وكالة الصحافة المستقلة:
2025-01-30@14:54:44 GMT

كونفشيوس العراق

تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT

نوفمبر 18, 2024آخر تحديث: نوفمبر 18, 2024

هاني عاشور

رغم مرور عشرين سنة على التغيير في العراق، لم يظهر كونفشيوس العملية السياسية، ذلك الذي ينادي بالحب والوئام، وحسن معاملة الناس بعضهم لبعض، والأدب في الخطاب، واحترام الأكبر سنًا، وتقديس الأسرة، وأهمية الطاعة والاحترام للكبار مقامًا وسنًا، واحترام الحاكم، وكره الظلم والطغيان.

كما أكّد كونفشيوس على أهمية أن تعمل الحكومة من أجل خدمة الشعب، وأن يتحلّى الحاكم بقيم ومبادئ أخلاقية. تلك كانت حِكم كونفشيوس التي استحقّت أن تكون للصينيين منهج حياة قبل أن تصبح منهج سياسة أو عمل.

لقد ظهر في العراق عشرات، وربما مئات، من أمثال شمشون الجبار، وميكافيللي، وطرزان، وشايلوك، وابن سبأ، وأشعب الطمّاع. ولكن حينما تخلو الحياة من العباقرة والمفكرين والحكماء، تصبح أقرب إلى نهايتها، وتتحول وراثة الدم والثأر والحقد إلى متلازمة تاريخية لا تخلّف سوى أكوام من الجماجم هنا وهناك.

لماذا لم يولد أو يظهر كونفشيوس في العراق، رغم وجود رجال ذاقوا الظلم وتجرّعوا سم الطغيان والتفرّق والغربة والمطاردة؟ ولماذا لم تمنح مصاعب الحياة البعض ممن كنّا ننتظرهم ليكونوا لمسة من الحكمة، وليقولوا كلمة حق ووئام في ظرف تتقاذف فيه الجثث مثل فقاعات الصابون، وتنتزعها القبور كعودة الابن الضال، حتى أصبحنا نعتقد أن تلك أبجدية الحياة ومسارها الطبيعي.

لم يكن كونفشيوس سوى نتاج حرمان، فقد أباه وهو صغير. وكم منّا مَنْ فقد أباه في الحروب الطويلة التي عاشها العراق طيلة قرن مضى؟ لقد حدّد كونفشيوس مذهبه في إطار شيئين مهمّين: “جن” و”لي”. أمّا “جن”، فهي الحب والاهتمام الحميم بإخواننا البشر، وأما “لي”، فهي تصف مجموعة من الأخلاق والطقوس والتقاليد والإتيكيت واللياقة والحشمة.

فلماذا نحن الآن بلا “جن” ولا “لي”؟ أَهكذا يراد لنا أن نكون، أم أننا اخترنا هذه الحياة بأنفسنا؟

سألت بعض أصدقائي عن سبب غياب كونفشيوس في حياتنا. فقال أحدهم إن فضائياتنا لا تحبّذ ظهور أمثاله، لأنها تعتاش على التنابز بالألقاب وصراعات الديكة. وقال آخر إن المال الحرام لا يترك كونفشيوسًا واحدًا على الأرض. لكن صديقًا ثالثًا قال: “نحن نعيش اليوم عصر قتل الكونفشيوسيين لأنهم يكشفون حقيقة كارهي الحياة.” واستشهد آخر ببيت شعر للجواهري:

لا تنسَ أنّك من أشلاءِ مجتمعٍ

يدين بالحقدِ والثارات والدَّجلِ

وأخيرًا، عذرًا يا كونفشيوس لأنني أيقظتك من قبرك وجعلتك مثالًا وموضوعًا للكتابة، وخلطت ذكرك بطبق مسموم من الأحزان.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

118.7 مليار جنيه صافي أرباح البنك المركزي بنهاية ديسمبر 2024

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت قائمة المركز المالي للبنك المركزي المصري عن تحقيق صافي ربح بلغ 118.685 مليار جنيه بنهاية ديسمبر 2024، مقارنة بـ88.284 مليار جنيه في نهاية نوفمبر من العام نفسه، ما يعكس زيادة قوية في الأرباح خلال شهر واحد.

وأظهرت البيانات ارتفاع إجمالي حقوق الملكية إلى 174.902 مليار جنيه بنهاية ديسمبر، مقابل 143.192 مليار جنيه في نوفمبر، ما يشير إلى تحسن ملحوظ في المركز المالي للبنك.

كما سجلت الاحتياطيات ارتفاعًا طفيفًا لتصل إلى 404.644 مليار جنيه بنهاية ديسمبر، مقارنة بـ403.335 مليار جنيه في نوفمبر.

وواصلت أصول البنك المركزي نموها، حيث بلغت 6.420 تريليون جنيه بنهاية ديسمبر، مقابل 6.249 تريليون جنيه في الشهر السابق، مما يعكس زيادة في حجم الأصول.

وفيما يتعلق بالاستثمارات، ارتفعت مساهمات البنك المركزي في رؤوس أموال الشركات التابعة والشقيقة إلى 83.087 مليار جنيه بنهاية ديسمبر، مقارنة بـ79.099 مليار جنيه في نوفمبر، بينما استقرت مساهماته في مؤسسات التمويل الدولية عند 26.210 مليار جنيه دون تغيير عن الشهر السابق.

أما أرصدة الذهب لدى البنك المركزي، فقد ارتفعت إلى 540.378 مليار جنيه بنهاية ديسمبر، مقابل 533.767 مليار جنيه في نوفمبر، مما يعكس تحسنًا في قيمة الاحتياطيات الذهبية.

مقالات مشابهة

  • العراق في خطر.. هل تجاوز سرّ الحياة الخطوط الحمراء؟
  • المركزي الأميركي يثبّت سعر الفائدة ويتجاهل انتقادات ترامب
  • 118.7 مليار جنيه صافي أرباح البنك المركزي بنهاية ديسمبر 2024
  • دولة كاليفورنيا المستقلة.. هل يتحول الخيال إلى حقيقة بانفصالها عن أمريكا؟
  • «المركزي»: ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج بمعدل 65.4% خلال نوفمبر 2024
  • المركزي المصري: 26.3 مليار دولار تحويلات المصريين بالخارج في 2024
  • 26.3 مليار دولار حصيلة تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال 11 شهرا
  • عاجل.. 26 مليار دولار تحويلات المصريين خلال 11 شهرا
  • جرافات العدو تهدم منزل شهيد فلسطيني شمال طولكرم
  • تنحي رئيس وزراء صربيا عن منصبه بعد تصاعد الاحتجاجات