◄ إسناد 42 مشروعا في قطاع الطرق خلال 2024

◄ نقلة نوعية في منظومة النقل البري والبحري

◄ مواصلة العمل لتحسين كفاءة العمليات اللوجستية وتبسيط الإجراءات

◄ إطلاق برامج ومبادرات لتعزيز تبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات التنموية

◄ توفير 1728 وظيفة جديدة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات

◄ إصدار 255344 تصريحا في قطاع النقل البري

◄ استقطاب استثمارات دولية في مجال أشباه الموصلات

◄ مليار ريال مساهمة القطاع اللوجستي في الناتج المحلي الإجمالي

◄ منح ترخيص لـ22 مزودا لخدمات الاتصالات

◄ 60 مليون ريال حجم الاستثمارات العامة والخاصة في الذكاء الاصطناعي

مسقط- الرؤية

حققت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات العديد خلال العام الجاري العديد من الإنجازات في مختلف القطاعات المتمثلة في النقل البري والبحري والطرق والموانئ واللوجستيات والحياد الكربوني والبرنامج الوطني للفضاء والذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة، وبرنامج التحول الرقمي الحكومي، والاتصالات والبريد، وصناعة الأمن السيبراني، والصناعة الرقمية.

وجاء إسناد مجلس المناقصات الأسبوع الماضي لتنفيذ الجزء الثالث والرابع والخامس لمشروع ازدواجية طريق (أدم-هيما- ثمريت) وأيضاً إسناد تنفيذ مشروع طرق بجبل شمس، ليعزز شبكة الطرق الاستراتيجية التي تنفذها الوزارة، إذ بلغ عدد مشاريع الطرق التي أسندت هذا العام 42 مشروعاً.

ويجري العمل حالياً على تنفيذ 3 مشاريع من الطرق ذات الأبعاد الاستراتيجية الكبيرة مثل مشروع استكمال طريق الشرقية السريع (الجزء الثاني – المرحلة الثانية)، وبلغت نسبة إنجازه (%15) حتى نهاية أكتوبر 2024م واستكمال مشروع طريق الباطنة الساحلي (المرحلة الأولى)، وبلغت نسبة إنجازه (3%) حتى شهر أكتوبر 2024م، وتصميم وتنفيذ طريق (دبا – ليما – خصب) بمحافظة مسندم وبلغت نسبة الإنجاز حوالي 26%، وافتتحت الوزارة مؤخراً طريق الرسيل-بدبد بطول 27 كيلومتر.

وتعمل الوزارة حالياً على تنفيذ عدد من مشاريع الطرق الحيوية ذات الأبعاد التنموية الكبيرة في مختلف محافظات السلطنة مثل مشروع تصميم وتنفيذ ازدواجية وصلة طريق لوى، وتنفيذ أعمال وصلات طرق لربط أربع قرى بولاية شناص بطريق الباطنة السريع إضافة إلى طرح ما يقارب 16 مشروعاً من المشاريع المرتبطة بالطرق ذات الأبعاد الاستراتيجية والاقتصادية الهامة.

وعملت الوزارة على إصلاح حوالي 80 موقعاً من الطرق المتضررة في مختلف المحافظات بسبب الأحوال الجوية وعبور الأودية،  وشهدت منظومة النقل البري والبحري هذا العام نقلة نوعية سواء على المستوى التشريعي والتنظيمي أو تبني الأنظمة التقنية الذكية وهو ما انعكس من خلال زيادة التصاريح، وعمليات الرقابة والتفتيش، وارتفاع أنشطة النقل البري والبحري خلال هذا العام.

وعلى مستوى تعزيز دور القطاع اللوجستي في دعم الاقتصاد الوطني عملت الوزارة ممثلة بمركز عمان للوجستيات على تنفيذ عدد من المشاريع والمبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى تحسين كفاءة العمليات اللوجستية وتبسيط الإجراءات، بما يُسهم في تعزيز تنافسية سلطنة عُمان على الصعيدين الإقليمي والدولي، وهو ما انعكس من خلال زيادة مؤشر نسبة فرص توظيف العمانيين في هذا القطاع إلى حوالي 20% بينما بلغت حصة  مساهمة القطاع اللوجستي في الناتج المحلي الإجمالي أكثر من مليار عماني حتى نهاية يونيو 2024 ، كما بلغت حصة السوق العماني من السلع التي تتدفق في المنطقة حوالي 15 مليار ريال عماني حتى سبتمبر الماضي.

وتواصل الوزارة تعزيز دور القطاع اللوجستي في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال تنفيذ عدد من المشاريع والمبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى تحسين كفاءة العمليات اللوجستية وتبسيط الإجراءات أبرزها: الموافقة على تفعيل عدد من المحطات المتكاملة للتفتيش والتخليص (غضفان ومحطة سوق سلال للخضروات والفواكه) وفقاً لمعايير إنشاء وعمل المحطات اللوجستية المتكاملة للتخليص والتفتيش، وإصدار الدليل الموحد لمعايير واشتراطات المخازن بسلطنة عمان لتوحيد جميع الاشتراطات والمعايير للمخازن والمستودعات، وتحليل وإعادة هندسة إجراءات الاستيراد والتصدير عبر الموانئ العمانية،  إلى جانب تنفيذ المشروع التجريبي لوثيقة نقل الالكترونية بتقنية البلوكتشين في ميناء صحار الصناعي،  وتنفيذ المشروع التجريبي لنظام مجتمع الموانئ في ميناء صحار، وتشكيل لجنة تنظيم سوق العمل في القطاع اللوجستي.

طرحت الوزارة هذا العام عددا من المشاريع الاستثمارية في قطاع الموانئ مثل إدارة وتشغيل وتطوير مرفأي شنه ومصيرة، وميناء شناص، وميناء خصب، وتفعيل الأنشطة التجارية بميناء السلطان قابوس، وتحويل ميناء الصيد البحري في ضلكوت إلى ميناء تجاري.

علاوةً على ذلك طرحت الوزارة عدد من مشاريع الموانئ والأرصفة التعدينية مثل ميناء الشويمية التعديني، ومشروع رصف تعديني للرصيف البحري بخطمة ملاحة بولاية شناص والذي بلغت نسبة الإنجاز في الأعمال الإنشائية به حوالي 90%.

كما تقوم الوزارة حالياً بالتفاوض مع عدة شركات لتوقيع اتفاقيات امتياز وإدارة وتشغيل لعدد من الموانئ لتعظيم الفائدة من البنى الأساسية الموجودة بالموانئ وزيادة العائد الاقتصادي، وفي مجال تعزيز قطاع السياحة البحرية في سلطنة عمان تعمل الوزارة حالياً بالتعاون مع جميع الشركاء الإستراتيجيين على مراجعة إستراتيجية تطوير قطاع السفن واليخوت السياحية في سلطنة عمان.

وضمن سعي الوزارة لتحقيق خطتها لخفض انبعاثات الكربون في قطاع النقل تم تركيب أكثر من 120 شاحن كهربائي موزع على كافة محافظات السلطنة، وارتفعت أعداد المركبات الكهربائية لتصل إلى 1500 مركبة كهربائية بزيادة حوالي 300%.

وعلى صعيد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، واصلت الوزارة تنفيذها لمستهدفات البرنامج الوطني للاقتصاد الرقمي حيث شهدت الأعمال في مكونات هذا البرنامج تطورات وإنجازات عديدة حيث أطلقت الوزارة تم إطلاق البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة الذي يهدف لتعزيز تبني الذكاء الاصطناعي في القطاعات التنموية والاقتصادية وتحقيق التقدم في المؤشرات الدولية، وقد بلغ حجم الاستثمارات العامة والخاصة في الذكاء الاصطناعي من 2021 حتى 2024  حوالي 60 مليون ريال عماني.

وعلى صعيد البرنامج الوطني للتحول الرقمي تواصل العمل على تبسيط وأتمتة الخدمات الحكومية الأساسية وتقليل الإنفاق المالي وتفادي الازدواجية، وقد بلغ عدد المعاملات المنجزة عبر المنصة الوطنية للتكامل الإلكتروني أكثر من مليار و 400 مليون معاملة محتى نهاية أكتوبر من العام الجاري، ومن ناحية أخرى تم الانتهاء من دراسة وتحليل 100 خدمة لمشروع البوابة الوطنية الإلكترونية الجديدة وتحديد طرق وآليات التنفيذ المناسبة، حيث تستهدف البوابة في المرحلة الأولى التكامل مع  10 مؤسسات حكومية.

وبلغت عدد المعاملات الالكترونية باستخدم التصديق الإلكتروني أكثر من 23 مليون معاملة إلكترونية من يناير حتى سبتمبر من هذا العام سواء باستخدام التصديق الإلكتروني في البطاقة الشخصية / الإقامة والهاتف المتنقل مما يعزز الثقة بالتعاملات الإلكترونية. وفي قطاع الاتصالات والبريد تم منح ترخيص لـ(22) مرخص له بتقديم خدمات الاتصالات، وأكثر من (70) مرخص له بتقديم الخدمات البريدية، كما تم اعتماد عدد (15) من مزودي خدمات تقنية المعلومات.

ونتيجة لجهود الوزارة لتعزيز التعمين عن توفرت (1728) وظيفة جديدة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات منذ يناير حتى سبتمبر من العام الجاري 2024 بلغ (1728) وظيفة.

وأصدرت الوزارة خلال الفترة من يناير حتى نهاية سبتمبر 2024م عدداً من التصاريح المتعلقة بالنقل البري بلغ إجمالها (255,344) تصريحاً، محققةً إيرادات بلغت 5,909,989)) ريال عُماني، كما قامت الوزارة خلال هذا العام بتنظيم عمليات تفتيش على الأفراد والمنشآت العاملة في قطاع النقل البري للتأكد من الالتزام باشتراطات اللائحة التنفيذية لقانون النقل البري.

وعلى صعيد النقل البحري تمت الموافقة على انضمام سلطنة عمان إلى اتفاقية المنظمة الدولية للمساعدات الملاحية البحرية؛ كما وقعت عدد من اتفاقيات التعاون الدولي في مجال النقل البحري. وتبلغ عدد المساعدات الملاحية (المنارات والعوامات والركائز) التي تشرف عليها الوزارة 173 مساعدة ملاحية، تتمثل في أجهزة وأنظمة وخدمات خارج السفينة مُصممة لضمان سلامة وفاعلية الملاحة البحرية للبحّارة ومرتادي البحر وفق القوانين والأنظمة الدولية.

وقد ارتفعت نسبة التصاريح الملاحية للسفن الاجنبية في البحر الإقليمي لسلطنة عمان بنسبة (10%) خلال النصف الاول من العام 2024م مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، كما ارتفعت عدد الخدمات بالأنشطة البحرية بنسبة (60%) مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، وارتفعت أعداد تسجيل الوحدات البحرية والسفن خلال النصف الأول من عام 2024م بنسبة (30%) عن العام السابق، كما ارتفعت أعداد تجديد الوحدات البحرية والسفن بنسبة (46%).

وأطلقت الوزارة برنامجًا خاصًّا لخفض انبعاثات الكربون يتضمن عددًا من المشاريع والمبادرات في قطاع النقل واللوجستيات؛ ففي مجال التنقل الأخضر تم تنفيذ مشروع طريق (دبا - ليما – خصب) باستخدام معدات كهربائية لتقليل الانبعاثات الكربونية حيث تعتبر هذه المبادرة الأول من نوعها في الشرق الأوسط، كما تم تدشين مبادرة مشروع الممرات الخضراء للشاحنات التي  تعمل بطاقة الهيدروجين الأخضر؛ مما يعزز الاستدامة في قطاع النقل، إلى جانب ذلك تم تدشين مبادرة مشروع الوقود المستدام للطائرات بهدف تطوير حلول تكنولوجية لإنتاج واستخلاص وقود طائرات أكثر استدامة  (SAF)، مع التركيز على المصادر الطبيعية المتجددة، وكذلك إطلاق مشروع تجريبي لتفعيل الدراجات الكهربائية في توصيل الطعام حيث يتم استخدم الدراجات الكهربائية في توصيل الطلبات في سلطنة عمان بهدف تقليل انبعاثات الكربون وتعزيز الاستدامة.

وقد تم إطلاق أول حافلة كهربائية من شركة "مواصلات" لتعزيز الاستدامة لمنظومة النقل العام في سلطنة عمان، وفيما يخص قطاع الموانئ فهناك مبادرات عديدة أهمها تحويل معدات الموانئ الحالية للعمل بالطاقة الكهربائية وأيضا توصيل السفن بالطاقة النظيفة في حين انتظارها لإنهاء إجراءاتها وأيضا هناك مبادرتين إحداهما تسيير وقود القطر والإرشاد بوقود الديزل الحيوي، إلى جانب ذلك تعمل الوزارة على تعظيم دور تقنية المعلومات والاتصالات من خلال خفض الانبعاثات في مراكز البيانات وفي أبراج الاتصالات كطريقة مباشرة لتقليل الانبعاثات.

وصدرت هذا العام عدة تراخيص لتعزيز خدمات الاتصالات حيث تم إصدار ترخيص من الفئة الأولى لشركة ستارلينك مسقط لإنشاء وتشغيل نظام اتصالات فضائية لتقديم خدمات الاتصالات العامة الثابتة، كما تم إصدار أول ترخيص لشركة إكنان للتكنولوجيا. كما سعت سلطنة عمان إلى استكمال شبكة الاتصالات الحديثة وتوسيع تغطية الإنترنت والجيل الخامس في مختلف المحافظات، كما تعمل السلطنة على تحديث التشريعات والقوانين المرتبطة بقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وذلك بهدف توفير بيئة ملائمة للابتكار وريادة الأعمال في القطاع الرقمي، كما تم منح ترخيص لـ(25) مرخص له بتقديم خدمات الاتصالات.

وشهد قطاع البريد سلسلة من الإنجازات البارزة التي أسهمت في تعزيز قدراته وكفاءته أبرزها حصول السلطنة ممثلة في "بريد عُمان" على المركز الأول على صعيد أداء خدمة البريد السريع الدولي للعام الثاني على التوالي، والمركز الثاني في فئة تجربة العملاء من بين 190 عضوًا في الاتحاد البريدي العالمي ويؤكد حفاظ سلطنة عُمان على صدارتها العالمية في أداء خدمة البريد السريع على النمو المستمر، كما تم منح (63) مرخص له بتقديم الخدمات البريدية.

وعلى صعيد سعي الوزارة لتحقيق رؤيتها لبرنامج الفضاء بأن تكون عمان البوابة الإقليمية لتطبيقات الفضاء الداعمة للتنوع الاقتصادي نظمت الوزارة خلال الفترة من 8-10 يناير من هذا العام مؤتمر الشرق الأوسط للفضاء، كما انضمت سلطنة عمان ممثلة بالمركز الوطني للفضاء والتقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي لعضوية الاتحاد الدولي للملاحة الفضائية. كما تم تنظيم عدد من الورش التدريبية المتخصصة في تحليل صور الأقمار الاصطناعية استهدفت الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال والباحثين عن عمل من المتخصصين في هذا المجال.

وضمن "المبادرة الوطنية لتمكين الاقتصاد الوطني المعزز بالذكاء الاصطناعي" التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد حيث تهدف هذه المبادرة لإدماج تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في المشروعات والبرامج الإنمائية وتم اعتماد مبلغ 10 مليون ريال عماني لمشروعات المبادرة في 2024.

وتعامل المركز الوطني للسلامة المعلوماتية خلال التسعة أشهر لعام 2024 مع 136 حادثة أمنية تم اكتشافها ومعالجتها، كما قامت الوزارة بنشر 25 تنبيه وتحذير سيبراني والذي يتعلق بالثغرات الأمنية وتوفير الإرشادات للتعامل معها ومعالجتها، أما بالنسبة لقضايا الأدلة الرقمية التي تم التعامل معها في المختبر الوطني للأدلة الرقمية بلغ عددها 164 قضية، وعدد الأجهزة التي تم إجراء التحليل الرقمي لها (الحاسوب المكتبي، الحاسوب المحمول، الهواتف، القرص الصلب الخارجي) 757 جهاز.

وتواصل الوزارة العمل خلال العام 2024 ضمن برنامج الصناعة الرقمية على استقطاب استثمارات دولية في مجال أشباه الموصلات وبناء قدرات وطنية متخصصة في هذه الصناعة الحيوية،  وأهم ما تم تحقيقه: استقطاب شركة GSME المتخصصة في تصميم وتصنيع الرقائق الإلكترونية واستمرار أعمالها التشغيلية في السلطنة في مجال تصميم واختبار أشباه الموصلات والرقائق الإلكترونية، وتصاميم عُمانية لرقائق إلكترونية متقدمة (عُمان-1 وعُمان-2) بحجم 180 نانومتر، وتجهيز معمل مُعد ومجهز محلياً من قبل الشركة لاختبار وتغليف أشباه الرقائق الإلكترونية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إلزامية تطبيقات مركبات الأجرة.. تحول نوعي لتنظيم وتوسيع خدمات النقل الذكي

يشهد قطاع النقل في سلطنة عُمان تحوّلاً نوعيًا في ظل التوسع في استخدام التطبيقات الذكية المرخصة، والتي أصبحت جزءًا مهمًا من البنية الحديثة لخدمات النقل الفردي، بما يتماشى مع التوجهات الوطنية نحو الرقمنة وتوظيف التكنولوجيا في القطاعات الحيوية. وفي هذا الإطار، تواصل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات جهودها لتنظيم هذا القطاع وضمان استدامته، من خلال تبني أطر تنظيمية وتشريعية تسهم في رفع كفاءة الخدمة، وتحقيق التوازن بين مصلحة المستخدمين والسائقين ومشغلي التطبيقات، كما قامت الوزارة مؤخرا بفرض قرار الزام سائقي مركبات الأجرة بالتسجيل الالزامي في هذه التطبيقات مع بداية ابريل القادم.

ويأتي هذا التوجه في سياق أوسع يرتبط برؤية عُمان 2040، التي تؤكد على أهمية الاقتصاد الرقمي والخدمات الذكية كرافد أساسي لتعزيز جودة الحياة، ودعم القطاعات الحيوية ومنها قطاع النقل ، ومع أن التوجه نحو التكنولوجيا في هذا المجال يحمل فرصًا كبيرة لتطوير القطاع وتعزيز جاذبيته، إلا أن التحديات المرتبطة بمدى جاهزية السائقين، واحتياجاتهم للتدريب والدعم، تظل عناصر جوهرية ينبغي التعامل معها بمرونة وواقعية، لضمان نجاح الانتقال السلس نحو هذه النماذج التشغيلية الحديثة.

"عمان" استطلعت أثر تطبيق القرار مع المعنيين في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وعدد من السائقين العاملين في هذا المجال .

وقال المهندس هيثم بن أحمد الزدجالي، مدير دائرة النقل البري في وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، أن قطاع النقل شهد في السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا مع انتشار تطبيقات مركبات الأجرة الذكية، حيث أصبحت وسيلة رئيسية يعتمد عليها الكثيرون في تنقلاتهم اليومية ، وأوضح أن الوزارة لعبت دورًا رئيسيًا في هذا التطور من خلال وضع الأطر التنظيمية والسياسات الداعمة، التي تضمن تقديم خدمات ذات جودة عالية تتماشى مع احتياجات المستخدمين والسائقين على حد سواء، مما يسهم في تعزيز الثقة في هذه المنظومة الحديثة.

اشتراطات واضحة

وأكد الزدجالي أن الوزارة أولت اهتمامًا خاصًا بتنظيم تطبيقات مركبات الاجرة، حيث وضعت اشتراطات واضحة للحصول على التراخيص اللازمة، تشمل الفحص الأمني، والسجل التجاري، والعلامة التجارية، والتقييم الفني للتطبيقات، كما تهدف هذه الإجراءات إلى ضمان جودة الخدمات المقدمة وحماية حقوق المستخدمين وأصحاب التطبيقات على حد سواء، وذلك ضمن إطار تنظيمي يسهم في تعزيز بيئة تنافسية عادلة تدعم التطور المستدام لهذا القطاع، ورغم التقدم الكبير الذي شهده قطاع النقل الذكي، إلا أن هناك تحديات ما زالت تواجه الوزارة، أبرزها تخوف بعض أصحاب سيارات الأجرة من الانضمام إلى التطبيقات الذكية، نظرًا لقلقهم من فقدان العملاء أو تقلبات التسعيرة ، مشيرا بأن بعض السائقين يحتاجون إلى مزيد من التوعية حول الفوائد التي يمكن أن تحققها لهم هذه التطبيقات، سواء من حيث تحسين دخلهم أو من حيث زيادة فرص الحصول على رحلات أكثر انتظامًا ، وتسعى الوزارة إلى معالجة هذه التحديات من خلال حملات توعوية تهدف إلى تعريف السائقين والمستخدمين على حد سواء بمزايا هذه الخدمات، إضافة إلى خلق بيئة تنظيمية تضمن تحقيق الفائدة لجميع الأطراف المعنية.

تنظيم القطاع

وأضاف : أن الوزارة تعمل على استراتيجيات تهدف إلى توسيع نطاق خدمات تطبيقات مركبات الاجرة لتشمل جميع محافظات سلطنة عمان ، مع التركيز على المناطق النائية والريفية التي تعاني من ضعف خدمات النقل الذكي. كما تسعى الوزارة إلى دمج خدمات النقل العام مع تطبيقات الأجرة، مما يسهم في تعزيز تكامل وسائل النقل وتحسين كفاءتها، وتوفير حلول نقل متطورة تتناسب مع احتياجات المواطنين والمقيمين في مختلف أنحاء البلاد ، مشيرا إلى أن الدراسات التي أجرتها الوزارة أظهرت أن تنظيم قطاع الأجرة أسهم بشكل مباشر في تحسين دخل السائقين، من خلال توفير فرص عمل أكثر استقرارًا لهم، كما أسهم في تقديم خدمات نقل أكثر كفاءة وراحة للمستخدمين. وأصبح بإمكان الركاب الاستفادة من مزايا عديدة، مثل إمكانية تتبع الرحلة، ومعرفة التسعيرة مقدمًا، وسهولة الوصول إلى مركبات الأجرة في أي وقت ومكان، مما زاد من مستوى الأمان والشفافية في هذا القطاع الحيوي ،مؤكدا حرص الوزارة على ضمان التزام شركات التاكسي بالأسعار المحددة وجودة الخدمات المقدمة، حيث تمتلك أنظمة متكاملة تتيح لها متابعة بيانات التطبيقات بشكل دوري. كما تقوم بإجراء عمليات تفتيش دورية على المركبات لضمان الامتثال للمعايير المحددة، بما يحقق التوازن بين توفير خدمة ذات جودة عالية والحفاظ على حقوق السائقين والمشغلين.

تولي الوزارة أهمية كبيرة للاستجابة لشكاوى المستخدمين، حيث تعتمد على قنوات مختلفة لتلقي الملاحظات والاستفسارات، سواء عبر التواصل المباشر أو من خلال منصة "نقل" الإلكترونية. يتم تحليل هذه الشكاوى بصفة دورية، بهدف تطوير الخدمات وتحسين تجربة المستخدمين، مما يسهم في تعزيز الثقة في هذا القطاع وتحقيق أعلى مستويات الجودة في خدمات النقل الذكي.

في ختام حديثه، أكد المهندس هيثم الزدجالي أن قطاع تطبيقات التاكسي في سلطنة عمان يمثل نموذجًا للتطور الرقمي الذي تشهده البلاد في مختلف المجالات. وأوضح أن الجهود التنظيمية التي تبذلها الوزارة تهدف إلى تحقيق تجربة نقل آمنة ومريحة للجميع، مشيرًا إلى أن المستقبل يحمل المزيد من التحسينات والابتكارات التي ستجعل خدمات التاكسي أكثر كفاءة وشمولية، وأعرب عن ثقته في أن استمرار تطوير هذا القطاع سيعود بالفائدة على السائقين والمستخدمين على حد سواء، وسيسهم في دعم منظومة النقل في السلطنة بشكل عام.

سلاسة الإستخدام

وأشار جابر بن قاسم البلوشي، سائق سيارة مسجل في احد التطبيقات المرخصة إلى أهمية دعم السائقين خلال هذه المرحلة الانتقالية، مع إقراره بالدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه هذه التطبيقات في تطوير القطاع قائلا: أرى أن الكثير من السائقين، خاصة الكبار في السن، قد يجدون صعوبة في التعامل مع التطبيقات الذكية، لذلك من الضروري أن تتوفر لنا دورات تدريبية تساعدنا على فهم كيفية استخدامها بشكل سلس، حتى لا نشعر بأننا مضطرون لمواكبة التكنولوجيا دون دعم أو توجيه. ليس كل السائقين لديهم خبرة في استخدام الهواتف الذكية أو التطبيقات، وبعضنا قد يواجه مشاكل في التفاعل مع الزبائن عبر التطبيق. إذا كانت هناك ورش عمل أو توجيهات واضحة حول كيفية التسجيل، قبول الرحلات، والتعامل مع أي مشاكل تقنية، فسيكون الأمر أسهل للجميع.

وبالرغم من إيمانه بالمساهمة الإيجابية لهذه التطبيقات في تنظيم القطاع وتوفير تجربة أفضل للركاب، إلا انه أشار بأن هناك تحديات يجب مراعاتها. على سبيل المثال، التطبيقات تفرض عمولات على كل رحلة، وهذا قد يؤثر على دخلنا اليومي، لذا أقترح أن تكون هناك حوافز تشجيعية، مثل تخفيض نسبة العمولة على السائقين النشطين أو تقديم مكافآت شهرية، حتى نشعر بأننا مستفيدون من هذه المنصات بدلاً من أن نتحمل أعباء إضافية ، فنحن نعمل لساعات طويلة ونعتمد على دخلنا اليومي، وإذا ارتفعت نسبة العمولة، فقد نجد أنفسنا نعمل أكثر مقابل دخل أقل، وهذا أمر غير منصف،و يجب أن يكون هناك توازن بين مصلحة التطبيق ومصلحة السائق.

"ومن المهم أيضًا أن يتم وضع سقف واضح لهذه العمولات حتى لا تزداد بمرور الوقت وتصبح عبئًا علينا ، مؤكدا في الوقت ذاته بأن القرار خطوة إيجابية نحو تحسين خدمات النقل، خاصة للسياح الذين يبحثون عن وسائل نقل آمنة وموثوقة. ولكن يجب أن يكون هناك نظام يحمي حقوق السائقين ويضمن لنا دخلاً عادلاً.

ويعتقد البلوشي أن نشر الوعي بين الركاب والسائقين حول فوائد هذه التطبيقات أمر ضروري، وبعض الزبائن ما زالوا غير مدركين لمزايا استخدام التطبيقات، مثل الشفافية في التسعيرة وتحسين جودة الخدمة، لذلك يجب أن تكون هناك حملات توعوية تشجع الجميع على الاستفادة من هذه الأنظمة الحديثة، مما يحقق الفائدة لنا كسائقين وللركاب، وخاصة السياح الذين يبحثون عن وسيلة نقل آمنة وسهلة الاستخدام، إضافة الى أن التطبيقات ستوفر تجربة مريحة وسهلة للسائح يساعد في تحسين صورة عمان كوجهة سياحية، وهذا يعود بالنفع علينا جميعا في النهاية، إذا تم تطبيق هذه الأنظمة بطريقة عادلة ومنظمة، فإنها ستكون خطوة ممتازة نحو تطوير قطاع النقل الداخلي بالنسبة للمواطنين وتعزيز السياحة بالنسبة للزوار القادمين من الخارج إلى سلطنة عمان.

ثقة السياح

ويرى محمد بن سعيد البحري، مهتم بالقطاع السياحي : أن التحول إلى استخدام التطبيقات المرخصة في قطاع سيارات الأجرة يمثل نقلة نوعية نحو تحسين تجربة السائح في سلطنة عُمان، وتعزيز سمعة السياحة العُمانية على المستوى العالمي ، حيث أن هذه التطبيقات تقدم نموذجًا أكثر أمانًا وموثوقية في النقل، وتوفر مزايا مثل تتبع الرحلة، الدفع الإلكتروني، وتقييم السائق، مما يمنح السائح شعورًا بالطمأنينة والثقة، ويقلل من فرص التعرض للاستغلال أو فرض أسعار غير عادلة.

مضيفا بأن السياح يواجهون تحديات عدة مع سيارات الأجرة التقليدية، كعدم وضوح الأسعار وصعوبة التواصل مع السائقين ونقص المعلومات حول الخدمة، لكن التطبيقات تعالج هذه المشكلات من خلال تسعيرة واضحة بإدخال الوجهة مباشرة في التطبيق، وإمكانية الاطلاع على تقييم السائقين مما يسهم في رفع ثقة السياح بالنقل المحلي، ويشجعهم على استكشاف مزيد من الوجهات داخل السلطنة، مما ينعكس إيجابًا على مدة الإقامة ومعدل العودة، فضلاً عن تحسين صورة السلطنة كوجهة عصرية وآمنة.

ويقترح البحري بإطلاق تطبيق وطني موحد لسيارات الأجرة يضمن أسعارًا شفافة وخدمة موثوقة، مع تقديم حوافز للسائقين وتشجيعهم على الانضمام للنظام الرقمي، إلى جانب دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة تنقل متكاملة وآمنة،

مقالات مشابهة

  • إلزامية تطبيقات مركبات الأجرة.. تحول نوعي لتنظيم وتوسيع خدمات النقل الذكي
  • وزير قطاع الأعمال: لدينا استراتيجية شاملة لتطوير الشركات التابعة وتعزيز مساهمتها في الاقتصاد الوطني
  • سعيود يشرف على اجتماع تنسيقي بخصوص المؤسسة الجامعية للنقل والخدمات
  • قطاع الأعمال العام: نعمل على تجهيز عدد من الشركات للطرح في البورصة
  • هيأة الإعلام والاتصالات تبحث مع هواوي  تطوير البنية الرقمية في العراق  
  • كامل الوزير: خطة متكاملة لتطوير ورش كوم أبو راضي وتحويل مصر لمركز صناعي إقليمي
  • وزير الاتصالات: التكنولوجيا الرقمية هى الأداة الأكثر تأثيرا وقدرة على مجابهة التحديات
  • بدءًا من أبريل.. تفعيل منظومة الكارت الموحد للدعم بمحافظة بورسعيد
  • محافظ بني سويف يتابع سير منظومة العمل بالوحدات المحلية والقطاعات
  • قرار وزاري بتخويل صفة الضبطية القضائية لبعض موظفي "النقل والاتصالات"