقة.
ويعد الخنجر العُماني الشعار الوطني للبلاد؛ حيث يوجد على العلم العُماني، وفي العملة العُمانية، بجانب استخدامه أيضا في شعارات المؤسسات الرسمية، وكذلك بعض الشركات التي تتخذ من عُمان مقرا لها. كما يعد من أهم الهدايا التذكارية التي يقتنيها السياح من الأسواق في جميع أنحاء السلطنة.
إنّ الخنجر ليس مجرد صورة أو قطعة معدنية يتمنطق بها الناس بلا وعي لأهميتها بل وقدسيتها فهو رمز للرجولة والشجاعة ورمز للوطن ككل.. ويذكر في أحد المواقف التأريخية حول أهمية السلاح أنّ نابليون بونابرت عندما أضطرّ إلى الاستسلام في معركته الأخيرة أصرّ ألّا يسلم سيفه لأي من أعدائه وأن يسلمه لحبيبته السابقة والتي كانت ملكة للسويد فلما سلّمها السيف حملته بطريقة أزعجته فقال لها "لا تحمليه كأنه مظلة" كناية عن قدسية السلاح للمقاتل حتى وهو في أحرج مواقفه.
خلاصة القول.. إن العُمانيين عرفوا باتصالهم الحضاري مع شعوب مختلفة وبرز الخنجر العُماني كثقافة تقليدية خاصة بأهل عُمان، حتى أصبح الخنجر ضمن الزي التقليدي والرسمي، يعبّر عن موروث تقليدي ورمز انتماء أصيل وهوية ثقافية، وهو من أشهر الرموز التقليدية وموروث لا يتجزأ من الهوية التاريخية لسلطنة عُمان وعنصر مُهم في التراث الثقافي والحضاري العُماني.
فلماذا يُسمح بأن تُشوَّه تلك الرمزية التاريخية؟!
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سفير عمان بالقاهرة: العلاقات العُمانية المصرية تشهد تطورًا استثنائيًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحتفل سفارة سلطنة عُمان بالقاهرة بالعيد الوطني الـ54 المجيد، في مناسبة تعكس الإنجازات المتواصلة لمسيرة التنمية الشاملة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ، وفق رؤية واضحة تهدف إلى تعزيز المكتسبات الوطنية والتقدم في كافة المجالات.
وصرّح السفير عبد الله بن ناصر الرحبي بأن العلاقات العُمانية المصرية تتسم بالمتانة والازدهار في شتى المجالات، مشيرًا إلى أن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى مصر في مايو 2023 كانت نقلة نوعية في العلاقات الثنائية، مما أسس لمرحلة جديدة من التعاون في الاقتصاد، التعليم، والقضاء.
ونتج عن هذه الجهود زيادة حجم التبادل التجاري ليصل إلى مليار دولار سنويًا مع خطط لمضاعفته قريبًا، بدعم قيادتي البلدين.
وأكد السفير أن العلاقات بين عُمان ومصر تمتد بجذورها التاريخية، وتشهد تطورًا مستمرًا بروح من التعاون المشترك والحكمة السياسية التي ميزت قيادتي السلطنة ومصر عبر العصور.
إنجازات اقتصادية نوعية لسلطنة عُمانفي الجانب الاقتصادي، تمكنت سلطنة عُمان من تحقيق تقدم لافت، حيث بلغت الإيرادات العامة حتى نهاية أغسطس 2024 نحو 8.1 مليار ريال عُماني، مسجلة ارتفاعًا مقارنة بعام 2023. وحققت الميزانية فائضًا بقيمة 447 مليون ريال عُماني رغم انخفاض طفيف عن العام الماضي.
كما انخفضت نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي من 62.3% في 2021 إلى 35% في منتصف 2024، ما عزز من التصنيف الائتماني للسلطنة، حيث رفعت وكالة "ستاندرد آند بورز" التصنيف إلى "BBB-" مع نظرة مستقبلية مستقرة، فيما عدّلت "موديز" تصنيفها إلى إيجابي عند "Ba1".
قفزات في المؤشرات الدوليةأحرزت سلطنة عُمان تقدمًا كبيرًا في المؤشرات العالمية، حيث ارتفعت 39 مرتبة في مؤشر الحرية الاقتصادية 2024 لتصل إلى المركز 56 عالميًا، وتقدمت إلى المركز 11 عالميًا في مؤشر ريادة الأعمال، وحسنت ترتيبها في الأداء البيئي إلى المركز 50 عالميًا. وفي التعليم، قفزت جامعة السلطان قابوس إلى المركز 362 عالميًا في تصنيف الجامعات لعام 2025.
رؤية عُمان 2040: المستقبل الأخضرتولي سلطنة عُمان اهتمامًا خاصًا بالقطاعات الخضراء ضمن رؤية عُمان 2040، التي تسعى لتعزيز التنمية المستدامة بمشاركة جميع شرائح المجتمع. وقد انعكست هذه الجهود على تحسين التنافسية الدولية، مما يعزز من موقع السلطنة عالميًا كوجهة اقتصادية واستثمارية واعدة.
هذه المناسبة تمثل محطة للتأمل في الإنجازات واستشراف المستقبل، حيث يجدد العمانيون عزمهم على مواصلة مسيرة البناء والتطور لتحقيق أهدافهم الوطنية الطموحة.