البوابة نيوز:
2025-03-10@19:23:44 GMT

إفيه يكتبه روبير الفارس: نداهة السوشيال

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تنزع أسطورة النداهة عنك إرادتك، تدخلك في عالمها بلا وعي، ثم تحرقك تمامًا، من هذه الفكرة استلهم المبدع الكبير يوسف إدريس قصته "النداهة"، التي تحولت إلى فيلم من بطولة ماجدة وشكري سرحان وإيهاب نافع، وإخراج حسين كمال. ويبقى أثره القريب في جملة أغنيته المتكررة: "شيء من بعيد نداني" وبلا مقاومة، تستسلم الفلاحة "ماجدة" إلى سحر المدينة المتوحشة، النداهة، رغم تجربة اغتصابها المريرة هناك وكعادتنا في إسقاط الحكايات على واقعنا، نجد أن النداهة التي تخلب العقول، وتنزع الإرادة، وتبتلع البشر في أيامنا هذه، هي وسائل التواصل الاجتماعي، أو ما يعرف بالسوشيال ميديا، التي أصبحت وحشًا لا يرحم، يملك كشافات إضاءة تحفر وجوهًا بلا ظهر.

 

تُظهر السوشيال ميديا المخفي من بوستات قليلة، وتدمر كثيرين من فيديوهات عابرة، ببساطة لأنها تمتلك قدرة هائلة على اغتصاب العقول بسهولة وورع أيضًا! لقد كشفت عن مساوئ تردي التعليم، الذي يمنحك شهادة محو أمية في مجال ما، لكنه لا يبني إنسانيتك بمختلف جوانبها. وأظهرت سطحية الإعلام الذي يلهث وراء كل ما هو "أصفر".  

وفي الوقت الذي يُفترض أن تلعب الثقافة دورًا في إصلاح ما أفسده التعليم والإعلام، والذي تظهره السوشيال ميديا بكل ما فيها من انغلاق، وضيق أفق، ورفض للمختلف، وتنمر، وسب وقذف. لكن الثقافة نفسها تعاني من محدودية، وشللية، وعجز رهيب. وهكذا تبتلع السوشيال العقول والقلوب بلا هوادة.  

ومؤخرًا، ظهرت دلائل على وجع هذا الالتهام الشرس. ففي فيديو لطبيبة ممارس عام وتتخصص في طب النساء والولادة.استخدمت مفردات وألفاظًا لم أسمعها حتى من "أم بشري"، الداية الشهيرة في بلدتنا بجنوب مصر. فور مشاهدتي لهذه الطبيبة القاسية، التي لا أدري كيف استطاعت أن تترك مريضة "تفرفر" وتمضي لأنها – في رأيها – لم تُربِّ ابنتها بشكل جيد، تذكرت الست "أم بشري". تلك الحكيمة البشوشة المكتنزة بخبرة جدودها المصريين القدماء، التي لم أسمع منها طوال عمرها المديد لفظًا خارجًا، ولم تتسلي  يومًا بفضح الأسر الآمنة.  

"أم بشرى، التي أدركت بفطرتها معنى "الستر"، رغم أنها لم تنل شهادة الثانوية العامة أو بكالوريوس الطب، امتلكت كل ما فقدته الطبيبة من حكمة ورحمة ودين بسيط. لم تهتم بجماهيرية ترند له أنياب. رحمة ونور عليكِ يا "أم بشرى".  

وعلى غرار الطبيبة التي انحدرت إلى بئر السوشيال، تزامنت حرب قادها رجل دين مسيحي "أسقف" - يُفترض أنه يمتلك الحكمة والقدرة على التعليم والوعظ - باستخدام السوشيال ميديا للتجييش ضد رئيسه الديني الطيب، حيث  سرَّب بيانا على "فيسبوك" شوَّه فيه أبرياء، مملوءًا بجهل دموي، وترافق ذلك مع إنشاء مجموعة على "واتساب" لنفس الغرض.  

ماذا فعلت السوشيال ميديا في الناس؟ إنها أداة حداثة اقتحمت حياة  "مغيب " وجعلته عاريًا من التعليم والفكر، عاريًا من كل شيء إلا "رياكت" متعدد الأشكال، وتعليقات لا تخلو من قسوة، ورغبة في "مشاركة" الرديء بكثرة.  

إفيه قبل الوداع

 إحنا أصبحنا في مجتمع مفتوح.  
 وأنا أقول: "الهوا ده جاي منين؟! (فيلم "حمادة يلعب")

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: يوسف ادريس النداهة السوشيال ميديا السوشیال میدیا

إقرأ أيضاً:

جرائم الحوثيين في اليمن.. الطبيبة والمُسن ضحايا العنف والتجاوزات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في وسط تصاعد الأزمات والصراعات في اليمن، تبرز تقارير جديدة تكشف عن انتهاكات جسيمة يتعرض لها المدنيون تحت سيطرة جماعة الحوثي.

إذ تعرضت طبيبة في محافظة إب لاعتداء وحشي من قبل عصابة تتبع موظفًا قضائيًا حوثيًا، مما أثار غضبًا واستنكارًا واسعًا في الأوساط الحقوقية والمجتمعية. 

وفي شمال غرب اليمن، تعرض مُسن في العقد التاسع من عمره للاختطاف بعد مداهمة منزله، ما ألقى بظلالٍ قاتمة على الوضع الإنساني المتدهور في البلاد.

وقال الإعلام اليمني، إن عصابة مكونة من رجال ونساء، يتبعون قيادي حوثي يُدعى عبدالعزيز البرح، قاموا باعتراض الطبيبة أثناء تواجدها في الشارع، وقاموا بضربها بشكل مبرح باستخدام الهراوات والعصي.

وبحسب التقارير الواردة، فقد منع الجناة إسعاف الطبيبة، فضلًا عن سرقة هاتفها الشخصي، مشيرين إلى أن الجريمة هزت الأوساط الحقوقية والمجتمعية.

وفي جريمة حوثية أخرى، أقدم عناصر تابعون للميليشيا في محافظة حجة شمال غرب اليمن على اختطاف مُسن في العقد التاسع من عمره، بعد مداهمتهم لمنزله أثناء تناول الأسرة وجبة الإفطار.

وكان قد تم اقتياد المُسن إلى جهة مجهولة، كما قاموا قبل ذلك بعملية تفتيش لمنزله والعبث بمحتوياته، متسببين بحالة من الهلع والذعر بين أفراد أسرته.

وجريمة اختطاف المُسن مرتبطة بنزاع قبلي بين قبيلتين، تصاعدت حدته مؤخرًا، وسعى الحوثيون إلى تأجيجه. 

وفي الوقت نفسه، حملت قبيلة المختطف أحد طرفي النزاع، الحوثيين المسؤولية الكاملة عن حياته، محذرة من تدهور وضعه الصحي، لا سيما وأنه يعاني من أمراض الشيخوخة وتعرض لعدة جلطات في أوقات سابقة.

ويتعرض الكثير من اليمنيين، الذين يقطنون في المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لاعتداءات وتجاوزات حوثية عديدة، وتُرتكب بحقهم مختلف أنواع الجرائم، وفق توثيقات يستعرضها المواطنون في منصات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وتضمنتها كذلك التقارير الحقوقية.

ومن ناحيته قال الناشط اليمني، تركي البنان، إن جماعة الحوثيين تتعامل مع المواطنين في اليمن على أنهم رعايا وعبيد لديهم، لها حق التصرف فيهم، وللأسف تمارس ضدهم ابشع أنواع التعذيب، لمجرد تحقيق أهداف وغايات معنية.

وأوضح «البنان» في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، أن الحوثيين أعادوا زمن العبودية البائدة من جديد، فالمواطن اليمني يُحرق ويموت ويُقتل ويُعذب دون وجه حق ودون ردع، لذلك الحوثيين كل يوم يزيد تجبرهم وطغيانهم.

مقالات مشابهة

  • محمد بن زايد: التعليم الذي يتمحور حول الإنسان طريقنا نحو المستقبل
  • مسلسل شهادة معاملة أطفال الحلقة 11.. محمود حافظ يدخل عالم السوشيال ميديا
  • إفيه يكتبه روبير الفارس: الشيخ حسن عرض مستمر
  • الخازن للمعلمين: شّعلة تنير العقول وترسم المستقبل
  • شاهد بالصورة.. السلطانة هدى عربي تعود للتربع على عرش السوشيال ميديا بإطلالة ملفتة وجمهورها: (اكتمال القمر)
  • زينة ونبيلة عبيد وقنبلة الجيل| هدى الأتربي تسيطر على السوشيال ميديا بتصريحات نارية
  • منى واصف تستقبل ابنها بعد 20 عامًا.. لحظات مؤثرة تشعل السوشيال ميديا!
  • سعر خرافي.. حقيبة بسمة بوسيل بـ رامز إيلون مصر تثير الجدل على السوشيال ميديا
  • العنود اليوسف تُشبّه نفسها بعارضة الأزياء تايلور هيل وتشعل السوشيال ميديا .. فيديو
  • جرائم الحوثيين في اليمن.. الطبيبة والمُسن ضحايا العنف والتجاوزات