سوريا وتركيا وفرصة أخيرة للدبلوماسية قبل العملية العسكرية
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
أنقرة (زمان التركية) – تقع تركيا حاليا على شفا مرحلة حساسة للغاية، فمع تأكيد الرئيس رجب طيب أردوغان على “الجبهة الداخلية” ودعوته إلى الأكراد للتكاتف وإزاحة الصهيونية من الطريق ، اكتسبت جهود بناء “تركيا بلا إرهاب” زخماً.
وفي هذا الإطار، بادر رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي بدعوة رئيس تنظيم العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، لإعلان تصفية التنظيم من ثم صرح لاحقا أن الأكراد والتنظيم الإرهابي فصيلين مختلفين وأنهم يتشاركون الجبهة نفسها مع الأشقاء الأكراد مع إمكانية اجتزاز الإرهاب من جذوره.
وفي العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، أفاد أردوغان أن تركيا ستقطع الروابط بين تركيا والعناصر الإرهابية خلال المرحلة القادمة وسينهون مكيدة الإرهاب القائمة منذ 40 عاما. في إشارة منه لعملية عسكرية مرتقبة بشمال سوريا.
وخلال عودته من زيارته إلى الرياض وباكو، أكد أردوغان على وجود استعداد لبدء عملية عسكرية خارج الحدود قائلا: “لايزال هناك ساحات على جدودنا يسيطر عليها العناصر الإرهابية وهو ما يشكل خطر على أمننا. لا يمكن تحقيق الأمن دون تطهير المنطقة كليا وتجفيف مستنقع الإرهاب”.
من جانبها، أشارت وزارة الدفاع التركية إلى عزمها على القيام بالعملية العسكرية قائلة: “من أكثر الحقوق الطبيعية لتركيا القيام بعمليات من حيث القانون الدولي والدفاع المشروع من أجل أمن الدولة وحدودها. سيتم اتخاذ اللازم عندما يحين الموعد والمكان المناسب”.
دبلوماسية الباب الخلفي مع روسيا وأمريكامن ناحية أخرى، اكتسبت دبلوماسية الباب الخلفي زخماً مع الولايات المتحدة وروسيا، اللتين تمتلكان قوات عسكرية في المنطقة. ولم تلتزم الدولتان ببند “ن يكون هناك أبدًا حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب/حزب الاتحاد الديمقراطي بالمنطقة، سيتم تهيئة بيئة لعودة اللاجئين” الوارد ضمن الاتفاقية الموقعة من جانبهما واتخذتا خطوات بما يتوافق مع مصالحهما بالمنطقة.
في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، تم إثراء حزب العمال الكردستاني بجميع عناصره، وتركت موارد النفط والطاقة السورية لإدارة التنظيم. وعزز المسؤولون الأمريكيون عناصر حزب العمال الكردستاني/قوات سوريا الديمقراطية بالذخيرة لاستخدامها ضد تركيا. وشهدت المنطقة دوريات بين القوات الأمريكية وعناصر العمال الكردستاني.
ووفقاً للاتفاق نفسه، كان من المقترح إخراج جميع عناصر حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب في منبج وتل رفعت مع أسحلتهم بعمق 30 كيلومتر من الحدود التركية، لكن كانت هناك العديد من الهجمات ومحاولات التسلل ضد تركيا من هذه المناطق.
أخيرًا، تم الكشف عن أن مصدر الهجوم الغادر على TUSAŞ هو الأراضي السورية التي يحتلها حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب/قوات سوريا الديمقراطية.
وتتواصل الجهود لإضفاء الشرعية على ما يسمى بالانتخابات في المنطقة وأنشطة ترسيخ “الإرهاب” دون تباطؤ.
رصد التكتلات بالمنطقةفي هذه المرحلة، أصبحت العملية العسكرية التي ستطهر المنطقة من الإرهاب وتأمين الحدود الجنوبية لتركيا ضرورية. وأكملت القوات العسكرية والاستخبارات التركية استعداداتها بهذا الصدد، حيث تم رصد التكتلات والأطراف المتحالفة بالمنطقة وجميع الروابط والأهداف القذرة وأساليب التدخل ضد الإرهابيين.
تحذير تاريخي من أردوغان للأسدتجدر الإشارة إلى الدعوة التي وجها أردوغان للرئيس السوري الأسد بقوله: “دعونا ندمر الهياكل الإرهابية بين سوريا وتركيا، فإعادة بناء القانون بيننا سيخفف من وطأة الأحداث بالمنطقة بأكثر من ذلك بكثير”.
وأعلنت أنقرة بوضوح عن رغبتها في التطبيع مع دمشق. ومؤخرا صرح أردوغان أنه لا يزال يأمل بلقاء الأسد ووضع العلاقات السورية التركية على المسار الصحيح.
ووجه أردوغان تحذيرا بشأن خطر اسرائيل والعمال الكردستاني قائلا: “الإرهابيون، وخاصة المنظمة الإرهابية PKK/PYD/YPG، يهددون وحدة الأراضي السورية، بينما السوريون المشتتون في الدول المختلفة لا يهددون وحدة الأراضي السورية. يجب أن يدرك الأسد ذلك ويتخذ خطوة لبدء مناخ جديد في بلاده وحماية بلاده. التهديد الذي تشكله إسرائيل ليس قصة خيالية. وتجدر الإشارة إلى أن الحريق المحيط سينتشر بسرعة في التربة غير المستقرة”.
عراقيل على خط أنقرة – دمشق
هناك أيضًا عناصر خارجية تخرب العملية حتى لا يمد الأسد يده إلى تركيا. بالنسبة للحروب بالوكالة، تصبح القوى الإمبريالية التي تغذي المنظمات الإرهابية من حزب العمال الكردستاني إلى داعش عراقيل تعرقل التقارب بين أنقرة ودمشق.
وهناك دول تؤجج البيئة الإرهابية والمواجهات في سوريا كي تواصل سوريا سياستها التمددية بالمنطقة. وإسرائيل، التي تعيش وهم أرض الميعاد، تمطر القنابل على جميع أنحاء سوريا من دمشق إلى اللاذقية كل يوم.
لذلك، فإن انسلاخ دمشق وتقاربها مع أنقرة سيسهم بشكل كبير في إحلال السلام والاقتصاد ومكافحة الإرهاب بالمنطقة.
Tags: العملية العسكرية التركية المرتقبةبشار الأسدتطبيع العلاقات بين تركيا سورياتنظيم العمال الكردستانيرجب طيب أردوغانالمصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: بشار الأسد تطبيع العلاقات بين تركيا سوريا تنظيم العمال الكردستاني رجب طيب أردوغان حزب العمال الکردستانی العملیة العسکریة
إقرأ أيضاً:
عودة 200 ألف سوري من تركيا إلى وطنهم منذ سقوط النظام
تُعدّ عودة اللاجئين السوريين من تركيا إلى بلادهم قضية إنسانية وسياسية معقدة، تعكس التحديات التي تواجهها الدول المضيفة واللاجئون على حد سواء. مع تحسن الأوضاع في سوريا بعد سنوات من النزاع، بدأت تركيا في تسهيل عودة اللاجئين بشكل طوعي مع التركيز على توفير بيئة آمنة ومستقرة لهم في وطنهم.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “200 ألف سوري عادوا من تركيا إلى وطنهم منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024”.
وأشار أردوغان إلى أن سوريا تسير نحو التعافي رغم التحديات، موضحًا أن تركيا تستضيف 4 ملايين و34 ألف لاجئ، بينهم مليونان و768 ألف سوري تحت بند “الحماية المؤقتة”، مع انخفاض هذا العدد تدريجيًا بفضل التدابير المتخذة.
كما استعرض أردوغان أرقامًا عالمية حول الهجرة، مشيرًا إلى وجود 281 مليون مهاجر حول العالم، بينهم 165 مليونًا من العمال المهاجرين، و120 مليون لاجئ.
وأكد أردوغان أن “تركيا كانت دائمًا ملاذًا آمنًا للمهاجرين والمظلومين”، منتقدًا القوى الغربية التي تتجاهل مسؤولياتها في تقاسم أعباء الهجرة.
وأشار إلى التحديات التي تواجه اللاجئين، بما في ذلك المخاطر التي أودت بحياة 72 ألف لاجئ أثناء رحلاتهم، خاصة في البحر الأبيض المتوسط.
مجهولون ينبشون قبر حافظ الأسد وينقلون الرفاة إلى مكان مجهول
تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور حديثة لقبر الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد في مدينة القرداحة بريف اللاذقية، وقد ظهر أنه تم نبشه من قبل مجهولين ونُقلت الرفاة إلى مكان مجهول.
وظهرت هذه الفيديوهات والصور على صفحات ناشطين سوريين، وأظهرت آثار النبش، وذلك بعد أشهر على إحراق القبر من قبل مجموعات مسلحة وصلت إلى قرية القرداحة في ريف اللاذقية الساحلية، عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.
جدير بالذكر أن حافظ الأسد، الذي ولد في 6 أكتوبر 1930 وتوفي في 10 يونيو 2000، تولى مناصب حكومية وعسكرية عديدة قبل أن يصبح رئيسًا للجمهورية السورية في عام 1971. خلفه في الحكم نجله بشار الأسد، الذي استمر في السلطة حتى سقوط نظامه في ديسمبر 2024.
آخر تحديث: 28 أبريل 2025 - 18:16