جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-04@14:36:54 GMT

رمزية الخنجر العُماني في خطر

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

رمزية الخنجر العُماني في خطر

 

 

حمد الناصري

 

يعتز العُماني بالخنجر كرمز للسيادة والشجاعة ويحتل الخنجر العُماني مكانة هامة في شخصية وتأريخ العُمانيين، كما يعد موروثا أصيلا ورمزا للهوية العُمانية، فهو ليس مجرد جزء من الزيّ التقليدي الذي عرف به العُماني تأريخا وحضارة وإنما أصبح مُكمّلًا للشخصية العُمانية وراية وعلمًا يسمو في سماء عُمان وعلى كل بناية حكومية، علاوة على كونه تقليد وعرف ثابت في الثقافة العُمانية  ورمزًا تقليديًا للرجال دون النساء، نظرًا لارتباط مكانته بالرجولة والشجاعة والبطولة.

وفي العقود الأخيرة تعرضّ الخنجر العُماني التقليدي بشكله الأصيل ونموذجه القديم، إلى التغيير الذي يصل إلى درجة  التشويه؛ سواء أكان بإعادة صناعته بطريقة الاستنساخ من قبل عاملين لا يمتلكون المهارة والخبرة في هذا المجال المهم أو في رمزيته ونسبته إلى الجهة المقلدة؛ حيث أضيف إلى أزياء وملابس ليست حتى فولكلورية أو تراثية عُمانية، وبحيث أصبح شكله ومظهره مختلفًا عمّا هو عليه في تاريخه الطويل؛ حيث أضافه البعض إلى أزياء غريبة مثل تصميمات البنطال والقمصان والأزياء النسائية؛ مما زاد من الانحراف عن التصميم التقليدي.

وقد ذكرت أصيلة الحبسية في مقال لها بصحيفة الرؤية بتاريخ 24 يوليو 2022: "إنّ الهوية الوطنية هي ما نكتسبه من الوطن". وطالما أنّ الهوية الوطنية هي كل ما نكتسبه معنويا وأخلاقيا من الوطن، فإنّ تفاصيل تلك الهوية هي كل الخصائص والسّمات المتوارثة والثابتة التي يتميز بها المواطن انتماء وتقليد واعتزاز.. ويقول د. عامر بن آزاد الكثيري محاضر أول في اللغة العربية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصلالة "إن كل مرتكز من هذه المرتكزات ينبغي أن يكون حاضرا في وعي الطالب وإدراكه، وهذا ما تعمل المؤسسات التعليمية عليه".

ويُذكر تاريخيًا من رحلة الهولندي روبرت بادبروج إلى مسقط في يونيو 1672 ما يدلّ على وجود الخنجر العُماني لأول مرة كرمز ورفيق لا يفارق العُماني في حلّه وترحاله حيث تمّ العثور في أحد المناطق في رؤوس الجبال، على منحوتات صخرية تجسّد الخنجر على شواهد القبور في الجزء الأوسط من تلك المنطقة.

ويعد الخنجر العُماني الشعار الوطني للبلاد؛ حيث يوجد على العلم العُماني، وفي العملة العُمانية، بجانب استخدامه أيضا في شعارات المؤسسات الرسمية، وكذلك بعض الشركات التي تتخذ من عُمان مقرا لها. كما يعد من أهم الهدايا التذكارية التي يقتنيها السياح من الأسواق في جميع أنحاء السلطنة.

إنّ الخنجر ليس مجرد صورة أو قطعة معدنية يتمنطق بها الناس بلا وعي لأهميتها بل وقدسيتها فهو رمز للرجولة والشجاعة ورمز للوطن ككل.. ويذكر في أحد المواقف التأريخية حول أهمية السلاح أنّ نابليون بونابرت عندما أضطرّ إلى الاستسلام في معركته الأخيرة أصرّ ألّا يسلم سيفه لأي من أعدائه وأن يسلمه لحبيبته السابقة والتي كانت ملكة للسويد فلما سلّمها السيف حملته بطريقة أزعجته فقال لها "لا تحمليه كأنه مظلة" كناية عن قدسية السلاح للمقاتل حتى وهو في أحرج مواقفه.

خلاصة القول.. إن العُمانيين عرفوا باتصالهم الحضاري مع شعوب مختلفة وبرز الخنجر العُماني كثقافة تقليدية خاصة بأهل عُمان، حتى أصبح الخنجر ضمن الزي التقليدي والرسمي، يعبّر عن موروث تقليدي ورمز انتماء أصيل وهوية ثقافية، وهو من أشهر الرموز التقليدية وموروث لا يتجزأ من الهوية التاريخية لسلطنة عُمان وعنصر مُهم في التراث الثقافي والحضاري العُماني.

فلماذا يُسمح بأن تُشوَّه تلك الرمزية التاريخية؟!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بمشاركة طلابية واسعة.. جامعة حلوان تنظم كرنفال المحافظات لتعزيز الهوية الوطنية

نظمت جامعة حلوان كرنفال المحافظات، وذلك في إطار حرص الجامعة على دعم الأنشطة الطلابية وتعزيز الانتماء الوطني، وجاء التنظيم تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، والدكتور حسام رفاعي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وإشراف الدكتور أحمد عليق مستشار رئيس الجامعة للأنشطة الطلابية، والدكتور بلال عبد العزيز بدوى مستشار لجنة الجوالة والخدمة العامة، بمشاركة واسعة من طلاب مختلف الكليات، بهدف إبراز التنوع الثقافي والحضاري للمحافظات المصرية.

هذا ويهدف الكرنفال إلى تسليط الضوء على التراث المصري الأصيل، حيث قدم الطلاب عروضًا فنية وفلكلورية تمثل العادات والتقاليد المميزة لكل محافظة، مما ساهم في خلق أجواء احتفالية تعكس ثراء الثقافة المصرية.

ويأتي تنظيم هذه الفعالية في إطار اهتمام جامعة حلوان بتوفير بيئة تعليمية متكاملة تهتم بالجوانب الثقافية والفنية إلى جانب الأكاديمية، حيث تسعى الجامعة دائمًا إلى دعم الأنشطة التي تنمي قدرات الطلاب وتصقل مهاراتهم، مما يعزز روح التعاون والتواصل بينهم.

كما يأتي هذا الكرنفال في إطار اليوبيل الذهبي لجامعة حلوان 50 عاماً منارة مجتمعية، 50 عاماً من العلوم والفنون والتكنولوجيا.

وعقد الكرنفال تحت إشراف اللواء محمد ابو شقة أمين عام الجامعة، والأستاذ هشام رفعت أمين الجامعة المساعد لشئون التعليم والطلاب، والأستاذ محمد السيد جاد مدير عام الادارة العامة لرعاية الشباب، والأستاذ طارق اسماعيل حسين مدير ادارة الجوالة والخدمة العامة.

بمشاركة الطلاب يوسف أحمد رئيس اتحاد طلاب الجامعة، و إيمان أشرف نائب رئيس اتحاد طلاب الجامعة، وأحمد ضياء الدين أمين لجنة الجوالة والخدمة العامة وقائد المهرجان، ومحمد إبراهيم أمين مساعد لجنة الجوالة و الخدمة العامة ومساعد قائد المهرجان.

مقالات مشابهة

  • البنك الوطني العُماني يحصد جائزة "البنك الأكثر ابتكارًا في الخدمات المصرفية الرقمية للأفراد"
  • السويد في مواجهة الجدل.. هل أكياس النيكوتين تقلل من التدخين التقليدي؟
  • وزير الداخلية الكويتي: بلادنا كانت مختطفة.. واستعادة الهوية واجب وطني
  • قبور عُمانية بلا شواهد!
  • ماني جاهز لقيادة هجوم النصر أمام استقلال طهران
  • تنورة وعرقسوس وياميش.. حرف رمضانية تتجذر في الهوية المصرية وتسرد موروثا ثقافيا مميزا
  • بمشاركة طلابية واسعة.. جامعة حلوان تنظم كرنفال المحافظات لتعزيز الهوية الوطنية
  • جامعة حلوان تنظم كرنفال المحافظات لتعزيز الهوية الوطنية والأنشطة الطلابية
  • الهوية الثقافية في ظل المتغيرات
  • «الهوية وشؤون الأجانب بدبي» تُعلن مواعيد العمل في رمضان