وكالة الصحافة المستقلة:
2025-03-03@23:15:57 GMT

كونفشيوس العراق

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

نوفمبر 18, 2024آخر تحديث: نوفمبر 18, 2024

هاني عاشور

رغم مرور عشرين سنة على التغيير في العراق، لم يظهر كونفشيوس العملية السياسية، ذلك الذي ينادي بالحب والوئام، وحسن معاملة الناس بعضهم لبعض، والأدب في الخطاب، واحترام الأكبر سنًا، وتقديس الأسرة، وأهمية الطاعة والاحترام للكبار مقامًا وسنًا، واحترام الحاكم، وكره الظلم والطغيان.

كما أكّد كونفشيوس على أهمية أن تعمل الحكومة من أجل خدمة الشعب، وأن يتحلّى الحاكم بقيم ومبادئ أخلاقية. تلك كانت حِكم كونفشيوس التي استحقّت أن تكون للصينيين منهج حياة قبل أن تصبح منهج سياسة أو عمل.

لقد ظهر في العراق عشرات، وربما مئات، من أمثال شمشون الجبار، وميكافيللي، وطرزان، وشايلوك، وابن سبأ، وأشعب الطمّاع. ولكن حينما تخلو الحياة من العباقرة والمفكرين والحكماء، تصبح أقرب إلى نهايتها، وتتحول وراثة الدم والثأر والحقد إلى متلازمة تاريخية لا تخلّف سوى أكوام من الجماجم هنا وهناك.

لماذا لم يولد أو يظهر كونفشيوس في العراق، رغم وجود رجال ذاقوا الظلم وتجرّعوا سم الطغيان والتفرّق والغربة والمطاردة؟ ولماذا لم تمنح مصاعب الحياة البعض ممن كنّا ننتظرهم ليكونوا لمسة من الحكمة، وليقولوا كلمة حق ووئام في ظرف تتقاذف فيه الجثث مثل فقاعات الصابون، وتنتزعها القبور كعودة الابن الضال، حتى أصبحنا نعتقد أن تلك أبجدية الحياة ومسارها الطبيعي.

لم يكن كونفشيوس سوى نتاج حرمان، فقد أباه وهو صغير. وكم منّا مَنْ فقد أباه في الحروب الطويلة التي عاشها العراق طيلة قرن مضى؟ لقد حدّد كونفشيوس مذهبه في إطار شيئين مهمّين: “جن” و”لي”. أمّا “جن”، فهي الحب والاهتمام الحميم بإخواننا البشر، وأما “لي”، فهي تصف مجموعة من الأخلاق والطقوس والتقاليد والإتيكيت واللياقة والحشمة.

فلماذا نحن الآن بلا “جن” ولا “لي”؟ أَهكذا يراد لنا أن نكون، أم أننا اخترنا هذه الحياة بأنفسنا؟

سألت بعض أصدقائي عن سبب غياب كونفشيوس في حياتنا. فقال أحدهم إن فضائياتنا لا تحبّذ ظهور أمثاله، لأنها تعتاش على التنابز بالألقاب وصراعات الديكة. وقال آخر إن المال الحرام لا يترك كونفشيوسًا واحدًا على الأرض. لكن صديقًا ثالثًا قال: “نحن نعيش اليوم عصر قتل الكونفشيوسيين لأنهم يكشفون حقيقة كارهي الحياة.” واستشهد آخر ببيت شعر للجواهري:

لا تنسَ أنّك من أشلاءِ مجتمعٍ

يدين بالحقدِ والثارات والدَّجلِ

وأخيرًا، عذرًا يا كونفشيوس لأنني أيقظتك من قبرك وجعلتك مثالًا وموضوعًا للكتابة، وخلطت ذكرك بطبق مسموم من الأحزان.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

«دو» تطلق حملة «وتحيا الحياة بكم»

دبي: «الخليج»

أعلنت شركة «دو»، أمس، إطلاق حملتها الرمضانية تحت شعار «وتحيا الحياة بكم»، والتي تأتي في إطار تخصيص عام 2025 ليكون «عام المجتمع» في دولة الإمارات، والذي يُعد مبادرة وطنية تجسد رؤية القيادة الرشيدة تجاه بناء مجتمع مُتماسك ومُزدهر.
وتتضمن الحملة خلال الشهر الفضيل إطلاق العرض الأول للفيديو الترويجي للحملة، لتأكيد مواصلة «دو» التزامها بتنفيذ مبادرات المسؤولية المجتمعية للشركات.
وقال عادل الريس، مدير إدارة تنفيذي – الاتصال المؤسسي والبروتكول في «دو»: إن الشركة تعزز جهودها دائماً لمواصلة تقديم ما هو أبعد من خدمات الاتصالات المتطورة، بهدف تطوير العمل المجتمعي بشكل حقيقي خصوصاً خلال عام 2025، الذي تم تسميته عام المجتمع. وخلال شهر رمضان المبارك، ستعمل الحملة، إلى جانب المبادرات المُصاحبة لها، على إلقاء الضوء على كل من ساهم في تعزيز رفعة المجتمع، وإيجاد بيئة داعمة في هذا المجال تشمل ترسيخ الرفاه الاجتماعي والازدهار في دولة الإمارات.
وخلال شهر رمضان، تحتفل «دو» بروح الشهر الفضيل مع إطلاق حملة «وتحيا الحياة بكم»، التي تدعو الجمهور للاحتفال بالمساهمات المجتمعية التي لم يتم تسليط الضوء عليها من قبل، والتي اتسمت بقدرتها على التأثير الإيجابي في إثراء الحياة الاجتماعية للأسر والأفراد في دولة الإمارات.

مقالات مشابهة

  • يعقوبيان: الحياة السياسية في لبنان بدأت بالانتظام
  • بنزيما‬⁩: الحياة في ⁧‫جدة‬⁩ مختلفة عن ⁧‫مدريد‬⁩
  • أمل في الحياة
  • نمو نشاط قطاع التصنيع في الصين خلال فبراير
  • المغرب: شاب يسقط خلال مباراة رمضانية ويُفارق الحياة
  • «دو» تطلق حملة «وتحيا الحياة بكم»
  • أسعار النفط تتجه صوب تسجيل أول انخفاض شهري لها منذ نوفمبر الماضي
  • فاقدا 81 دولارا.. الذهب يشهد أكبر تراجع منذ نوفمبر 2024 بـ 2.7%
  • إيهاب واصف: الذهب يشهد أكبر تراجع منذ نوفمبر 2024 بنسبة 2.7%
  • لماذا توقفت الحياة في تركيا للاستماع إلى بيان أوجلان؟