تعذيب الأسرى .. شهيدان وشهادات لمحررين تفضح فصول الإبادة بسجون الاحتلال
تاريخ النشر: 18th, November 2024 GMT
#سواليف
ما بين نبأ استشهاد أسيرين جديدين في #سجون_الاحتلال، وشهادات جديدة لأسرى مفرج عنهم، ترتسم صورة #مأساوية لواقع #السجون و #معسكرات #الاعتقال الإسرائيلية التي تحولت إلى #مسالخ للتعذيب و #الموت.
وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، باستشهاد الأسيرين في سجون الاحتلال سميح سليمان محمد عليوي (61 عاماً) من نابلس، وأنور شعبان محمد اسليم (44 عاما) من غزة.
واستشهد الأسير عليوي في 6/11/2024، بعد ستة أيام على نقله من عيادة سجن (الرملة) إلى مستشفى (أساف هروفيه) علما أنه كان محتجزا قبل سجن (الرملة) في سجن (النقب)، ولم تُعلن إدارة السّجون عن استشهاده رغم أنها ملزمة بذلك.
مقالات ذات صلة غيوم ممطرة تتجه إلى المناطق الشمالية والوسطى 2024/11/18أما الشّهيد أنور اسليم فقد ارتقى أمس 14/11/2024 خلال نقله من سجن (النقب) إلى مستشفى (سوروكا)، بعد تدهور طرأ على وضعه الصحيّ.
ووفق الهيئة والنادي؛ فأنّ الأسير عليوي معتقل إدارياً منذ 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واستنادا لزيارة أجراها محامي هيئة الأسرى له في 21 آب/ أغسطس 2024 في سجن (النقب)، فقد ذكر أنه يُعاني قبل اعتقاله من عدة مشاكل صحية نتيجة إصابته بورم حميد في الأمعاء قبل سنوات، أما الأسير أنور اسليم من غزة، فهو معتقل منذ 18/12/2023، ولم يكن يعاني من أية مشاكل صحية قبل اعتقاله بحسب عائلته.
ماذا قال الأسير عليوي قبل استشهاده؟
وفي تفاصيل الزيارة التي تمت للأسير عليوي في شهر آب/ أغسطس المنصرم، فقد ذكر للمحامي: “أنه كان يُعاني أوضاعاً صحيةً صعبة قبل اعتقاله، وقد خضع لعدة عمليات جراحية، خلالها تم استئصال جزءاً من أمعائه جرّاء إصابته بورم حميد في حينه، وكان من المفترض أن يجري عملية جديدة في شهر كانون الأول/ ديسمبر 2023، إلا أنها لم تتم بسبب اعتقاله، الأمر الذي فاقم من وضعه الصحي”.
كما أكّد في إفادته للمحامي: “أنه تعرض كما العديد من الأسرى لعمليات تنكيل، واعتداءات متكررة خاصة خلال عملية نقله إلى العيادة، وعلى الرغم من مرضه وحالته الصّحيّة الصّعبة، إلا أنهم كانوا يخرجونه للعيادة مقيد، ويتم التنكيل به، وأضاف، أنّه فقد من وزنه حتى تاريخ الزيارة أكثر من 40 كغم، ولم يعد قادرا على تناول لُقيمات الطعام التي تقدم لهم، كما أنه لم يحصل على أي علاج بالمطلق منذ اعتقاله، لافتا إلى أنه ورغم تدخل مؤسسات حقوقية مختصة في الداخل للضغط على إدارة السّجون لتوفير العلاج له إلا أنّ ذلك لم يحدث.
يذكر أنّ الأسير عليوي أسير سابق أمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال نحو عشر سنوات، وقد بدأت رحلة اعتقالاته منذ عام 1988، وهو متزوج وأب لتسعة من الأبناء، كذلك الأسير اسليم فهو متزوج وأب لأربعة من الأبناء.
وأكّدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، أنّ الأسيرين عليوي واسليم تعرضا لجريمة ممنهجة، كما الشهداء الأسرى كافة، من خلال سياسة القتل البطيء والتصفية التي تنتهجها منظومة السّجون بحقّ الأسرى على مدار عقود طويلة، وعبر سلسلة من الجرائم والسّياسات الثّابتة، أبرزها جريمة التّعذيب، والجرائم الطبيّة، وجريمة التّجويع، حيث شكّلت هذه الجرائم الأسباب المركزية لاستشهاد العشرات من الأسرى والمعتقلين منذ بدء حرب الإبادة.
التعذيب والتنكيل وسياسة الإهمال الطبي الذي أفضى إلى استشهاد الأسيرين عليوي واسليم، بات نهجًا متعاظمًا منذ السابع من أكتوبر 2023 في إطار سياسة الانتقام والإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
شهادات جديدة
وقدم 20 أسيرًا أفرجت قوات الاحتلال عنهم صباح الجمعة ووصلوا إلى مستشفى غزة الأوروبي في خانيونس، شهادات جديدة مرعبة عن أهوال التعذيب والتنكيل الذي تعرضوا له خلال اعتقالهم.
وأكد الأسير المحرر محمود النجار من سكان معسكر جباليا في تصريحات تابعها المركز الفلسطيني للإعلام أن جميع المعتقلين يتعرض لتعذيب قاسٍ يطال كبار السن والأطفال داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وكشف عن استشهاد أسير واغتصاب آخر من سجاني الاحتلال الذين لا يتوقفون عن تردد الشتائم النابية وإهانة المعتقلين وضربهم دون أي مبرر.
واعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 5 آلاف فلسطيني من قطاع غزة خلا ل13 شهرًا ولا تزال تخفي العديد منهم قسرًا، في حين كشف النقاب عن استشهاد ما يقارب 50 منهم.
ويؤكد علاء السكافي مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، عدم وجود حصر دقيق لعدد الفلسطينيين الذين اعتقلهم الاحتلال “الإسرائيلي” من قطاع غزة؛ نظرًا لسياسة الإخفاء القسري.
وقال السكافي: إنّ “الاحتلال أفرج عن حوالي 1200 اسير على مراحل، وتبقّى 3200 أسير بينهم 3 أسيرات وعشرات الأسرى الأطفال، في حين كان عدد معتقلي غزة قبل بدء الحرب على غزة 295، وفق تصريحات لفلسطين أون لاين.
أنواع التعذيب
وكشف السكافي أن معتقلي غزة يتعرضون لنوعين من التعذيب والإذلال والتنكيل في سجون الاحتلال “الإسرائيلي”؛ أولهما التعذيب القاسي بأساليب غير مسبوقة خلال التحقيق لانتزاع الاعتراف، والثاني المعاملة القاسية والمهينة، وتشمل الضرب المبرح والتنكيل الدائم بما فيه من إهانات وإذلال وتخويف.
وأكد أنه لا يوجد حصر لأسماء وأعداد المعتقلين منذ 7 أكتوبر 2023، لممارسة الاحتلال سياسة الإخفاء القسري .
وقال السكافي، إنّ “عددًا من الأهالي يخبروننا بوجود أبنائهم داخل سجون الاحتلال، فنخاطب عبر المحامين إدار السجون التي ترد على استفساراتنا ب 4 إجابات: أن الشخص محتجز في أحد سجون الاحتلال، أو أنه غير موجود في السجون، أو استشهد في أحد السجون، وأخيرًا أنه ممنوع من زيارة ولقاء محامي.
ويعزو السكافي حظر نشر معلومات عن المعتقل ومكان احتجازه ليتسنى للاحتلال ممارسة جريمة الإخفاء القسري بحق هؤلاء المعتقلين، وممارسة التعذيب القاسي بحقهم دون اطلاع أي جهة على آثار التعذيب، بهدف ترهيب المعتقل وانتزاع أكبر قدر من المعلومات منه.
وأشار إلى أن مؤسسة الضمير حصلت على توكيلات من ذوي 610 أسرى لمتابعتهم، وزار محامو المؤسسة 100 معتقل حتى اليوم، لأن الاحتلال يعقد إجراءات الزيارة.
تعذيب انتقامي
وأكد السكافي أن أوضاع المعتقلين سيئة ومزرية، ووفق إفادات المعتقلين للمحامين، وإفادات المفرج عنهم لباحثي المؤسسة، فإننا نخلص إلى أن التعذيب انتقامي ويكون بشكل دائم ومستمر خلال الفترة الأولى من الاعتقال والتي تمتد من 90 – 120 يومًا.
وأشار إلى ويلات التعذيب في سجن سديه تيمان الذي احتجز فيه معظم معتقلي غزة، حيث خضعوا لأشكال شتى من التعذيب مثل تعصيب العينين وتقييد اليدين بمرابط بلاستيكية شديدة تكاد تمزق الجلد، حتى قضاء حاجته تكون على هذه الهيئة.
وقال: عاش المعتقلون خلال الفترة الأولى عمليات قمع قاسية من وحدات القمع “الإسرائيلية” استخدمت خلالها الكلاب المتوحشة ومارست أعتى أساليب الإذلال على المعتقلين، إلى جانب رش غاز الفلفل على المعتقلين.
وبيّن أنه يتم عزل كل 5 معتقلين عن أقرانهم من وحدة القمع ويعتدون عليهم بشكل مكثف بالعصي وأعقاب البنادق، وتستمر جولة التعذيب من 5-10 دقائق خلال عملية القمع التي تحصل كل 3 أيام تقريبا.
وأكد السكافي أن التعذيب والتنكيل والإهانة والإذلال تعكس مستوى التوحش الممارس بحق المعتقلين، إضافة إلى تنفيذ جرائم طبية ممنهجة ضد المعتقلين والتجويع والحرمان من النوم والاعتداءات الجنسية وتقليص كمية الطعام، وصولًا لتقليص عدد مرات الذهاب للمرحاض.
ونبه إلى أن سجن سديه تيمان لم يصله إلا محامي واحد منذ السابع من أكتوبر، زاره الصحفي محمد عرب.
الاعتداءات الجنسية
وأكد السكافي أن هناك اعتداءات جنسية سجلت لعدة حالات من الأسرى وهذا من أفظع أشكال التعذيب التي حدثت في سجون الاحتلال.
وبيّن أنه خلال التحقيق مع المعتقل يكون مكبلًا بإحكام وعاريا من ملابسه ويلبسونه حفاضات كنوع من الإهانة والإمعان في الإذلال.
وأشار إلى أنه خلال التحقيق يمارس سجانو الاحتلال أساليب التهديد بهتك عرض الزوجة أو الأم أو الأخت، ويقدم طعام سيء لإبقاء المعتقل على قيد الحياة مما أدى لانخفاض أوزانهم من 20 – 25 كيلو غرام.
وذكر أنه بعد انتهاء التحقيق في سديه تيمان ينقل الإسرى الى السجون خصوصا النقب وعوفر.
وأفاد الحقوقي بأن قرابة 400 معتقل لم يصلوا سديه تيمان وهم من يصنفهم الاحتلال على أنهم خطيرون، حيث أوقفوهم في سجون:نفحة، كيشون، نيتسانة. هؤلاء المعتقلين تم زيارتهم من المحامين المنتدبين من محكمة الاحتلال.
اعتقال 51 سيدة
وكشف السكافي أن الاحتلال اعتقل 51 سيدة غزية منذ 7 أكتوبر أفرج عن الأغلب وبقيت 3 سيدات معتقلات في الدامون، يعانين مع المعتقلات أسوأ ظروف حيث يمنعن من إجراء الفحوصات الطبية وتلقي العلاج اللازم وسوء الطعام ونقص الملابس الشتوية والأغطية وتعصيب الأعين وتقييد الأيدي وغير ذلك من الأساليب المهينة.
وأكد أنه حتى الآن لم يتم إصدار أي حكم بحق معتقلي غزة، ويمدد للمعتقل، لأن الاحتلال لم يقدم لائحة اتهام ضد المعتقلين، وذلك لعدم توفر بنود قانونية كافية لإدانة المعتقلين. ونبه إلى أن المستوى السياسي والتشريعي “الإسرائيلي” يعمل على سن قوانين لتبرير اعتقال المئات وتقديم لوائح بحقهم.
وقال، الحقوقي السكافي، إنّ كل المؤسسات الحقوقية والمعنية بالأسرى والمعتقلين تتابع قضية معتقلي غزة في السجون. هؤلاء يشكلون تحديًا أمام تلك المؤسسات خصوصًا مع استمرار جريمة الإخفاء القسري.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف سجون الاحتلال مأساوية السجون معسكرات الاعتقال مسالخ الموت فی سجون الاحتلال الإخفاء القسری الأسیر علیوی معتقلی غزة سدیه تیمان أسیر ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
المعتقلات الإسرائيلية: قبور بلا شواهد
يقبع آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في ظروف تعتبر الأشد صعوبة منذُ نشأة الكيان الصهيوني، يعانون من قسوة لا توصف في زوايا السجون الإسرائيلية، حيث الظلام أشد كثافة من أي مكان آخر، فآلاف الأسرى الفلسطينيين الذين اختطفتهم آلة الاحتلال من بيوتهم، من أحلامهم، وحتى من طفولتهم، هم ليسوا مجرد معتقلين بل أرواح تُحاصَر بين الجدران، وأجساد أنهكها القيد والتعذيب، وعقول ترفض الاستسلام رغم الألم. هذه السجون لم تعد مجرد مراكز احتجاز، بل تحوّلت إلى مقابر للأحياء، حيث يموت الأمل ببطء، ويواجه الأسرى الفلسطينيون أسوأ أنواع الانتهاكات في ظل صمت عالمي مخزٍ منذ حرب الإبادة على قطاع غزة. لكن في الوقت ذاته حوّل المعتقلون الفلسطينيون معاناتهم إلى قوة من الصبر كسلاح يقاومون به الظلم والاستبداد، هؤلاء الأسرى والمعتقلون ليسوا مجرد أرقام أو أسماء مدرجة في قوائم الاعتقال، بل هم رموز للصمود والإرادة، يعكسون حقيقة النضال الفلسطيني الذي لا ينكسر رغم كل المحاولات لطمسه.
الاعتقال.. وسيلة الاحتلال لإخماد المقاومة
منذ احتلال فلسطين عام 1948م، اعتمدت إسرائيل سياسة الاعتقالات الجماعية كأداة لقمع المقاومة وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، فالسجون الإسرائيلية التي ما زالت تضم أكثر من 15000 أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، يعانون من ظروف قاسية تتعارض مع كل المواثيق والأعراف الدولية، إلا أنها لم تستهدف المقاومين أو النشطاء فحسب، بل امتدت لتشمل الأكاديميين، والصحفيين، وحتى الأطفال، في محاولة لزرع الخوف في المجتمع الفلسطيني ورغم ذلك، فإن هذه السياسة لم تحقق أهدافها، بل زادت من عزيمة الفلسطينيين على مواجهة الاحتلال بكل الوسائل الممكنة، وأصبح الأسرى أنفسهم مدرسة للنضال والتحدي.
العذاب خلف القضبان: معاناة بلا حدود
تتنوع أشكال القهر التي تمارسها إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين، بدءا من التعذيب الجسدي والنفسي، مرورا بالعزل الانفرادي والذي يعتبر أحد أقسى أساليب العقاب التي يستخدمها الاحتلال ضد الأسرى، حيث يتم وضعهم في زنزانة ضيقة بلا نوافذ، محرومين من أي تواصل مع العالم الخارجي. يقول أحد الأسرى المحررين: "العزل ليس فقط سجنا للجسد، بل هو سجن للعقل والروح، حيث يواجه الأسير صراعا نفسيا قد يدفعه إلى الجنون"، وصولا إلى الإهمال الطبي المتعمد.
هذه الممارسات ليست مجرد تجاوزات فردية، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الأسرى وجعلهم يستسلمون، وهذا ما كان في السنوات الأخيرة عندما استلم اليميني الصهيوني بن غفير مصلحة السجون، فانتهج نهجا أكثر قساوة على معتقلين عُزّل لا يملكون من أنفسهم إلا الصبر في مواجهة هذه النازية في التعذيب والتحقيق القاسي خاصة خلال التحقيق، واستخدام أساليب تعذيب وحشية تشمل الضرب المبرح، والحرمان من الأكل والاكتفاء بوجبة لا تكفي إلا لأطفال، كما الحرمان من النوم، والشبح لساعات طويلة، عدا عن العزل الانفرادي والذي يُستخدم كوسيلة للعقاب النفسي، حيث يُحتجز الأسير في زنزانة صغيرة بلا تواصل مع العالم الخارجي لمدة تصل إلى سنوات، ومن جانب آخر الإهمال الطبي وهي سياسة إعدام بطيئة حيثُ يُترك الأسرى المرضى في السجون دون علاج، حتى تتفاقم أمراضهم وتصبح مميتة.
ومن الجرائم التي لا زالت ترتكب خلف قضبان السجون؛ التعذيب كونه سياسة ممنهجة لكسر إرادة الأسرى الفلسطينيون وإخضاعهم لأساليب تعذيب وحشية خلال التحقيق وبعده، تشمل الضرب المبرح حتى فقدان الوعي، والشبح لساعات طويلة بربط الأيدي والأقدام في أوضاع مؤلمة كم الحرمان من النوم، والتعرض لأصوات صاخبة وضوء شديد وتهديد الأسير باعتقال أفراد عائلته أو هدم منزله.
أرقام مأساوية.. معاناة لم تنته
يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي عشرات الآلاف من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، إضافة إلى أسرى مرضى يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة دون أي رعاية طبية حقيقية. ما زال 160 طفلا أسيرا محرومين من أبسط حقوق الطفولة و32 أسيرة فلسطينية يعانين من ظروف اعتقال قاسية، وأكثر من 700 أسير مريض بعضهم مصاب بأمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب، كما عشرات الأسرى مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاما، في ظل أحكام جائرة تصل إلى المؤبد عشرات المرات. هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل قصص معاناة وألم، وحكايات صمود أمام آلة القمع الإسرائيلية التي لا تعرف الرحمة.
فدوما يكون مواجهة القمع الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيون باللجوء إلى الإضراب عن الطعام كسلاح فعّال يلفت انتباه الأحرار ويضغط على الاحتلال لتحسين ظروفهم، عُرفت هذه الإضرابات باسم "معركة الأمعاء الخاوية"، حيث يمتنع الأسرى عن تناول الطعام لأسابيع وأحيانا لشهور، مطالبين بحقوقهم الأساسية. ومن أبرز الإضرابات الجماعية التي خاضها الأسرى، إضراب عام 2017، الذي شارك فيه أكثر من 1500 أسير للمطالبة بتحسين ظروف الاعتقال، ورغم القمع الوحشي الذي واجهوه، تمكنوا من تحقيق بعض المكاسب بعد صمود أسطوري.
الأسرى الأطفال.. براءة في القيد
لا يتوقف الاحتلال عن استهداف الأطفال الفلسطينيين، إذ يُعتقل سنويا المئات من الأطفال بتهم واهية مثل رشق الحجارة أو حتى التعبير عن آرائهم على مواقع التواصل الاجتماعي، يُحرم هؤلاء الأطفال من حقهم في التعليم والحياة الطبيعية، ويتعرضون لمعاملة قاسية داخل السجون، في انتهاك صارخ لحقوق الطفل.
الصبر والصمود.. رسالة الأسرى للعالم
رغم كل ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون فإنهم لا يفقدون الأمل بمقاومتهم للتحرر من الاعتقال، بل يحولون السجن إلى مدرسة للنضال، حيث يواصلون تعليم أنفسهم، يدرسون، يكتبون، ويتبادلون المعرفة، مما يجعلهم أكثر قوة وإصرارا على النضال بعد خروجهم. والكثير من الأسرى المحررين أصبحوا قادة في المجتمع الفلسطيني، يواصلون دورهم في مقاومة الاحتلال، ويؤكدون أن الاعتقال ليس نهاية المطاف، بل محطة في طريق الحرية.
الواجب الأخلاقي والدولي تجاه الأسرى
ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية تجاوز الانتهاك الصارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تحمي حقوق الأسرى ورغم ذلك، فإن المجتمع الدولي لا يزال متواطئا بالصمت، مما شجع الاحتلال على التمادي في جرائمه ليس فقط على المعتقلين الفلسطينيين، بل حتى على المؤسسات الحقوقية والإنسانية لمنعها من تكثيف جهودها لفضح ممارسات الاحتلال والضغط عليه للتخفيف من الأوضاع المأساوية للأسرى، خاصة المرضى وكبار السن والأطفال. كما أن دور الإعلام لا يقل أهمية في نقل معاناة الأسرى وتسليط الضوء على قضيتهم عالميا.
ختاما.. الحرية قادمة لا محالة
سجون الاحتلال قد تكون مقابر للأحياء، لكنها لم تقتل الإرادة، والأسرى الفلسطينيون ليسوا مجرد ضحايا للاحتلال، بل هم مقاتلون يحملون قضية وطنهم في قلوبهم، ويدفعون ثمن الحرية بأجسادهم وأرواحهم ورغم القيد والسجان، فإنهم يعلمون أن الحرية قادمة لا محالة، لأن إرادة الشعوب لا تُهزم، ولأن الاحتلال مهما طال، فإن مصيره إلى زوال، إنها معركة صبر وصمود، حيث يصبح الصبر سلاحا، ويصبح الأسير رمزا، ويصبح النضال طريقا إلى الحرية. والأسرى الفلسطينيون يعلمون أن القيد لا يدوم، وأن الشمس ستشرق يوما لتحمل لهم الحرية، "مهما طال الظلام، فإن الفجر آتٍ لا محالة، ومهما طال القيد، فإن الحرية قريبة".