في خطوة مهمة لتوطيد العلاقات بين جمهورية مصر العربية وجمهورية البرازيل الاتحادية، تم الإعلان عن تدشين شراكة استراتيجية بين البلدين في أعقاب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى البرازيل. وقد تم توقيع بيان مشترك بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي والرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، ليؤكد التزام البلدين برفع مستوى التعاون الثنائي إلى "شراكة استراتيجية"، بما يحقق مصالح شعبيهما ويعزز التنسيق في قضايا إقليمية ودولية مهمة.

السيسي ودا سيلفا100 عام من العلاقات الدبلوماسية

يأتي هذا الإعلان في إطار الاحتفال بمرور 100 عام على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والبرازيل، وهي علاقة تاريخية تمتاز بالتنوع والتعاون العميق بين البلدين. كما يبرز البيان المشترك إيمان الطرفين بأهمية تعزيز أواصر الصداقة بين شعبيهما، مشيرًا إلى عضويتهما في مجموعة البريكس، وهي منصة تقوم على أسس الاحترام المتبادل والتضامن بين أعضائها، مما يعزز من فرص التنسيق والتعاون في العديد من المجالات العالمية.

وأوضح البيان المشترك أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين تهدف إلى ترسيخ السلام وتعزيز نظام دولي أكثر عدالة وتمثيلًا لجميع دول العالم. كما يؤكد الطرفان التزامهما بتحقيق تنمية مستدامة ونمو شامل، ويضعان مكافحة الفقر والجوع وعدم المساواة على رأس الأولويات، سواء على الصعيدين المحلي أو الدولي.

ويعد هذا الالتزام جزءًا من رؤية مشتركة لترسيخ سياسات تعزز التكامل الإقليمي وتعزز التعاون بين دول الجنوب العالمي، بما يشمل تعزيز التجارة وتوسيع دائرة التعاون في مجالات حيوية مثل الاقتصاد، البيئة، الزراعة، والتعليم، فضلاً عن التعاون في المجالات الثقافية والرياضية والسياحية.

وتشير الوثيقة إلى أهمية تعزيز آليات الحوار الاستراتيجي بين البلدين من خلال عدة أدوات دبلوماسية قائمة. فقد كانت هناك مذكرة تفاهم بين مصر والبرازيل في عام 2009 لإنشاء آلية للحوار الاستراتيجي، وكذلك مذكرة مشاورات سياسية تم توقيعها في 2003. بالإضافة إلى اتفاقية إنشاء لجنة تنسيق مشتركة بين البلدين منذ عام 1985.

من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات بين مصر والبرازيل تشهد مرحلة جديدة من التطور والازدهار، مضيفًا أن هذا التحول يعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك السياسة، الاقتصاد، والثقافة، بما يحقق مصالح الشعبين ويعزز من مكانتهما على الساحة الدولية.

وأشار فهمي إلى أن هذه الشراكة الاستراتيجية تأتي في إطار مرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بين مصر والبرازيل، وهي فترة شهدت تعزيزًا للتنوع في العلاقات والتعاون بين البلدين. كما أكد فهمي أن كلا البلدين يولي أهمية كبيرة لتطوير التعاون في قضايا التنمية المستدامة، مكافحة الفقر، وتعزيز التعددية على المستوى الدولي، حيث يشارك البلدان في العديد من المنظمات الدولية مثل مجموعة البريكس، ويؤكدون على أهمية إصلاح النظام الدولي ليكون أكثر تمثيلًا وعدالة.

وأضاف فهمي أن مصر والبرازيل يسعيان إلى تعزيز التعاون في مجالات عدة، منها التجارة والاستثمار، والعلوم والتعليم، فضلاً عن التعاون الثقافي والرياضي. وتوقع أن تشهد العلاقات بين البلدين المزيد من النمو والتوسع في السنوات المقبلة، مع التركيز على تحقيق المنفعة المتبادلة وتعزيز التكامل الإقليمي بينهما.

واختتم: "الشراكة الاستراتيجية بين مصر والبرازيل تعد خطوة مهمة نحو بناء علاقة طويلة الأمد قائمة على التعاون والتفاهم، وهو ما يعكس التوجهات الجديدة للسياسة الخارجية المصرية في تعزيز العلاقات مع دول الجنوب العالمي".

ويعكس هذا التعاون العميق التزام الطرفين بتكثيف العلاقات الدبلوماسية وتبادل الزيارات على المستويات العليا، وهو ما سيسهم في تعزيز التواصل والتفاهم بين القادة والمسؤولين رفيعي المستوى في كلا البلدين.

من بين أبرز ملامح الشراكة الاستراتيجية، أكد البيان على أهمية التعاون في عدد من المجالات الحيوية بما في ذلك:

الاقتصاد والتجارة: تعزيز التعاون التجاري بين البلدين، وزيادة الاستثمارات المتبادلة في قطاعات متعددة.البيئة: التعاون في مجالات حماية البيئة والتنمية المستدامة.الزراعة: تعزيز التعاون الزراعي بما في ذلك تبادل الخبرات والتقنيات الحديثة.العلوم والتعليم: تعزيز البرامج التعليمية والبحثية المشتركة.الثقافة والرياضة: تنظيم فعاليات ثقافية ورياضية مشتركة بين البلدين لتعزيز التبادل الثقافي وتعميق الصداقات.

وأعلن البيان عن تشكيل خطة عمل لتنفيذ هذه الشراكة، مع الإشارة إلى أن هذه الخطة ستتم مراجعتها بانتظام لتواكب تطورات العلاقات الثنائية وتستجيب للاحتياجات المستجدة في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية.

أولى ثمار قمة العشرين.. شراكة استراتيجية تفتح آفاقا واعدة بين مصر والبرازيل الرئيس السيسي يشارك في قمة العشرين.. شراكة تجارية واعدة بين مصر والبرازيل

وأكد البيان على الالتزام المشترك بتعزيز التعددية في السياسة الدولية والإصلاح الهيكلي للمؤسسات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، من أجل ضمان تمثيل أكثر عدالة وفعالية في عالم القرن الحادي والعشرين.

وشدد الطرفان على ضرورة العمل سويًا لتفعيل هذه الإصلاحات، بما يعكس التوازن العالمي الجديد ويحسن من كفاءة عمل المؤسسات الدولية في مواجهة التحديات المشتركة.

ويُعد إعلان الشراكة الاستراتيجية بين مصر والبرازيل خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، وتحقيق مصالح شعبي البلدين على الأصعدة السياسية، الاقتصادية، والثقافية. كما يعكس التزام البلدين بتعزيز السلام، والتنمية المستدامة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية على الصعيدين المحلي والدولي، وهو ما يؤكد رغبة القاهرة وبرازيليا في رسم مستقبل مشترك قائم على التعاون الوثيق والتفاهم المتبادل.

من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، يتوقع أن يشهد التعاون بين مصر والبرازيل نقلة نوعية في المرحلة القادمة، مما يعزز من دورهما الفاعل في الساحة الدولية ويعكس عمق العلاقات بين البلدين على مدار قرن من الزمن.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر والبرازيل مصر البرازيل البرازيل الاتحادية جمهورية البرازيل الاتحادية جمهورية مصر العربية جمهورية مصر العلاقات الدبلوماسیة الشراکة الاستراتیجیة بین مصر والبرازیل تعزیز التعاون العلاقات بین بین البلدین التعاون فی بما فی ذلک تعزیز ا

إقرأ أيضاً:

وزير الصناعة ونظيره السعودي يبحثان سبل تعزيز التعاون بين البلدين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استقبل الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، بندر إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي والوفد المرافق له، لبحث سبل تعزيز أطر التعاون والتكامل الصناعي بين مصر والمملكة العربية السعودية خلال المرحلة المقبلة.

حضر اللقاء المهندس خليل إبراهيم بن سلمة، نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي لشؤون الصناعة والوزير المفوض عبد الرحمن الدهاس، نائب سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، والسفير إيهاب نصر، مستشار وزير الصناعة للتعاون الدولي، ودعاء سليمة، المدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة.

وفي مستهل اللقاء أكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل قوة العلاقات التي تربط القيادة السياسية والشعبين في البلدين الشقيقين، مؤكدًا حرص وتطلع وزارة الصناعة المصرية على زيادة حجم التعاون مع الجانب السعودي في كافة الملفات الخاصة بالصناعة بين البلدين بما يصب في صالح الشعبين الشقيقين.

وأضاف الفريق كامل الوزير، أن مصر منفتحة للتعاون مع كافة الأشقاء العرب للتعاون في مجال الصناعة التي تعتبر قاطرة التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أهمية إقامة مصانع  ومناطق لوجستية مشتركة مع الأشقاء السعوديين في مصر والسعودية بما يساهم في تحقيق التكامل الصناعي وزيادة حجم المبادلات التجارية بينهما خاصةً مع الموقع الجغرافي المتميز لكلا البلدين وتوافر وسائل الربط المختلفة بينهما، مؤكدًا على أهمية دور النقل بكل أنواعه (بحري، سككي، وبري) في خدمة قطاع الصناعة ونقل المنتجات من أماكن تصديرها إلى الموانئ البحرية إقامة الصناعة فيما يخص نقل المنتجات سواء للسوق المحلية أو للمناطق اللوجستية والموانئ تمهيداً للتصدير للأسواق الخارجية.

واستعرض عدد من المجالات التي يمكن أن تشكل انطلاقة قوية في مجال التعاون بين البلدين الشقيقين مثل التعاون في تصنيع قطاعات الألومنيوم في مصر أو السعودية لتلبية احتياجات السوق المصري الكبيرة من الألومنيوم، بالإضافة إلى إقامة مصانع مشتركة مع المملكة في مجالات استراتيجية تشمل مكونات السيارات (إطارات -ضفائر -هياكل - فرامل)، والبتروكيماويات، وتصنيع مهمات محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، وكذا تصنيع البوليستر ومشتقاته في مصر إلى جانب تصنيع المادة الفعالة للأدوية لا سيما أدوية الأمراض المزمنة والحرجة والتوسع في الصناعات الغذائية السعودية بالسوق المصري، وذلك لتلبية احتياجات السوقين المصري والسعودي والتصدير للخارج، مؤكدا على توافر الأراضي الصناعية المرفقة لإنشاء المصانع التي يتم الاتفاق عليها بين الجانبين بالإضافة إلى توافر الأيدي العاملة الماهرة ومكونات الصناعة المختلفة.

وتم  الاتفاق خلال الاجتماع الاتفاق على عقد لقاءات مكثفة خلال الفترة القادمة بين مركز تحديث الصناعة التابع لوزارة الصناعة وهيئة تنمية الصادرات السعودية لمتابعة مستجدات وملفات هذا التعاون المشترك ووضع خارطة طريق لانطلاق التعاون الصناعي الكبير بين مصر  والسعودية.

وأكد بندر إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي أهمية التكامل بين مصر والمملكة خاصةً مع  الموقع الجغرافي المتميز للبلدين ووقوعهما على البحر الأحمر، وتمتع كلٍ من مصر والسعودية بثروات طبيعية ضخمة يمكن أن تُبنى عليها صناعة قوية، مشيرًا إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الوزارتين لترجمة العلاقات الوطيدة بين مصر والمملكة إلى مشروعات حقيقية تسهم في توفير فرص عمل جديدة وتعود بالنفع على اقتصادين البلدين مضيفا أن مجموعة العمل المشكلة من ممثلي وزارة الصناعة والثروة المعدنية ووزارة الصناعة المصرية ستركز على مسارات محددة  تشمل المجالات التي تم التباحث حولها إلى جانب العمل على التكامل في سلاسل الإمداد، والتصنيع المتقدم، وتنمية القدرات البشرية.

وعلى هامش الاجتماع شهد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل وبندر بن إبراهيم الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي توقيع عقد اتفاقية تعاون سلاسل الإمداد بين شركة التوكل للصناعات الحديدية والجلفنة المصرية وشركة فلك الأعمال السعودية للتعاون في مجال تصنيع أبراج الاتصالات وتوريدها في المملكة العربية السعودية، وقد وقع عقد الاتفاقية كلا من  محمود هريدي مدير عام شركة التوكل للصناعات الحديدية والجلفنة، و مضحي ساير التريباني، مدير عام شركة فلك الأعمال السعودية، ويستهدف العقد تعزيز أطر التعاون بين الشركتين في مجال الصناعات الحديدية المتخصصة والجلفنة وتصنيع أبراج الاتصالات في مصر وكذلك أي أعمال أخرى يُتفق عليها بين الشركتين لاحقاً لتوسيع مجال العمل في جميع المنتجات الصناعية للشركة المصرية من خلال إعداد وتقديم العروض الفنية والخبرات العملية للدخول في المناقصات الحكومية والعامة داخل المملكة العربية السعودية.

مقالات مشابهة

  • مصر وإندونيسيا تتفقان على تعزيز التعاون فى التجارة وأمن الغذاء والطاقة والدفاع والتعليم وتوثيق الشراكة الاستراتيجية
  • تعزيز «الشراكات الاستراتيجية» مع الجانب الفرنسي
  • الرئيس السيسي: مصر حريصة على تعزيز العلاقات الثنائية مع إندونيسيا وتطويرها لمستوى الشراكة الاستراتيجية الكاملة
  • حزب "المصريين": القمة المصرية الإندونيسية تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين
  • العراق والأردن يؤكدان على تعزيز التعاون بين البلدين
  • رئيسة الهند تبحث مع وفد برلماني أرميني سبل تعزيز العلاقات بين البلدين
  • وزير الزراعة يبحث مع سفيرة أمريكا بالقاهرة سبل تعزيز العلاقات بين البلدين
  • وزير الصناعة ونظيره السعودي يبحثان سبل تعزيز التعاون بين البلدين
  • العراق والكويت يؤكدان على تعزيز التعاون بين البلدين
  • القيب يناقش مع السفير الإيراني سبل تعزيز الشراكة الأكاديمية بين البلدين