غزة "وكالات": أعلن الدفاع المدني في غزة اليوم أنه يواصل عملياته البحث وانتشال الشهداء في بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع التي تعرضت لغارات جوية إسرائيلية عنيفة ودموية، لكنه أكد أن صعوبات كبيرة تواجه مهمته.

وتم انتشال ما لا يقل عن 34 جثة لرجال ونساء وأطفال من تحت أنقاض المبنى السكني المكون من خمسة طوابق في هذه البلدة والذي تعرض لغارة جوية إسرائيلية فجر الأحد أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء، وعشرات أخرين لايزالوا في عداد المفقودين.

وقال الناطق بإسم الدفاع المدني محمود بصل لفرانس برس "يكافح المسعفون والدفاع المدني والمواطنون بمعدات بدائية وبأيديهم للبحث عن ناجين وانتشال الشهداء من تحت أنقاض منزل عائلة غباين في بيت لاهيا".

وعبر بصل عن أمله في العثور على ناجين، ولكن شدد أنه "مع مرور الوقت، يتضاءل الأمل"، مذكراً بأن "إطلاق النار أيضا من الاحتلال يعيق العمل".

وقال "ربما كثير من المصابين يموتون بسبب تأخر الوصول إليهم، لا توجد أي جهة في العالم تساعدنا".

وأعلن الدفاع المدني اليوم أنه تكبد خسائر منذ بداية الحرب في اكتوبر العام الماضي، إذ قتل من عناصره "85 شهيدا وأصيب 301 واعتقل الجيش الإسرائيلي 20 عنصرا" إضافة إلى تدمير أو تضرر كافة مراكز الدفاع المدني ومعداته.

ومنذ ساعة مبكرة من صباح اليوم تجمع عشرات المواطنين لمساعدة عناصر الدفاع المدني حيث استؤنفت عمليات البحث لانتشال القتلى من تحت ركام المبنى الذي سوي بالأرض.

وقال عبد الله حمودة (44 عاما) وهو من سكان بيت لاهيا، لفرانس برس إن جيش الاحتلال أطلق النار من طائرة مسيرة على شاب كان يقود عربة توكتوك، "كان في طريقه لنقل شهداء لكنه أصيب وتحول من منقذ إلى مصاب".

بينما تبدو زوجته عبير حمودة (39 عاما) تحت تأثير الصدمة من الغارة الجوية التي كانت قريبة من منزلها. وقالت "حتى الآن لا استطيع التصديق أنني من الأحياء أنا وزوجي وبناتي الستة".

وتضيف أن جيش الاحتلال استهدف المبنى "على سكانه وهم نائمون كل المنطقة تضررت، لا يزال عشرات الشهداء تحت الارض، لو حصل هذا في بلد ثاني لشاهدنا الدنيا تنتفض".

وعبر بصل عن قلقه إزاء "الوضع الصعب جدا" لأكثر من 70,000 من سكان بيت لاهيا وجباليا المجاورة، المهددين بالجوع والعطش والقصف الإسرائيلي المتواصل.

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس أشخاصا يغادرون بيت لاهيا سيرا على الأقدام باتجاه مدينة غزة جنوبا مساء الأحد. وكان العشرات من الأطفال والنساء وعدد قليل من الرجال والشباب يتحركون بين الأنقاض، التي كان الغبار يغطيها أحيانا. وكان بعضهم يجرون عربات خشبية مملوءة بالحقائب.

وقال الناطق بإسم الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة رائد النمس إنه تم "إجلاء عشرات المصابين من مستشفيات شمال قطاع غزة إلى مستشفيات المعمداني والشفاء في مدينة غزة خلال الأيام الماضية"، وتابع "المنظومة الصحية في مستشفيات شمال القطاع متدهورة".

وواصل جيش الاحتلال اليوم قصف مناطق مختلفة من القطاع، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم أن حصيلة العدوان، ارتفعت إلى 43922 شهيد على الأقل.

وقالت الوزارة في بيان إنها أحصت خلال الساعات الـ24 الماضية "76 شهيدا" نُقلوا إلى المستشفيات، لافتة الى أن العدد الإجمالي للجرحى ارتفع إلى 103898 منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

من جهة ثانية، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم إن البديل الوحيد لعمل الوكالة في قطاع غزة هو السماح لإسرائيل بإدارة الخدمات هناك.

ووصل لازاريني إلى جنيف لحضور اجتماع مع المانحين بعد أن حظرت إسرائيل عمل الوكالة بها الشهر الماضي في ما وصفه بأنه واحدة من أحلك اللحظات في تاريخ الوكالة.

وقال لازاريني للصحفيين إنه لفت "انتباه الدول الأعضاء إلى أن الوقت ينفد... يتعين علينا وقف أو منع تنفيذ هذا القانون (الذي يحظر عمل الأونروا)"، مضيفا أنه لا يوجد بديل لخدمات الوكالة في غزة سوى السماح لإسرائيل بتوليها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدفاع المدنی جیش الاحتلال بیت لاهیا

إقرأ أيضاً:

ما وراء تصاعد عمليات القسام ضد جيش الاحتلال في بيت لاهيا؟

قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي إن عمليات المقاومة المتزايدة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة تؤكد نجاعة الترتيبات الدفاعية لفصائل المقاومة في المنطقة.

وأوضح الفلاحي -في حديثه للجزيرة- أن كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أثبتت صحة كلامها عندما تحدثت سابقا عن إعادة دمج كتائب في إطار إعادة بناء قوتها البشرية والمادية.

ووفق الخبير العسكري، فإن ما يجري من عمليات متصاعدة في بيت لاهيا يعتبر "جزءا من الترتيبات الدفاعية لفصائل المقاومة"، رغم عزل قوات الاحتلال للمنطقة ومحاصرتها لإضعاف فصائل المقاومة ومنعها من تعزيز صفوفها.

وبثت كتائب القسام، في وقت سابق اليوم الأحد، مشاهد من استهداف مقاتليها ناقلة جند من طراز "نمر"، وجرافة عسكرية من نوع "دي 9" بقذيفتي "الياسين 105" المضادة للدروع.

وكذلك بثت القسام قبل يومين مشاهد من استهداف 3 آليات إسرائيلية بينها دبابتا "ميركافا" شمال بيت لاهيا وغربها، وقالت إنها تعود إلى 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وتأتي هذه العمليات -حسب الفلاحي- رغم تعزيز جيش الاحتلال عمليته العسكرية في شمال القطاع بلواء كفير (اللواء 900) مما زاد عدد ألوية المشاة على حساب ألوية المدرعات.

ولذلك بات الجيش الإسرائيلي يستند إلى عمليات أرضية أكثر من القطاعات المدرعة، لكن "قواته تضعف أكثر كلما عمقت توغلها حيث يقل إسنادها ناريا"، كما قال الفلاحي.

وبناء على ذلك، بدأت عمليات المقاومة تأخذ منحى تصاعديا في بيت لاهيا، وهو ما يزيد من فاتورة الخسائر لدى جيش الاحتلال بشكل كبير.

وتبعد بيت لاهيا عن مدينة غزة مسافة 7 كيلومترات، وتحدها شمالا قرية هربيا المحتلة، وجنوبا جباليا، وبيت حانون شرقا، والبحر المتوسط غربا. وتبلغ مساحتها 24 ألفا و500 دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع).

وبشأن تأثير ذلك على المشهد الميداني، قال الخبير العسكري إن القوات الإسرائيلية عندما تتكبد خسائر تقل كفاءتها وقدراتها، وتضعف منظومة القيادة والسيطرة لديها، وهو ما يؤثر على معنويات الجنود ويضعف عملية التوغل.

في المقابل، يقول الفلاحي إن هناك لا مركزية في حرب العصابات التي تخوضها المقاومة بغزة، حيث تعمل منظومة القيادة والسيطرة على إدارة العمليات في منطقة ما بمعزل عن بقية المناطق، بعد تقسيمها لمربعات جغرافية وتوزيع المهام والمعدات القتالية، وفق الفلاحي.

وخلص إلى أن كل منطقة تدير معركتها بنفسها بمعزل عن الأخرى رغم الأنقاض والدمار الكبير في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • مجزرة جديدة.. 17 شهيدًا وعشرات الجرحى بقصف الاحتلال منزلًا في بيت لاهيا
  • الدفاع المدني: انتهاء عمليات الإطفاء في مار الياس وانتشال جثامين الشهداء
  • ما وراء تصاعد عمليات القسام ضد جيش الاحتلال في بيت لاهيا؟
  • 100 شهيد في غزة منذ الفجر.. الدفاع المدني يعلن عجزه أمام مجازر بيت لاهيا
  • حركة حماس: مجزرة الاحتلال في بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة والانتقام من الفلسطينيين
  • حماس: مجـ.زرة بيت لاهيا استمرار لحرب الإبادة والانتقام من المدنيين العزل
  • الصحة: 30% من ضحايا مجزرة بيت لاهيا أطفال
  • 50 شهيدا بمجزرة مروعة في بيت لاهيا.. قصف منزل على رؤوس النازحين (شاهد)
  • مجزرة بلدة دورس.. الدفاع المدني يكشف الحصيلة النهائية لعدد الشّهداء