وصل تلوث الهواء في العاصمة الهندية نيودلهي اليوم الاثنين إلى مستوى قياسي جديد، مع تسجيل معدلات تتخطى المعايير الدولية بـ60 مرة، في وقت أبقت فيه معظم المدارس أبوابها مغلقة وقُيّدت حركة المرور.

وفي كل شتاء، تواجه المدينة، التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة، مستويات قياسية من التلوث بسبب الدخان المنبعث من المصانع وحركة المرور وعمليات الحرق الزراعية الموسمية.

وصباح اليوم، وصل تركيز جزيئات "بي إم 2.5" (PM2.5) الدقيقة في الهواء إلى مستويات أعلى بـ60 مرة من المستوى الأقصى الذي تعدّه منظمة الصحة العالمية مقبولا، بحسب مؤشر "آي كيو إيه".

New Delhi's air pollution levels reached the 'severe plus' category on Monday, with the 24-hour average AQI soaring to 481, marking the worst of the season.
(@Piyush_mi / @AnmolBali9 )#News #Delhi #Smog @PoojaShali pic.twitter.com/ntxRRPijxb

— IndiaToday (@IndiaToday) November 18, 2024

وفي قطاعات معينة في المدينة الغارقة في ضباب معتم، وصل مستوى هذه الجزيئات، التي تُعد من الأخطر لأنها تنتشر في الدم، إلى 907 ميكروغرامات لكل متر مكعب من الهواء، وفق "آي كيو إيه".

وفي حديث إلى وكالة فرانس برس، قال سوبود كومار (30 عاما) الذي يقود سيارة أجرة "أشعر بحرقان في العينين منذ أيام. يتزايد الدخان في الهواء، وهذا واضح".

وأضاف "لا أعرف ما الخطوات التي تتخذها الحكومة لمواجهة ذلك، لكن عليّ التنقل لأحصل على قوتي اليومي، ما البديل لي؟".

وفعّلت السلطات المحلية المستوى الرابع من خطتها التحذيرية مساء أمس الأحد "من أجل الحدّ من تدهور جودة الهواء".

غلق المدارس

وأمرت رئيسة السلطة التنفيذية المحلية أتيشي بـ"إلغاء التعليم الحضوري في المدارس أمام جميع التلاميذ باستثناء المستويين 10 و12″ في المدارس الثانوية.

وأُغلقت بعض المدارس الابتدائية في الأسبوع الفائت، واعتُمد التعليم من بعد.

وأوقف العمل أيضا في مختلف مواقع البناء، وقُيّدت بشدة حركة الشاحنات والمركبات الأكثر تلويثا.

كما دعت الحكومة المحلية الأطفال وكبار السن وجميع من يعانون أمراضا رئوية أو قلبية إلى "البقاء في منازلهم قدر المستطاع".

ويعجز عدد كبير من سكان العاصمة الهندية عن شراء أجهزة تنقية الهواء، ويعيشون في منازل غير معزولة بشكل كاف.

وتساءل رينكو كومار (45 عاما)، وهو سائق مركبة أجرة ذات ثلاث عجلات (توك توك)، لوكالة فرانس برس، "من يستطيع شراء جهاز لتنقية الهواء في وقت يعاني فيه لدفع فواتيره؟".

وأضاف أن "الوزراء الأغنياء وكبار الموظفين الرسميين يستطيعون البقاء في منازلهم، لكنّ الأشخاص العاديين مثلنا عليهم الخروج للعمل".

يؤدي انخفاض درجات الحرارة وضعف الرياح في موسم الشتاء (من منتصف أكتوبر/تشرين الأول إلى يناير/كانون الثاني) إلى تفاقم التلوث عن طريق الجزيئات الخطرة.

منظمة الصحة

وبحسب منظمة الصحة العالمية، يؤدي تلوث الهواء إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي وكذلك بسرطان الرئة.

وبيّنت دراسة نشرت في مجلة "ذا لانسيت" الطبية أنّ سوء جودة الهواء تسبب في وفاة 1.67 مليون هندي سنة 2019.

وفي الشهر الماضي، أضافت المحكمة العليا، أعلى محكمة في البلاد، الهواء النظيف إلى قائمة حقوق الإنسان الأساسية، وأمرت الحكومة بالتصرف بناء على ذلك.

وتحدّثت رئيسة السلطة التنفيذية في نيودلهي الاثنين الماضي أمام الصحافة عن عمليات الحرق الزراعية في الولايات المجاورة للعاصمة.

وقالت إن "حكومة الهند لا تفعل شيئا. يواجه شمال الهند برمّته حالة طوارئ طبية"، مضيفة "تلقيت طوال الليل مكالمات هاتفية من أشخاص اضطروا إلى إدخال عدد من كبار السن إلى المستشفى".

ولم يكن للمبادرات التي اتخذتها السلطات المحلية تأثير يذكر حتى الآن.

وبعد تشجيع سائقي السيارات على إطفاء محركاتهم عند إشارة السير الحمراء، كشفت نيودلهي النقاب أخيرا عن طائرة مسيرة ترشّ المياه في المناطق الأكثر تلوثا.

ونددت المنظمات غير الحكومية المعنية بالبيئة بما وصفتها بـ"تدابير ضعيفة"، داعية إلى العمل من أجل "وقف انبعاث الدخان" في العاصمة الهندية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة تربط بين تلوث الهواء وزيادة خطر الولادة المبكرة التلقائية

وجدت دراسة جديدة أجرتها جامعة كاليفورنيا، إيرفين، أن التعرض للجسيمات الدقيقة، التي يبلغ قطرها 2.5 ميكرومتر أو أقل، تزيد بشكل كبير من احتمالات الولادة المبكرة التلقائية، وهي تهديد كبير لصحة الأم والجنين
وتعاون المؤلف المراسل، جون وو، دكتوراه، أستاذ الصحة البيئية والمهنية في كلية جو سي وين للسكان والصحة العامة بجامعة كاليفورنيا، إيرفين، مع باحثين في مؤسسة "Kaiser Permanente" للرعاية الصحية في جنوب كاليفورنيا ومؤسسات أخرى لنشر نتائجهم في "JAMA Network Open".

وقال جون وو: "على الرغم من أن أسباب الولادة المبكرة التلقائية معقدة وغير مفهومة تماما، فإن دراستنا تحدد تلوث الهواء كعامل مساهم، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى تدخلات مستهدفة. يضيف بحثنا إلى الأدلة الواسعة النطاق التي تشير إلى أن المجتمعات التي تواجه تحديات اجتماعية واقتصادية، ومساحات خضراء محدودة، وضغوط بيئية متزايدة، مثل دخان حرائق الغابات والحرارة الشديدة، معرضة بشكل خاص للتأثيرات على صحة الأم".


حللت دراسة التعرض القائمة على السكان هذه بيانات من أكثر من 400000 ولادة حية لطفل واحد تم إجراؤها بين عامي 2008 و2018 داخل نظام الرعاية الصحية في مؤسسة "Kaiser Permanente" في جنوب كاليفورنيا.

فحص الباحثون الارتباطات بين الولادة المبكرة التلقائية والتعرض للجسيمات PM2.5 بالإضافة إلى خمسة من مكوناتها: الكبريتات والنترات والأمونيوم والمواد العضوية والكربون الأسود. تم تحسين التحليل بشكل أكبر من خلال النظر في تعديلات التأثير الأخرى مثل المساحات الخضراء والتعرض المرتبط بحرائق الغابات ودرجة الحرارة اليومية القصوى أثناء الحمل.

وجدت الدراسة أن ما يقرب من 19300 حالة ولادة مبكرة تلقائية (4.73% من إجمالي الولادات) حدثت بين عينة الدراسة. ارتبط التعرض للجسيمات PM2.5 ومكوناتها، وخاصة الكربون الأسود والنترات والكبريتات، بشكل كبير بزيادة خطر الولادة المبكرة التلقائية، وخاصة في الثلث الثاني من الحمل.


كانت كل زيادة في الانحراف الربيعي في التعرض للجسيمات PM2.5 أثناء الحمل مرتبطة بزيادة احتمالات الولادة المبكرة التلقائية بنسبة 15%. كان الأفراد المتأثرون بالمحددات الاجتماعية للصحة مثل انخفاض التحصيل التعليمي أو الدخل، أو أولئك الذين يعيشون في مناطق ذات مساحات خضراء محدودة، أو أولئك المعرضون لمزيد من دخان حرائق الغابات أو الحرارة الشديدة، معرضين لخطر أعلى بكثير للولادة المبكرة التلقائية المرتبطة بالتعرض للجسيمات PM2.5.

قال المؤلف الأول، أنكي جياو، طالب الدكتوراه في برنامج علوم الصحة البيئية في الصحة العامة في وين: "يُظهر بحثنا وجود صلة قوية بين تلوث الهواء والولادة المبكرة التلقائية، ولكن الأهم من ذلك، أنه يؤكد على التأثير غير المتناسب على المجتمعات الضعيفة. يوفر هذا الدليل توجيها واضحا لصناع السياسات ومسؤولي الصحة العامة للتركيز على الحد من المخاطر البيئية لأولئك الأكثر تضررا".

تشير نتائج الدراسة إلى الحاجة الملحة إلى تدخلات الصحة العامة المستهدفة لمعالجة جودة الهواء، وخاصة بالنسبة للأفراد الحوامل في المجتمعات ذات الدخل المنخفض أو المحرومة بيئيا. من خلال تحديد فترات الضعف الرئيسية، مثل الثلث الثاني من الحمل، والملوثات المحددة، يقدم هذا البحث رؤى قابلة للتنفيذ للحد من حالات الولادة المبكرة من خلال السياسة البيئية وممارسات الرعاية الصحية.

مقالات مشابهة

  • كارثة بيئية: هواء نيودلهي يعادل تدخين 21 سيجارة يومياً
  • تلوث الهواء يزيد خطر الإصابة بالتوحد؟.. نصائح مهمة للوقاية منه
  • تلوث الهواء والتوحد: دراسة تكشف الرابط وتأثير البيئة على تطور الدماغ
  • رغم التحسن.. لاهور الباكستانية ثاني أكثر مدينة تلوثًا في العالم
  • هل يزيد تلوث الهواء من خطر الإصابة بسرطان الرأس.. دراسة تكشف التفاصيل
  • قيمة صادرات الأسلحة الألمانية العام الجاري تقترب من تسجيل رقم قياسي
  • هل تلوث الهواء يرفع معدلات الإصابة بسرطان الرأس والعنق؟
  • دراسة جديدة تربط بين تلوث الهواء وزيادة خطر الولادة المبكرة التلقائية
  • كيف يتسبب تلوث الهواء في الإصابة بالإكزيما؟.. 4 نصائح للوقاية منها