استأنفت وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، سلسلة أفريقيات بهيئة تحريرها الجديدة، برئاسة تحرير الدكتور السيد علي فليفل، ومديرا التحرير الدكتور بدوي رياض عبدالسميع، والدكتور مصطفى عبدالعال، وصدر أول كتاب بعنوان «الكونجو الديمقراطية لعنة الموارد وإرث الاستعمار»، للدكتورة إيمان عبدالعظيم.

تأثير الموارد الطبيعية في استمرار الصراع في شرق جمهورية الكونجو الديمُقراطية

والكتاب يسعى إلى تفسير تأثير الموارد الطبيعية في استمرار الصراع في شرق جمهورية الكونجو الديمُقراطية، وفي إطار تفسير هذه الإشكالية، تنطلق الدراسة التي يضمها الكتاب من فرض رئيسي مفاده وجود علاقة طردية بين ثراء الكونجو الديمُقراطية بالمعادن والموارد الطبيعية (الكوبالت والكولتان) واستمرار الصراع في شرق البلاد.

وحسب هيئة الكتاب: «تبرز العديد من التساؤلات الفرعية ومنها: كيف تركت الخبرة الاستعمارية تأثيراتها في جمهورية الكونجو الديمُقراطية، هل يمثل التكالب الإقليمي والدولي على موارد الكونجو الديمُقراطية أحد أسباب الحرب أم أنّه جاء نتيجة للحرب؟ وما القُوى السياسية والمجتمعية المؤثرة في الكونجو؟ ما المظاهر المتعددة لضعف الدولة في الكونجو لهذا الحد؟ وكيف يمكن تفسير هذا الضعف؟ وللإجابة على التساؤلات السالف ذكرها، تتبنى الدراسة تعددية منهجية تقوم في الإطار العام على كل من الاقتراب البنائي ونظريات اقتصادات الحرب والمصالح».

وتابع: «الاقتراب البنائي: يرتكز الاقتراب البنائي في دراسة الدولة في أفريقيا عامة وفي الكونجو الديمُقراطية بصفة خاصة على مثلث صراعي يتكون من: التنافس على سلطة الدولة، الصراع على توزيع الموارد، التفاوت الاجتماعي والتنوع القائم على الهوية، وبالنظر إلى جمهورية الكونجو الديمُقراطية يلاحظ طبيعة التنافس على سلطة الدولة وعلى حجم الفوائد التي تجنيها القُوى السياسية والمجتمعية والرأسمالية العالمية، واستنادًا إلى الاقتراب البنائي، تتمتع جمهورية الكونجو الديمُقراطية بثراء في الموارد الطبيعية».

وأكمل: «نظريات اقتصادات الحرب والمصالح لديفيد كين Economics of War Theories: ينظر أصحاب هذا الاقتراب للحرب والصراعات الأهلية على أنها تمثل استجابة لـ الأحوال الاقتصادية المتغيرة الناجمة عن الأزمة الاقتصادية والتدهور الذي حدث في الثمانينيات والتسعينيات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الثقافة هيئة الكتاب وزارة الثقافة الهيئة العامة للكتاب الموارد الطبیعیة

إقرأ أيضاً:

العرب أمام تحديات وجود!

لقد أشاع إعلامنا وساساتنا موجة هائلة من الترحيب والاحتفاء بمقدم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، وقد راح الإعلام العربي يبشر بمقدم (السوبر مان) القادر على حل كل مشاكل العالم بما فيها القضية الفلسطينية، ولم نكلف أنفسنا إلى العودة لتجربة ترامب خلال الفترة التي حكم فيها الولايات المتحدة الأمريكية (٢٠١٦-٢٠٢٠) ، فهو الرئيس الأمريكي الذي قرر نقل سفارة بلاده إلى القدس العربية، وهو الرئيس الذي زار إسرائيل ووقف أمام ما أسماه الإسرائيليون بحائط المبكى، وقد راح يمارس الطقوس الدينية اليهودية، وهو الرئيس الذي أعلن بكل بجاحة أن جغرافية إسرائيل تستحق أن تتوسع، جميعها رسائل توشي بأن ترامب يضع في مقدمة اهتماماته خلال الفترة القادمة أمن إسرائيل ومستقبلها، وقد لاحظنا تلك الزيارات المكوكية للساسة الإسرائيليين إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأسبوعين الماضيين، وخصوصا وقد شاهدنا استقبال الرئيس الأمريكي بايدن لرئيس دولة إسرائيل (إسحاق هرتسوج)، والشعور بالامتنان للرئيس بايدن، وتصريحات الرئيس الإسرائيلي الذي أعلن صراحة بأن الولايات المتحدة الأمريكية في عهد بايدن قد وقفت في وجه المناهضين للسامية.

لقد دعمت أمريكا إسرائيل طوال عام كامل بأحدث الأسلحة الفتاكة التي أحالت غزة إلى كومة من الأنقاض، استشهد على أثرها مئات الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء ولم يجد بايدن حرجا من التصريح بأنه لا ينبغي أن تكون يهويا لكي تكون صهيونيا! طوال عام كامل من الدعم الأمريكي عسكريا وسياسيا وماليا لدرجة أن أمريكا لم تقدم طوال تاريخها دعما لأية دولة بقدر ما قدمت لإسرائيل خلال العام الماضي، وأعتقد أن هذا الدعم سيستمر وربما يزداد في ظل حكم الرئيس ترامب، فالمستقبل القريب ينبئ بسياسات أمريكية جديدة لاستكمال مشروع ترامب في المنطقة (الشرق الأوسط الجديد)، الذي لا نعرف ملامحه وإن كنا نعتقد أنه مشروع قائم على فكرة تتجاوز الجغرافيا، باقتطاع أراض واختراق حدود لا مكان فيها للدولة الفلسطينية التي يطالب بها العرب، وهو ما يُنذر بأن مستقبل الفلسطينيين قد أصبح على حافة الهاوية، ليس هذا فقط بل قد تكون الدول العربية المجاورة لإسرائيل جزءا من مشروع ترامب.

رغم كل هذا الخطر الذي يُنذر بمستقبل بائس لأوطاننا إلا أن ساستنا وحكامنا قد راحوا يجتمعون ويصدرون البيانات. التصريحات الخالية من أي محتوى، مجرد تصريحات اعتدنا عليها واعتاد عليها الإسرائيليون، الجديد هذه المرة أن القضية المحورية التي اعتبرناها قضيتنا المركزية لم تعد في أولويات سياستنا، بل أصبحت عبئا ثقيلا يود الجميع لو تم التخلص منه بأي ثمن، حتى ولو كان الثمن هو حق الفلسطينيين في العودة إلى بيوتهم وإقامة دولتهم في ظل حياة كريمة وإقامة دولة فلسطينية مجاورة لإسرائيل، وهو حلم لا نعرف ملامحه ولا تركيبته السكانية ولا أي مظهر من مظاهر استقلال الدولة الجديدة، وهو الحلم الذي يراود الساسة العرب، رغم أن ساسة أمريكا وإسرائيل لم يصرحوا ولو لمرة واحدة بعزمهم على قيام هذه الدولة البائسة التي يحلم بها الفلسطينيون.

انتشرت في الفضاءات العربية الترويج لمشروع الدولة الفلسطينية على حدود الخامس من يونيو ١٩٦٧، لم يصاحب ذلك الحديث عن أية آلية لتنفيذ هذا الحلم، بما في ذلك المؤسسات العربية التي بشّرت بقيام هذه الدولة الوليدة، لكن السؤال: ماذا فعلنا من الدبلوماسية والضغط الاقتصادي والسياسي لكي تكون القضية حاضرة في أي مفاوضات أمريكية أو إسرائيلية؟ هل نملك من وسائل الضغط ما يحقق هذا الحلم؟ هل استطعنا توظيف ثرواتنا وبترولنا للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية التي انفردت بمستقبل العالم كله؟

إذا كان الرئيس الأمريكي (ترامب) قد جعل قضية الصراع الروسي الأوكراني في مقدمة أولوياته في المرحلة القادمة والتضحية بحلم أوكرانيا في سبيل حسم هذا الصراع، إلا أنه لم يصرح أبدا خلال حملته الانتخابية عن عزمه على قيام الدولة الفلسطينية كوسيلة لحسم هذا الصراع التاريخي، ولا أعتقد أن الرجل لديه رؤية لإنهاء هذا الصراع بطريقة عادلة، بل ربما يُفرض على الفلسطينيين ما تقترحه إسرائيل وهو ما يفسر الزيارات المكوكية التي يقوم بها الساسة الإسرائيليون منذ الإعلان عن نجاح تراكب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، بينما اكتفينا بالحديث عن أحلامنا وبحسم الصراع بما يحقق المصالح الفلسطينية، وهو حلم لم نسع لدفع ثمنه، مكتفين بالتهليل والترحيب بمقدم ترامب الذي يملك كل الحلول، في الوقت الذي يعلن فيه أن في مقدمة أولوياته عقب تسلمه مقاليد الحكم زيارة المملكة العربية السعودية، ولعلنا نتذكر زيارته للمملكة في بداية حكمه في الدورة السابقة وتصريحاته الفجة التي افتقدت إلى كل القيم الدبلوماسية والثمن الهائل الذي حصل عليه، لكن كل ذلك لم يقربنا من حل الصراع، وقد انتهت فترة حكمه لكي يدخل الصراع بعدها في أُتون دورة جديدة من حكم الرئيس بايدن الذي قدم لإسرائيل ما فاق كل الدعم الذي حصلت عليه طوال تاريخها.

السؤال الآخر: هل نملك رؤية متكاملة لحل الصراع؟ هل لدينا أوراق ضغط لم نستثمرها بعد؟ هل لدينا القدرة على تقديم تضحيات تتناسب وحجم الخطر الذي ينتظرنا؟ هل تخلصنا من أمراضنا وهزائمنا ونحن نواجه خطرا داهما لا يهدد مستقبل الدولة الفلسطينية فقط، بل ربما يهدد الكثير من دولنا وأوطاننا؟ هل لدينا الشجاعة لكي نعترف بهزائمنا وأمراضنا؟ ألم يحن الوقت لكي نتدارس الأمر من كل جوانبه بعد أن يعكف الخبراء والساسة لإعداد مشروع نستطيع أن نقدمه إلى العالم؟ فليس من المعقول أن يكون مجرد الإعلان عن إقامة دولة فلسطينية على حدود الخامس من يونيو ١٩٦٧، بمثابة مشروع متكامل، بل الأمر يستوجب الحديث عن الحدود والاقتصاد وشكل الدولة من الناحية القانونية، وقضية اللاجئين والأمن، وجميعها قضايا معقدة لا يجوز أبدا أن نختزل كل هذا في الإعلان عن دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧، وإلا سوف يفاجئنا الإسرائيليون والأمريكان بإقحام قضايا تبدد كل حلم مرتقب في مشروع الدولة المقترح، وخصوصا وأن إسرائيل كما نتابع اليوم ليس في برنامجها الحديث عن أية حقوق للفلسطينيين، بل هي تسعى نحو المزيد من تحقيق طموحاتها المجنونة، دون أي اعتبار لحق الفلسطينيين، وأعتقد أن إسرائيل قد اقتربت كثيرا من استكمال حلمها، بعد أن جعلت من غزة وطنا بائسا يفتقد إلى كل مقومات الحياة في ظل غياب عربي وعالمي، وقد اكتفينا بمجرد تقديم معونات غذائية وصحية لكي يبقى المريض على قيد الحياة، انتظارا لموته إكلينيكيا.

هل يمكن للعرب أن يخرجوا من عالمهم الخاص لكي يخوضوا معركة سياسية واقتصادية ودبلوماسية من أجل ـــ لا أقول دفاعا عن حقوق الفلسطينيين وإنما دفاعا عن حقوقهم ومستقبل أوطانهم، وإلا فالمستقبل خطير يُنذر بضياع أوطان وحقوق شعوب أسلمت مقاليد أمورها إلى حكامها، نحن بجد أمام خطر داهم، بل نحن أمام تحديات وجود.

مقالات مشابهة

  • وزارة الثقافة وصندوق تنمية الموارد البشرية يطلقان برنامجًا تدريبيًا لمبتعثي برنامج الابتعاث الثقافي
  • قصور الثقافة تصدر المجموعة القصصية "بطاقة حي بن يقظان" لأسامة ريان
  • 100 مبتعث ضمن برنامج تدريبي لتعزيز الاستدامة المهنية بالقطاع الثقافي
  • إطلاق برنامج تدريبي لمبتعثي برنامج الابتعاث الثقافي
  • «الكونجو الديمقراطية لعنة الموارد وإرث الاستعمار» إصدار جديد لهيئة الكتاب
  • قصور الثقافة تصدر ديوان وردة علمتنا التنقيب لـ زين الرزيقي
  • قصور الثقافة تصدر ديوان "شوارع دايخة ع العمدان" للشاعرة هناء الوصيف
  • العرب أمام تحديات وجود!
  • مصر نحو «وطن أخضر».. أقل تلوثا وأفضل صحة (ملف خاص)