تنطلق غداً الثلاثاء أعمال الدورة الثالثة من منتدى دبي للمستقبل، أكبر تجمع عالمي لخبراء ومصممي ومؤسسات استشراف المستقبل، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل.
وتشهد فعاليات المنتدى الذي تنظمه مؤسسة دبي للمستقبل يومي 19 و20 نوفمبر في متحف المستقبل بدبي، نحو 70 جلسة حوارية وكلمة رئيسية وورشة عمل سيشارك بها أكثر من 150 متحدثاً من المسؤولين الحكوميين والرؤساء التنفيذيين والأكاديميين وصانعي القرار وقادة الفكر وخبراء المستقبل من دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم.


وأكد محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، نائب رئيس مجلس الأمناء العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أن منتدى دبي للمستقبل يشكل نموذجاً عالمياً لمفهوم مأسسة استشراف المستقبل الذي يؤمن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأهمية دوره في تعزيز الجاهزية للمستقبل والاستعداد للاستفادة من فرصه المتنوعة والواعدة.
وقال القرقاوي: 'أصبحت دبي ودولة الإمارات وجهة لآلاف الخبراء المهتمين بالمستقبل الذين يجتمعون سنوياً لمناقشة ما سيشهده العالم من تغيرات وتحولات رئيسية في مختلف المجالات، ورفع التوصيات اللازمة لدعم متخذي القرار حول العالم للاستعداد لمتغيرات المستقبل'.
وأضاف: 'التطورات المتسارعة في العالم تفرض علينا مراجعة أولوياتنا الحكومية وأدواتنا بشكل مستمر، حيث سيرتبط نجاح حكومات المستقبل في مدى قدرتها على استشراف فرص المستقبل والاستفادة منها. ومن خلال منتدى دبي للمستقبل، نقوم بجمع المفكرين وصناع القرار لتعزيز الشراكات الدولية وتصميم مستقبل أفضل للبشرية'.


-مشاركة من 100 دولة
ويشارك في منتدى دبي للمستقبل 2024 أكثر من 2500 خبير ومتخصص في مجالات استشرافية ومستقبلية عديدة من نحو 100 دولة، ونحو 100 مؤسسة دولية متخصصة في مجال تصميم المستقبل.
-كلمات رئيسية
وترسم الكلمات الرئيسية للمنتدى، والتي يلقيها مسؤولون وخبراء من دولة الإمارات والعالم، ملامح المستقبل بفرصه وإمكاناته، وتقدم تصورات متنوعة وآراء مختلفة حول كيفية تفعيل الشراكات والتعاون على المستوى العالمي بين القطاعات الحكومية والأكاديمية والخاصة والبحثية ومؤسسات تصميم المستقبل من أجل تحقيق أفضل النتائج في مدن ومجتمعات المستقبل اقتصادياً واجتماعياً وصحياً وبيئياً.
-جلسات اليوم الأول
وتتضمن الجلسات الرئيسية لليوم الأول من منتدى دبي للمستقبل 2024 جلسة حوارية بعنوان 'من الفضاء إلى المحيط: مستقبل استكشاف الكون' بمشاركة سارة صبري أول رائدة فضاء عربية وإفريقية، والبروفيسور أسامة الخطيب خبير الروبوتات ومبتكر روبوت استكشاف أعماق البحار 'أوشن وان كيه'، وسعاد الحارثي خبيرة استكشاف الطبيعة في ناشونال جيوغرافيك. تتبعها جلسة حوارية بعنوان 'مفاهيم الزمن وتأثيرها في رؤيتنا للمستقبل' بمشاركة كلٍ من جوناثان كيتس خبير الفلسفة التطبيقية، وآن بيت هوفيند رئيسة صندوق مكتبة المستقبل، والدكتور باتريك نواك من مؤسسة دبي للمستقبل.
ويلقي الدكتور براغ خانا مؤسس 'ألفا جيو' كلمة رئيسية بعنوان 'هل ستكون المناطق الأكثر جاهزية للمستقبل هي الوجهة المقبلة للمجتمعات؟'. وتبحث الجلسة النقاشية بعنوان 'ماذا يحدث لو لم نستشرف المستقبل؟' بمشاركة سعادة خلفان بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، وآيمي ويب الرئيسة التنفيذية لمعهد 'المستقبل اليوم'، أهمية استشراف المستقبل بشكل مؤسسي ومدروس.
بدوره، يقدم الدكتور جوردان نيوين المخترع والمؤلف والمحاضر والمهندس الطبي الحيوي لدى 'سايكينيتك'، في كلمة رئيسية، مجموعة من الإجابات التي يطرحها من وجهة نظره وخبراته ودراساته على سؤال 'كيف تخدم التكنولوجيا أصحاب الهمم في المستقبل؟'.
-15جلسة و5 محاور رئيسية
وتتضمن فعاليات اليوم الأول من منتدى دبي للمستقبل أيضاً 15 جلسة تركز على محاور مستقبل التحولات المجتمعية، ومستقبل الأنظمة البيئية، وفرص أجيال المستقبل، ومستقبل الأنظمة الصحية، وإضافة إلى جلسات متخصصة في استشراف المستقبل.
ويجيب الخبراء العالميين خلال مشاركتهم في الجلسات المتخصصة عن أسئلة عالمية مهمة، ومنها على سبيل المثال: ماهي حقوق وتشريعات الطبيعة؟ وما هو مستقبل صناعة الدواء؟ وهل يمكننا التحكم بالمستقبل؟. كما تتضمن هذه الجلسات مشاركة ماكوتو سوزوكي طبيب القلب الياباني (92 عاماً) في جلسة حول أبحاث إطالة العمر.
ويضم محور 'جلسات متخصصة في استشراف المستقبل' في اليوم الأول جلسات ' هل يمكن أن نتفق على آلية موحدة لاستشراف المستقبل؟'، و'تجارب عملية لاستشراف المستقبل من حول العالم'، و'صناعة التغيير بالاستناد إلى تجارب الماضي والحاضر والمستقبل'.
أما محور 'مستقبل التحولات المجتمعية' فيشمل جلسات 'الاستثمار في غد أفضل: كيف ستتطور آليات العمل الخيري في المستقبل؟' تليها جلسة 'دور المواد الجديدة في صناعة مستقبل قطاعي الصحة والبيئة؟' ثم جلسة حول مسابقة قصص الخيال العلمي و'كيف يمكن أن يعزز الخيال العلمي قدرتنا على تخيّل المستقبل؟'
ويتضمن محور 'مستقبل الأنظمة البيئية' ثلاث جلسات تباعاً بعنوان 'ماذا لو تمكّنّا من تعزيز قدرة البيئة على إنقاذ نفسها؟' و'مستقبل حقوق الطبيعة وتشريعاتها' و'دور الفطريات في تعزيز التوازن البيئي والصحة العامة في المستقبل'.
أما محور 'فرص أجيال المستقبل' فيقدم في اليوم الأول جلسات 'كيف يمكن لعادات الماضي أن تغيّر مفاهيم المستقبل؟' و'هل حقاً يمكننا أن نتحكم بالمستقبل؟' و'كيف نساعد المجتمعات في التكيّف مع التحولات المستقبلية؟'.
وتغطي جلسات محور 'مستقبل الأنظمة الصحية' عناوين 'مستقبل صناعة الدواء في عصر الذكاء الاصطناعي' و'كيف ستؤثر مدن المستقبل على الصحة وإطالة العمر؟' و'ماذا لو ارتبطت صحة المجتمعات بصحة الأرض التي يعيشون عليها؟'
-معارض وورش عمل
كما يشهد اليوم الأول من منتدى دبي للمستقبل تنظيم معرض 'بلايفل فيوتشرز' حول دمج المجتمعات في تصميم مستقبل أفضل، ومعرض ألعاب استشراف المستقبل.
كما سيتم تنظيم ورشة عمل 'سيناريوهات مستقبلية حول الأنظمة الصحية' بالتعاون بين منظمة الصحة العالمية ومتحف الاكتشاف (MOD)، وورشة عمل 'إعادة التدوير ومستقبل التصنيع' من تنظيم (ARUP)، وورشة عمل 'تغيير السيناريو: كيف يمكن للأفلام أن تؤثر إيجابياً على مستقبل الذكاء الاصطناعي؟ ' التي ينظمها معهد 'مستقبل الحياة'.
-100 مشروع مبتكر
وسيشهد منتدى دبي للمستقبل 2024' أيضاً استعراض أفضل 100 مشروع تجريبي وحل مبتكر في منطقة 2071 بأبراج الإمارات ضمن مبادرة ' حلول دبي للمستقبل - ابتكارات للبشرية' التي سيتم تنظيمها بإشراف سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وبالتعاون بين مؤسسة دبي للمستقبل ومؤسسة 'حسين سجواني – داماك الخيرية' الشريك الاستراتيجي لهذه المبادرة والتي أعلنت مؤخراً عن تخصيص 100 مليون درهم إماراتي لدعم الابتكار والتكنولوجيا.
-فعاليات مصاحبة مفتوحة للجمهور
وتتميز هذه الدورة من 'منتدى دبي للمستقبل' بالفعاليات المصاحبة المفتوحة لعامة الجمهور لأول مرة في تاريخ المنتدى، ومنها سلسلة عروض أفلام متخصصة بالمستقبل وقضاياه يومي 18 و19 نوفمبر 2024 في سينما عقيل بجادة السركال في منطقة القوز بدبي، ويومي 20 و21 نوفمبر 2024 في 'سينما عقيل في 25 ساعة' في 'ون سنترال' بدبي. كما سيتم تنظيم فعالية بعنوان 'مستقبل الثقافات المحلية' تصورات مستقبل مشترك يصممه الإبداع البشري بواسطة صور يتم توليدها بالذكاء الاصطناعي. وتستمر هذه الفعالية الفنية المفتوحة للجمهور على مدار أربعة أيام من الإثنين 18 نوفمبر إلى الخميس 21 نوفمبر 2024 في منطقة 'ذا كورتيارد' بالقوز بدبي.
لمزيد من المعلومات حول 'منتدى دبي للمستقبل 2024' يرجى زيارة رابط المنتدى على الموقع الإلكتروني لمؤسسة دبي للمستقبل: www.dubaifuture.ae/dubai-future-forum-2024.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات حمدان بن محمد دبي صناعة المستقبل منتدى دبی للمستقبل 2024 مؤسسة دبی للمستقبل استشراف المستقبل مستقبل الأنظمة الیوم الأول رئیس مجلس

إقرأ أيضاً:

منتدى التنمية الصيني

 

 

تشو شيوان **

منصة لتعزيز التعاون العالمي في مواجهة التحديات الاقتصادية

مع تزايد حالة عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي، يُبرِز "منتدى التنمية الصيني 2025" أهمية الحوار والتعاون كأدوات أساسية لتحقيق التنمية المستدامة؛ إذ إن حضور أكثر من 750 ممثلًا دوليًا لهذا الحدث في بكين يعكس الاهتمام العالمي المتزايد بنهج الصين التنموي، خاصة في ظل تصاعد التحديات الاقتصادية والتكنولوجية التي يواجهها العالم اليوم.

ومن خلال المنتدى، تؤكد الصين مجددًا التزامها بالانفتاح والتعاون؛ حيث تعهد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ بتوسيع نطاق الوصول إلى السوق ومعالجة شواغل الشركات الأجنبي، وهنا يعكس إدراك الصين العميق لدورها كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي العالمي، خاصة في ظل التباطؤ الذي تشهده العديد من الاقتصادات الكبرى. وفي الحقيقة، أجدُ أن المنتدى تكمن في قدرته على توفير أرضية مشتركة للحوار بين الصين والعالم، وهو أمر تزداد الحاجة إليه في ظل تصاعد الحمائية الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية؛ فبدلًا من الانغلاق، تقدم الصين نموذجًا يدعو إلى التكامل والتعاون والتشارك في الموارد، وهو ما يتماشى مع طموحات العديد من الدول الساعية إلى تحقيق تنمية مستدامة.

بالنسبة للدول العربية، يُمثل المنتدى فرصة ثمينة لتعزيز التعاون مع الصين، سواء عبر التكامل مع مبادرة "الحزام والطريق" أو عبر تعزيز التعاون في مجالات التحول الرقمي والاقتصاد الأخضر؛ فالتجربة الصينية في التنمية التكنولوجية والابتكار الصناعي يمكن أن تكون مصدر إلهام للدول العربية في سعيها لتنويع اقتصاداتها وبناء قطاعات مستقبلية أكثر استدامة.

وفيما يخص الموضوعات المطروحة في المنتدى؛ فهي تركز على الذكاء الاصطناعي والتنمية الخضراء، تعكس اتجاهًا عالميًا نحو إعادة تعريف مفهوم التنمية، ليكون أكثر تركيزًا على الابتكار والاستدامة، كما أن التركيز على تحول الطاقة والاقتصاد الرقمي يتماشى مع الأجندة الاقتصادية الطموحة للكثير من الدول العربية التي تسعى إلى تنويع اقتصاداتها بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على النفط. ولذلك، فإنَّ المنتدى يمثل فرصة لتفعيل شراكات جديدة، والاستفادة من الخبرات الصينية في تطوير البنية التحتية الذكية والتكنولوجيا المتقدمة، وفي هذا السياق، فإن التفاعل بين الشركات متعددة الجنسيات وصانعي القرار في الصين سيساعد على تشكيل رؤية اقتصادية أكثر تكاملًا للعالم، وهو ما قد يكون مفتاحًا لإعادة إحياء الاقتصاد العالمي في المرحلة المقبلة.

وفي وقت تتصاعد فيه النزعات الحمائية في الغرب، تقدم الصين نموذجًا مضادًا عبر تعهدها بحماية التجارة الحرة وتسهيل اندماج الشركات الأجنبية في سوقها. وقد كان خطاب رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ واضحًا؛ حيث قال إن الصين لن تنغلق على نفسها؛ بل ستعمق شراكاتها. وهذا الموقف ليس إيثارًا، بل إدراكًا أن النمو العالمي المترابط هو الضامن الوحيد للازدهار المشترك في عصر الأزمات المتتالية.

الدرس الأهم من "منتدى 2025" هو أن التعاون الدولي لم يعد خيارًا؛ بل ضرورة وجودية، والصين تقدم نفسها كقائدة لهذا المسار، لكن نجاحها مرهون بقدرتها على تحويل الخطاب إلى مشاريع تُحدث فرقًا في حياة الناس، وبالنسبة للعالم فإن المنتدى فرصة لتعزيز الشراكة مع بكين في مجالات نوعية كالذكاء الاصطناعي والاقتصاد الدائري، بعيدًا عن النموذج التقليدي للعلاقات التجارية.

منتدى التنمية الصيني ليس مجرد اجتماع اقتصادي؛ بل حدث استراتيجي يعيد رسم خريطة التعاون العالمي، فبينما تواجه الاقتصادات العالمية تحديات متزايدة، فإن مثل هذه المنصات توفر فرصًا لإيجاد حلول مشتركة ومستدامة. ويبقى السؤال الأهم: هل سيستفيد العالم من هذا الزخم لإعادة بناء نظام اقتصادي أكثر عدالة وشمولًا، أم ستظل التحديات السياسية والاقتصادية عقبة أمام تحقيق التكامل المنشود؟، هذا التساؤل الذي ينتظره العالم إجابته والتي لن نصلها إلّا لو وَضَعَ العالم يده مع بعضه البعض والعمل نحو مستقبل أفضل، وهذا جوهر ما تريده الصين من مثل هذه المنتديات العالمية، والأهمية الحقيقية للمنتدى تكمن في كونه اختبارًا عمليًا لإمكانية بناء تحالفات تنموية في عالم مُمزَّق.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية - العربية

 

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة أسيوط يفتتح نموذج محاكاة مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد
  • منتدى التنمية الصيني
  • مكتوم بن محمد: حمدان بن راشد تاريخ من العطاء والإخلاص
  • في يومه الثالث.. مؤتمر فلسطين الـ3 يناقش 87 بحثاً وورقة عمل في 10 جلسات
  • في يومه الثالث ..مؤتمر فلسطين الثالث يناقش 87 بحثاً وورقة عمل في 10 جلسات
  • كتلة بورسعيد البرلمانية تعلن فوز 6 سيدات بالعمرة
  • فتح باب التسجيل في «دبي لخبراء المستقبل»
  • «دبي لخبراء المستقبل» يستقبل طلبات التسجيل حتى 17 إبريل
  • مستقبل وطن بالمنيا يوزع 30 جهاز عروسة ويكرم 100 من حفظة القران الكريم
  • استكمال جلسات اليوم الثاني من المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” بالعاصمة صنعاء