بوابة الوفد:
2024-12-22@15:19:49 GMT

"البوشّيه" رواية جديدة للكاتبة نوف أنور

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

تصدر قريبا رواية "البوشّيه"، للكاتبة نوف أنور، عن مؤسسة "الباشكاتب للسيناريو والنشر والسينما".

تتناول الرواية الواقعة في 140 صفحة تقريبا، حكاية عن شبح امرأة غامضة يحيط بامرأة رقيقة -لكنها بائسة- تعافر من أجل إيجاد سلامها النفسي، في وقت تتعرض فيه لابتعاد الحبيب والغربة وخيانة أقرب صديقاتها. فيما تتشكل حولها حكاية صديقتي عمرها، واللتان لا تبدو حياتهما أفضل حالا.


ويقول الناشر، الكاتب المصري منعم زيدان: في روايتها الأولى، تقدم نوف أنور قصة ثلاث فتيات تبدأ في أواخر التسعينيات من القرن العشرين، سحر وحصة وميسون، تربطهن صداقة قديمة بدأت منذ حرب الكويت واستمرت لسنوات مليئة بالتفاصيل والأسرار. سحر، التي تملك حدسًا قويًا، تعيش في فوضى بسبب امرأة غامضة تلاحقها، وتقلب حياتها إلى جحيم مليء بالألغاز. حصة تخفي سرًا كبيرًا يجعلها تبني عالماً من الأكاذيب، بينما ميسون، رغم حياتها الفوضوية وسعيها وراء الرفاهية، تمثل الأمان لصديقاتها.
ومع مرور الوقت، تتشابك أحداثهن، حيث تتداخل خيوط الخوف والحب والصراعات. مما يدفعهن لمواجهة تحديات قاسية، تكشف أسرارًا، وتغير مسار حياتهن إلى الأبد.
جاء على الغلاف الخلفي للرواية: "لا أعرف ما السر المشترك الذي يجمعني بها؟! كنت أشعر بوجودها منذ طفولتي. حاولت أن أُظهِر دهشتي وخوفي عليها مما امر به، ولكني كانت تدرك جيدًا ما اتحدث عنه وما أشعر به كنت خاضعة لرغبتها، ولكن لماذا اختارتني وفضّلت البقاء معي؟!
كانت تعشق صوت الفرح الذي لا يخلو من الأهازيج والأغاني، وتطرب لقرع الدفوف والتصفيق بالأيادي، كانت تدعوني أن أتوسط الحاضرات، وأقوم بتغطية ملامحي وأرقص بخطوات مدروسة..
في تلك اللحظة، كان جسدي حاضرًا أمام الجميع بينما عقلي في غيبوبة. أرى وجوهًا لا يمكنني وصفها، تتخللها وجوه الأحبة من الموتى!
بمجرد استيقاظي من غيبوبتي لحظة توقف النساء عن التصفيق كنت أعود إليهن، كانت تتحكم فيّ بسهولة، تفعل ما تريد دون أن تكون لدي أدنى قدرة على المقاومة؛ فإن استمرت النساء في الإصرار على إكمال الرقص أقع مغشية عليّ. عندها كان الجميع يفسر حالتي بأنها أشبه بالانتشاء تحت تأثير "الزار"، لكني وحدي كنت أعلم الحقيقة".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رواية

إقرأ أيضاً:

مئة عام من العزلة رواية مدهشة ومسلسل يختزل أحداث 7 أجيال

يحسب للمخرج الأرجنتيني الأصل أليكس غارسيا ماركيز شجاعته في التصدي لتحويل واحدة من أعظم الروايات بالتاريخ إلى مسلسل تلفزيوني، وهي "مئة عام من العزلة" One Hundred Years of Solitude التي تعد الرواية الأكثر شهرة للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز الحاصل على جائزة نوبل. وقد رفض كاتبها تحويلها إلى فيلم سينمائي قبل رحيله عام 2014، مشيرا إلى أن النص روائي طويل للغاية ويغطي أحداث حياة 7 أجيال، وبالتالي لن يتمكن صانع العمل من عمل حبكة فيلمية تكفي لكل هذه السنوات والأحداث والأجيال.

ولم ينجح المخرج في تحويل "مئة عام من العزلة" إلى مسلسل تلفزيوني متميز فقط، بل نقل أجواء الرواية بشكل مكثف. ورغم إخلاصه للعمل الأدبي، أستطاع أن يضيف حلولا درامية للرواية التي فاز صاحبها بجائزة نوبل عنها عام 1982.

الصورة بألف كلمة

أكد ماركيز على مقولة تسود منذ زمن تشير إلى أن الصورة بألف كلمة، حيث حقق ودقق ونفذ الوصف المكاني لقرية ماكوندو التي تدور أغلب الأحداث فيها، فجاءت كما تخيل قارئ وكاتب الرواية، وحوّل الشخصيات المتخيلة إلى بشر من لحم ودم، ونفذ إلى المعنى الأعمق للرواية، وذلك حين قدم نسخته ونسخة الكاتب الكولومبي من قصة نشأة الحضارة على الأرض بعد قتل قابيل أخاه هابيل، ويعرض الجزء الأول من العمل الدرامي على شاشة نتفليكس في 8 حلقات، بينما لم يعلن -بعد- موعد عرض الجزء الثاني.

إعلان

وتبدأ قصة "مئة عام من العزلة" منتصف القرن الـ19 حيث يتعرف الجمهور على الزوجين الشابين خوسيه أركاديو بوينديا (ماركو أنطونيو جونزاليس) وأورسولا إيجواران (سوزانا موراليس) اللذين تزوجا دون رضا العائلة التي تخشى زواج الأقارب، وتعتبره من كبريات المآسي. وكانت والدة أورسولا قد قدمت لابنتها تنبؤات بأنها ستلد أطفالا وحوشا بذيول.

ويتورط خوسيه في قتل جاره لأنه سخر من زواجه، وتتم تبرئته من الجريمة، لكنه يضطر للبحث عن مكان جديد للعيش ويجمع مع زوجته أمتعتهما وينطلقان بعيدًا. وقبل أن يبدأ الزوجان رحلتهما، تذكر والدة أورسولا ابنتها "بغض النظر عن المكان الذي تركضين إليه، فلن تتمكني أبدًا من الهروب من القدر الحقيقي".

ويصل الزوجان ومعهما عدد من الأسر التي رافقتهم إلى حافة نهر قريب، ويقرر أركاديو تأسيس قرية "ماكوندو" هناك. ويعرض المسلسل تفاصيل من حياة 7 أجيال من عائلة بوينديا، تطاردهم مآلات الحب والنسيان والمصير المحتوم في مكانهم الجديد الذي صار وطنا لهم.

أحداث "مئة عام من العزلة" بدأت منتصف القرن الـ19 (التواصل الاجتماعي) الواقعية السحرية من الأدب إلى الدراما

لم تكن كتابات الواقعية السحرية غريبة تماما حين قدمها ماركيز في روايته، لكن الأديب الكولومبي جعلها فنا قائما بذاته، وأصبحت بعد صدور روايته نوعا أدبيا له خصوصيته، لكن الشرط الرئيس لهذا النوع من الحكي أن سحره وعجائبيته تتأسس على الواقع، وهي محكومة بشروطه.

وقد برز التزام صناع المسلسل بهذا الشرط من خلال بناء البيئة التي تدور فيها الأحداث، وتتشكل من مجتمع بدائي تماما، تربط أفراده علاقات، وتحكمها القوة والرغبة بالنجاة في ظروف بيئية غامضة، لكن مآلات غامضة تطارد أفرادها وتحدد مصائرهم.

واستطاع مبدعو العمل تفكيك النص الروائي وإبراز كل شخصية رئيسية في العمل وربطها بالمعنى الذي تتشكل معه الصورة الكلية، وإذا كان الأب بوينديا قد انساق وراء محاولات مهووسة لاكتشاف العالم وقوانينه بدءا من الفيزياء والكيمياء إلى الفلسفة والبحث عن الخلود، فإن زوجته كانت تمثل طوال العمل ذلك الرحم الذي يرعى الجميع ويحافظ على استمرار أكبر وأهم بيت في ماكوندو سواء برعاية الأبناء أو تربيتهم.

إعلان

وفي الجيل التالي، يقترف الابن الأكبر الخطيئة ويهجر "ماكوندو" تاركا ثمرة الخطيئة في بيت العائلة، ويملك الابن الثاني "أوريليانو" حسا تنبؤيا، أو قدرة على التنبؤ بالأحداث قبل وقوعها، ويتحول مع تطور الأحداث إلى أحد قادة المجموعات المتمردة بالحرب الأهلية التي دارت رحاها في المنطقة. ولكنه، أيضا، ينجب طفل خطيئة، ويفرضه كابن شرعي على العائلة. ويضم الجيل الثاني فتاتين، إحداهما أقرب إلى صورة الساحرة الشريرة الحاقدة على أختها الأجمل منها، والتي تقع في الحب أكثر من مرة كل منها ينتهي بمأساة.

وكانت الأم "أورسولا" قد ذهبت للبحث عن ابنها بعد هروبه، ولكنها عادت بعد أشهر دون أن تجده، لتستقبل طفلة يتم ضمها إلى أطفال المنزل. وتنقل إلى البلدة التي تنتشر فيها عدوى مرض يؤدي لعدم القدرة على النوم، ثم النسيان التام.

ويقدم المخرج قصة "لعنة النسيان" التي أصابت عائلة بوينديا، وماكوندو كلها بشكل مدهش عبر مشاهد متتابعة، تكشف عن المعنى الأعمق للقطيعة المعرفية مع الواقع، وكيف يمكن أن تؤدي إلى الانقراض، لولا الغجري المتجول ملكيادس (جينو مونتيسينتوس) الذي قدم العلاج، والمعرفة لكبير العائلة.

وتحاول الكنيسة فرض سطوتها على البلدة، فيرفض "أركاديو" وتحاول الحكومة المركزية فرض سلطتها من خلال حاكم، فترفضه "ماكوندو" وتفضل العلاقات البدائية التي لا تستند إلى قوانين.

وبين البحث عن المعرفة وحكمة الحياة، يفقد كبير العائلة عقله، فيتم ربطه إلى شجرة بحديقة البيت، ويتحول إلى ما يشبه نصب تذكاري للأحزان وللذكريات. بينما يهاجر الأبناء، ومن ثم يرسلون أطفالهم، ويولد جيل ثالث تواكب نشأته تطورات سياسية ودينية.

ويبدو العمق الأدبي حاضرا بالنص التلفزيوني، حيث حرص العمل على إظهار تكرار التاريخ في دوائر. وتحول الأحداث إلى صور من بعضها رغم مرور الزمن نتيجة تكرار الأبناء أخطاء ارتكبها الآباء، ورغم ما قد يبدو من اختلاف مصير الأب خوسيه أركاديو والابن الأكبر أركاديو، فإن خطيئة كل منهما الكبري تؤدي بأحدهما للجنون وبالثاني لقتل غامض لم يكشف عن أسراره النص الروائي أو المسلسل.

إعلان

ورغم الدقة الواضحة في نقل بيئة ماكوندو، والتفاصيل المدهشة لواقعية ماركيز السحرية، فإن الخيال الروائي والدرامي يستدعي الكثير من الماضي والحاضر البشري بدءا من قتل قابيل أخاه هابيل، إلى أزمات الباحثين عن المعرفة في مجتمعات لا تعترف بها، وصراعات السلطة والثروة، والحروب التي لا تتوقف لأسباب تتعلق بالمصلحة الذاتية كأولوية بدلا من مصلحة المجتمع.

ويبدو الفارق الأكثر وضوحا بين الرواية والمسلسل ذلك المناخ الكئيب الذي يبدو في معاناة أهل ماكوندو من حياة بدائية صعبة وإضاءة بسيطة، مقابل صفحات روائية تطلق العنان لخيال قارئ يستطيع أن يشكل الديكور والإضاءة كما يريد.

مقالات مشابهة

  • أحمد الشرع: سوريا دخلت مرحلة جديدة وتقف على مسافة واحدة من الجميع
  • رشحتها جريدة "إندبندنت" لجائزة أفضل رواية!
  • ليما: الجميع توقعوا «خماسية» جديدة
  • 5 مليون جنيه مكافأة من محمد رمضان لـ"نمبر وان".. ما القصة؟
  • رواية جديدة لفرار الأسد.. هرب بمدرّعة روسية واصطحب معه 3 أشخاص
  • ملك زاهر تعلق على خسارة وزنها: أشعر براحة نفسية وجسدية
  • إيناس العباسي: الشعر ابن الوحدة.. لا يحتاج للرفقة أو الضجيج
  • ريم بسيوني ترصد مسيرة الإمام أبو حامد الغزالي في رواية «الغواص»
  • مئة عام من العزلة رواية مدهشة ومسلسل يختزل أحداث 7 أجيال
  • أنور قرقاش يلتقي وزير الدولة الألماني