اقتصاد ألمانيا يتجه نحو الانكماش للعام الثاني على التوالي
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
تخلى خبراء اقتصاديون عن أملهم بقدرة اقتصاد ألمانيا على تجنب العام الثاني على التوالي من الانكماش في ظل ما تواجهه البلاد من صعوبات.
ويتوقع خبراء شاركوا في مسح اقتصادي لوكالة بلومبيرغ انكماش إجمالي الناتج المحلي لألمانيا خلال العام الحالي بنسبة 0.1% بعد انكماشه العام الماضي بمعدل 0.3%، في حين كان المحللون يتوقعون استقرار إجمالي الناتج المحلي خلال العام الحالي.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن الخبراء خفضوا توقعاتهم لنمو أكبر اقتصاد في أوروبا خلال العام المقبل إلى 0.7% من إجمالي الناتج المحلي مقابل 0.8% وفقا للتوقعات السابقة، كما يتوقع الخبراء نمو الاقتصاد بمعدل 1.3% خلال 2026.
وذكرت الوكالة أن الاقتصاد الألماني نجح مجددا في تجنب السقوط في فخ الركود الفني عندما سجل نموا غير متوقع بنسبة 0.2% خلال الربع الثالث، بعد انكماشه 0.3% خلال الربع الثاني من العام.
غموض سياسيفي الوقت نفسه تدهورت توقعات المحللين أيضا بسبب تزايد حالة الغموض السياسي بعد إعادة انتخاب دونالد ترامب لولاية جديدة، وانهيار الحكومة الائتلافية في ألمانيا.
وحذر رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناجيل من أن الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي المنتخب فرضها على واردات بلاده يمكن أن تكلف ألمانيا حوالي 1% من إجمالي الناتج المحلي.
وأضاف أنه في ضوء ذلك، سيكون معدل النمو الاقتصادي لألمانيا أقل من نسبة 1% خلال العام المقبل حتى من دون فرض الرسوم الأميركية، وهو ما يعني انكماش الاقتصاد الألماني حتى من دون فرض تلك الرسوم.
الرسوم الجمركية المحتملة على الصادرات الألمانية للولايات المتحدة قد تكبدها 1% من الناتج المحلي (غيتي) إفلاساتوفي مؤشر على تراجع الاقتصاد الألماني، أعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في مقره بمدينة فيسبادن غربي ألمانيا الجمعة الماضية أن عدد الشركات الجديدة التي أسست خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام تراجع بنسبة 0.9% على أساس سنوي ليصل إلى 456 ألف شركة.
وحسب البيانات، تم تأسيس نحو 90 ألفا و700 شركة يشير هيكلها القانوني وعدد موظفيها إلى أهمية اقتصادية كبيرة، بتراجع قدره 0.8% على أساس سنوي.
وفي المقابل، شهد تأسيس الشركات الصغيرة انخفاضا أكبر بنسبة 25.4%.
وأشار المكتب إلى أن المناخ الاقتصادي يتسم بالضبابية لمؤسسي الشركات في ظل ارتفاع أسعار الفائدة وضعف الاقتصاد.
وفي وقت سابق هذا الشهر، كشف معهد لايبنيتس للأبحاث الاقتصادية الألماني أن عدد حالات إفلاس الشركات في البلاد ارتفع ارتفاعا حادًّا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ووصل عدد هذه الحالات التي سجلت إلى 1530 حالة، وهو أعلى عدد يسجل في أكتوبر/تشرين الأول منذ 20 عاما، وفق اتجاهات الإفلاس الصادرة عن المعهد.
تحذيروفي الأسبوع الماضي حذر مجلس "حكماء الاقتصاد" في ألمانيا من تداعيات الإجراءات المحتملة في السياسة التجارية التي قد يتخذها ترامب على الاقتصاد الألماني.
ومجلس "حكماء الاقتصاد" هو هيئة استشارية تابعة لمجلس الوزراء الألماني، تضم 5 من كبار الخبراء في مجال الاقتصاد، واسمها الرسمي هو "مجلس الخبراء لتقييم التنمية الاقتصادية الشاملة".
وقال عضو المجلس مارتن فيردينغ إن رفع الرسوم الجمركية على الواردات من أوروبا قد يضعف آفاق النمو في ألمانيا بصورة أكبر، مشيرا إلى أن هذا التأثير قد لا يكون كبيرا في العام المقبل، لكنه سيظهر بشكل أكبر في السنوات التالية.
ورأى فيردينغ أن فرض رسوم جمركية أعلى من جانب الولايات المتحدة من شأنه أيضا أن يشكل مخاطر على الاقتصاد العالمي.
وخفض مجلس الحكماء توقعاته للاقتصاد الألماني، إذ توقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي هذا العام بنسبة 0.1%، وأن ينمو بنسبة لا تزيد على 0.4% في العام المقبل.
ويواجه الاقتصاد الألماني تحديات، تشمل:
انقطاع إمدادات الطاقة من روسيا، الأمر الذي أثر بشكل كبير على قطاع الصناعة. الطلب الضعيف على الصادرات من الصين، إذ يعاني الاقتصاد العالمي من ضعف في النمو. مشاكل في قطاع السيارات الذي يعد أحد أهم القطاعات الاقتصادية في ألمانيا. نقص العمالة الماهرة، وهو ما يزيد من تعقيد استعادة النمو الاقتصادي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الأسواق الأوروبية تتراجع وتسجل خسائر للأسبوع الرابع على التوالي
تراجعت الأسواق الأوروبية بعد جلسة متقلبة، مسجلةً خسائر للأسبوع الرابع على التوالي بعد أن قام المستثمرون بتقييم البيانات الاقتصادية الجديدة والمسار المستقبلي لخفض أسعار الفائدة بعد التعليقات المتشددة من رئيس الفدرالي الأميركي جيروم باول.
انخفض مؤشر Stoxx 600 الأوروبي بنسبة 0.76%، مع تراجع البورصات الكبرى وتباعد القطاعات. وانخفضت أسهم وسائل الإعلام بنسبة 3%، بينما ارتفعت أسهم النفط والغاز بنسبة 1.3%، حيث بدا المؤشر القياسي في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية طفيفة.
هبطت أسهم بافاريا نورديك إلى قاع مؤشر Stoxx 600 ، انخفض أكثر من 17%، بعد أن أعلنت عن انخفاض سنوي في إيرادات الربع الثالث وسط الطلب المتقلب على لقاح الجدري.
من جانب آخر، استوعب المستثمرون يوم الجمعة بيانات الناتج المحلي الإجمالي الجديدة في المملكة المتحدة للحصول على نظرة ثاقبة لحالة الاقتصاد البريطاني، وهي القراءة الأولى منذ إعلان ميزانية حكومة حزب العمال في أكتوبر.
وبلغ الناتج المحلي الإجمالي 0.1% في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر مقارنة بالربع السابق. وهذا أقل من النمو بنسبة 0.2% الذي توقعه الاقتصاديون الذين استطلعت رويترز آراءهم، ويأتي بعد توسع بنسبة 0.5% في الربع الثاني من العام.
وقالت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز يوم الجمعة إنها "غير راضية" عن الأرقام.