لية إعمار الكون جزء من العبودية لله في الإسلام؟
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
في ديننا الإسلامي الحنيف، لا تقتصر العبادة على أداء الشعائر والفرائض فحسب، بل تمتد لتشمل جميع جوانب الحياة اليومية، بحيث يصبح كل عمل يُقدّم لوجه الله عملاً طيباً له أجر وثواب، ومن بين أبرز المفاهيم التي نجدها في تعاليم الإسلام، هو أن "إعمار الكون" أو "إصلاح الأرض" يُعتبر جزءاً أساسياً من العبودية لله، فالإسلام لا يرى في العبادة مجرد طقوس محدودة، بل دعوة شاملة للإنسان ليكون خليفة الله في الأرض، ويُعنى بإصلاحها وتطويرها بما يرضي الله.
يعتبر الإسلام أن الإنسان خُلق ليكون خليفة في الأرض، أي ليعمرها، كما ورد في قوله تعالى: "إِنِّي جَاعِلٌّ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة: 30). هذه الآية تشير إلى تكليف الله سبحانه وتعالى للإنسان بمهمة إعمار الأرض وحمايتها، واستخدام مواردها بما يتماشى مع قيم العدالة والرحمة التي يدعو إليها الإسلام.
إعمار الأرض في الإسلام ليس مقتصرًا على بناء المدن وتطوير الزراعة، بل يشمل أيضًا الحفاظ على البيئة، والنهوض بالمجتمع، والبحث عن العلم، والعدالة الاجتماعية، وتحقيق السلام. فكل عمل يسهم في رفعة الإنسانية أو في تحسين حياة الناس يعتبر نوعاً من الإعمار الذي يرضي الله سبحانه وتعالى. فالحفاظ على البيئة من التلوث، والاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة، والابتكار في العلوم والتكنولوجيا، كلها أعمال يمكن أن تُدرج ضمن مفهوم "الإعمار".
إعمار الكون كجزء من العبادة اليوميةمن خلال هذا الفهم الشامل للإعمار، يصبح أي جهد يبذله الإنسان في سبيل تحسين وضعه الاجتماعي أو الاقتصادي أو البيئي نوعًا من العبادة. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها" (رواه مسلم)، وهذا الحديث يعكس كيف أن العناية بالأرض ومقومات الحياة ليست فقط أمرًا ماديًا، بل هي عبادة قائمة على النية الصادقة في تحقيق مصالح الناس والبيئة.
المسؤولية الفردية والجماعية في إعمار الكونإعمار الكون يتطلب التعاون بين الأفراد والمجتمعات، فكل شخص منا مسؤول عن تقديم مساهمته الخاصة في هذا العمل العظيم. ومن خلال العمل الصالح في مختلف مجالات الحياة، سواء كان ذلك في التجارة أو الزراعة أو التعليم أو الطب أو التكنولوجيا، يمكننا جميعًا أن نكون جزءًا من هذه العبودية التي تهدف إلى إصلاح الأرض وتنميتها.
في هذا السياق، نلاحظ أن الإسلام يضع على عاتق الأمة الإسلامية مسؤولية كبيرة في الحفاظ على توازن الكون وتنميته، فالكون جزء من خلق الله، ولذلك يجب أن يتم التعامل معه برفق واحترام، وأن يسعى المسلمون دائمًا إلى استغلال موارده بشكل يعكس التقوى والعدل.
إعمار الكون والحفاظ على البيئةإن الحفاظ على البيئة وحمايتها من التلوث يعد من أبرز صور إعمار الأرض في الإسلام. يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: "وَلَا تَفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا" (الأعراف: 56)، وهذا يعني أن الإنسان مكلف بالحفاظ على التوازن البيئي والموارد الطبيعية، وهو جزء من الإعمار الذي يُرضي الله ويُحقق مصلحة الجميع. وعليه، فإن الجهود المبذولة في الحد من التلوث، وإعادة التدوير، وتطوير مصادر الطاقة النظيفة، وغيرها من المبادرات البيئية، تُعتبر من أرقى صور العبادة في العصر الحديث.
إعمار الكون جزء أساسي من العبودية لله في الإسلام، فكل جهد يُبذل لتحسين الحياة البشرية والبيئة، وكل مساهمة في مجال العلم والتكنولوجيا والخير العام، هي عبادات متقبلة عند الله طالما كانت تهدف إلى مصلحة الناس ورفاههم. فالإعمار في الإسلام لا يعني مجرد بناء المساكن أو المدن، بل يشمل كل عمل ينفع البشر ويحفظ الأرض التي كلفنا الله بحمايتها ورعايتها.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إعمار العبودية العبودية لله الإسلام إعمار الأرض فی الإسلام جزء من
إقرأ أيضاً:
إبنة نصرالله تكشف معلومات عن والدها... هكذا كانت حياته
نفت زينب نصرالله، ابنة الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله، مزاعم بأن والدها عاش في مخابئ تحت الأرض، ووصفتها بأنها "كاذبة تمامًا" في مقابلة مع قناة "برس تي في" الإيرانية.
وتابعت بأنه "لم يستخدم المساحات المبنية تحت الأرض أبدًا في حياته اليومية. لقد تم بناؤها للاستخدام في زمن الحرب، وحتى بداية العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان في أيلول، كان يقيم في شقق عادية بطوابق مختلفة".
وأضافت: "عاش والدي مثل أي شخص آخر، في شقق عادية، رغم ذلك كان الاحتلال الإسرائيلي يروج إلى أنه عاش حياته تحت الأرض".
وبحسب زينب، فإن أسلوب حياة والدها كان عادياً رغم التهديدات الإسرائيلية. وأوضحت: "كان يقود سيارته برفقة رفاقه لمراقبة الوضع في الخارج. لم يكن مختبئاً أبداً. كان يقوم بجولات في الضاحية الجنوبية لبيروت للاطمئنان على الناس والمستشفيات والمساجد والمحلات التجارية، ويتأكد من أن كل شيء على ما يرام".
ومع ذلك، كشفت زينب نصرالله أن "المسؤوليات الهائلة والمخاوف الأمنية، التي كانت تثقل كاهل والدها حدت من لقاءات الأسرة".
وقالت: "كنا نراه بضع مرات في السنة فقط لكن هذه اللحظات كانت ثمينة".
وتابعت: "كنا نجتمع كعائلة أطفال وأحفاد ونقضي لحظات رائعة معًا. كان يسأل عن كل واحد منا ويتأكد من أننا بخير كان الأحفاد يتشاجرون أحيانًا على من يجلس بجانبه".
وفقًا لابنة زعيم حزب الله السابق، كانت مناقشات الأسرة تركز بشكل أساسي على الأمور الدينية، مما يترك مجالًا ضئيلًا للسياسة، ما لم تنشأ قضايا عاجلة وتسعى الأسرة إلى "فهم أفضل" لأحداث معينة.
وعند وصفه، أشارت زينب نصر الله إلى والدها كان "أبًا محبًا، ورجلًا متعلمًا جيدًا، وإنسانًا حنونًا للغاية".
وأضافت أنه عندما عُيِّن والدها أميناً عاماً لحزب الله بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي في شباط 1992، شعرت الأسرة "بإحساس متزايد بالمسؤولية" لأنه أصبح الآن "زعيماً عابراً للحدود يتبعه ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم". (عربي 21)