قال الشيخ محمد أبو بكر جاد الرب إنه شاهد أحد الفيديوهات شخصًا يدعو على آخرين بدعوات قد تثير القلق، فاسترجع في ذهنه ما ورد في كتاب الله تعالى عن العدل والصبر في مواجهة الظلم، وأهمية ترويض النفس على التسامح في أكثر اللحظات روحانية وأثرًا، مثلما هو الحال في الحرمين الشريفين.

الدعاء في الإسلام: بين التضرع والتسامي

أوضح  جاد الرب عبر صفحته الرسمية على الموقع الإلكتروني الفيسبوك،  أن الدعاء على الظالم من المظلوم ليس محرمًا، بل هو أمر جائز في الإسلام، خاصة إذا كان المظلوم في حالة من الضيق والتعرض للظلم.

ولكن، في نفس الوقت، أكد على ضرورة إدراك أن الدعوات التي ترفع إلى الله سبحانه وتعالى ليست دائمًا كما يتصورها الإنسان، فقد تظل بعض الدعوات بلا استجابة لأنها تحتاج إلى توقيت معين، أو لأن الله سبحانه وتعالى يعلم من وراء الستار ما لا نعلمه نحن.

واستدل الشيخ بالآية الكريمة من سورة النحل: "وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّـهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمَّىٰ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" (النحل: 61)، وهي تذكير بأن الله سبحانه وتعالى يمهل الناس ويعطيهم الفرصة للتوبة والتراجع عن الظلم، وأنه حينما يأتي الأجل لا يمكن لأي مخلوق تأجيله أو تقديمه.

أهمية الدعاء في الأماكن الطاهرة

وفي حديثه عن تجربته الشخصية، أشار الشيخ محمد أبو بكر إلى أنه رغم تعرضه للكثير من المظالم من قبل بعض الناس، إلا أنه لم يلجأ يومًا للدعاء على أحد في الأماكن الطاهرة مثل الكعبة أو المسجد النبوي. بل كان دائمًا يدعو الله قائلاً: "اللهم إني رفعت قضيتى إليك ووليتك أمرى فرضنى بقضائك وحكمك". هذه الكلمات تعكس تمامًا الروح التسامحية التي يلتزم بها الشيخ في تعاملاته مع الظلم، حيث يترك أمره لله تعالى ويقبل حكمه برضا وطواعية.

وتابع الشيخ قائلاً إنه في إحدى زياراته الأخيرة، شعر بفرحة غامرة عندما وجد نفسه يدعو الله تعالى ليس فقط لحوائجه الشخصية، ولكن أيضًا لأجل كل من ظلمه أو أساء إليه، قائلاً: "اللهم اغفر لكل من ظلمنى ولمن أساء إلى ولمن خاض فيَّ، واغفر لكل من ظلمته ولكل من أسأت إليه ولكل من خضت فيه". هذا الدعاء يعكس التطور الروحي العميق الذي وصل إليه الشيخ، حيث أصبح التسامح والتوبة والمغفرة هما البوصلة التي تحدد علاقته مع الآخرين، حتى في ظل الأذى الذي قد يتعرض له.

التسامح من أعظم القيم في الإسلام

الشيخ محمد أبو بكر جاد الرب أضاف أن التسامح ليس فقط سمة شخصية، بل هو جزء من الرسالة التي يحملها المسلم في حياته. وقد أشار إلى قوله تعالى: "وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ" (الحشر: 10). هذه الآية التي دعا بها الصحابة الأوائل، تعكس مدى أهمية التسامح في الإسلام، والتخلص من الغل والكراهية تجاه الآخرين. وقد أكد الشيخ أن التسامح مع الآخرين، خاصة في الحالات التي يكون فيها المسلم هو الضحية، يُعتبر من أسمى درجات الأخلاق في الإسلام.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشيخ جاد الرب الدعاء التسامح الظلم فی الإسلام جاد الرب

إقرأ أيضاً:

أدعية مستجابة بعد قراءة سورة يس .. احرص عليها في هذه الأوقات

تحظى سورة يس بمكانة خاصة في قلوب المسلمين، حيث يحرص الكثيرون على تلاوتها وحفظها لما فيها من فضل وبركة ، وتُقرأ سورة يس  في أوقات مختلفة بنية قضاء الحوائج أو طلب الرزق، أو الشفاء من الأمراض، خاصة في الأوقات التي يُرجى فيها، استجابة الدعاء مثل ليلة الجمعة أو في الثلث الأخير من الليل.

ورغم عدم وجود دعاء معين مخصوص يُقال بعد قراءة سورة يس، فإن المؤمنين يرددون أدعية عامة يتوجهون بها إلى الله تعالى، طالبين رحمته وفرجه. 

ومن الأدعية التي يمكن الدعاء بها:

 "سبحان العالم لكل مكنون والقاضي لكل الديون، سبحان من خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من قوله كن فيكون. اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بحبيبك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن تسخر لي قلب من أحوجتني إليه ومن بيده قضاء حاجتي، وأن تكفني اللهم شر من يقدر عليّ ولا أقدر عليه. 

يا من بيده ملكوت كل شيء، أنت العالم به والقادر عليه، اللهم بحق نبيك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أنزلت عليه سورة يس، أسألك يا رب أن تجعلني في كل أمر وشدة غالبًا، وأن تمن عليّ بسرعة العطاء وتحقيق الرجاء.

 اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد بقدر حبك فيه، وبجاهه فرج عني ما أنا فيه، يا أكرم الأكرمين. جئتك أتوسل إليك بقدر النبي الكريم وبسر بسم الله الرحمن الرحيم يس والقرآن الحكيم".

ويُختتم الدعاء بتسمية الحاجة المطلوبة من الله عز وجل، ثم يُقال: "وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين".

تظل سورة يس وفضلها جزءًا من القربات التي يتوسل بها المسلمون إلى الله، مستحضرين نية الإخلاص والتوكل عليه في كل أمر.

كيفية التخلص من الغم والشعور بالحزن .. نصائح الشيخ الشعراوي حكم الإسراع في الصلاة خوفا من دخول وقت الفريضة الثانية.. الإفتاء توضح هل يس لما قرأت له؟ 

وقال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه جاء في بعض الأحاديث الشريفة أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: "يس لما قرأت له" وهو حديث ضعيف إسناده ولكن يجوز الأخذ به في فضائل الأعمال.

وأضاف أحمد ممدوح، خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء الرسمية ، أن أهل الله قالوا إن سورة يس فاعلة جدا في قضاء حوائج الناس فإذا كان للإنسان حاجة يريد أن يقضيها فليقرأ سورة يس فسيتحقق له ما يشاء، لافتا إلى أن أهل الله لا يتحدثون إلا عن تجربة وليس لمجرد الكلام.

هل قراءة سورة يس سبع مرات تجعل الدعاء مستجابا ؟

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن قراءة سورة يس 7 مرات تجعل الدعاء مستجابا، وهذا الكلام لم يرد عليه دليل شرعي، وإنما من الأمور المجربة عن مشايخنا.

وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم» المذاع على فضائية «سي بي سي»، أن قراءة القرآن الكريم من أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى ربه، وإن لم يستجب الله تعالى لدعاء بعد قراءة سورة يس فلا يسخط الإنسان له قد حصل على ثواب القراءة.

وأشار المفتي السابق، أن قول «يس لما قرئت له» ليس حديثا صحيحا عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ومعناه أي يقرأ الإنسان سورة يس فإنه يدعو بما شاء ويستجيب الله له.

مقالات مشابهة

  • أهمية الذكر والدعاء يوم الجمعة في حياة المسلم
  • فضل الدعاء يوم الجمعة وأهميته في حياة المسلم
  • للسعادة وسلامة الصدر.. لا تترك هذا الخُلق
  • أدعية مستجابة بعد قراءة سورة يس .. احرص عليها في هذه الأوقات
  • المفتي: الإسلام منذ بزوغ نوره أرسى قواعد التسامح فى كافة شئون الحياة
  • مفتي الجمهورية: الإسلام منذ بزوغ نوره أرسى قواعد التسامح فى كافة شئون الحياة
  • فضل الدعاء في يوم الجمعة وأثره في حياة المسلم
  • الشيخ ياسر السيد مدين يكتب: في حديث جبريل   
  • ما هو النذر؟ وما هي أنواعه؟