أنفاس ثقيلة في سماء بغداد… حكاية التلوث الذي لا ينام
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
18 نوفمبر، 2024
بغداد/المسلة: تتصاعد المخاوف في بغداد مع استمرار تسجيل مستويات غير مسبوقة من التلوث، مما دفع المدينة لتصبح رابع أكثر المدن تلوثًا عالميًا وفق مؤشرات جودة الهواء، حيث بلغ مؤشر التلوث 209 ضمن نطاق “غير الصحي جدًا”، وذلك بفعل ارتفاع تركيز الملوثات الدقيقة من نوع PM 2.5 إلى مستويات خطيرة تتجاوز التوصيات العالمية بـ27 ضعفًا.
وافادت تحليلات بيئية بأن أوقات الذروة في التلوث غالبًا ما تكون خلال ساعات الليل، وهو ما يعزوه الخبراء إلى نشاطات غير قانونية تشمل حرق النفايات، وإطلاق الانبعاثات من المصانع والمعامل التي تعمل بشكل غير قانوني. وذكرت مصادر مطلعة أن مناطق مثل النهروان ومعسكر الرشيد تعد من أبرز بؤر التلوث بسبب التجاوزات البيئية المستمرة فيها.
وفي حديث لـ”أحمد الكعبي”، أحد سكان مدينة بغداد، قال: “الأوضاع تزداد سوءًا، لا يمكننا التنفس بحرية حتى داخل منازلنا. كل ما يُقال عن الرقابة لا نلمسه على أرض الواقع”. واعتبر مواطنون آخرون عبر تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي أن “المشكلة ليست فقط بيئية بل هي انعكاس لفشل حكومي في إدارة الأزمات”.
وقالت تغريدة شائعة: “بغداد تختنق، ونحن نعيش تحت رحمة حرق النفايات والمصانع المخالفة. من ينقذنا من هذا الإهمال؟”.
وانتشرت مطالبات بتفعيل قوانين أكثر صرامة ضد المخالفين وتوفير بدائل بيئية مستدامة للأنشطة الصناعية.
وفي بيان صحافي، أكد الوكيل الفني لوزارة البيئة، جاسم الفلاحي، أن الوزارة تعتزم تقديم تقرير مفصل إلى مجلس الوزراء يتضمن أسماء الجهات المسؤولة عن استمرار الأنشطة المخالفة، مشيرًا إلى أن هناك تقصيرًا واضحًا من الجهات البلدية والأمنية في إيقاف المخالفات. وقالت مصادر سياسية إن التقرير قد يشعل جدلًا كبيرًا داخل الحكومة، خاصة إذا تضمنت الأسماء جهات نافذة أو شركات ذات علاقات قوية.
وذكرت آراء خبراء بيئيين أن استمرار التلوث بهذا المستوى قد يؤدي إلى كارثة صحية، حيث أظهرت دراسات عالمية أن التعرض المستمر لمثل هذه التراكيز من PM 2.5 يرفع معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والقلب.
وقال تحليل متخصص: “في ظل غياب حلول مستدامة، قد تتحول بغداد إلى منطقة غير صالحة للسكن على المدى البعيد، مما يفاقم من أزمة الهجرة الداخلية والخارجية”.
وتحدثت مصادر عن احتمالية تصعيد شعبي إذا لم يتم التعامل مع الأزمة بجدية، خاصة أن الحديث عن ملف التلوث بدأ يتداخل مع قضايا فساد تتعلق بمنح التراخيص للمصانع غير القانونية.
و في ظل هذه الأزمة، تشير التوقعات إلى سيناريوهين رئيسيين: الأول يتمثل في تصعيد حكومي عاجل يتضمن إغلاق المعامل والمواقع المخالفة مع فرض غرامات باهظة، وهو سيناريو قد يصطدم بمصالح متشابكة وصراعات سياسية. أما السيناريو الثاني فهو استمرار الوضع الراهن مع زيادة الضغوط الشعبية، مما قد يؤدي إلى احتجاجات قد تكون جزءًا من موجة غضب أوسع تجاه الخدمات في البلاد.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
«انطباعات الحياة البرية».. مبادرة بيئية للأطفال
دبي (الاتحاد)
ضمن جهودها الرامية إلى توفير تجارب تركّز على الأسرة وتهتم بالحفاظ على البيئة، أطلقت «دبي سفاري بارك» مبادرة «انطباعات الحياة البرية»، التي تتيح للأطفال تجربة إبداعية تجمع بين التوعية بالحياة البرية والتعبير الفني. وتأتي المبادرة لتجمع بين التعليم والإبداع، والاهتمام بالبيئة، من خلال تمكين الأطفال للتعبير عن إعجابكم بالحياة البرية من خلال الفن، لتعزيز العلاقة بين الأجيال والطبيعة.
وكجزء من البرنامج، يعمل الأطفال المشاركون في جولات السفاري التفاعلية على مراقبة سلوكيات الحيوانات، في بيئات تحاكي موائلها الطبيعية، ثم ترجمة تجاربهم إلى رسومات يدوية ووصف مكتوب. وتعزز هذه المبادرة إلهام العقول الشابة من خلال أنشطة تفاعلية تركّز على الحفاظ على البيئة، إلى جانب تعميق فهم الأطفال للطبيعة. وتشير الدراسات إلى أن التعرض للحيوانات في بيئاتها الطبيعية يمكن أن تسهم في تعزيز النمو المعرفي، وتحسين التركيز، وتحفيز الإبداع، خاصة لدى الأطفال.
أخبار ذات صلة
وتستفيد مبادرة «انطباعات الحياة البرية» من هذه الفوائد من خلال توفير لقاءات مباشرة وموجهة للأطفال مع الحيوانات، وتشجيعهم على توثيق انطباعاتهم عبر الفن.وقد جمعت رسومات الأطفال في هذه المبادرة ضمن أول دليل سفاري من نوعه تصدره دبي سفاري بارك، وهو إصدار مميز يقدم رؤى فريدة عن الحياة البرية من منظور الأطفال. كما ستُعرض هذه الأعمال على جدار الفن في قرية المستكشف، مع الإشارة إلى أسماء المشاركين من المستكشفين الصغار، وستوزع نسخ محدودة من الدليل خلال جولات السفاري، بدءاً من أول أيام عيد الفطر وحتى 13 أبريل المقبل، ليحصل الزوار على تذكار مميّز يعكس إبداع وفضول أصغر المستكشفين.
وقدم دبي سفاري بارك تجربتين فريدتين للسفاري: سفاري الصحراء العربية التي تضم أنواعاً إقليمية مثل المها وغزلان الرمال، وسفاري المستكشف التي تعرض أكثر من 35 نوعاً من أنحاء العالم في موائل مصممة لتعكس بيئاتها الطبيعية.