خبير عسكري: المقاومة الفلسطينية تكبد الاحتلال خسائر فادحة بشمال غزة
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن المقاومة الفلسطينية كبدت قوات الاحتلال خسائر فادحة في الأرواح والمعدات خلال العملية العسكرية المستمرة في قطاع غزة منذ 44 يوما.
وأضاف الفلاحي -خلال فقرة التحليل العسكري للوضع الميداني في غزة- أن حجم الخسائر الإسرائيلية يفوق بكثير ما يتم الإعلان عنه رسميا.
وأشار إلى أن العمليات العسكرية لم تقتصر على المنطقة الشمالية فقط، حيث تجري عمليات التوغل من قبل الفرقة 162 باتجاه منطقة جباليا، بل امتدت أيضا إلى المنطقة الوسطى.
وأوضح الفلاحي أن "فصائل المقاومة تحاول التصدي لكل عمليات التوغل على جميع المحاور، سواء في المحور الشمالي أو القطاع الأوسط".
كذب الاحتلال
وللتأكيد على كذب الاحتلال بخصوص خسائره، قال الفلاحي "تم تدمير ما يقارب 40 دبابة و27 جرافة وأكثر من 21 ناقلة جند".
وأضاف أن هذه الأرقام لا تتناسب مع العدد المعلن من القتلى الإسرائيليين، مشيرا إلى أن "هذه الآليات أو الدبابات لا شك أن فيها أفرادا عند عملية الاستهداف، وهذه العملية لا شك أن فيها خسائر في الجرحى والقتلى".
وبشأن أسباب إخفاء الجيش الإسرائيلي الخسائر الحقيقية، أوضح الفلاحي أن "القضية تتعلق أولا بإعطاء صورة عن وجود مشكلة حقيقية في منظومة القيادة والسيطرة وفي إدارة هذه المعارك".
وأضاف أن "إعلان خسائر بهذه النسب الكبيرة لا شك أنه يثير ضجة على مستوى القيادات العسكرية وعلى مستوى الرأي العام الداخلي".
وفيما يتعلق بتكتيكات الجيش الإسرائيلي، أشار الفلاحي إلى أن "الأصوات الآن بدأت تتعالى بأن التكتيكات التي ينفذها الجيش غير فاعلة، سواء كانت في غزة أو في الجبهة اللبنانية"، موضحا أن "زيادة الخسائر هي بسبب التكتيكات التي يستخدمها الجيش، والتي أصبحت معروفة لدى فصائل المقاومة".
بالمقابل، لفت الفلاحي إلى قدرة المقاومة على الصمود، وأكد أن "هناك لا مركزية في عملية التنفيذ واضحة جدا في جميع المناطق".
وأضاف "نرى الآن لواء الشمال يدير معركة دفاعية ناجحة بشكل كبير جدا ضد قوات الاحتلال، والخسائر تتصاعد يوما بعد يوم، خصوصا على مستوى الخسائر النوعية مثل قائد اللواء أو نائب قائد الفرقة".
عمليات المقاومة
وبشأن تأثير استمرار العمليات المقاومة على المخططات الإسرائيلية -خاصة في شمال غزة- أوضح الفلاحي أن "هناك اختلالا كبيرا جدا في موازين القوى".
وأضاف أن "إسرائيل لديها إمكانية تعويض كبيرة جدا، خصوصا أن الدعم الأميركي والغربي لم ينقطع عنها طوال هذه المدة".
ومع ذلك، أكد الفلاحي أن "هذه المواجهة تؤدي إلى ارتفاع التكلفة بشكل كبير جدا" بالنسبة لإسرائيل.
وأضاف "عندما نأتي إلى حسابات الربح والخسارة في هذه المعركة نجد أن إسرائيل تعرضت إلى ضربة كبيرة جدا من خلال العمليات المقاومة طوال هذه المدة".
وفيما يتعلق باحتمال توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية إلى الجبهة الشمالية مع لبنان، أشار الفلاحي إلى أن "موازين القوى واضحة جدا بأن الخسائر ستكون كبيرة، بحيث يخشى الجيش الإسرائيلي من عملية توغل قد تؤدي إلى مجزرة بالنسبة للدبابات والمدرعات الإسرائيلية".
وبشأن التوقعات حول تأخير تنفيذ العملية العسكرية في الشمال، أكد الفلاحي أن "ذلك حاصل لا محالة، وقد تتعثر العملية العسكرية لفترة طويلة جدا، وقد يتكبد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة جدا لم تكن في الحسبان".
قدرة المقاومة
وفي سياق متصل، علق الفلاحي على مشاهد استهداف كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) آليات إسرائيلية في مخيم البريج وسط قطاع غزة، قائلا "هذا يعني أن فصائل المقاومة لديها ترتيبات دفاعية في جميع المناطق التي توغل فيها الاحتلال خلال الفترة الماضية ثم انسحب منها تحت ضغط المقاومة وبسبب قلة القوات التي توجد لدى الجيش الإسرائيلي".
وأضاف أن "عودة العمليات إلى هذه المنطقة تعكس بشكل واضح شراسة المعارك التي تجري على هذه المحاور، بالإضافة إلى قدرة المقاومة في عملية المواجهة والتصدي".
وفي إشارة إلى الوضع الداخلي الإسرائيلي، لفت الفلاحي إلى أن "الجيش الإسرائيلي يواجه مشكلة حقيقية في القوى العددية"، موضحا أنه "اضطر إلى نقل قوات من مناطق أخرى، بما في ذلك لواء كفير الذي يعتبر عمود المنطقة الغربية للضفة الغربية للزج به في قطاع غزة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجیش الإسرائیلی العملیة العسکریة الفلاحی إلى الفلاحی أن وأضاف أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم السبت، عن عدد أسرى الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.
وذكرت الصحيفة أن "41 أسيرا إسرائيليا من بين 251 أسرتهم حماس في غزة، قُتلوا في الأسر، بعضهم قُتل بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية التي شنتها على غزة".
وأضافت أن "الخرائط العسكرية تؤكد أن موقع مقتل 6 من الأسرى على يد الجيش الإسرائيلي في أغسطس/ آب الماضي، كان ضمن مناطق العمليات المحدودة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الجيش الإسرائيلي عندما نشر تحقيقه حول مقتل الأسرى الستة، قال إنه لم يكن يعلم بوجودهم في المنطقة"، مؤكدة في الوقت ذاته أن الجيش "كان على علم بالخطر الذي يحدق بالأسرى عندما عمل في المنطقة التي قُتل فيها الرهائن الستة".
يشار إلى أن الأسرى الإسرائيليين الستة الذين تم قتلهم هم: هيرش جولدبرج بولين، أوري دانينو، إيدن يروشالمي، أليكس لوبانوف، كارميل جات، وألموج ساروسي.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه "رغم قرار وقف نشاط الجيش الإسرائيلي في مدينة خانيونس (جنوب) بقطاع غزة، بسبب المخاوف على حياة الأسرى، إلا أنه بعد توقف ليوم واحد فقط، قرر الجيش مواصلة عملياته هناك بهدف تحديد مكان زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار".
وأشارت إلى أنه "بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تقرر أن العثور على السنوار كان أكثر أهمية من إنقاذ أرواح الأسرى الإسرائيليين (لم يتم تحديد مكانه في حينه)".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أي بعد نحو عام على بدء عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من حرب إسرائيلية مدمرة ضد قطاع غزة، اغتيل السنوار بمدينة رفح جنوب القطاع برصاص الجيش الإسرائيلي وهو يقاتل.
ورغم تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة من المسؤولية عن مقتل أسرى إسرائيليين في قطاع غزة وتحميل حركة حماس مسؤولية ذلك، إلا أن المعارضة الإسرائيلية تحمله مسؤولية مقتل عدد كبير من الأسرى جراء عرقلته لأشهر طويلة التوصل إلى صفقة لإعادتهم خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي، الذي كان وزراء من اليمين المتطرف به يضغطون لمواصلة حرب الإبادة على غزة.
ومطلع آذار/ مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو، مدعوما بضوء أخضر أمريكي، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلق الاحتلال الإسرائيلي مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها، كما تهدد إسرائيل بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.
وبدعم أمريكي ارتكب الاحتلال بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.