حسام عبدالنبي (أبوظبي)

استضافت دولة الإمارات، ممثلة بوزارة المالية، اليوم الاجتماع السنوي الثاني لكبار مسؤولي الميزانية بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بهدف تبادل الخبرات بين صناع القرار في المنطقة حول قضايا الإدارة المالية العامة والميزانية.

وأكد مشاركون في الاجتماع أن اختيار الإمارات لعقد الاجتماع الذي تستضيفه الدولة للعام الثاني على التوالي، يعكس المكانة الريادية التي حققتها الدولة في مجال الإدارة المالية والاقتصادية.

وتناول الاجتماع إبراز أفضل الممارسات التي تطبقها وزارة المالية، مثل آليات التمويل المبتكرة وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في إعداد الميزانيات والإنفاق العام، ومناقشة سبل تعزيز الثقافة المالية لدى الجمهور.

وحضر الاجتماع يونس حاجي الخوري، وكيل وزارة المالية، وسعيد راشد اليتيم، وكيل الوزارة المساعد لشؤون الميزانية والإيرادات الحكومية، وعلي عبد الله شرفي، وكيل الوزارة المساعد لشؤون العلاقات المالية الدولية بالإنابة، وفاطمة يوسف النقبي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع الخدمات المساندة بالإنابة، وكبار مسؤولي ومديري الميزانية من مختلف دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى جانب ممثلين عن الدوائر المالية المحلية في دولة الإمارات.

مكانة ريادية

وفي كلمته الافتتاحية للاجتماع، أكد يونس حاجي الخوري، أن اختيار الإمارات لعقد الاجتماع الذي تستضيفه الدولة للعام الثاني على التوالي، يعكس المكانة الريادية التي حققتها الدولة في مجال الإدارة المالية والاقتصادية، ويأتي في وقت يشهد فيه العالم تغيرات اقتصادية متزايدة تتطلب من الجميع التعاون والابتكار لتعزيز قدرات إدارة الموارد المالية بكفاءة وفعالية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال: إن تجربة دولة الإمارات أثبتت أن الاستثمار في البنية التحتية الرقمية، وتبني أحدث التقنيات، والعمل على تعزيز الشفافية والمساءلة، هي عوامل حاسمة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، وإن دور الإمارات في هذه المرحلة لا يقتصر على استضافة الاجتماعات فحسب، بل يمتد ليشمل الإسهام الفاعل في صياغة السياسات الاقتصادية العالمية.

أخبار ذات صلة «المالية»: تعديل بعض أحكام قرار وزاري بشأن الائتلاف المشترك والشراكة الأجنبية والمؤسسة العائلية «المالية» توقع مذكرة تعاون مع هيئة المناطق الحرة في عجمان

وأشار إلى أهمية محاور الاجتماع، والتي تتضمن استخدام آليات التمويل المبتكرة والتحولات الرقمية والخضراء، مما يجسد توجه الدولة نحو المستقبل والحرص على الاستفادة من كل الفرص المتاحة لتعزيز التنمية، لافتاً إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في إعداد الميزانيات والإنفاق العام تمثل إحدى الوسائل المهمة لتحسين كفاءة إدارة الموارد وتوجيه الإنفاق نحو الأولويات الاستراتيجية ومتابعة الأداء الذي يشكل جزءاً أساسياً في تطوير إدارة المالية العامة، بما يضمن تحسين نتائج الإنفاق ويتيح اتخاذ قرارات أكثر دقة.

جلسات نقاشية

وشهد الاجتماع على مدى يومين جلسات توفر فرصة لتبادل الخبرات ومناقشة التطورات المتعلقة بالإدارة المالية العامة في دول المنطقة، وإعداد الميزانيات، وتعزيز كفاءة الإنفاق العام، والتكيف مع التحديات، والفرص الاقتصادية الإقليمية والعالمية مع صناع القرار، كما يتم بحث عدد من الموضوعات المتعلقة باستخدام آليات التمويل المبتكرة، وسبل استقطاب الاستثمارات الخاصة، وخصوصاً عبر الشراكات بين القطاعين العام والخاص، لتمويل هذه الاستثمارات الحيوية، وتسليط الضوء على المزايا والفرص المتاحة والتحديات المرتبطة باستخدام هذه الآليات، وعلاقتها بنظام الموازنة والإدارة المالية العامة، إلى جانب مناقشة المخاطر المالية الرئيسية التي يجب التصدي لها وإدارتها لضمان نجاح هذه التحولات.

حلول مبتكرة

وقال يونس حاجي الخوري، وكيل وزارة المالية، في تصريحات لـ «الاتحاد»: إن استضافة دولة الإمارات، ممثلة بوزارة المالية، الاجتماع السنوي الثاني لكبار مسؤولي الميزانية بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يأتي التزاماً من دولة الإمارات بإبراز أفضل الممارسات التي تطبقها، وبهدف تبادل الخبرات بين صناع القرار في المنطقة حول قضايا الإدارة المالية العامة والميزانية.

وأضاف أن الحدث سيشهد استعراض عدد من المحاور الخاصة بالحلول المبتكرة التي تستخدمها وزارة المالية، مثل «منظومة الفوترة الإلكترونية» التي تمت بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للضرائب، و«منى الافتراضية» مستشارة الذكاء الاصطناعي للبيانات المالية، و«مسؤول الرواتب الذكي» وهو نظام مبتكر يجمع بين تقنيات الروبوت والذكاء الاصطناعي التوليدي لإحداث نقلة نوعية في إدارة عمليات الرواتب الشهرية لموظفي الحكومة الاتحادية، وكتالوج منصة المشتريات الرقمية عبر تطبيق الهاتفي الذكي للوزارة والدعم المتكامل للحلول التقنية وخدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز تجربة الخدمات الرقمية.

وأكد الخوري، أن دولة الإمارات كانت من أوائل الدول التي اهتمت بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث كانت أول دولة في العالم تعين وزيراً معنياً بالذكاء الاصطناعي، وتم تشكيل فرق عمل مختلفة على المستوى المحلي والاتحادي من أجل التشاور حول تبني الحلول التي تسرع من عمليات إعداد الميزانيات لتقليل الوقت والجهد مع زيادة الكفاءة في إعداد الميزانيات والإنفاق العام. وأشار إلى أن وزارة المالية في دولة الإمارات ستركز خلال الاجتماع على نقل خبرتها في استخدام حلول وتطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى الدول العربية، مع استعراض تجارب الشراكة بين القطاعين العام والخاص وإيجاد أدوات تمويلية جيدة، وعرض بعض التجارب الخاصة في هذا القطاع، سواء لوزارة المالية أو لعدد من الدوائر المحلية.
 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: وزارة المالية الإدارة المالیة العامة إدارة المالیة العامة الذکاء الاصطناعی دولة الإمارات وزارة المالیة

إقرأ أيضاً:

دورة تدريبية حول تقنيات الذكاء الاصطناعي لصناع المستقبل

رأس الخيمة: «الخليج»
اختتمت جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية برأس الخيمة، دورة تدريبية بعنوان «تقنيات الذكاء الاصطناعي لصناع المستقبل»، قدمها المهندس عبد السلام عارف نواصره، بمشاركة فعالة من المهتمين بمجالات التكنولوجيا الحديثة.
نفذت الدورة في إطار دعم جهود التحول الرقمي في الدولة، حيث حظيت بإقبال واسع من أفراد المجتمع، الذين أبدوا اهتماماً كبيراً بتعزيز مهاراتهم في مجالات الذكاء الاصطناعي المتعددة.
وتميزت الدورة بجلسات تفاعلية وفرص لتبادل الأفكار والخبرات، حيث شارك المتدربون في ورش عمل تطبيقية مكثفة تناولت استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعالجة تحديات عملية في مجالات مثل التعليم والصحة وريادة الأعمال، كما شملت الجلسات دراسة مكثفة لكيفية تحليل البيانات الضخمة، باستخدام أحدث الأدوات والخوارزميات، للخروج بحلول مبتكرة تدعم اتخاذ القرارات المبنية على أسس علمية.
وركزت الدورة على بناء نماذج ذكية باستخدام تقنيات التعلم الآلي، وتمكين المشاركين من تحويل الأفكار المبتكرة إلى منتجات ريادية تسهم في تعزيز مسار الابتكار الرقمي في الإمارات، وتم تخصيص محور متكامل حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على قضايا مثل الحيادية والشفافية وحماية البيانات، بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية.
من جانبه، أكد خلف سالم بن عنبر، مدير عام جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية، بل أداة استراتيجية تسهم في تحسين جودة الحياة ودعم النمو الاقتصادي والاجتماعي، وأن هذه الدورة تأتي تماشياً مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، التي تهدف لجعل الدولة مركزاً رائداً في هذا المجال.
وأضاف: «نسعى إلى تمكين أفراد المجتمع بالمهارات التقنية التي تعزز دورهم في تحقيق التنمية المستدامة وترسيخ مكانة الإمارات كواحدة من أبرز الدول الرائدة في مجال الابتكار والذكاء الاصطناعي، ومن منطلق إيماننا بالاستثمار في عقول أبناء الوطن وتوجيه طاقاتهم نحو تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة في بناء مجتمع رقمي متكامل يواكب تطلعات المستقبل».

مقالات مشابهة

  • كالكاليست: إسرائيل الثانية في نسبة الفقر بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية
  • كندية دبي تطلق برنامج ماجستير الذكاء الاصطناعي
  • "الذكاء الاصطناعي والعدالة الجنائية" على طاولة النواب العرب
  • غداً .. موريتانيا تستضيف اجتماع لمناقشة الأزمة السودانية وتوحيد المبادرات المطروحة
  • الذكاء الاصطناعي يعزز تفاؤل 77% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات بالمستقبل دبي (الاتحاد)
  • اختتام «الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الإعلامية»
  • دورة تدريبية حول تقنيات الذكاء الاصطناعي لصناع المستقبل
  • الإمارات تشارك في الاجتماع الأول لوكلاء وزارات المالية ضمن مجموعة العشرين
  • الكويت تستضيف الاجتماع الوزاري الـ113 لمنظمة أوابك بحضور ليبيا
  • طهران تستضيف اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة بين تركيا وإيران