الكنيسة الكاثوليكية تحيي ذكري وفاة الأخ روجيه لويس شوتز مؤسس جماعة تيزيه
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
تحي الكنيسة الكاثوليكية اليوم ذكري وفاه الأخ روجيه لويس شوتز- مؤسس جماعة تيزيه رائد الحركة المسكونية.
ولد روجيه لويس شوتز أو "الأخ روجيه"،في 12 مايو 1915م في بروفانس هو مؤسس جماعة تيزيه وهي جماعة رهبانية مسكونية تجمع بين البروتستانت والكاثوليك والأرثوذكس وذلك في عام 1942 م، وكانت قرية تيزيه الواقعة شرقي فرنسا في إقليم بورغونيا هي مركز تلك الجماعة، يزور تلك القرية سنويا آلاف الشباب لغرض الصلاة وبسبب النشاطات الروحية الفريدة التي تقيمها جماعة تيزيه.
بدأ كل شيء عام 1940 عندما ترك الأخ روجيه سويسرا مسقط رأسه، وهو في سن الخامسة والعشرين، ليستقر في فرنسا موطن والدته.
كان قد عانى الأخ روجيه قبل ذلك طوال عدة سنوات من مرض السل، وكان قد نضج في داخله، طوال فترة المرض الطويلة، النداء لتكوين جماعة تعيش البساطة وطيبة القلب كحقائق إنجيلية أساسية. وعندما بدأت الحرب العالمية الثانية كان مقتنعاً بأن عليه أن يساعد من يمرون بمحنة دون تباطؤ، مثلما فعلت جدته قبلاً أثناء الحرب العالمية الأولى. كانت قرية تيزيه الصغيرة التي استقر فيها تقع على مقربة من الخط الذي كان يقسم فرنسا شطرين، وبالتالي كان هذا الموقع ملائماً لاستقبال لاجئي الحرب.
في الوقت ذاته كان الأصدقاء في مدينة ليون سعداء بأن يشيروا بعنوان تيزيه لكل من يحتاج إلى ملجأ آمن. ثم اشترى الأخ روجيه بيت في تيزيه مع ملحقاته كان مهجوراً منذ سنوات وذلك بفضل قرض ضئيل، ثم اقترح على إحدى أخواته، واسمها جونوفياف، أن تأتي لتساعده على استقبال وضيافة اللاجئين النازحين على تيزيه ومن ضمنهم الكثير من اليهود.
كانت الموارد المادية محدودة: لم يكن هناك ماءً للشرب لذا كانوا يحضرون الماء من أحد آبار القرية، وكان الغذاء متواضعاً، في أغلب الأحيان عبارة عن حساء مصنوع من دقيق الذرة الذي كان يتم شراءه من الطاحونة المجاورة بثمن بخس. وكان الأخ روجيه يصلى بمفرده حتى لا يشعر من هم في ضيافته بأي حرج، كما اعتاد على أن يذهب للغابة البعيدة عن المنزل للترنيم.
كانت جونوفياف تشرح أيضاً لمن يريد أن يصلي أن يواظب على ذلك في غرفته الخاصة حتى لا يسبب مضايقة لبعض اللاجئين اليهود أو ممن ليس لهم دين. ثم طلب أبوي الأخ روجيه من صديق لهم، وهو ضابط فرنسي على المعاش، أن يعتني به وبأخته إذ أنهم كانوا على علم بالخطر المحيط بهم. هكذا فعل الصديق بكل همة إذ أنه في خريف عام 1942 أبلغهم بأن أمرهم قد كشف وأن عليهم مغادرة المكان على الفور والتوجه إلى مدينة جنيف حيث أقام حتى نهاية الحرب. بعد ذلك استطاع الأخ روجيه أن يعود عام 1944، ولكن ليس بمفرده هذه المرة لأنه خلال هذا الوقت كان قد انضم له عدد من الأخوة ليبدؤوا معاً حياة مشتركة استمرت بعدها في تيزيه.
التزام الأخوة الأولين في عام 1945 أسس محامي من المنطقة جمعية لرعاية الأطفال الذين كانوا قد فقدوا والديهم أثناء الحرب ثم طلب من الأخوة أن يستضيفوا عددًا من هؤلاء الأطفال في تيزيه. ولأن جماعة من الرجال لا يمكنها القيام بهذا العمل طلب الأخ روجيه من أخته جونوفياف أن تعود لترعى هؤلاء الأطفال وتكون أمًا لهم. وفي أيام الآحاد كان الأخوة يستضيفون أيضًا بعض سجناء الحرب الألمان المقيمين في معسكر مجاور. ومع الوقت جاء شباب آخرون للانضمام للجماعة الأولى. وفي عيد القيامة عام 1949 قام سبعة منهم بإعلان التزامهم لعيش حياة البتولية وحياة البساطة. كتب الأخ روجيه قواعد جماعة تيزيه خلال رياضة روحية طويلة أثناء شتاء 1952-1953 حيث حدد للأخوة "الأساسيات التي تجعل الحياة الجماعية ممكنة".
مركز تيزيه المسكوني إلتحق بروجيه في مشروعه الناشئ اللاهوتي ماكس توريان والمهندس الزراعي بيير سوفران
وبدأ الثلاثة بعد انتهاء الحرب بتحويل تيزيه إلى مركز رهبانيتهم، حيث عاشوا وهم من خلفية بروتستانتية على طريقة الحياة الرهبانية البنديكتانية، وفي عام 1949 م أصبح عددهم سبعة ودعوا أنفسهم بالإخوة، وسمح السفير الفاتيكان في فرنسا آنذاك لتلك المجموعة باستخدام كنيسة قرية تيزيه الكاثوليكية للصلاة وكان اسم ذلك السفير أنجيلو رونكالي والذي أصبح بعد عشرة أعوام يوحنا الثالث والعشرين والذي كان دائما من أقوى مناصري مشروع تيزيه.
وفي عام 1960 م سمح الفاتيكان للكاثوليك بالالتحاق بتلك الجماعة فأصبح بذلك جماعة تيزيه مؤسسة عالمية مسكونية لجميع المسيحيين ومرتبطة بمجلس الكنائس العالمي في جنيف، وهي في اتصال دائم مع الكنيسة الكاثوليكية ولكنها جماعة رهبانية مسيحية لاتنتمي لأي طائفة، وهي تعمل بشكل رئيسي على تعزيز روح الوحدة بين المسيحيين على اختلاف مذاهبهم، وتمكنت هذه الجماعة خلال نصف القرن الماضي من أن تكون أحد أهم المراكز الشبابية في العالم للصلاة والاحتفالات الشعبية الداعية للوحدة.
حظي روجيه باحترام ومحبة الجميع ودعي إلى حضور جلسات المجمع الفاتيكاني الثاني عام 1962 م بصفة مراقب، حيث تلقى آنذاك دعوة شخصية من البابا نفسه.
في 16أغسطس 2005م، أثناء صلاة العشاء العامة، تعرض الأخ روجر لهجوم وقتل على يد امرأة مختلة اقتربت منه بسكين. حضر مراسم الجنازة حوالي 12000 شخص في 23 أغسطس 2005. ترأس الكاردينال والتر كاسبر ، رئيس المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين ، في كنيسة المصالحة في تيزيه مراسم الجنازة الكاثوليكية.
الجوائز التي نالهاجائزة تمبلتون 1974 م.جائزة تجار الكتب للسلام عام 1974 م.دكتوراه فخرية من جامعة وارسو 1986 م.جائزة الأونيسكو لثقافة السلام 1988 م.كارلس برايز من مدينة آخن الألمانية 1989 م.دكتوراه فخرية من جامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا 1990 م.جائزة روبرت شومانعام 1992 م.جائزة جامعة نوتردام، إنديانا الولايات المتحدة الأمريكية 1996 م.جائزة من جامعة القديس يوحنا في مينيسوتا الولايات المتحدة الأمريكية 2003م .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط م جائزة فی عام
إقرأ أيضاً:
أحمد نجم يكتب: هناك تحلو الحياة
تبنى العلاقات الأسرية علي الترابط الأسري فيما بين أفراد الأسرة الواحدة .وتبرز العلاقة بين الأخ و الأخت كثير من المودة و الحنان والإحترام التي نبتت بينهما في ظل رعاية رب الأسرة الذي يبث وينمي منذ الصغر روح الترابط و الحب بينهما ..
تظل علاقة الأخت بأخيها علامة بارزة في نجاح الوالدين في حسن تربية أبنائهم . فالأخت هي نبع الحنان الذي يملأ الكون كلّه . هي سند الأخ الروحي ومخزن أسراره ولا تقف ضده إلا حينما تشعر أن تصرفاته في خطر . هي تنصحه بصدق لأنها تحبه بإخلاص حينها يشعر أنه ملك الدنيا .
الأخ هو السند الحقيقي للأخت بعد والدها . تشعر بالقوة حين يكون بجوارها بينما تشعر بالضعف إذا إبتعد عنها . هو ينصرها ويساندها حتي أمام زوجها و أبنائها لأنها في الأصل روحه التي نبتت داخله منذ الصغر بكل تفاصيلها ومداعبات الطفولة بينهما وشقاوتها ،و حدة التنافس برقتها و الحزن و الغضب و المصالحة ،و كل المشاعر المتقلبة في علاقتهما .
وإذا إفتقد الأخ والدته علي الفور يلجأ لأخته ، أمامها يشعر بدفء وحنان الأم في إستقباله ،و الاطمئنان علي أحواله . و الغوص في تفاصيل حياته لتبدأ داخله رحلة البحث عن لحظة ألم تحملها عنه وتواسيه وتبدي له النصح حال إقتراب العقبات منه .فهو يقدم روحه فدائها وهي تقدم له قلبها الملئ بالعاطفة والحنان و يستمتعا معا بالتنزه والخروجات معا ..
تختلف العلاقة بين الأخ واخته ، ففي مرحلة الطفولة و الشباب في حال وجود الأب يكون للأخ علاقة صداقة و مودة و لا يجب أن يقوم بدور المتسلط و فرض الرأي علي تصرفاتها و التدخل في شؤونها . أما إذا كان الأب غير موجود فشرعًا هو يكفل أخته ويشارك في تربيتها وتوجيهها بالحسني والعطف عليها بالحنان .
ولا يجب علي الأخ التسلط لأنه الأكبر أو لكونه الأخ الوحيد أو لكي يثبت رجولته علي أخته الكبري أو الصغري وتعنيفها ليثبت وجوده كقوة موجودة في البيت .و من الخطأ أن ينمي أحد الوالدين تلك التصرفات في تعامل الأخ مع أخته بدعوي حمايتها أو الخوف عليها . فالأخ المتسلط شخصيته ضعيفه يتسم بالجهل في التعامل حتي لو معه شهادات عليا لأنه يبرز قوته علي الأضعف منه ،ولا يقدر معني وجود الأخ في حياة أخته ، أو العكس ،
و يجب أن لا ننسي قصة سيدنا موسي و الدور الكبير الذي قامت به أخته لإنقاذه وعودته لحضن أمه . ولا ننسي أننا أحيانا حين يتألم كلا منا علي الفور ينطق كلمة ( أخ ) فبها يستدعي القوة و الأمان في روح أخيه ...
يجب علي الأب أن لايسمح للأخ بالتطاول و التسلط على أخته ، ولا يجعله يأخذ دوره مع أخته وأن لايشعره بضرورة خدمتها له وهو جالس في مكانه .وما أجمل أن يكون قدوة لأبنائه في التعامل مع أخته و زوجته بالرحمة و الحنان و كثرة السؤال عن أحوالهن .
الأخ هو إبن أخته الروحي
وحبيبها المخلص و أمانها وعليه واجبات حسية تجاهها بأن يشعر أخته بالمودة و الحنان والتحلي بروح المداعبة و التدليل لأخته ، فهي تستمتع بحب بمداعبة أخيها وتكون أكثر سعادة ،هي تشعر أن روحها التي نمت داخلها تلاطفها ، وعليه أن ينصحها بالحسني إذا رأي منها تصرف خاطئ ويقف بجانبها ،فهي لن تنسي مساندته لها في كل ما مرت به من عقبات وتتباهي بذلك أمام الجميع .
ولن تشعر أنها تحتاج لعلاقة أخري ما دام الأخ يحتويها و يغوص بحب في كل تفاصيلها و العكس ، فهي تحتاجه معنويا ونفسيا وأمانا .لذلك لا يجب أن يغضبها الأخ أو يستولي علي ممتلكاتها أو ميراثها كما يحدث في حالات كثيرة وتحدث مقاطعات وقضايا تعج بها المحاكم ،و أتعجب
كيف يخذل الأخ أخته .
أرقي مافي علاقة الأخ بأخته هو شعورها بالثقة بنفسها ، تتباهي الأخت بدور أخيها في حياتها ،فإذا تعرضت لمشكلة حتي لو قام زوجها بالحل فلابد أن تضع في حوارها دور أخيها في جملة مفيدة ، لتشعر أنها ليست وحيدة في حياتها فاخوها هو السند في كل موقف تتعرض له .
منتهي السعادة و التباهي والتفاؤل تشعر به الأخت حينما يزورها أخيها في بيتها ، تتباهي بقوة الروابط الأسرية بينهما ،و تشعر بأنه جاء يعطيها القوة و الأمان فتجد وجهها أكثر إشراقا وروحها أكثر بشاشه . تود أن تنادي علي الدنيا كلها لتصافحه متباهيه به وتنادي علي أولادها بزهو تعالوا سلموا علي خالكم
يا أولاد ..
من أهم المكاسب في مودة وتقارب وزيارة الأخ لأخته في بيت زوجها هو إحساسها أمام زوجها بوجود سند لها تقوي به مما يساهم في تحسن حالتها النفسية ، و تبث في نفوس ابنائها تلك الروح .
إن أجمل ما يشعر به الأخ هو إحساسه بأن أخته تقوم بدور الأم في حياته سواء كانت الأم موجودة أو غائبة ، هو يشعر بالسند الروحي ، وفي مراحل التواجد في بيت الأسرة تكون هي أقرب أصدقاؤه ، يستشيرها في ملابسه و ما يستعمله من عطور و ترتيب إحتياجاته لأن الأخت لها ذوق لطيف في الإختيار و الترتيب خاصة حاجة أخيها و في الكبر يشعر بوجود أمه التي فقدها في حياته حين يزور أخته ..
أنت لا تهمل في زيارة أختك والسؤال عنها مهما كان إنشغالك ، كذلك الأخت يجب أن لا تشغلك الحياة عن زيارة و السؤال عن أحوال أخيكي ..
عندما تشعر بضيق في صدرك ،إذهب لأختك أو إذهبي لأخيكي ف ...
هناك تحلو الحياه .