محيي الدين: الاقتصاد المصري مر بالعديد من التحديات خلال العقود السابعة الماضية
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
أكد الدكتور محمود محيي الدين، أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، أن الاقتصاد المصري مر بالكثير من المنعطفات والتحديات والتغيرات في السياسات الاقتصادية في العقود السبعة الماضية جعلت النمو الاقتصادي لا يسير بوتيرة ثابتة.
جاء ذلك خلال مشاركته كمتحدث رئيسي في السيمنار العلمي الذي عقده قسم الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة لمناقشة كتاب الدكتور محمود محيي الدين الجديد "الاقتصاد السياسي لإدارة الأزمات والإصلاح في مصر"، والتعقيب على المناقشة من قبل الدكتورة سميحة فوزي، أستاذة الاقتصاد بالكلية، والدكتور علي الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية بالكلية، والدكتور عدنان مزارعي، الخبير الاقتصادي بمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي.
وقال محيي الدين إن إدارة أي أزمة اقتصادية يعتمد على وجود مؤسسات قوية قادرة على وضع السياسات الرشيدة وتطبيقها وضمان حرية الممارسة والتقريب بين الأفكار والمصالح بما يساهم في تحقيق أهداف النمو والتنمية بغض النظر عن المدرسة أو النهج الاقتصادي المُتَبع، مشيرًا في هذا الصدد إلى النجاحات الاقتصادية التي حققتها دول مثل الصين وفيتنام رغم اختلاف النهج السياسي والاقتصادي المتبع في هذه الدول عنه في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وأوضح محيي الدين أن تحقيق نمو اقتصادي مستقر ومتزايد في البلدان النامية يستلزم التخلص من بعض الأفكار التي تنعكس بالسلب على النمو الاقتصادي، منها الاعتماد على الخدمات المدنية للتعامل مع مشكلة البطالة، واللجوء لخفض العجز المالي من خلال التضحية بالاستثمار العام في البنية التحتية، ووضع قيود على حركة الصادرات والواردات، وتقليص التوسع الحضري ونقص الاستثمار في البنية التحتية، والحماية غير المحدودة لمشروعات محددة دون غيرها، وقياس التقدم التعليمي من خلال معدلات الالتحاق بالعملية التعليمية فقط وتجاهل الجودة والنوعية .
وأضاف أنه من بين تلك الأفكار أو التوجهات السلبية ضعف رواتب موظفي الخدمة المدنية عن رواتب القطاع الخاص، ودعم الطاقة في بعض القطاعات واستثناء الفئات الأكثر تضررًا من السكان من عملية الدعم، وفرض ضوابط إدارية على الأسعار، والسماح باستمرار حالة عدم التوافق في سعر الصرف، وضعف تنظيم القطاع المصرفي والتدخل المفرط في قرارات الإقراض، وتجاهل الآثار البيئية للنشاط الاقتصادي.
ونوه محيي الدين أن الكتاب تناول المراحل التي مر بها الاقتصاد المصري منذ ١٩٥٢ وحتى عام ٢٠٢٢،، حيث كان التمصير أول تلك المراحل ثم مرحلة التأميم والتخطيط المركزي في الستينيات، ثم مرحلة الحرب بين عامي ١٩٦٧ و١٩٧٣، مرورًا بسياسة الانفتاح الاقتصادي خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ثم مرحلة الإصلاح الاقتصادي والهيكلي، قبل أن يمر الاقتصاد المصري بما يمكن وصفه بالسنوات السبع العجاف بين عامي ١٩٩٧ و٢٠٠٤.
وتابع أن الاقتصاد المصري مر بمرحلة من نمو الاستثمارات والالتزام المالي بين عامي ٢٠٠٤ و٢٠٠٧، ثم جابه أزمة الغذاء والوقود والتمويل العالمية حتى عام ٢٠١٠، قبل أن يتعرض لهزة قوية بفعل الاضطرابات السياسية التي بدأت عام ٢٠١١، ثم بدأت مرحلة مواجهة التحديات الاقتصادية عام ٢٠١٤، ومرحلة إصلاح الاقتصاد الكلي عام ٢٠١٦ قبل أن تحدث هزات اقتصادية قوية عام ٢٠٢٠ بسبب جائحة كورونا، وعام ٢٠٢٢ بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وأفاد بأن الكتاب تناول ما يمكن وصفه بالعواصف التي واجهها الاقتصاد المصري، منها فترة الحرب بين عامي ١٩٦٧ و١٩٧٣، والأزمة الاقتصادية عام ١٩٨٧، وأزمة الغذاء والوقود والتمويل العالمية عام ٢٠٠٨، ثم الاضطرابات السياسية والاقتصادية عام ٢٠١١، وأزمات كورونا والحرب في أوكرانيا، موضحًا أن هذه الأزمات تسببت على مراحل زمنية متفاوتة في تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي وانخفاض نسب التوظيف وارتفاع معدلات التضخم.
ولفت إلى أن هذه الأزمات، إلى جانب عدم استقرار السياسات الاقتصادية والمالية، أدت بطبيعة الحال إلى عدم استقرار سعر الصرف، وتذبذب حجم صافي الأصول الأجنبية، بالإضافة إلى وجود أزمة في حجم الإنفاق والدخل العام، وتذبذب حجم الصادرات والواردات عند مستويات أقل من ٢٥٪ من الناتج المحلي الاجمالي، وتراجع حجم الاستثمارات والإدخار إلى مستويات تقترب من ١٥٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وتراجع نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى أقل من ٢,٥٪ من الناتج المحلي الاجمالي.
وأضاف أن هذه الأزمات دفعت إلى تراجع حجم ائتمان القطاع الخاص وارتفاع مؤشرات خدمة الدين العام الخارجي وإجمالي الدين العام الحكومي.
وأكد محيي الدين أنه رغم هذه الأزمات إلا أن مصر لديها فرصة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام والشامل عن طريق تبني سياسات اقتصادية منضبطة وعملية تتكيف مع التحديات الفريدة التي تواجهها الدولة، وتتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، والالتزام بالنمو الشامل والمستدام والسعي إلى الإصلاح الهيكلي، والتركيز على تراكم رأس المال البشري والقوة المؤسسية واستقرار الاقتصاد الكلي، واستخلاص الدروس من كل الأخطاء والأزمات الماضية لتجنب الأفكار السيئة حتى وإن بدت مغرية، والاستثمار في استيعاب الصدمات الاقتصادية والسياسية الخارجية من خلال بناء الحواجز، والسعي إلى تعزيز التوجه الإقليمي واللا مركزي وتوطين السياسات، وتحسين القدرة التنافسية، ودعم الحوكمة والإصلاحات المؤسسية لسد فجوات عدم المساواة والحد من الفقر وتعزيز جودة النمو.
وقال إن نجاح الاقتصاد المصري في مرحلة ما بعد برامج صندوق النقد الدولي، والتي ستنتهي عام ٢٠٢٦، مرهون بتعزيز النمو وزيادة رأس المال وزيادة حجم التمويل، والإدارة المحكمة للدين العام، وتفعيل استهداف التضخم، وتعزيز حجم الصادرات، مع ضرور العمل على المنافسة العادلة التنظيمية والاقتصادية بين كافة المنتجين ومقدمي الخدمات ، إلى جانب تعزيز أهداف التنمية المستدامة وتوطينه محلياً
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الدكتور محمود محيي الدين الاقتصاد المبعوث الخاص للأمم المتحدة الاقتصاد المصري النمو الاقتصادي الاقتصاد المصری الناتج المحلی هذه الأزمات محیی الدین بین عامی
إقرأ أيضاً:
بمشروع معماري للمهندس صلاح الدين| مصر في بينالي فينيسيا الدولي للعمارة.. وزير الثقافة: منصة مهمة لعرض الإبداع المصري.. والتنسيق الحضاري يُشيد بدوره العالمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في أجواء احتفالية مليئة بالوطنية والشغف والإبداع، أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، والمهندس محمد أبو سعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضارى، عن المشروع الفائز بالمشاركة فى بينالى فينيسيا الدولى للعمارة بإيطاليا، والذى فاز فيه مشروع المهندس صلاح الدين حسن ذكرى، وذلك بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وحضر حفل توزيع الجوائز لفيف من الإعلاميين والصحفيين والعديد من الشخصيات البارزة والمعماريين والمهتمين بالتراث.
مشروع المهندس صلاح الدين
يشارك مشروع المهندس صلاح الدين بمعرض بينالي فينيسيا للعمارة الذى يقام فى الفترة من مايو إلى نوفمبر ٢٠٢٥ بمدينة فينيسيا بإيطاليا، وتأتى فكرة طرح مسابقة لاختيار أفضل مشروع لتمثيل مصر فى بينالى فينيسيا للعمارة فى دورته التاسعة عشرة، حرصًا من وزارة الثقافة متمثلة فى الجهاز القومى للتنسيق الحضاري على إعطاء الفرصة للمعماريين المصريين لتقديم إبداعتهم بالمشاركة فى هذا المحفل الدولى الهام.
تكريم أعضاء لجنة التحكيم
وحرص وزير الثقافة والمهندس محمد أبو سعدة، خلال الحفل على تكريم أعضاء لجنة التحكيم على مجهوداتهم فى تقييم المشروعات المعمارية المقدمة، والتى تضمنت: م. أكرم المجدوب، أ.د. باسل كامل أستاذ العمارة والتصميم العمرانى كلية الهندسة الجامعة الأمريكية، أ.سليفيا النقادى رئيس تحرير أيقونة بالمصرى اليوم، أ.د.عمر الحسينى أستاذ التصميم العمرانى وعميد كلية الهندسة جامعة عين شمس، م.عمرو غالي، أ.د.نهى أحمد نبيل أستاذ العمارة والتخطيط كلية الهندسة بالمطرية جامعة حلوان، أ.د. ياسر صقر أستاذ العمارة ورئيس جامعات المعرفة الدولية.
دعم الإبداع
وعن الفعالية قال وزير الثقافة: "تأتي هذه الفعاليات ضمن حرص وزارة الثقافة على دعم الإبداع المعمارى المصرى والمشاركة الفاعلة فى المحافل الدولية، فى ظل جهود وزارة الثقافة ممثلة فى الجهاز القومى للتنسيق الحضاري، لتقديم منصة مهمة للمعماريين المصريين لعرض إبداعاتهم على الساحة العالمية، مما يعكس اهتمام الدولة المصرية بتعزيز مكانة مصر فى المجالات الفنية العالمية، والسعي لإظهار الهوية المصرية فى كل المحافل الدولية، وتقديم أفكار معمارية تواكب التطورات العالمية".
وأكد أن المسابقة هذا العام تأتى فى توقيت مهم يعكس التوجهات المستقبلية فى تصميم المدن واستدامتها، فى وقت يتزايد فيه الاهتمام بالابتكار والتكنولوجيا فى مجال العمارة. ووجه وزير الثقافة، الشكر، لجميع المعماريين المشاركين، ولجنة التحكيم على الدور البناء فى اختيار المشروع الفائز، كما أشاد بالمستوى التنظيمى والإبداعي المتميز لمعرض الأعمال المشاركة بالمسابقة، مؤكدًا أنها تعكس عمق الإبداع المصري، ومدى تفرد مواهبه.
جوائز المسابقة
كما حرص وزير الثقافة على تسليم جائزة المشروع الفائز بالمسابقة المعمارية لتمثيل مصر فى بينالى فينيسيا الدولى للعمارة الدورة ١٩، والتى جاءت كالتالي: جائزة المركز الأول ذهبت إلى: مهندس صلاح الدين حسن ذكرى رئيس الفريق - مهندس إبراهيم زكريا يونس- مهندس عماد فكرى فؤاد.
الجائزة الثانية: المهندس مصطفى على كمال سالم.
الجائزة الثالثة: مهندس عبد الرحمن محمود بدوى رئيس الفريق- مهندس محمد نعمان قطري- مهندس تقى حسن علي- عمر محمد إمام- أحمد مكى محمد جميل- مروة يحيى زبير- عبد الله خالد فتحي- سندس أحمد ماهر- آية أيمن عبد الحميد- علياء أحمد جمال الدين- نور سامح ناجي.
شهادات التقدير
كما حرص وزير الثقافة على منح شهادة تقدير لمشروع كلًا من: دينا عدلى محمود نسيم- رئيس الفريق- سارة مصطفى البطوطي- أيمن مختار نجيب- فاطمة طارق هميسة- آلاء محمد رجائي- نورهان عوض حنفي.
وقال المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضاري: "إن مصر بعراقتها وتاريخها وحاضرها وقوتها البشرية، جديرة بالمشاركة فى المحافل الدولية بما يليق باسمها الخالد، ولأن بينالى فينيسيا الدولى للعمارة، هو حدث دولى مهم، يجذب أنظار العالم، فإن اختيار مشروع يمثل مصر يُعد هدفًا نسعى إليه فى كل دورة، حتى نعكس وجه مصر الحضاري، وفى الدورة التاسعة عشرة من البينالي، سعى الجهاز القومى للتنسيق الحضاري، بإجراء مسابقة بين المعماريين المصريين، لاختيار أفضل المشروعات، من حيث الفكر والابتكار والتجديد، خاصة وأن البينالى يشهد تنافسًا كبيرًا بين الأجنحة المشاركة فيه من شتى أنحاء العالم".
وأضاف أبو سعدة: "يدور موضوع البينالى هذا العام حول الهندسة المعمارية التكيفية التى تستجيب للتغيرات المناخية الاجتماعية والتكنولوجية القادرة على التكيف مع بيئات متغيرة وهى مفردات تعد تحديًا جديدًا يواجه العالم فى مختلف المجالات ومن بينها العمارة، التى يجب أن تسعى لتطويعها لخدمتها والاستفادة من معطياتها لتصبح عاملًا جديدًا من عوامل التحديث والابتكار، ولمصر مكانة خاصة فى بينالى فينيسيا للعمارة، حيث تمتلك جناحًا يعد الجناح العربى والأفريقى الوحيد بين الأجنحة التى تمتلكها أهم الدول، حيث يتوافد إلى الجناح فى كل دورة المهتمون بالعمارة من متخصصين ونقاد، وزائرين، ويشهد اهتمامًا عالميًا كبيرًا، وقد حقق الجناح المصرى عبر الدورات السابقة نجاحًا ملموسًا فى جذب الأنظار إليه، بعدما نجحنا فى اختيار مشروعات لائقة بهذا الحدث الدولى المهم".
ووجه الشكر للدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، لاهتمامه ودعمه لإقامة هذه المسابقة، باعتبارها نافذة تطل على العالم من خلال رؤية معمارية مصرية تتجاوز حدود المحلية وتفتح آفاق الخيال أمام الاحتكاك بالتجارب الدولية.
جناح مصروتعد مصر من أوائل الدول التى شاركت فى البينالي، حيث إنه انطلق عام ١٩٨٠، وفازت مصر بالجائزة الكبرى لأحسن جناح عام ١٩٥٥.