سلطان بن أحمد القاسمي يفتتح «معرض جلال الدين الرومي» في بيت الحكمة
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
الشارقة - وام
افتتح سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، صباح، الاثنين، معرض «جلال الدين الرومي: 750 عاما من الغياب.. ثمانية قرون من الحضور»، الذي يستمر حتى 14 فبراير/شباط المقبل في بيت الحكمة بالشارقة.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله إلى مقر المعرض، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية، وعبدالله بن محمد بن بطي آل حامد رئيس المكتب الوطني للإعلام، وعبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، وزكي نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة ومحمد أحمد المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، وعدد من كبار المسؤولين رؤساء الدوائر والهيئات الحكومية، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسّسة وصاحبة رؤية مهرجان تنوير إنه “لطالما كانت الشارقة ملتقى للثقافات ووجهة تجمع بين الأمم، ومن خلال حكمة جلال الدين الرومي الخالدة، وسرديات حياته وأثره العميق في المشهد الأدبي والفلسفي العالمي الذي نستعرضه طوال أيام المعرض، فإننا نؤكد أن كل تواصل مع الفن والتراث يشكل خطوة مهمة نحو فهم جذور إنسانيتنا المشتركة، حيث يعلمنا جلال الدين الرومي أن المحبة والتفاهم والحوار تتغلب على قيود المسافات والحدود ويدعونا لاستكشاف أعماق حياتنا الروحية وإثراء تجاربنا، مؤكداً قدرتنا معاً على بناء عالم يسوده التعاطف والتراحم والأمل'.
وتجول سموه في أرجاء المعرض وتعرف على أبرز المحتويات التي تحتفي بالإرث الخالد للشاعر والفيلسوف والأديب جلال الدين الرومي، وتوفر للزوار فرصة التعرف على مسيرته وأثره في عالم الأدب والفلسفة والتصوف.
يأتي المعرض، تمهيدا للدورة الافتتاحية من «مهرجان تنوير»، الذي يشكل احتفالية تتطلع لتعزيز التأمل والتواصل المجتمعي وترسيخ قيم التفاهم والتسامح والحوار والتنوير الروحي، تحت شعار «أصداء خالدة من المحبة والنور».
ويستوحي المهرجان الذي يقام من 22 إلى 24 نوفمبر الجاري في صحراء مليحة، الحكمة من أشعار جلال الدين الرومي، ويجمع بين الموسيقى والشعر والفن بمشاركة نخبة من كبار فناني العالم ويتكون من ثلاثة أقسام، تركز على أبرز المحطات في حياة جلال الدين الروميّ.
ويبرز القسم الأول تحت عنوان «السنوات الأولى والرحلة الجغرافية» المرحلة الأولى من حياة الرومي منذ ولادته في مدينة بَلْخ والرحلة الجغرافية التي خاضها مع عائلته في عدة مدن إلى أن استقر به المقام في قونية.
ومن خلال خريطة تفاعلية لمسار هجرة العائلة، يركز هذا القسم على أهم الشخصيات التي تأثر بها تفكير الرومي في هذه المرحلة، خاصة والده الفقيه الكبير بهاء الدين ولد، الذي كان معلمه وملهمه الأول، وكذلك محي الدين ابن عربي وغيرهما من العلماء.
ويحمل القسم الثاني عنوان «اليقظة والتحول الروحيّ»، ويركز على حالة التحول الكبرى في حياة جلال الدين الرومي بعد لقائه شمس الدين التبريزي، والأثر الذي تركه في نفسه من خلال انصرافه عن التدريس ومجالس الوعظ والإفتاء، واعتزال تلاميذه وتحوله إلى منهج التصوف الذي أرساه على أساس الحب وسماه «العشق الإلهي»، إضافة إلى توجهه لكتابة الشعر للمرة الأولى وكان هذا اللقاء إيذانا ببدء مرحلة جديدة غيّرت حياة الرومي وفلسفته وأفكاره إلى الأبد.
أما القسم الأخير فيحمل عنوان «إرث خالد وأثر لا يفنى»، ويسلط الضوء على التأثير الممتد لجلال الدين الرومي بعد مرور أكثر من 8 قرون على رحيله، ومدى عناية تلاميذه ومحبيه بتراثه بعد موته، وعلى رأسهم ولده «سلطان ولد» مؤسس الطريقة المولوية.
ويتضمن هذا القسم 'الخِرْقَة الزرقاء' التي كان يرتديها جلال الدين الرومي في جلسات الذكر والتأمل، ومجموعة من المعروضات القديمة والأدوات الموسيقية الخاصة بالدراويش المولويين، وهي من مقتنيات متحف «مولانا» في قونية.
وكرم سمو نائب حاكم الشارقة الشركاء في المعرض وهم متحف «مولانا» في مدينة قونية التركية، وعبد الرحمن العويس، وهيئة الشارقة للمتاحف، ودائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، ومؤسسة برجيل للفنون، ودار المخطوطات الإسلامية، ومصرف الشارقة الإسلامي والتقط الصور التذكارية مع ممثليها.
يتيح المعرض للزوار الاستمتاع بمشاهدة مجموعة فريدة من المخطوطات والأعمال الفنية والقطع المتحفيّة ذات الرمزية العميقة، منها مخطوطة من القرآن الكريم يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وكتاب «الديوان الكبير» أو «ديوان شمس الدين التبريزي» ونسخة سلطانية فاخرة من كتاب «مثنوي» لجلال الدين الرومي.
وتتيح هذه المعروضات للزوار فرصة التفاعل مع التأثير المستمر لجلال الدين الرومي، وفلسفته حول المحبة الإلهية والوحدة، التي لا تزال أصداؤها تتردد عبر الأجيال والثقافات.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي بدور القاسمي الشارقة بيت الحكمة جلال الدین الرومی سلطان القاسمی
إقرأ أيضاً:
رحيل الرومي الشاعر الصوفي الشهير في مثل هذا اليوم
في مثل هذا اليوم 17 ديسمبر (كانون الأول) عام 1273م توفي الشاعر والفقيه الصوفي جلال الدين الرومي، وهو من مواليد 1207 وتعود أصوله للفارسية، وقد عاش في تركيا، وعرف بالرومي لأنه قضى حياته في بلخ بالأناضول أيام سيطرة الروم السلاجقة.
وعقب وفاة الرومي أسس ابنه "الطريقة المولوية" الصوفية التي تعرف بدراويشها ورقصهم الروحاني الدواري على أنغام وأشعار كتبها جلال الدين الرومي، ومن أشهر كتبه المثنوي المعاني، الذي اشتمل على قصائد فارسية بحدود ألف بيت يعتبرها النقاد من أجمل ما كتب في "العشق الإلهي والصوفي".تعلم جلال الدين الفقه والعلوم الدينية من والده، ثم تأثر بالشيوخ أثناء إقامته في دمشق والأناضول وبغداد، ومنهم الترمذي، ومحي الدين بن عربي، وغيرهم.
وعندما توفى والده تولى إعطاء الدروس والموعظة للناس، ثم رحل إلى الشام طلبا للعلم والفقه، ثم رجع إلى قونيا وواصل تقديم الموعظة والإرشاد لاتباعه وتلاميذه فلقبوه بأسد المعرفة، ومولانا، وإمام الدين والشريعة، وسلطان العارفين لنبوغه الفكري والفقهي.
ربطته صداقة قوية مع أستاذه الروحي الشاعر الفارسي شمس الدين التبريزي الذي عاش معه سنين عديدة في بيت واحد، فتأثر به كثيرا وتحول إلى التصوف الفلسفي بعد تجربته بالعلوم الفقهية والشرعية.
تحث فلسفته الصوفية على التسامح ونبذ الطائفية، لذا حمل نعشه أشخاص من عدة ملل (فرس وأتراك وعرب وسلاجقة روم) إلى القبر جوار والده، وسمى أتباعه هذه الليلة "العرس" وما زالوا يحتفلون بها إلى اليوم.
ترجمت أشعاره وأفكاره إلى العربية على يد العديد من المترجمين والأدباء منهم الأديب عيسى العاكوب وقبله الشيخ الصاوي الشعلان ومحمد كفافي وحسين مجيب المصري ومحمد إقبال وغيرهم.
وعند وفاته كُتب على قبره "يا من تبحث عن مرقدنا شد الرحال.. قبرنا يا هذا في صدور العارفين من الرجال".
اهتم به الأمريكيون، خاصة عام 2007، بمناسبة مرور 800 عام على ميلاده، وبتلك المناسبة وزعت منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم ميداليات باسم الرومي وأعلنت أن "أفكار وآمال الرومي تكون جزءا من أفكار وآمال اليونسكو".
ويتجسد مفهوم الدين بنظر الرومي أنه لا يكره الحياة ولا يخاف الفن ولا ينبذ الفرح، بل هو دين التضامن ضد دعوة الموت بكل أشكالها، دين ليس ضد الطبيعة البشرية بل يحتفي بالمسرة والمحبة ويهتم تطهير القلب من الحقد ويجعله مفتاحا لطهارة الإنسان، ويثق برحمة الخالق وبقدرته على مسامحة الخطائين.
وللرومي عدة أعمال منها: الرباعيات، ديوان الغزل، مجلدات المثنوي الستة، المجالس السبعة ورسائل المنبر
مثنويه المعاني: وهي قصائد باللغة الفارسية، والذي يسميه بعض المتصوفة بالكتاب المقدس الفارسي، ويعتبره كثيرون من أهم الكتب الصوفية الشعرية، ويذكر البعض أنه كتبه بالعربية.
الديوان الكبير أو ديوان شمس التبريزي؛ كتبه في ذكرى موت صاحبه العزيز وملهمه في طريق التصوف والشعر، ويشتمل على أكثر من 40 بيتا في الشعر و50 قصيدة نثرية.
الرباعيات: وهي منظومة أحصاها العالم الإيراني المعاصر بديع الزمان فوزانفر، كما وردت في طبعة إسطنبول، فوجد أنها تبلغ 1659 رباعية، أي 3318 بيتاً.
كتاب فيه ما فيه: وهو كتاب يحتوي على 71 محاضرة ألقاها الرومي على صحبه في مناسبات مختلفة، وهو من تجميع مريديه وليس من كتابته هو.
المجالس السبعة: وهو تجميع لمواعظ ومحاضرات ألقاها، عن القرآن والحديث الشريف. وتتضمن أشعار فريد الدين عطار وأشعار الرومي نفسه.
الرسائل: وهي رسائل كتبها بالفارسية والعربية إلى مريديه ومعارفه ورجال الدولة وهي تدل على اهتمام الرومي وانشغاله بمعارف مريديه.
أثرت مؤلفات جلال الدين الرومي تأثيرا كبيرا في الأدب الفارسي والتركي والعربي والأردي، كما أثر في التصوف، وتمت ترجمة العديد من مؤلفاته إلى اللغات العالمية المعاصرة ومن ضمنها اللغات الأوربية، كما غنى نجوم موسيقى بوب غربيون مثل مادونا ترجمات أشعار الرومي لتعظيمه قوة الحب، واعتقاده في الفائدة الروحية للموسيقى والرقص.
ومن تأثيره في الثقافة الحديثة والمعاصرة، أن واحدة من أبرز وأشهر الروايات الحديثة استمدت أحداثها من السيرة الذاتية للصوفي الشهير، وهي رواية (قواعد العشق الأربعون) للكاتبة التركية أليف شافاق، وتدور أحداث الرواية في خطين متوازيين أحدهما يدور حول علاقة الصداقة التي ربطت بين جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي، كما تبرز الرواية جانباً من تعاليم وأفكار الرومي الصوفية، وقد صدرت الرواية في عام 2010م وحققت نجاحاً مدوياً حيث وصل عدد النسخ المبيعة منها في تركيا إلى أكثر من مليون نسخة، وفي الأعوام التالية تم ترجمة الرواية إلى العديد من اللغات الحية، وتصدرت الرواية قوائم الكتب الأكثر مبيعاً في معظم دول العالم.