رامي بن سالم البوسعيدي

 

مع بدء إجازة العيد الوطني خلال ساعات يُصبح من المُهم تعزيز مفهوم السياحة الداخلية ودعوة المواطنين والمقيمين إلى الاستمتاع بجمال عُمان والاستفادة من هذه الفترة لدعم الاقتصاد الوطني، إن قضاء هذه الإجازة داخل البلاد لا يمنح المواطنين فرصة لاستكشاف ثقافة وتراث بلدهم فحسب، بل يُسهم أيضًا في تحقيق أهداف اقتصادية مُستدامة، في ظل ما نتمتع به من تنوع جغرافي وثقافي كبير يجعل من بلدنا وجهة سياحية متكاملة، ليس للسياحة الداخلية فقط، بل حتى في استقطاب سياح من الخارج.

ومن الفوائد المميزة للسياحة الداخلية أنها عادةً ما تكون أقل تكلفة من السفر إلى الخارج، حيث يمكن للمواطنين الاستمتاع بتجربة سياحية غنية بأقل التكاليف الممكنة، وتوفر السياحة الداخلية تجربة متكاملة تشمل استكشاف المناظر الطبيعية والتاريخية وتذوق الأطباق المحلية، دون تكاليف الطيران أو الإقامة الباهظة التي غالبًا ما تصاحب السفر إلى الخارج، كما تتيح السياحة الداخلية فرصة الاستفادة من عروض الفنادق والمرافق السياحية المحلية التي تطرحها خلال إجازة العيد الوطني، مما يجعلها خيارًا اقتصاديًا ممتازًا.

من جانب آخر تُسهم السياحة الداخلية في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال عدة جوانب، أبرزها إبقاء الأموال داخل البلاد، مما يزيد من نمو الاقتصاد المحلي ويحقق أهداف التنمية المستدامة عند استثمار الأموال في السياحة المحلية، ويُمكن تحقيق عدد من المنافع، منها دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث إن إنفاق الأموال على المنتجات والخدمات المحلية يعزز المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مما يوفر المزيد من فرص العمل ويدعم رواد الأعمال العمانيين في تطوير أعمالهم، وهذا بدوره يُشجع المستثمرين على تعزيز الجودة والتوسع، مما يسهم في التنمية الاقتصادية.

ويمكن للسياحة الداخلية تعزيز النمو الاقتصادي من خلال بقاء الأموال داخل الاقتصاد المحلي وهو ما يعزز الدورة الاقتصادية ويزيد من قدرة البلاد على تحقيق الاكتفاء الذاتي، فعندما يستثمر المواطنون في السياحة الداخلية، يتمكن القطاع السياحي المحلي من النمو والازدهار، مما يساهم في تحفيز الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على الواردات، وفي ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، تلعب السياحة الداخلية دورًا هامًا في تقليل الآثار السلبية التي يمكن أن تؤثر على الاقتصاد، إذ يقلل اعتماد المواطنين على السفر إلى الخارج، مما يُخفف من الضغط على العملات الأجنبية ويُحافظ على الاستقرار الاقتصادي.

السياحة الداخلية تعد فرصة مهمة لدعم المشاريع العُمانية، سواء كانت في مجال الضيافة أو الخدمات السياحية عند الإقامة في الفنادق المحلية وتناول الطعام في المطاعم العُمانية، يُساهم المواطنون في دعم المؤسسات المحلية التي تعتمد بشكل كبير على السياحة، ويسهم هذا الدعم في تحقيق التوسع والنمو لهذه المشاريع، ويزيد من قدراتها التنافسية، مما يُعزز من تجربة السياحة داخل عُمان.

كما إن السياحة الداخلية لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل تساهم في تعزيز الهوية الوطنية لدى المواطنين، من خلال استكشاف المناطق التراثية والثقافية والتعرف على تاريخ البلاد وتعزيز حب الوطن والانتماء، ويزداد الوعي بأهمية المحافظة على البيئة والطبيعة العُمانية، كما أن هذه التجارب تتيح للأجيال الصاعدة التعرف على إرثهم الثقافي وتعزيز شعورهم بالفخر والانتماء.

عُمان ليست بحاجة لمن يتكلف في الثناء عليها، فهي تضم شواطئ خلابة، وجبالًا شاهقة، وأودية عميقة، بالإضافة إلى مواقع أثرية وثقافية غنية تعكس تراثًا عريقًا، هذا التنوع يتيح للسياحة الداخلية أن تكون تجربة فريدة ومثرية، حيث يجد السائح بداخلها كل ما يبحث عنه، سواءً كان يهوى المغامرات في الطبيعة أو يفضل الاسترخاء على الشواطئ.

إنَّ قضاء العيد الوطني في استكشاف جمال عُمان بمثابة فرصة ذهبية للتعبير عن حب الوطن، ودعوة للمساهمة الفعالة في دعم الاقتصاد المحلي، فالسياحة الداخلية ليست فقط وسيلة للترفيه؛ بل هي استثمار في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وفرصة لتعزيز الهوية الوطنية وإثراء التجارب الشخصية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزيرة السياحة اللبنانية: علاقات التعاون مع مصر وثيقة.. ونسعى لعودة لبنان سويسرا الشرق

أشادت وزيرة السياحة اللبنانية، لورا الخازن لحود، بعلاقات التعاون الوثيقة مع مصر، مشيرة إلى أنها بحثت مع وزير السياحة المصري شريف فتحي، خلال لقائهما في دبي على هامش المشاركة في معرض السفر العربي أواخر شهر أبريل الماضي، سبل فتح آفاق أرحب للتعاون الثنائي بين مصر ولبنان خلال الفترة القادمة.

وقالت، لورا لحود، في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الجمعة، إن الحرب في جنوب لبنان أثرت على الوضع السياحي في لبنان ولكن اللبنانيين بصمودهم وإرادتهم قادرون على إعادة الثقة في بلادهم ، مؤكدة أن الوضع حاليا أفضل بكثير وهناك مهرجانات ثقافية وفنية يتم تنظيمها في لبنان وأخرها حفل الفنانة ماجدة الرومي الذي افتتحت به مهرجان "أعياد بيروت" يوم الثلاثاء الماضي، والذي كان بمثابة افتتاح الموسم الصيفي، وأن هدف وزارة السياحة أن تكون السياحة ممتدة على مدار العام وفي كل المناطق وليس بيروت فقط أو الأماكن السياحية الشهيرة.

وأضافت أن "الحجوزات هذا الصيف إلى لبنان وفي فنادقه واعدة، وأولوية رئيس الجمهورية جوزيف عون والحكومة برئاسة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام هي استعادة ثقة المجتمع الدولي وثقة الأشقاء العرب، الذين ننتظر عودتهم هذا الصيف إلى لبنان ".

وفيما يتعلق بالتحضيرات الجارية لمواكبة الموسم السياحي بما فيها المهرجانات الدولية، قالت الوزيرة لورا لحود: "نساعد القائمين على المهرجانات معنويا وليس ماديا لأنه لا توجد مثل هذه الإمكانيات المادية، وهدفنا كحكومة أن تعود الثقة في السياحة اللبنانية ونتخذ كل الإجراءات اللازمة بالتعاون مع كافة الوزارات المعنية لأنه لا توجد سياحة بدون ثقة أو أمن أو استقرار".

وأضافت: "السياحة تغذي جزءا كبيرا من الاقتصاد ولبنان قائم في جزء كبير من دخله على السياحة ولا توجد سياحة بدون ثقة ولا توجد ثقة بدون أمن واستقرار"، مشيره إلى ثقتها التامة في الحكومة لحل أى مشكلات أو عوائق .

واستطردت قائلة: أنا لدي الثقة التامة في الرئيس والحكومة في إنجاز كل شىء لازم حتى تبسط الدولة كل سلطتها على كل البلد، وبالرغم من الصعوبات خلال الفترة الماضية ، إلا أنه كانت هناك مطاعم يتم افتتاحها وأنشطة سياحية أخرى للقطاع الخاص ولكن إذا توافر الأمن والاستقرار ستعود السياحة كما كانت من قبل ويعود لبنان" سويسرا الشرق".

وحول سبل تعزيز الاستثمار في البنية التحتية السياحية في لبنان ، قالت لحود: "بالثقة والأمن والاستقرار لأن أي مستثمر في أي مكان يريد أن يكون الأمن متوافرا في المكان الذي يستثمر فيه، فضلا عن أن المناخ والطقس في لبنان جميل طول العام وهو من ضمن الأشياء التي تميز هذا البلد ، فضلا عن أن الشعب اللبناني مضياف بطبعه ويستقبل جميع الوفود بترحاب وود شديدين، وهدفنا استمرار السياحة طوال العام وليس خلال موسم الصيف فقط، كما أننا نعمل على تشجيع وتوفير كل أنواع السياحة، مثل السياحة الثقافية، والفنية، والدينية والطبية، والزراعية والرياضية والبيئية.

وتابعت: لبنان بلد متنوع سياحياً، لدينا الطبيعة الخلابة، إضافة إلى بحر وجبال وتزلج ورياضة..وننظم مهرجانات موسيقية وفنية على مدار السنة، في مختلف المناطق، من الموسيقى الشرقية إلى الكلاسيكية، ومن المعارض الثقافية إلى العروض الفنية، وكل سائح سيجد ما يناسب ذوقه، وأولوياتنا إخراج قطاع السياحة من الطابع الموسمي الضيق، عبر تنويع الفرص السياحية وتشجيع المبادرات المحلية في كل الفصول، بالاعتماد على الطاقات الكبيرة الفاعلة في مجالات السياحة البيئية والثقافية والدينية والطبية، مع تفعيل التعاون مع القطاعات الخاص، والنقابات، والبلديات، والجمعيات المحلية من أجل إحياء المناطق التي لا تحظى عادةً بحركة سياحية واسعة، وكذلك نسعى إلى تحسين تجربة الزائر بشكلٍ شامل وتنشيط الاستثمار في القطاع السياحي، وتحسين الخدمات والتنسيق مع الوزارات الأخرى، لأن كل تفصيلة صغيرة تؤثر في الصورة العامة للبنان كوجهة سياحية جاذبة.

وقالت وزيرة السياحة اللبنانية: "هدفنا تحقيق تغيير ملموس يشعر به الزائر والمواطن على حد سواء، من خلال تعزيز السياحة المستدامة وتنويعها على مدار العام، وتوفير مناخ مستقر وآمن يسمح للقطاع الخاص بالاستثمار بثقة، وللزوار بأن يستمتعوا بما يقدمه لبنان، ومن وجهة نظري أن المنتج السياحي ليس مجرد مادة وإنما ذاكرة وعاطفة ، والهدف من هذا أن السائح أو الزائر عندما يأتي إلى لبنان يكون لديه انطباع محفور في ذاكرته بكل ما شاهده وعايشه وأن يرتبط به وجدانيا.

وأكدت أهمية عودة السياحة العربية للبنان، قائلة :"هذه أولوية وزارتنا، أن يعود كل الأشقاء العرب على لبنان لأنهم أشقاء لنا ولبنان بيتهم الثاني وعائلتهم الكبيرة وكثير منهم يملكون عقارات في لبنان ونتعاون مع كل الجهات المعنية مثل وزارة الداخلية وقطاع الأمن العام، وإدارة المطارات، فضلا عن مطالبة النقابات السياحية وجميع الهيئات المعنية بالملف السياحي أن تلتزم بالأسعار المحددة.
كما أكدت أن هناك أملا كبيرا بالعهد الرئاسي الجديد وأن هدف الرئيس والحكومة العمل فعلا لصالح اللبنانيين خلال فترة قصيرة، وشخصيا لدي ثقة تامة في الرئيس ورئيس الورزاء والحكومة وهناك تعاون كبير بين الوزارات لإنجاز الملفات المشتركة بهدف إنجاح لبنان وتحقيق مصلحته، وهناك أمل كبير بإعادة الحياة إلى قطاع السياحة.

وأضافت: ما نشهده اليوم من مبادرات محلية ومشاريع فردية أو جماعية في مجال المطاعم والفنادق وتنظيم المهرجانات، يؤكد أن الإرادة موجودة، لكن دور الوزارة هو دعم هذه المبادرات، وتسهيل عمل أصحابها، والتنسيق معها لتتحول إلى نتائج ملموسة وفعّالة وتكاملية.

وأردفت: لبنان يشتهر بالمطبخ اللبناني الجميل والمتميز والمطاعم ، كما أن المطبخ اللبناني من الأبرز عالمياً، ويقصده كثير من الزوار فقط لتذوق أطباقه، والطهاة اللبنانيون يُعدون من الأفضل في العالم.
وحول الإجراءات التي تم اتخاذها لتحسين تجربة السائح، قالت الوزيرة إنه يتم تطوير المطار، ولا توجد وزارة تستطيع أن تعمل بمفردها، ونتعاون مع وزارة الأشغال العامة والنقل، بهدف تيسير عملية دخول وتقديم الخدمة للسائحين، وخاصة العرب والمرافقين لهم والالتزام بالأسعار، وتسهيل الخدمات المرتبطة بالعقارات، وهدفنا إلغاء العوائق التي قد تواجه القادمين إلى لبنان ومن جهتنا في وزارة السياحة، نعمل بواقعية، من خلال مشاريع واضحة وقابلة للتنفيذ خلال فترة زمنية قصيرة، ونحرص على التعاون مع كافة الأطراف لإنجاح هذه المشاريع.

وبشأن استعداد الوزارة لاستقبال المغتربين اللبنانيين هذا الصيف؟ قالت الوزيرة لورا لحود، إن الوزارة تستعد لاستقبالهم بكل طاقتها، نحن بانتظارهم، وكل شيء سيكون مجهزاً من أجل راحتهم، نعمل على توظيف العلاقة الوثيقة مع المغتربين اللبنانيين حول العالم للاستفادة من خبراتهم وشبكاتهم في الترويج للبنان، وتشجيعهم على لعب دور فعال في نهضة القطاع السياحي والمساهمة في الاستثمار والتنمية على امتداد المناطق، فالسياحة تبعث الأمل وتعزز التبادل والتفاهم، كما تساعد على نشر ثقافة البلد داخلياً وخارجياً.

طباعة شارك مصر لبنان السياحة

مقالات مشابهة

  • حصاد نشاط وزارة السياحة والآثار في الأسبوع الأول من يوليو
  • "شبكة تجفيف العملة".. تأجيل محاكمة 9 متهمين بينهم كويتي بتهمة ضرب الاقتصاد الوطني
  • وزير الداخلية الألماني يدعو إلى تعزيز الحماية المدنية في ظل تغير التهديدات
  • السياحة توضح تفاصيل مصروفاتها خلال النصف الأول من الـ 2025
  • مندوبية التخطيط: نمو الاقتصاد المغربي سيصل لـ4,4 بالمائة خلال الفصل الثالث من 2025
  • نمو اقتصادي متوقع بـ4.4% في المغرب خلال الفصل الثالث من 2025
  • الداخلية تشيد بجهود المختبرات الجنائية.. إنجاز يُعزز منظومة الأمن الوطني
  • وزيرة السياحة اللبنانية: علاقات التعاون مع مصر وثيقة.. ونسعى لعودة لبنان سويسرا الشرق
  • سلطنة عُمان وبلغاريا تبحثان تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بينهما
  • المغرب يستقبل 8,9 ملايين سائح خلال النصف الأول لسنة 2025 (وزارة السياحة)