جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@04:55:06 GMT

رمزية الخنجر العُماني في خطر

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

رمزية الخنجر العُماني في خطر

 

 

حمد الناصري

 

يعتز العُماني بالخنجر كرمز للسيادة والشجاعة ويحتل الخنجر العُماني مكانة هامة في شخصية وتأريخ العُمانيين، كما يعد موروثا أصيلا ورمزا للهوية العُمانية، فهو ليس مجرد جزء من الزيّ التقليدي الذي عرف به العُماني تأريخا وحضارة وإنما أصبح مُكمّلًا للشخصية العُمانية وراية وعلمًا يسمو في سماء عُمان وعلى كل بناية حكومية، علاوة على كونه تقليد وعرف ثابت في الثقافة العُمانية  ورمزًا تقليديًا للرجال دون النساء، نظرًا لارتباط مكانته بالرجولة والشجاعة والبطولة.

وفي العقود الأخيرة تعرضّ الخنجر العُماني التقليدي بشكله الأصيل ونموذجه القديم، إلى التغيير الذي يصل إلى درجة  التشويه؛ سواء أكان بإعادة صناعته بطريقة الاستنساخ من قبل عاملين لا يمتلكون المهارة والخبرة في هذا المجال المهم أو في رمزيته ونسبته إلى الجهة المقلدة؛ حيث أضيف إلى أزياء وملابس ليست حتى فولكلورية أو تراثية عُمانية، وبحيث أصبح شكله ومظهره مختلفًا عمّا هو عليه في تاريخه الطويل؛ حيث أضافه البعض إلى أزياء غريبة مثل تصميمات البنطال والقمصان والأزياء النسائية؛ مما زاد من الانحراف عن التصميم التقليدي.

وقد ذكرت أصيلة الحبسية في مقال لها بصحيفة الرؤية بتاريخ 24 يوليو 2022: "إنّ الهوية الوطنية هي ما نكتسبه من الوطن". وطالما أنّ الهوية الوطنية هي كل ما نكتسبه معنويا وأخلاقيا من الوطن، فإنّ تفاصيل تلك الهوية هي كل الخصائص والسّمات المتوارثة والثابتة التي يتميز بها المواطن انتماء وتقليد واعتزاز.. ويقول د. عامر بن آزاد الكثيري محاضر أول في اللغة العربية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة "إن كل مرتكز من هذه المرتكزات ينبغي أن يكون حاضرا في وعي الطالب وإدراكه، وهذا ما تعمل المؤسسات التعليمية عليه".

ويُذكر تاريخيًا من رحلة الهولندي روبرت بادبروج إلى مسقط في يونيو 1672 ما يدلّ على وجود الخنجر العُماني لأول مرة كرمز ورفيق لا يفارق العُماني في حلّه وترحاله حيث تمّ العثور في أحد المناطق في رؤوس الجبال، على منحوتات صخرية تجسّد الخنجر على شواهد القبور في الجزء الأوسط من تلك المنطقة.

ويعد الخنجر العُماني الشعار الوطني للبلاد؛ حيث يوجد على العلم العُماني، وفي العملة العُمانية، بجانب استخدامه أيضا في شعارات المؤسسات الرسمية، وكذلك بعض الشركات التي تتخذ من عُمان مقرا لها. كما يعد من أهم الهدايا التذكارية التي يقتنيها السياح من الأسواق في جميع أنحاء السلطنة.

إنّ الخنجر ليس مجرد صورة أو قطعة معدنية يتمنطق بها الناس بلا وعي لأهميتها بل وقدسيتها فهو رمز للرجولة والشجاعة ورمز للوطن ككل.. ويذكر في أحد المواقف التأريخية حول أهمية السلاح أنّ نابليون بونابرت عندما أضطرّ إلى الاستسلام في معركته الأخيرة أصرّ ألّا يسلم سيفه لأي من أعدائه وأن يسلمه لحبيبته السابقة والتي كانت ملكة للسويد فلما سلّمها السيف حملته بطريقة أزعجته فقال لها "لا تحمليه كأنه مظلة" كناية عن قدسية السلاح للمقاتل حتى وهو في أحرج مواقفه.

خلاصة القول.. إن العُمانيين عرفوا باتصالهم الحضاري مع شعوب مختلفة وبرز الخنجر العُماني كثقافة تقليدية خاصة بأهل عُمان، حتى أصبح الخنجر ضمن الزي التقليدي والرسمي، يعبّر عن موروث تقليدي ورمز انتماء أصيل وهوية ثقافية، وهو من أشهر الرموز التقليدية وموروث لا يتجزأ من الهوية التاريخية لسلطنة عُمان وعنصر مُهم في التراث الثقافي والحضاري العُماني.

فلماذا يُسمح بأن تُشوَّه تلك الرمزية التاريخية؟!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الأهلي يرتدي الزي التقليدي أمام صن داونز في دوري الأبطال

عقد الاجتماع الفني لمباراة الأهلي وصن داونز المقرر لها مساء غدٍ الجمعة، اليوم بمقر النادي بالجزيرة بحضور مسئولي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم والحكام والطاقم الإداري للفريقين.

وخلال الاجتماع تمت مراجعة بعض الضوابط والتعليمات الخاصة بالاتحاد الإفريقي والمتبعة في مسابقة دوري الأبطال، وتحديد موعد مغادرة الفريقين فندقي الإقامة والوصول إلى الملعب وبدء عمليات الإحماء قبل المباراة.

وتقرر أن يرتدي الأهلي الزي التقليدي المكون من القميص الأحمر والشورت الأبيض والجورب الأحمر، ويرتدي الحارس الطاقم الأزرق كاملا، فيما يرتدي صن داونز القميص الأصفر والشورت الأزرق والجوارب البيضاء، ويرتدي الحارس الطاقم «الموف».

ويلتقي الأهلي مع صن داونز في السابعة من مساء غد على استاد القاهرة في إياب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.

كانت مباراة الذهاب التي أقيمت في جنوب إفريقيا قد انتهت بالتعادل السلبي.

مقالات مشابهة

  • بيراميدز بزيه التقليدي أمام أورلاندو بدوري أبطال إفريقيا
  • الأهلي يرتدي الزي التقليدي أمام صن داونز في دوري الأبطال
  • «خِلال وظِلال».. ديوان جديد يُضيء سماء الشعر العُماني
  • في أثر فرانسيس دينق: سؤال الهوية بين النهر والمجلس
  • تقاليد تذويب خواتم الباباوات في الفاتيكان – رمزية التغيير والاستمرارية "استثناءً من خاتم البابا فرنسيس الحالي"
  • محطة الحجاز في دمشق… من رمزية التاريخ إلى آفاق المستقبل بعد انتصار الثورة
  • ما الفرق بين خيط الأسنان التقليدي وخيط الأسنان المائي؟
  • الهوية العُمانية في الميادين الدبلوماسية
  • السعدي: لا يمكن أن يبقى الصانع التقليدي كيتخلص بالكاش ونحن مقبلين على كأس العالم
  • القمة العُمانية الروسية.. نحو آفاق أرحب من التعاون